البحث عن زوج للدوقة - 146
الفصل 146 : كسر البيضة والخروج منها ²⁹
بعد أنهت حديثها مع داليا، توجهت أرتيا إلى متجر الأزياء.
كانت قد وكلت المصمم آندي، الذي يُعرف بمهارتهِ الفائقة في هَذهِ الصناعة، بتصميم أزياء المسرح بناءً على توصيةٍ مِن رام.
عند وصول أرتيا إلى المتجر، استقبلها كلٌ مِن آندي وفريجيا.
“أهلًا بكِ، أرتيا.”
لَمْ تكُن أرتيا ترغبُ في تصميم أزياء للمسرح فحسب، بل أرادت أيضًا ملابس يُمكن ارتداؤها في الحياة اليومية.
لكن آندي لَمْ يكًن متخصصًا في تصميم فساتين السيدات، بل كان يُصمم الأزياء للعامة، مِما شكل لهُ بعض القيود في التصميم.
لذَلك، طلبت أرتيا مساعدة فريجيا، فَهي كانت شخصيةً أنيقة معترف بها في المُجتمع الراقي.
‘لدي ثقةٌ تامة في ذوقكِ في الملابس.’
وافقت بسعادةٍ على طلب أرتيا.
كان آندي مصمم أزياءٍ مسرحية مُتمرسًا على مدار عشر سنوات، بينما كانت فريجيا رائدةً في تحديد اتجاهات الموضة بين النبلاء.
نتج عن تعاونهُما عملٌ مذهل.
“رائع…”
فتحت أرتيا فمها بدهشةٍ عند رؤية الفستان المُكتمل للبطلة.
كان أنيقًا وجميلًا لدرجة أنهُ يُمكن أن.ك يجذب أنظار الجميع حتى في قاعة الحفلات.
شعر آندي وفريجيا بالفخرٍ لرؤية رد فعلها.
“ذوق السيدة فريجيا رائعٌ للغاية. لقد اهتمت بجوانبٍ لَمْ أكُن لأفكر فيها، مِما أدى إلى إنتاج فستانٍ عالي الجودة.”
“الرائع هُنا هو آندي. لَمْ أرَ مصممًا بهَذهِ السرعة والمهارة مِن قبل.”
احمرّ وجهُ كلاهما أثناء النظر إلى بعضهُما البعض.
يا إلهي، لَمْ أتوقع أنْ يُصبحا مُقربين إلى هَذا الحد.
ابتسمت أرتيا في داخلها.
“ما رأيكَ، آندي؟ هل يُمكن اعتبار هَذا الفستان فرصةً حقيقية؟”
كانت تُخطط لافتتاح متجرٍ بالتزامن مع عرض المسرحية، حيثُ ستُباع فيهِ ملابس وإكسسوارات مُشابهة لتلكَ التي يرتديها الشخصيات في المسرحية.
لذَلك، قامت بتوظيف آندي كمصممٍ حصري للمتجر.
“لَمْ أرَ مِن قبل اهتمامًا مِن الجمهور بأزياء العروض المسرحية. قبلتُ العقد لأن الشروط كانت مغريةً، لكني لستً مُتأكدًا مِن نجاح المتجر.”
لكن رأيهُ تغيّر تمامًا الآن.
نظر آندي بعينين متوهجتين بحماسة.
“بجودةٍ كهَذهِ، ستجذُب الملابس اهتمام النبيلات بغض النظر عن نجاح المسرحية. سأبذُل قصارى جهدي، أعدُكِ بذَلك!”
“أنتَ رائع، آندي!”
صرخت فريجيا وهي تُصفق بفرح.
بينما كانت تُراقب تفاعلهما، فكرت أرتيا في أنهُ إذا لاقى المشروع استحسانًا، فسوف تعرضُ على فريجيا عقد توظيفٍ رسمي أيضًا.
***
كان الموعد الأخير لهَذا اليوم في قصر عائلة غولدجرس.
