أسرع الطبيب، الذي استدعتهُ أرتيا المذعورة، بفحصهِ.
“حرارته ونبضه طبيعيان تمامًا. يبدو أنهُ غرق في النوم العميق بسبب الإرهاق الشديد.”
كما قال الطبيب، بدا وجهُ كيليان وهو يغمض عينيه في غاية الراحة.
شعرت أرتيا بالطمأنينة لرؤية ذَلك، لكنها في الوقت نفسه رغبت في إيقاظهِ فورًا والصراخ في وجهه.
“هل تظن أنْ مِن المقبول أنْ تعيث فسادًا في مشاعري ثم تغط في النوم بكُل بساطة؟!”
نبضاتُ قلبها كانت عنيفة، وشعرت وكأنَّ الدماء تتدفق في عروقها بجنون. لَمْ تستطع تهدئة نفسها على الإطلاق.
كانت رجفتها أشد مِما شعرت بهِ عند احتراق المسرح.
بينما كانت تمسك يديها المُرتجفتين معًا، دخل نوكتورن إلى الغرفة.
“سموك!”
قبل أنْ يتخيل نوكتورن أسوأ السيناريوهات وهو يرى كيليان يغمض عينيه، سارعت أرتيا بطمأنته.
“لا تقلق، إنهُ بخير! لقد نام فقط!”
“آه… فهمت. إذن سيستيقظُ قريبًا.”
أليس مِن المفترض أنْ يكون قلقًا أكثر مِن ذَلك؟ أم أنني أتخيل فقط؟
حدقت أرتيا في نوكتورن بريبةٍ، ولاحظت أنه لَمْ يكُن مندهشًا كثيرًا.
“هل سبق أنْ حدث هَذا مِن قبل؟”
أومأ نوكتورن برأسه.
“على الرغم مِن أنَّ سموه يمتلكُ بنيةً جسدية قوية لدرجة أنه لَمْ يمرض ولو مرةٍ واحدة حتى في ساحة المعركة، فإنه يُعاني مِن هَذا أحيانًا كل بضع سنوات.”
“يحدُث ذَلك عندما يستخدم قوةً سحرية تتجاوز حدود طاقته.”
“……!”
اتسعت عينا أرتيا بدهشةٍ.
“سموه استخدم قواهُ السحرية لإخماد الحريق في المسرح، أليس كذَلك؟”
“هل انتشر الخبر بهَذهِ السرعة؟”
“لا، ليس بعد.”
علم نوكتورن بالأمر عبر شبكة جواسيس العائلة الإمبراطورية المعروفة بـ’سرب الفئران’.
نظرًا لأن الحادث وقع في ساعةٍ متأخرة مِن الليل، لَمْ ينتشر الخبر بعد، لكن مع بزوغ الفجر، سينتشرُ بسرعة البرق، وسيُدرك الجميع حقيقة أنْ الأمير كيليان، الذي كان يُعتقد أنه غير قادرٍ على استخدام السحر، يمتلكُ قوةً خارقةً للطبيعة.
تصلبت ملامح أرتيا بقلق.
“هل سيؤثر ذَلك سلبًا على سموه؟”
“حتى دوّن امتلاكهِ للسحر، استطاع سموه إخضاع أعدائه وكسب احترام شعبه. لذا، لا أعتقد أنَّ معرفة الناس بقوتهِ السحرية ستُغيّر الكثير.”
بل على العكس، ستزداد شعبيتُه ودعمه أكثر. ولكن…
نظر نوكتورن إلى كيليان النائم.
“لكن لا أدري كيف سيشعرُ سموه حيال ذَلك، فهو لَمْ يكُن يرغب في الكشف عن قدراتهِ السحرية للعلن.”
رأى نوكتورن تعابير القلق ترتسمُ على وجه أرتيا، فطمأنها بابتسامة خفيفة.
“لكن بصرف النظر عن ذَلك، أنا متأكد مِن أنه سعيدٌ جدًا بإطفاء الحريق. سموه عنيدٌ للغاية، لا يهدأ إلا إذا نفذ ما يريده.”
“لذا، لا تقلقي بشأن هَذا الأمر، سموه سيتولى الأمور بطريقته.”
شعرت أرتيا بالامتنان لجهود نوكتورن في طمأنتها.
“حسنًا، سأحاول ألا أقلق. شكرًا لك.”
رغم أنها رغبت بشدةٍ في البقاء بجانب كيليان، لَمْ يكُن لديها خيارٌ سوى المغادرة.
“عليّ الذهاب إلى المسرح مِن أجل العرض.”
اتسعت عينا نوكتورن بدهشة.
“هل سيُقام العرض رغم الحريق؟”
“سأعود فور انتهاء العرض، لذا هل يُمكنكَ الاعتناء بسموه حتى ذَلك الحين؟”
“……!”
اتسعت عينا نوكتورن أكثر مِما كانت عليهِ منذ قليل.
منذُ أنْ أصبح خادم الأمير في الثانية عشرة مِن عمره، كان هو المسؤول عن رعايتهِ دائمًا.
الإمبراطورة، النبلاء، وحتى الإمبراطور نفسه، كانوا يعتمدون عليهِ في معرفة حالة الأمير.
لكن الآن، ولأول مرة، وجد شخصًا آخر يتصرف وكأنَّ رعاية كيليان أمرٌ يخصه شخصيًا.
“هَذا… رائع!”
أجاب نوكتورن بوجهٍ مشرق، وكأنه قد تحرر منِ عبءٍ ثقيل.
“بالطبع! سأعتني بهِ حتى تعودي، لذا أسرعي مِن فضلك!”
* * *
عادت أرتيا إلى المسرح مُجددًا.
كان رام والممثلون الذين سمعوا الخبر قد تجمعوا هُناك.
