تفاجأ النبلاء وضجّوا عند سماع خبر الحُكم بالسجن على الكونت إليزيوم.
“بغض النظر عن ارتكابهِ جريمة، أليس هَذا عقابًا قاسيًا جدًا على نبيل؟”
“إذا كنتَ تعتقدُ ذَلك، فَحاول الاعتراض إنْ شئت.”
عند سماع هَذهِ الكلمات، أغلق النبيل المُتذمر فمه بإحكام.
فَفي ظلّ هَذا الجو، مَن يُدافع عن الكونت إليزيوم سيتعرضُ للضرب حتى يتحول إلى رماد.
ولَمْ يكُن هُناك سببٌ للمخاطرة بذَلك للدفاع عنه.
لا سيما بعدما انتقلت سلطات الكونت إليزيوم إلى شقيقهِ دانييل فون إليزيوم.
بعدما سُجن الكونت إليزيوم وساد الاضطراب في العائلة، كانت فريجيا هي مَن أعادت الأمور إلى نصابها.
عقدت فريجيا اجتماعًا عائليًا، وبصفتها سيدة منزل الكونت إليزيوم، عيّنت شقيق زوجها دانييل كبديلٍ له.
“دانييل شخصٌ مستقيم.”
على الأقل، لَمْ يكُن منحرفًا يجدُ متعتهً في ضرب زوجتهِ سرًا.
لكن هذَا لا يعني أنها تستطيعُ الوثوق بهِ تمامًا.
“كما تعلم، هُناك الكثير مِمَن يرغبون في تولي منصب نائب سيد العائلة. وبما أني منحتُك الفرصة وتجاوزتُ الآخرين، فإني أتوقع منكَ أنْ تُثبت جدارتكَ، دانييل فون إليزيوم.”
ابتلع دانييل ريقه عند سماعهِ هَذا التهديد المُبطن، الذي يعني أنه يُمكن منح هَذا المنصب لشخصٍ آخر في أيِّ وقت إنْ لَمْ يؤده كما يجب.
لَمْ يكُن يتخيل أبدًا أنْ تكون زوجة أخيه، التي بدت لهُ دائمًا كزهرةٍ جميلة، بهَذا الحزم والوقار.
وبوجهٍ متوترٍ للغاية، أومأ دانييل برأسه.
“نعم، سأحرصُ على إدارة العائلة جيدًا خلال غياب أخي.”
في اليوم الذي أُخذ فيه الكونت إليزيوم إلى سجن سيبلين البعيد في الشمال، كانت فريجيا هي الوحيدة التي خرجت لتوديعه.
صرخ الكونت إليزيوم مُتناسيًا وقار النبلاء.
“أطلقوا سراحي! أنقذوني!”
لكن بدلًا مِن الرد على كلماته، أمسكت فريجيا بيديهِ الهزيلتين اللتين امتدتا مِن بين قضبان العربة الحديدية.
“سأنتظرُكَ حتى تكفر عن ذنوبك. عُد سالمًا، عزيزي.”
“فريجيا!”
ظلّت فريجيا واقفةً في مكانها حتى اختفت العربة عن الأنظار.
رأى الناس أنْ الزوجة التي أرسلت زوجها، الذي كان يجلدُها بوحشية، إلى السجن البعيد، هي المُنتصرة.
“لكنني…”
في اللحظة التي بدأ فيها طرفُ عينيها المُتماسكتين حتى الآن بالاحمرار…
“فريجيا!”
استدارت فريجيا إلى مصدر الصوت القوي، واتسعت عيناها دهشة.
كانت أرتيا تقتربُ منها بوجهٍ مليئ بالقلق.
أمسكت فريجيا شعرها المُتطاير بفعل الرياح القوية وابتسمت بأسى.
“ها أنا أصبحتُ امرأةً بدوّن زوجٍ أيضًا.”
حملة أرتيا تعبيرًا مُشابهًا لها، لكنه سرعان ما غيّرته إلى نبرةٍ مازحة.
اتسعت عينا فريجيا للحظة، ثم ابتسمت بفرحٍ وأومأت برأسها.
***
عندما علمت أرتيا بأنْ كيليان هو نفسه نوي.