ركضت ماريجولد وسيسيليا نحوها بسرعة، ثم عانقتا ذراعيها بقوة.
“اشتقتُ إليكِ، سيدة إيدينبرغ!”
“وأنا أيضًا، تيا!”
تجهم وجهُ الكونت غولدجرس عندما رأى زوجتهُ وابنته بهَذا الحماس.
“لَمْ يستقبلوني بهَذهِ الحرارة حتى عندما عدت إلى المنزل…”
تأفف بأسفٍ، لكن أرتيا ابتسمت ببهجة.
“لقد عُدت، معلمي!”
بمُجرد أنْ سمع كلمتها، ارتسمت ابتسامةٌ واسعة على وجه الكونت، كأنَّ شيئًا لَمْ يكُن..
رفع يده وقال بصوتهِ العميق.
“أهلاً بكِ، تلميذتي.”
جلس الأربعة حول الطاولة، وانطلقت أرتيا مُباشرةً إلى صلب الموضوع.
“هل راجعتَ الاقتراح الذي أرسلتُه لكَ؟”
لَمْ تكُن هُنا اليوم لطلب المشورة حول الأعمال، بل للنقاش كشريكةٍ في العمل.
تغيّرت نظراتُ الكونت غولدجرس إلى الجدية.
“نعم، قرأتُه.”
كان محتوى الاقتراح كالتالي:
“تتضمن المسرحية التي نُحضّر لها جوهرة غامضة تُدعى (ألماسة الثلج).
تُريد شركة إيدينبرغ التعاون مع شركة غولدجرس للألماس لإنتاج وبيع هَذهِ الجوهرة.”
جلست أرتيا باستقامة وثقة.
“إذا نجحت المسرحية، فَستُصبح (ألماسة الثلج) رائجةً للغاية، مِما سيُحقق لشركتكَ أرباحًا هائلة.”
فسألها الكونت غولدجرس بنظرةٍ ثاقبة.
“وماذا لو فشلت المسرحية؟”
كانت عينا الكونت غولدجوس حادتين، لكن أرتيا لَمْ تتزعزع.
“شركة غولدجرس للألماس لَن تخسر سوى تكلفة إنتاج المنتج الجديد، وإذا قارنا هَذا بالخسارة المُحتملة مقابل الأرباح التي يُمكن تحقيقها عند النجاح، فإنَّ الخسارة ليست كبيرة. أرجو أنْ تضعَ ذَلك في الحسبان عند التفكير في الأمر.”
ساد صمتٌ ثقيل على الطاولة.
كانت ماريجولد وسيسيليل تفكران بالشيء نفسه
‘لا داعي للنقاش، فقط وافق على الفور!’
وقبل أنْ تتمكن الأم وابنتها مِن وخز الكونت غولدجرس في جانبهِ لدفعه للموافقة فتح فمه.
“موافَق.”
“……!”
“محتوى الاقتراح، وأسلوبكِ في الإقناع، كُل شيء مثالي، يا تلميذتي.”
“لكن هُناك شيءٌ واحد ينقصُكِ، وهو أنكِ لستِ بحاجةٍ دائمًا إلى التعامل مع الأعمال التجارية ببرودٍ وتحليلٍ بحت. عندما يكون لديكِ علاقات، عليكِ الاستفادة منها.”
ثم لوّح بالأوراق في يده.
“لنوقّع العقد على الفور.”
وبلا أيِّ مفاوضات، وضع الكونت غولدجرس، المعروف بمهارتهِ في استغلال أيِّ فرصة لتحقيق الربح، ختمهُ على العقد مُباشرةً، وهو أمرٌ كان سيُدهش كل مَن يعرفه.
“شكرًا لكَ، مُعلمي.”
احتضنت أرتيا العقد الموقع بكُل تقدير.
اقتربت منها ماريجولد وهمست.
