“كانت السيدة غريك تتمتع بأناقةٍ وحكمة، ونالت احترام العديد من النبيلات. أن تكتب تلك الروايات الرخيصة أمر يثير خيبة أمل لا توصف.”
ردت السيدات الواقفات على الجانبِ الآخر.
“هل قرأتِ روايات السيدة غريك؟ قد يُساءُ فَهمها بسبب الوصف الجريء، لكن القصة والأسلوب لا يعلى عليهما، عمل رائع بكل المقاييس. كتابتها لهذا العمل زادت احترامي لها.”
كانت ردود فعل السيدات، على أي حال، من الأكثر تهذيبًا.
فبسبب (خوفهن من ماريغولد) لم يجرؤن على قول شيء سيئ أمام داليا علانيةً.
لكن عائلة داليا الأصلية وعائلة زوجها لم تكونا كذلك.
شعر كبار السن في العائلتين، اللتين شغلتا مناصب بيروقراطية عبر أجيال وأعطتا الأولوية للنزاهة والكرامة، بخيبة أمل تجاوزت إلى الشعور بالخيانة تجاه داليا.
“ابنتي الطيبة تكتب مثل تلكَ الكتاباتِ المخجلة… أنا محرجة جدًا لدرجة أنني لم أعد أستطيع حضور التجمعات الاجتماعية.”
“ظننت أنني استقبلت زوجةَ ابنٍ متعلمةً وذكية، فإذا بهذا يحدث…”
اتسعت عينا داليا وهي تقف صامتة تستمع إلى سيل الانتقادات.
فقد وقف زوجها، الكونت غريك، أمامها.
كأنه يحميها.
“أعمال داليا حظيت بتقدير الجمهور وأحدثت تأثيرًا هائلاً. لقد حققت إنجازًا غير مسبوق لعائلة غريك وبيرانشي (عائلة داليا الأصلية). إن لم تستطيعوا مدح ذلك، فلا تنتقدوه على الأقل.”
ذُهل كبار العائلتين من كلمات الكونت غريك، الذي كان دائمًا يحترم الآداب بدقة.
“ماذا، ماذا قلت؟”
“سنغادرُ الآن. إذا كنتم ستكررون هذا الكلام، فلا تستدعوني مجددًا.”
أنهى الكونت غريك كلامه، وأمسكَ يد داليا، وغادر القصر.
نظرت داليا إلى زوجها بعينين متفاجئتين.
كانت تعتقد أن زوجها سيكون أكثر الناسِ خيبة بها.
لذلك، بعد كشفها أنها الكاتبة ، لم تجرؤ على محادثته بشكل صحيح.
لكن أن يردَ بهذه الطريقة…
سألته داليا بصوت يعكس ارتباكها.
“لماذا تدافعُ عني وتقف الى جانبي؟”
“ما معنى جانبكِ وجانبي؟ نحن زوجان، ألسنا كيانًا واحدًا منذ البدايةِ؟”
“…”
كانت داليا قد تزوجت زواجًا سياسيًا كأي نبيلة.
كان زوجها المتزمت مثل شجرة صلبة، يعاملها بكل احترام، لكن ذلك كان كل شيء.
‘ظننتُ أنه لا يكن لي أي عاطفة…’
قالت داليا بصوت خافت بعض الشيء.
“توقعتُ أن تغضبَ.”
عبس الكونت غريك.
“ولمَ أغضب؟”
“أنت تكره بشدة الأمور التي تسيء إلى المثالية.”
“…”
في الحقيقة، عندما علم الكونت غريك بسر داليا، كان مصدومًا لدرجة أنه لم يتمالك نفسه.
زوجتي كتبت رواية؟
بل تلك الرواية الشعبية الصاخبة التي هزت العاصمة، “قلب الدوق الأعظم الشمالي المشتعل” أو شيء من هذا القبيل؟!
قضى الكونت غريك ليلة بلا نوم من هول الصدمة، ثم ذهب إلى المكتبة ليبحث عن كتاب زوجته.
لكن في كل مكان زاره، كانت الكتب قد نفدت ولم يتمكن من الحصول على نسخة.
قال له صاحب المكتبة.
“سيدي، من الصعب الحصول على كتب تلك الكاتبة هذه الأيام. حتى النسخ الجديدة التي تصل تُباع فورًا بسبب كثرة الطلبات والمنافسة. إن كنت مستعجلاً، قد يكون من الأفضل شراء نسخة مستعملة، لكنها ستكون باهظة الثمن.”
لم تكن “باهظة” كلمة كافية.
حصل على الكتاب بثمن يضاهي كتبًا نادرة عمرها مئات السنين.
“قلب الدوق الأعظم الشمالي المشتعل.”
العنوان وحده كان صادمًا.
لم يقرأ الكونت غريك كتابًا كهذا من قبل، فتردد كثيرًا قبل أن يفتح الصفحات، ثم…
“شعرتُ بمشاعر لم أختبرها من قبل وأنا أقرأ. كأن قلبي يخفق داخل عالم تلك القصة. كانت تجربةً غامضة.”