“إذن، لَن أتمكن مِن رؤية نابي بعد الآن، أليس كذلك؟”
كان كيليان يكرهُ مُقابلة الآخرين في هيئة حيوان، خاصةً إنْ كان على شكل قط صغير ظريف.
في البداية، ظهر لها على هيئة قط لأنها كانت تجدُ صعوبةً في التعامل مع الأمير كيليان.
والآن، بما أنهُما أصبحا صديقين، لَمْ يعُد هُناك حاجةٌ للقاء على هيئة قط.
لكن… أرتيا لَمْ تبدُ مُكتفيةً بذَلك، بل بدا عليها الحزن الشديد.
لَمْ يكُن كيليان قادرًا على تحمل رؤية وجهها هَكذا.
“سأزوركِ كما كنتُ أفعل مِن قبل.”
حتى لو كنا مُجرد صديقين، كان مِن الأسهل عليه زيارتها بتلكَ الطريقة بدلًا مِن أنْ يأتي أميرٌ غير متزوج إلى منزل امرأةٍ نبيلة بلا زوج.
عندما ظهر القط الأسود عند النافذة، قفزت أرتيا مِن كرسيها بحماس.
“نوي!”
شعر كيليان بإحساسٍ غريب عند رؤية نظراتها تلكَ.
رغم معرفتها بحقيقته، لَمْ يتغيّر رد فعلها على الإطلاق، وهَذا أراحهُ مِن جهة…
لكن مِن جهةٍ أخرى، شعر بعدم الارتياح وهو يُفكر.
‘لماذا لا تنظرُ إليّ بهَذهِ الطريقة؟’
رغم أنه لَمْ يستطع البوح بذَلك.
غير مدركةً لما يدور في ذهنه، حدّقت أرتيا بالقط الأسود مليًّا.
“أمم… هل يُمكنني لمسُكَ قليلًا؟”
“ماذا؟”
أكملت أرتيا كلامها كأنها تعترفُ، بينما كانت تُحدّق في القط الأسود ذو النظرات الحادة.
“كنتُ أتحمل بصعوبةٍ خوفًا مِن أنْ يكرهني نوي، لكن في الحقيقة، كنتُ أرغب بشدةٍ في لمسه.”
“…….”
في تلكَ اللحظة، تأكد كيليان مِن شيءٍ واحد.
أنها لا تتذكرُ على الإطلاق تلكَ الليلة، عندما كانت مخمورةً تمامًا ولمسته كما يحلو لها، بل حتى قبّلتهُ بجرأة.
‘بينما أنا لا أزال أسيرًا لذكريات تلكَ الليلة…’
كان يتذكرُها في كل لحظة.
رائحةُ عطرها الحادة والمميزة، ملمس لسانها الصغير والناعم، صوتها الهامس قرب أذنه.
وفي كُل مرةٍ تعود تلكَ الذكريات إلى ذهنه، كان الدم في جسدهِ يغلي، وكان قلبُه ينبض بجنون.
حتى لو لوّح بسيفٍ ثقيل مئات المرات، أو غرق في قراءة مئات الوثائق المُمتلئة بالخطوط الدقيقة، لَمْ يكُن ذَلك كافيًا لتهدئته، بل كان الأمر مؤلمًا حدّ العذاب.
أما أرتيا، فكانت تبدو في غاية الهدوء، وكأنْ شيئًا لَمْ يحدُث.
لَمْ يكُن بوسعهِ أنْ يلومها. لأنها، بعدم تذكرها تلكَ الليلة، هي السبب في أنهُما لا يزالان قادرين على الالتقاء كـ صديقين.
لكن رغم ذَلك… شعر بألمٍ في قلبه.
لَمْ يكُن كيليان يعرف أنْ ذَلك الشعور كان الحُزن.
رغم كونهِ أذكى مِن أيِّ شخصٍ آخر في الإمبراطورية، إلا أنه كان أسوأ مِن طفل صغير في إدراك مشاعره الخاصة.
“جلالتُك؟”
أفاق كيليان على صوت أرتيا، التي كانت تُحدق فيه بحاجبين معقودين.
“أنا آسفة إنْ كنت قد طلبت منكَ شيئًا مُحرجًا، لا بأس إنْ رفضت.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 114"