“تيا، هل أخبرُكِ بأمرٍ مُمتع؟”
بسبب انشغالها مؤخرًا، لَمْ تتمكن أرتيا مِن حضور الفعاليات الاجتماعية كثيرًا، لذا كانت تستغلً لقاءاتها مع صديقاتها لسماع آخر أخبار المُجتمع الراقي.
“ما هو؟”
ضحكت ماريجولد وقالت.
“يُقال إنَّ الأمير كيليان واقعٌ تمامًا في حُب ‘قلب الدوق الشمالي المشتعل’!”
كادت أرتيا أنْ تُسقط عقدها الثمين مِن الصدمة.
بينما كانت لا تزال مُتجمدةً مِن الذهول، قال الكونت غولدجرس بجديّة.
“قبل بضعة أيام، عُقد اجتماعٌ رفيع المستوى في القصر الإمبراطوري.”
في ذَلك الاجتماع، جلس جميع النبلاء المُتعجرفين عادةً على مقاعدهم بوجوهِ متوترة.
كان ذَلك بسبب حضور كيليان، الذي مثل الإمبراطور في الاجتماع.
على الرغم مِن صغر سنه، كانت هالته الشرسة أشبه بتنين، مِما جعلهُ مصدر رعب.
وبينما ساد التوتر الخانق في القاعة، ظهر كيليان أخيرًا.
“……!”
اتسعت أعيُن النبلاء على الفور.
كان يحمل في يدهِ كتابًا، وعنوانهُ واضحًا للعيان.
‘قلب الدوق الشمالي المشتعل’
لَمْ تًصدق أرتيا ما سمعتهُ وسألت بذهول.
“حقًا؟”
أومأ الكونت غولدجرس برأسهِ بجدية.
“رأيتُه بأم عيني. فركتُ عينيّ أكثر مِن مرة، لكن العنوان لَمْ يتغيّر.”
لَمْ يكُن كيليان متهورًا لدرجة قراءة رواية في أثناء الاجتماع، لكنهُ وضع الكتاب أمامه وحضر الاجتماع بجدية.
حاول النبلاء تجاهل وجود الكتاب، لكن لَمْ يكُن بالإمكان عدم الانتباه إليّه، خاصةً وأنَّ عنوانهَ كان صادمًا جدًا.
“بعد انتهاء الاجتماع، اجتمع النبلاء وبدأوا في تحليل الأمر بكُل الطُرق المُمكنة.”
“لا بد أنَّ سموّه أراد أنْ يُرسل لنا رسالةً للعمل بحماسة، حتى تحترق قلوبنا حماسًا!”
“لا، النقطة المهمة هُنا هي الدوق الشمالي. رُبما يريدنا أنْ نولي اهتمامًا أكبر للشمال.”
“ماذا لو كان الأمر يعني أنْ سموّه يشعرُ بشيءٍ يجعلُه غاضبًا بشدة؟”
ساد الصمت على الفور، وبدت وجوهُ الجميع شاحبةً كما لو أنْ قلوبهم قد توقفت عن الخفقان.
وأخيرًا، استجمع أحد النبلاء شجاعتهُ وتوجه إلى خادم كيليان، نوكتورن، ليسألهُ مُباشرةً، إذ لَمْ يكُن يجرؤ أحدٌ على سؤال كِليان بنفسه.
ابتسم نوكتورن بلطف.
“آه، ذَلك الكتاب؟ سموّه يستمتعُ بقراءتهِ هَذهِ الأيام.”
“……?!”
“بل هو قد زار بنفسهِ المكان الذي يُنتَج فيهِ العرض المسرحي المبني على هَذهِ الرواية، ليُعبّر عن دعمه.”
“……!!”
ضحكت ماريجولد بسعادةٍ وقالت.
“وهَكذا، كل مَن كانوا يتحدثون عن مدى تفاهة الرواية ويطالبون بمنع المسرحية المبنية عليها، لاذوا بالصمت فجأةً. كم كان ذَلك مشهدًا رائعًا!”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》