كانت الإمبراطورة ترفض تمامًا أن يلتقي أرسين بأيّ شخصٍ من خارج العائلة. لذا، خطّط كيليان لأن يتظاهر بأنّه سيقضي الوقت مع أرسين وحده، ثم يجلبه إلى هذا المكان.
وأرتيا، التي علمت مسبقًا بالأمر، أومأت برأسها.
خرج كيليان، وبقيت أرتيا وحدها في الغرفة.
كان وجهها قد احمرّ قليلًا.
(إذًا، هذه هي غرفة سموّ الأمير.)
كانت الغرفة أكبر من غرفتها بمرّتين، ومليئةً بأثاثٍ من أرقى الأنواع، وكانت فخمة وجميلة.
لكن…
(لماذا تبدو باردة؟)
أدركت متأخرةً السبب.
لأنه لم يكن هناك أيّ شيءٍ شخصي، ككتابٍ مفضّل أو دميةٍ عزيزة.
ثم وقعت عيناها على وردة ذهبية موضوعة على الطاولة المستديرة.
(هذه الوردة…)
اتّسعت عينا أرتيا دهشةً عندما سمعت صوتًا لطيفًا يهمس في أذنها.
“يوم أصبحتِ فيه إيثيريال يا سيّدة إيدينبرغ، أحضر سموّ الأمير هذه الوردة من مكانٍ ما.”
وحين أدارت رأسها، رأت نوكتورن يدخل دافعًا صينيّة.
“سموّه لم يكن يُلقي بالًا للزهور، وكان يراها بلا فائدة، ولم يُعطها نظرةً واحدة. لكنه هو من اختار المزهرية بنفسه، ويرشّ عليها السحر كلّ صباح. لهذا لم تذبُل الزهرة ولا تزال تحتفظ بنضارتها حتى الآن.”
احمرّ وجه أرتيا عندما اكتشفت السرّ الذي لم تكن تتوقعه خلف تلك الوردة.
“حقًا؟”
ابتسم نوكتورن بلطف، وبدأ بصبّ الشاي في الكوب الموضوع أمام أرتيا.
كانت حركاته أكثر أناقةً من أيّ سيّدةٍ نبيلة.
كانت أرتيا تحدّق به.
“إلى أيّ حدٍّ يعلم السيّد أليهاس؟”
فجاءهت جوابه غامضًا.
“أعلم بقدر ما سمح لي به سموّ الأمير.”
فنظرت أرتيا إلى كوب الشاي المليء بالعطر الزكيّ، وسألت هذه المرّة بطريقة أكثر تحديدًا.
“هل أخبرك سموّه عن علاقتنا؟”
“لم يُفصِّل كثيرًا، فهو ليس من الأشخاص المتأنّقين في التعبير، لكنه أعطى أمرًا كهذا.”
“تصرّف واجعل أرتيا فون إيدينبرغ أولويّتكَ القصوى، مهما كانت الظروف.”
كان ذلك ثاني أمرٍ غير متوقّع تسمعه أرتيا بعد أمر الوردة، فازداد احمرار وجهها.
احتست رشفةً صغيرة من الشاي خجلًا، ثم تردّدت قليلًا قبل أن تتكلم.
“ألستَ منزعجًا من علاقتي بسموّ الأمير؟”
وهذه المرّة، كانت عينا نوكتورن هما من اتّسعتا دهشة.
“ولِمَ تسألين هذا السؤال؟”
“أنا لستُ شريكةً مناسبةً له.”
فهو الأمير الأقرب لأن يكون الإمبراطور القادم.
أما أرتيا، فقد كانت امرأة سبق لها الزواج، وعليها واجب إنجاب وريثٍ لمنزل الدوق.
لذا، ظنّت أن علاقتها مع كيليان، إذا كُشفت، ستجلب الانتقادات والقلق أكثر من التهاني.
وخصوصًا من شخصٍ مثل نوكتورن، الذي يخدم كيليان عن قرب.
لكن نوكتير ابتسم وكأنّ ما قالته غير منطقي.
“يبدو أن السيّدة إيدينبرغ قد نسيت، بعد أن ذاقت حلاوة الحب، كم أنّ سموّ الأمير… شخصٌ صعب الطباع.”
“……”
“تنتشر شائعة تقول إن سموّ الأمير كيليان يعاني من رُهاب النساء، لكن الحقيقة أنها شائعةٌ كاذبة.”
ثم همس نوكتورن وكأنه يبوح بسرّ خطير.
“سموّه لا يكره النساء، بل يكره البشر.”
فمنذ ولادته، لم ينل ذرةً من الحبّ من والده أو والدته.
أما من حوله من الخدم والمقرّبين، فكانت نصف ابتساماتهم مزيّفة.
وكيف لإنسان نشأ في بيئة كهذه أن ينمو بشكلٍ طبيعي؟
لقد كره كيليان الناس.
“حين أُجبرتُ وأنا في الثانية عشرة على خدمته، شعرت برعبٍ شديد.”
فكانت نظراته قاسية لا تليق بطفل.
وكان يعاقب ويطرد كلّ من يخطئ ولو بخطأٍ بسيط، وكأنّ الإنسان بقربه لا قيمة له سوى إنجازه.
“ولستُ أنا استثناءً. السبب الوحيد لبقائي إلى جواره لأكثر من عشر سنوات هو كفاءتي فقط.”
لو أنّ نوكتورن بدا عديم الفائدة في نظره، لكان قد طُرد فورًا (رغم أنّ نوكتورن كثيرًا ما كان يرحّب سرًّا بفكرة التقاعد بتلك الطريقة).
“لكنّ سموّه تغيّر.”
وكان نوكتورن يعلم تمامًا متى بدأ ذلك التغيير.
حين وصلته رسالة من أرتيا فون إيدينبرغ تطلب مساعدته.
منذ تلك اللحظة، أصبح يسأل عنها باستمرار، وكان يتضايق لأنه لا يستطيع مساعدتها.
كان يقف بجانبها ويبتسم.
وحين رأى نوكتورن تلك اللحظة… شعر بقشعريرة تسري في جسده.
“شعرتُ بقشعريرةٍ تسري في جسدي. شككتُ حقًا أنّ جسد سموّه قد استُبدل بشخصٍ آخر.”
صُدم تمامًا، كمن يرى فهدًا أسود يأكل جزرة، لكنه لم يشعر بالسوء.
لأنّ رؤية سموّه على هذه الصورة أفضل بكثير من رؤيته بوجهٍ خالٍ من التعبير وهو يقطع الأعداء في ساحات المعارك أو يجلس كدميةٍ في القصر الإمبراطوري.
ذلك الوجه، الذي بدا أكثر إنسانية، وأقلّ رعبًا.
وبينما كان يصبّ الشاي مجددًا في كوب أرتيا الفارغ، همس نوكتورن كمن يشارك سرًّا دفينًا.
“لذا، أتمنّى أن تظلّي بجانب سموّه دومًا يا سيّدة إيدينبرغ. هذا هو صدق مشاعري، أنا نوكتورن فون أليهاس.”
وفور أن أنهى كلماته، فُتح الباب وظهر كيليان وأرسين.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليغرام》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 161"