بينما كان الجميع في حالةٍ مِن الذهول، كانت حالة رام هي الأسوأ.
ركض رام نحو أرتيا، وعيناه منتفختان مِن كثرة البكاء.
“مديرة، ماذا نفعل الآن؟”
تحدثت أرتيا بهدوء وهي تُراقب رام الذي كان يبكي بحرقة.
“اهدأ، سيبدأ العرض في موعده هَذا المساء كما هو مقرر.”
“ماذا؟!”
نظرت أرتيا إلى المبنى.
على الرغم مِن أنْ النيران التي نشبت بدا أنها ستحرق المبنى بأسره، إلا أنه بعد إطفاء الحريق، كانت الأضرار أقل بكثير ممِا كان متوقعًا.
لكن الجدران الداخلية والخارجية كانت مغطاةً بالسخام.
“تبقى 12 ساعة فقط حتى موعد العرض. لدينا ما يكفي مِن الوقت لإصلاح الأضرار.”
على الفور، دخل العشرات مِن الخدم والخادمات حاملي أدوات التنظيف.
كانوا مِن عمال قصر إيدينبرغ.
تحدثت سوزان، التي كانت في المقدمة، بنظرةٍ حازمة.
“سأريكم قوة خبراء إدارة المنازل.”
تحت إشراف سوزان، بدأ العمال في تنظيف آثار الحريق وإزالة السخام مِن المبنى.
لَمْ يكُن هؤلاء الوحيدين الذين جاءوا للمساعدة.
“أرتيا!”
وصل أندي وفريجيا، اللذان كانا مسؤولين عن صناعة الأزياء للعرض.
كانت العربة التي جاءوا بها محملة بالعديد مِن الأقمشة.
“جلبنا كل الأقمشة التي كانت في المتجر تحسبًا لأيِّ طارئ!”
نظرًا لأن الحريق كان في الجهة الخارجية للمبنى، فقد نجت الأزياء الموجودة في الداخل، إلا أنَّ بعض الستائر والزينة قد تأثرت بالحريق.
بدأت أندي في استخدام الأقمشة التي جلبها لإصلاح الأماكن المُتضررة، وكانت فريجيا تُساعده في العمل.
بينما كان العمال يلهثون مِن التعب، وصلت ماريجولد.
“آسفة على التأخير، كان لدي الكثير مِن التحضيرات.”
جلبت ماريجولد خمس عربات محملة بالمشروبات والطعام.
“تناولوا الطعام أثناء العمل، وإذا احتجتم إلى شيء، أخبروني فورًا. سأذهب لإحضاره على الفور.”
لَمْ يكُن هَذا كل شيء.
أحضرت ماريجولد معها 300 خادم مِن منزلها.
“كلهم مهرةٌ في عملهم، فاستفيدوا منهم جيدًا!”
لَمْ تتوقف ماريجولد عند هَذا الحد.
“اعملوا بكل جهدكم حتى اللحظة الأخيرة! بِمُجرد أنْ ينتهي هَذا العمل، سأعطيكم مكافآتٍ ضخمة!”
“بالطبع، سأعطي المكافآت لكل العاملين، ليس فقط خدمي، فأنا لست مِن أولئكَ الذين يميزون بين الناس عندما يتعلق الأمر بالمال.”
عند سماع هَذا، بدأ عمال ماريجولد وعمال قصر إيدينبرغ يعملون بسرعةٍ أكبر، حيث أصبحوا أكثر حماسًا.
أخيرًا، وصلت داليا.
على الرغم مِن أنها تلقت الخبر منذُ فترة، تأخرت في الحضور بسبب زوجها.
“أشعرُ بالحزن لما حدث في المسرح، لكن الخروج في هَذا الوقت المبكر ليس مُناسبًا لامرأةٍ نبيلة. خاصةً إلى مكان كان فيهِ حريقٌ منذ قليل.”
لَمْ تستطع داليا أنْ تتحمل هَذا الموقف، فصاحت في وجه زوجها.
“أنا مؤلفة العرض الذي سيُعرض في هَذا المسرح!”
“ماذا؟!”
بدا وجه إيريك كأنَّ صخرةً قد أصابت رأسه.
استغلت داليا الفرصة لتتجاوز زوجها وتُغادر المنزل.
عندما رأت المبنى المُتفحم، انطلقت منها زفرةٌ، لكن سرعان ما صممت على مواجهةً الموقف.
لَمْ ترغب في أنَّ تظهر بمظهرٍ غبي كما فعلت عندما فقدت مخطوطتها في الشارع.
“اجمعي جميع العاملين في المسرح الذين لَمْ يتأثروا بالحريق في غرفةٍ آمنة. سأساعد في تهدئتهم وسأساعد في التحضير للعرض.”
نظرًا لأن داليا كانت المؤلفة الأصلية، فقد كانت تعرف الكثير عن العرض وأرتيا، وكان وجودها سيساعد كثيرًا.
لكن أرتيا بدت متوترة.
“هُناك الكثير مِن الناس في المسرح بسبب الإصلاح. ماريجولد وفريجيا موجودتان أيضًا. حتى لو ارتديتِ قناعًا، سيعرفون مَن أنتِ.”
كان ذَلك يعني أنْ كل العالم سيعرف أنَّ داليا هي كاتبة “
‘ريدليب’.
“لا يهمني. لَمْ أعد أرغبُ في إخفاء ذَلك.”
***
بينما كان العمال يأكلون بسرعة ويعملون بجد، استمروا في العمل لساعات.
بعد عدة ساعات…
“لقد… انتهينا…”
قالت إحد الخادمات هَذهِ الكلمات وكأنها وصيةٌ ثم انهارت على الأرض.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليغرام》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 155"