في اليوم التالي، وصل رام إلى قصر إيدينبرغ، وقد ارتسمت على وجههِ كآبةٌ شديدة وكأنهُ يحمل على عاتقهِ كُل هموم الدنيا.
كان يسيرُ متكاسلًا إلى قاعة التدريبات، بينما كان يتذكرُ ما حدث معه في اليوم السابق.
كان قد حصل على إجازةٍ غير متوقعة، فاستلقى في منزله بلا هدف، أشبهَ بكائنٍ هلامي مُترهل.
ثم جاءت أرتيا بنفسها إليّه.
لطالما كان يلتقيها في المكتب المؤقت أو قاعة التدريبات، لذا عندما زارتهُ فجأةً في منزله، قفز مِن مكانه بصدمة.
“أعلم أنْ المكان متواضع، لكن تفضلي بالدخول.”
لَمْ يكُن مُجرد كلام مجاملة، بل كان منزلهُ في حالة فوضى حقيقية.
نظرت أرتيا إلى السقف المُغطى بشباك العنكبوت.
“لديكَ منزلٌ فريدٌ مِن نوعه. يبدو وكأنهُ منزل المخرج العبقري رام.”
كلماتها كانت مديحًا لطيفًا، فكاد يبتسم، لكنهُ سرعان ما عبس مجددًا.
لَمْ يكُن في مزاجٍ جيد على الإطلاق.
“أنتَ غاضبٌ لأن لوكا لَمْ يتمكن مِن الغناء، أليس كذَلك؟”
تطايرت عينا رام نتيجةً لتلكَ الكلمات.
“لَمْ يكُن الأمر مُجرد إحباط، بل كنتُ غاضبًا لدرجة أنَّ روحي كادت تخرج. كنتُ أتوقع الكثير لأنكِ كنتِ تبذلبن جهدًا كبيرًا في كُل شيء دوّن استثناء، لكن خيبت أملي مع لوكا ليست بسيطة.”
تحدثت أرتيا بصوتٍ هادئ تجاه راز الذي كان يلهث بغضب.
“فلنستبعد جزء الغناء مِن لوكا.”
“ماذا؟”
سأل رام بدهشةٍ وكأنه تلقّى ضربةً على رأسه، ثم صرخ كالعصفور الذي وقع في فخ.
“ماذااااا؟!”
ثم اقترب مِن أرتيا وعينه تكاد تخرُج مِن محاجرها.
“ماذا تقصدين الآن؟ أليس مِن المعروف أنَّ إضافة مُجرد جملةٍ غنائيةٍ واحدة ستزيدُ مِن التفاعل والإتقان في الجزء الثاني مِن الأغنية؟!”
كان غضب رام ظاهرًا حتى أنَّ اللعاب كاد يتناثر على وجه أرتيا.
تحدثو بيبي التي كانت تقفُ بجانب أرتيا بصوتٍ منخفض.
“يبدو أنْ رام متحمسٌ للغاية. هل يجبُ أنْ أهدئه؟”
كان هَذا تعبيرًا مًهذبًا عن محاولةٍ لإغمائه.
هزّت أرتيا رأسها ثم نظرت إلى رام.
“لهَذا السبب جئتُ إليّكَ شخصيًا.”
كان هَذا قولًا صعبًا مِن وجهة نظر المنتج.
“بعد الحديث مع لوكا، تبين أنَّ لديهِ صدمةً كبيرة بسبب الغناء. إذا أصررنا على هَذا الجزء، سيًشكل ضغطًا كبيرًا عليه.”
“يجبُ أنْ يتغلب على ذَلك!”
“لكن عمرهُ لا يزال ثمانية عشر عامًا.”
“…..!”
“لقد تعرض لوكا للكثير مِن المُعاناة في سنٍ مُبكرة، بسبب بيئتهِ التي فرضت عليهِ أنْ يكون قويًا. لا أريدُ له أنْ يتأذى بعد الآن، على الأقل عندما يكون معنا في التمثيل.”
كان رام يفعل أيِّ شيءٍ لإنتاج عملٍ مثالي.
لقد أجبر ممثلًا مريضًا يُعاني مِن التهابٍ في الحنجرة على تناول شرابٍ قديم مُسببًا له القيء، وطارد آخرين طوال اليوم لكي ينقص وزنهم وفقًا للدور حتى أصبح نصفه فقط.
وكذَلك كان مع لوكا.
كان واثقًا بأنه يستطيع أنْ يجعله يُغني بأيِّ وسيلة، لكن…
‘إنهُ مُجرد طفلٍ في الثامنة عشرة.’
لحظة ضعفٍ مرت به عندما فكرت في ذَلك.
لَمْ تكُن أرتيا تتصرف كمديرة، بل كأحد البالغين الذين يعرفون لوكا.
في النهاية، بدأ رام في البكاء، ثم هزّ رأسه موافقًا.
وبينما كان يذرف الدموع، همس لنفسهِ بحزن.
“لقد قررت.”
لَن أذكر كلمة غناء أمام لوكا.
سيتنازل عن الموضوع وكأنه لَمْ يكُن موجودًا منذُ البداية.
وإذ بذَلك، دخل رام غرفة التمرين، فركض لوكا نحوه.
“أريد أنْ أغني، ايُها المخرج!”
“ماذا؟!”
“رُبما كنتُ متسرعًا في رفض ذَلك. كما أخبرتني، إذا لَمْ نستطع أداء مشهدٍ ما، يجبُ أنْ نتدرب عليهِ مئات وآلاف المرات. ارشدني لأغني، مِن فضلك.”
“آه، هَذا الطفل حقًا…!”
استعاد رام حيويته بشكلٍ مُفاجئ وكأنه عاد مِن بين الأموات، ثم صاح بصوتٍ قوي.
“حسنًا، سأساعدًكَ في فك تلكَ اللعنة السيئة!”
بدأ لوكا التمرين على الأغنية.
لكن، عكس ما كان يأمل، عندما حاول أنْ يُغني، كان جسدهُ يتجمد تمامًا وصوتهُ لا يخرج.
“حقيقة أنهُ لا يستطيع الغناء، وهَذا أمرْ جدي للغاية.”
“فكر في الأمر كأنها مُجرد كلماتٍ عادية، وحاول أنْ تقرأها.”
بناءً على تعليمات رام، بدأ لوكا في قراءة الكلمات كما لو كانت حديثًا داخليًا.
تحدث ميخائيل وساندرا اللذان كانا يُشاهدان مِن جانب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 149"