حين نظرتُ إلى الكلمات المنقوشة على اللافتة المعلّقة على الباب، شعرتُ بأنَّ الأمر أصبح واقعًا.
لقد أصبحتُ الآن حقًّا صاحبة متجر الرهونات.
“لماذا تُلحّين هَكذا على أنْ تسيري على خطى جدّكِ؟ ما الجيد في متجر الرهونات قديمٍ ومتهالك؟”
“لأن جدي يحبُه.”
“ماذا؟ أهَذا فقط هو السبب؟ لا، بل ما معنى قَولكِ إنني أحبها…”
“أنا أعرف كل شيء. جدي دائمًا يتذمّر، لكنه في الحقيقة يحبُ هَذا المتجر. وأنا أعلم أيضًا أنَّ جدي شخصٌ جيب. ولأن هَذا المكان يحبه شخصٌ جيد، فأنا أحبه أيضًا.”
مكانٌ يحبه شخصٌ جيد، ولهَذا أحببته أنا أيضًا.
كان متجر رهونات جدي يعجّ دومًا بالكثير مِن الزبائن.
لَمْ يكُن يسعى لتحقيق أرباحٍ مفرطة بضمان الأشياء، وكان يُدير المكان دائمًا بأمانة.
لَمْ أَرِث مُجرد متجر عادي، بل ورثتُ نية جدي ومقصده.
ولَن أتعامل مع الأمر باستخفافٍ أبدًا.
أخذتُ نفسًا عميقًا.
“حسنًا. لنبدأ.”
لقد بدأ العمل.
***
في اليوم التالي.
نهضت هيلينا مِن مكانها بعد أنْ كانت تُحدق طويلًا في “طلب إعادة الافتتاح”.
“أنا اشتريت هَذهِ الياقوتة بمليون ومئتي ألف قطعة. وبالنظر إلى قيمتها التقديرية، كان مِن المفترض أنْ تُقيّميها بما يقارب ثمانمئة ألف. والآن تقولين مليون وخمسمئة؟”
كلما تكلمت، زاد استياؤها مِن هَذهِ المثمّنة الصغيرة.
“إعطائي سبعمئة ألف زيادة، أليس هَذا كالرشوة؟ هل تظنين أنني مِن النوع الذي يُحبّ هَذهِ الأمور لأنني رئيسة النقابة؟”
هاه!
قهقهت هيلينا بسخريةٍ ونهضت فجأةً مِن مقعدها.
“إذا كنتِ تنوين إدارة المتجر على هَذا النحو، فَمِن الأفضل أنْ تتوقفي الآن.”
بدأت هيلينا تضع الأحجار الكريمة في حقيبتها. لَمْ تعد ترى حاجةً في الاستمرار.
“بصفتي تاجرة قبل أنْ أكون رئيسة نقابة، لا يُمكنني القبول بهَذا النوع مِن الفوضى! أشعر بالأسف تجاه السيد ميكيلي، لكن مِن الآن فصاعدًا—”
“هل قرأتِ الجريدة اليوم، سيدة هيلينا؟”
توقفت هيلينا عن وضع المجوهرات في الحقيبة.
مدّت إليّها إليشيا الجريدة وأشارت إلى خبرٍ صغير في أحد الزوايا.
[إعلان النفاذ الكامل لمَناجم ياقوت تيهيتا…]
“ياقوت تيهيتا مشهورٌ بلونهِ العميق والناصع.”
قالت، وكأنها تتحدث عن أمرٍ بديهي.
“لكنّه الآن أصبح حجرًا لا يُمكن شراؤه حتى لو أردتِ. لقد نَفِذ تمامًا.”
نظرت هيلينا إلى الياقوتة داخل الحقيبة.
نعم، كانت ياقوتة تيهيتا.
“إذًا…”
“المليون والخمسمئة ألف قطعة هو ثمنٌ عادل يشمل قيمتها المستقبلية.”
نطقت إليشيا بثقة.
“ربما كان بوسعي شراءها بثمانمئة ألف مدّعيةً الجهل، لكن حين تكتشفين الخبر لاحقًا، لما عدتِ إلى هَذا المتجر مرةً أخرى، أليس كذلك؟”
ثم أتبعت كلامها بابتسامةً رقيقة ونبرةً جادة.
“المرهونات هي تجارة تعتمدُ على رؤية وفهم قيمة الأشياء، لكنها في النهاية تأتي مِن الزبائن. علينا أنْ نكون صادقين. مع الأشياء، ومع الناس.”
بلعت هيلينا ريقها وقد فقدت القدرة على الرد.
‘هَذا أكثر مِما توقعت… بشكلٍ مدهش؟ لا تملك فقط نظرةً ثاقبة في تقييم الأحجار، بل تتابع الأخبار وتُدرج تأثيرها على الأسعار أيضًا.’
كانت إليشبا تراقبها بهدوء، ثم قالت.
“وبالنسبة للياقوتة الأولى، فهي مزيّفة. حتى شهادة التوثيق مزيّفةٌ كذَلك.”
اتسعت عينا هيلينا دهشة.
“كيف عرفتِ؟”
“أولاً، لا تحتوي على الشوائب الطبيعية التي يجب أنْ تكون موجودةً في الأحجار الكريمة. ثم، الشهادة نفسها كانت ركيكةً جدًا.”
واصلت إليشيا حديثها بينما كانت هيلينا تستمع لها بانتباه.
“الورقة كانت جديدةً جدًا، ولا تحمل سوى طيةٍ واحدة. أيِّ أنها لَمْ تُستخدم مِن قبل. لكن، الأهم مِن ذَلك…”
“الأهم مِن ذَلك؟”
“عندما كنتِ تستعدين للذهاب، وضعتِ الياقوتة الأولى في الحقيبة بلا اهتمام.”
ابتسمت إليشيا.
“أما الثانية، فقد وضعتِها بعناية. وذَلك كان دليلاً كافيًا أيضًا.”
هاه!
كانت نفس الضحكة، لكن هَذهِ المرة لَمْ تكُن سخرية.
بل كانت ضحكة إعجابٍ حقيقي، وضعت فيها هيلينا يدها على وجهها بانبهار.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"