“…”
لم تصدق داليا كلماته.
رجل صارم يرتدي ملابس رسمية من رأسه إلى أخمص قدميه حتى في أحلكِ الظروف، يقول إنه استمتع بروايتي؟
داليا، التي تجمد وجهها من الدهشة، سمعت كلامةِ الكونت غريك.
“كتابة عملٍ رائع كهذا أمرٌ مذهلٌ حقًا، داليا.”
“…”
بهذه الجملة القصيرة، انسكبت دمعة من عيني داليا.
ارتبك الكونت غريك لرؤية زوجته، التي لم تظهر ضعفًا قطٌ، تبكي.
أخرج منديلاً من جيبه وناولها إياه، ثم أدار وجهه.
فمشاهدة امرأةٍ تبكي لم تكن من اللياقةِ.
بينما كان ينظر إلى السماء بلا هدف، وصل إلى أذنيه صوت داليا الممزوج بالبكاء.
“يسعدني أن تقولَ ذلكَ.”
كيف تبدو وهي تقول هذا؟
نظر الكونت غريك إليها دون وعي.
كانت داليا تبتسم بعينين دامعتين.
ابتسامة بريئة كفتاةٍ صغيرة رآها لأول مرة بعد ثلاث سنوات من الزواج، فاحمرت أذناه.
“في تلك الليلة، قضينا ليلة أكثر شغفًا من ليلة زفافنا الأولى.”
تذكرت داليا ذلك، وخفُتت حرارة وجهها وهي تتحدث إلى أرتيا.
“سمعت أنكِ ساعدتِ دان في شراء مبنى.”
بفضل نجاح العرض، بيعت الرواية كالنار في الهشيم، وجنَت دار نشر دان، التي تحتكر أعمال الكاتبة ريدليب، أموالاً طائلة.
اشترى دان مبنى كاملاً بأموال جمعها بجهد بعد تقشفه الطويل.
ليس في زقاق مظلم، بل في شارع مشمس واسع.
ووظف خمسة موظفين دفعةً واحدة.
استمعت ماريغولد للقصة بعينين تلمعان باهتمام.
“إذا كانت دار النشر بهذا الحجم، فكاتبتنا ريدليب أصبحت ثريةً جدًا.”
لم تنكر داليا ذلك.
“عندما أهديت كل العائلة بيتًا صيفيًا، توقفوا عن التذمر مؤخرًا.”
“المال هو أفضل وسيلة لإسكات الشكاوى، كما قلتِ دائمًا.”
أومأت ماريغولد، فقالت لها داليا.
“غولدجرس يجني ثروة من ألماس الثلج أيضًا.”
“نعم، زوجي متحمسٌ جدًا، يعود للبيت ويحتضنني أنا وسيسيليا طوال الوقت.”
احتضنت ماريغولد فريجيا وأكملت.
“والأميرة كذلك، أليس كذلكَ؟”
أومأت فريجيا ووجهها يحمر.
لم تكن بمستوى داليا وماريغولد، لكن فريزيا كانت تجني أموالاً لم تتخيلها يومًا.
نظرت بينيلوب، التي تجلس على الجانب الآخر، بوجه مليء بالإعجاب.
“جميعكن رائعاتٌ حقًا.”
قالت أرتيا، التي بجانب بينيلوب.
“بيني، هل تريدين العمل معي؟”
فوجئت بينيلوب.
“أنا؟ أي عمل سأقوم به؟”
“ننشئ قسمًا للعلاقات العامة ونبحث عن شخص يتولاه، أعتقد أنكِ مناسبة.”
لوحت بينيلوب بيديها ووجهها محمر.
“لم أفعل شيئًا كهذا من قبل، لا أعرف شيئًا…”
تدخلت فريجيا.
“كنت مثلكِ، لكن عندما جربت، وجدته ممكنًا.”
أضافت ماريغولد.
“عندما تتحدثين، يصغي مجتمع النبلاء بأكمله، هذه موهبة مثالية للعلاقات العامة، ستتألقين بالتأكيد.”
أومأت داليا أيضًا.
شجعها دعم السيدات، فاستجمعت بينيلوب شجاعتها.
“حسنًا، سأجربُ؟”
ما إن انتهت كلماتها حتى قدمت أرتيا عقدًا جاهزًا.
رأت سيدات الزهور ذلك وفكرن.
“جامعة العقود، أرتيا فون إيدينبرغ!”
كان لقبًا جديدًا لم تعرفه أرتيا بعد.
***
عُقد اجتماع عائلة إيدينبرغ.
أعلنت أرتيا أنها لن تعطي المال مجانًا بعد الآن، مما خفف من غضب أعمامها الذين كانوا يزمجرون.
ما من خيارٍ آخر.
إذا أثاروا ضجة، قد لا يحصلوا حتى على مصروفهم الشهري.
“المال يمنحُ السلطةَ لمن يملكه، حقًا.”
أدركت أرتيا قوة المال مجددًا وقادت الاجتماع.
عندما اقترب مناقشة المشاريع والشؤون العائلية من النهاية، قال ديريك.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 166"