في أرجاء المسرح، كان هناك أشخاصٌ منهكون منهارين كما لو كانوا جثثًا.
حتى ماريغولد وفريجيا قد نسيتا تمامًا لياقة السيدات وانضمتا إلى الجمع.
كانت عينا أرتيا محمرتين وهي تتأمل هؤلاء الأشخاص.
“أشكركم جميعًا حقًا.”
كانت ترغب في الإمساك بأيديهم واحدًا تلو الآخر والتعبير عن امتنانها بكل طريقةٍ ممكنة.
لكن لَمْ يكُن هُناك متسعٌ مِن الوقت، فالعرض كان على وشك البدء.
وكأنها تفهم مشاعر أرتيا، لوّحت ماريغولد بيدها.
“سنعود للراحة، لذا لا تقلقي بشأننا وركّزي على ما عليكِ فعله.”
عبست فريجيا وقالت بأسف.
“لا بد أنكِ مُتعبةٌ أيضًا يا أرتيا، أشعر بالذنب لأننا فقط مَن سنرتاح. سنعود حالما نستعيد طاقتنا.”
ظهرت على وجه أرتيا ملامح تأثر وكادت تبكي، لكن داليا وخزتها في خاصرتها بلطف.
كانت داليا أيضًا قد قضت الليل ساهرةً، لكنها كانت أكثرهم تماسكًا، رُبما لأنها اعتادت على العمل الليلي.
“علينا الاستعداد لاستقبال الجمهور.”
“حسنًا.”
أمسكت أرتيا بيد داليا وسارت نحو غرفة التحضير.
مع حلول الظلام، بدأ الناس يتوافدون إلى المسرح.
لَمْ يكُن الحاضرون مُجرد جمهورٍ جاء لمشاهدة العرض. بل كان هُناك أيضًا مَن جاء على أمل العثور على تذكرة، وآخرون جاؤوا فقط لاستشعار أجواء المسرح، بالإضافة إلى الصحفيين… كان الحشد هائلًا.
كان سبب هَذا التدفق المُفاجئ للناس يعود إلى ما حدث في الفجر.
“سمعت أنَّ المسرح قد احترق؟”
تساءلت إحدى السيدات وهي تتفحص المبنى بنظراتها.
“كنتُ قلقةً مِن أنَّ إصرارهم على إقامة العرض قد يكون تهورًا، لكن يبدو أنني كنتُ مخطئة. لا أثر للحريق هُنا.”
في الواقع، كان المسرح رائعًا لدرجةٍ تدعو للدهشة.
“هل كان خبر الحريق مُجرد إشاعة؟”
“مستحيل، لقد شاهده العديد مِن الأشخاص.”
وبطريقةٍ طبيعية، ظهر اسمٌ معين في المحادثة.
“يقال إنَّ سمو الأمير كيليان قد أطفأ الحريق باستخدام قوتهِ السحرية.”
كان الأمر تمامًا كما توقع نوكتورن.
في غضون ساعاتٍ قليلة، انتشرت الشائعات في كل مكان.
كان الجميع على علم باهتمام كيليان البالغ بهَذا العرض، لذا لَمْ يكُن هُناك أيُّ شكٍ في سبب تدخله.
لكن ما لفت انتباه الناس لَمْ يكُن تدخله، بل حقيقة أنه استخدم السحر.
“ألَمْ يكُن الأمير غير قادرٍ على استخدام السحر؟”
“وهذا ما يجعل الأمر أكثر إدهاشًا! أنْ يتمكن مِن إخماد حريقٍ بهَذا الحجم في لحظة، لا بد أنه يملك قوةً مذهلة!”
دوّن أنْ يدركوا، أصبح حديث الناس كله يدور حول كيليان.
“هَذا ليس جيدًا. الليلة، مَن يجبُ أنَّ يجذب الأنظار ليس الأمير، بل العمل الفني الذي صنعناه.”
بهَذهِ الفكرة، خرجت أرتيا إلى بهو المسرح.
سكن الضجيج فجأة، وتركّزت كل الأنظار عليها.
كانت ترتدي فستانًا أبيض يتطاير برقةٍ حولها.
الفستان، الذي صمّمه أندي وفريجيا خصيصًا لهَذهِ الليلة، كان يعكس روح الشتاء. لَمْ يكُن مزينًا بأيِّ زخارف، لكنه كان نقيًا ناصع البياض.
بفضل القماش الناعم وجسد أرتيا الرشيق، لَمْ يكُن هُناك أيُّ إحساسٍ بالبؤس أو البساطة، بل على العكس، أضفى الفستان عليها هالةً مِن النقاء والجمال العذب.
كانت ترتدي إكسسواراتٍ على شكل رقاقات الثلج، رفعت عينيها بابتسامة هادئة.
“شكرًا لكم جميعًا على قدومكم. أنا أرتيا فون إيدينبرغ، رئيسة شركة إيدينبرغ للإنتاج.”
لَمْ يكُن انحناءة تحيةً لنبيلة، بل تحية رسمية لرائدة أعمال.
تأملها الحاضرون بدهشة بينما واصلت حديثها.
“قبل أنْ نبدأ العرض، أود أنْ أقدم لكم لمحةً عن العالم الذي صنعناه.”
رفعت يدها قليلًا.
في اللحظة التالية، ظهر رجلٌ عند حافة شرفة الطابق الثاني.
كان أمامه حجابٌ رقيق، مِما جعل تفاصيل ملامحه غير واضحة، لكنه بدا طويل القامة ذو بنيةٍ قوية، تمامًا كما لو كان فارسًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 156"