“سيدة أرتيا، اذهبي إلى جلالتهِ الآن واطلبي منهُ أداء دور شاين، أرجوكِ!”
عاد ميخائيل للإمساك برام، وهو يعبُس.
“توقف عن هَذا. كيف يُمكن لأمير البلاد أنْ يُمثل؟”
صرخ رام بأعلى صوته.
“ولِمَ لا؟! ليس أمرًا غيرَ قانوني! منذُ البداية، كُل شيء في عرضنا يُنفَّذ لأول مرة! أنْ يستثمر النبلاء أموالهم في مسرحية، وأنْ يكون النص مُقتبسًا مِن روايةٍ تقرؤها النساء، إذن، ألا يُمكن لجلالتهِ أيضًا أنْ يعتلي المسرح؟!”
حتى ساندرا، التي كانت تتابعُ بصمت، أومأت برأسها موافقة.
“أنا أيضًا أوافق. لو صعد جلالتُه إلى المسرح، سيكون الأمر مُذهلاً! رُبما ستقع جميع نساء الإمبراطورية في حُبه!”
في تلكَ اللحظة، ارتجف كتفا أرتيا قليلاً، لكن ساندرا، التي لَمْ تلحظ ذَلك، واصلت حديثها.
“آه، لكن هَذا سيضع البطل في مأزق، أليس كذَلك؟ لا تقلق، أنا سأظلُّ وفيةَ لدوق الشمال.”
عبُس ميخائيل باشمئزاز.
“لا حاجة لذَلك.”
“أوه، حقًا؟ إذن لَن أكون وفيةً لكَ، وسأتوجهُ إلى جلالتهِ~”
“ومَن قال بإنهُ سيقبلُكِ؟”
“أتظُن أنهُ سيرفضني؟”
ضاقت عينا ساندرا واتخذت ابتسامتها مُنحنىً خبيثًا، مِما أضفى عليها جاذبيةً متحدية لا تُرى عادةً لدى سيدات النبلاء المُتحفظات.
نقر ميخائيل لسانه وأدار رأسهُ بعيدًا، لكن نظرات أرتيا أصبحت باردة.
قبضت أرتيا يدها بإحكام.
‘لَن أسمح أبدًا لجلالتهِ باعتلاء المسرح.’
ستجد شخصًا مُناسبًا لدور شاين مهما كلفها الأمر.
***
راودت أرتيا فكرة.
“ماذا لو بحثتُ عن شخصٍ مُناسب لدور شاين في مجالٍ آخر غير التمثيل؟”
راقص، مغنٍّ، أو حتى ذَلك الفتى المُستهتر الذي سلب عقول النساء مؤخرًا…
بحثت أرتيا عن الرجال الوسيمين كأنها مُنقِّبٌ يُطارد منجم ذهب.
لكن رغم وسامتهم، لَمْ يكُن أيٌّ منهم يناسب صورة شاين في ذهنها.
“أيتُها الحسناء الأروع مِن الزهور، هل تمنحيني بعض وقتكِ الأثمن مٍن الذهب؟”
غمز لها الفتى المُستهتر بإحدى عينيه، لكن أرتيا ردت بكُل تهذيب.
“لا.”
استدارت على الفور وهي تُتمتم.
“يبدو أنَّ عليّ الذهاب إلى هُناك.”
***
بعد قليل، وصلت أرتيا إلى حيٍ فقير على أطراف العاصمة.
كان هَذا المكان مُختلفًا عن سائر الأحياء الفقيرة، إذ لَمْ يكُن سكانه مِن أبناء الإمبراطورية، بل كانوا مِن الكودرانيين، وهم قومٌ سُبُوا خلال حربٍ نشبت قبل مئة عام.
جميع مِن تراهم في الشوارع البائسة كانوا ذوي بشرةٍ داكنة.
تألقت عينا أرتيا الوردية تحت غطاء رأسها.
“تمامًا كما تخيلتُ لون بشرة شاين.”
لَمْ يُذكر ذَلك صراحةً في الرواية، لكن شاين كان يحمل سمات الكودرانيين.
حتى داليا أكدت صحة هَذا الافتراض حين سألتها أرتيا عن الأمر عند اختيار الممثلين.
لكنها لَمْ تزر هَذا المكان مِن قبل بسبب عزلة الكودرانيين.
بعد انهيار وطنهم، لَمْ يكُن أمامهم خيارٌ سوى البقاء في الإمبراطورية، حيث قضوا سنين طويلة كعبيد.
ورغم مرور أكثر مِن عشرين عامًا على إلغاء العبودية، إلا أنهم ظلوا مُضطهدين، ما دفعهم إلى الانعزال عن باقي السكان.
انقبض قلب أرتيا تحت غطاء رأسها.
‘حتى إنْ وجدتُ شخصًا مثاليًّا للدور، فَلَن يوافق بسهولةٍ على التمثيل. هل سأتمكن مِن إقناعه…؟’
وفجأةً، اتسعت عيناها.
إذ هوى شيخٌ كان يسير هُناك على الأرض بغتةً.
أسرعت أرتيا إليّهِ بقلق.
“هل أنتَ بخير؟!”
لكنهُ كان في حالةٍ يُرثى لها، يلّهث وهو غير قادرٍ على التقاط أنفاسه.
“يجبُ أنْ نأخذهُ إلى طبيب، بيبي!”
“حاضر.”
أومأت بيبي برأسها وحملت الشيخ بين ذراعيها.
أمسكت أرتيا بأقرب شخصٍ وسألته.
“أين أقربُ عيادةٍ طبية؟”
لكن ما إنْ رأى وجهها المُختبئ تحت غطاء الرأس، حتى تمتم بكلماتٍ غير مفهومة، ثم أبعد يدها عنه وهرب.
وكذَلك فعل الشخص التالي.
“هل يفعلون هَذا لأنني مِن الإمبراطورية؟”
أُخذت أرتيا على حين غرة مِن ردة الفعل العنيفة تلكَ.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 134"