“أيُّ سربٍ من الذباب الغبي انجذب إلى تلك اللوحة؟!”
كانت قد سَمِعت أن الجميع سخروا من تلك اللوحة في المزاد الماضي.
قالوا من سيشتري لوحةً كهذه؟
لكن…
“اللعنة، لا بد أنها أصبحت حديث الناس بعد المزاد الماضي!”
وفوق ذلك، بدا أن الناس يراقبون روزان من طرفٍ خفي.
رغم أن الهويات في المزاد كانت سرية، لكن من طريقة اللباس والإكسسوارات كان يمكن التخمين.
فحين تقدّمت روزان، المعروفة بذوقها العالي في الفن، للمزايدة على لوحة «غابة كولونيا»، هرع الناس إلى المنافسة وهم يقولون: “لا بد أنها لوحةٌ جيدة، لم أكن!”
لقد وقعت في الحفرة التي حفرتها بنفسها.
لكن لم يكن هناك مجال للتراجع. عضّت روزان شفتيها ورفعت لوحة المزاد من جديد.
حتى وإن كانت تحتوي على دليلٍّ لثروة عمّها السرية، فإن 170 مليون مبلغٌ جنوني.
مليئةٌ بالغيظ، وقفت روزان فجأة.
على أيِّ حال، أنهت ما كانت تنوي فعله.
فما إن تستلم اللوحة، لن تطأ قدمها هذا المزاد الليلي التافه مجددًا.
لكن أثناء سيرها بعصبية، تعثرت بشيءٍ وسقطت أرضًا.
“آه!”
“يا إلهي، هل أنتِ بخير؟”
عندما التفتت، رأت امرأةً مسنّة على كرسيٍّ متحرك.
“يبدو أن لديكِ أمرًا عاجلاً. هل يمكنكِ الوقوف؟ أعتذر، لن أستطع مساعدتكِ.”
وحين أدركت روزان أن قدمها تعثرت في كرسي العجلات، تمتمت بغضب.
“إن كنتِ عاجزة، فابقَي حبيسة منزلك.”
اتّسعت عينا العجوز ذات العينين البرتقاليتين.
صحيح أن روزان هي من سقطت وحدها أثناء سيرها المستعجل، لكن هذه هي عادات المجتمع النبيل.
من يعتذر أولاً هو الخاسر.
وكونها ضيفةً بسيطة في مزادٍ ليلي رديء، فكانت روزان تعتبرها هدفًا لا ضرر في الدوس عليه.
“كيف تقولين هذا الكلام؟!”
“… كفى. لا داعي للضجيج.”
كان الشخص الذي بدا كخادم يهمّ بالنهوض غاضبًا، لكن العجوز منعته بلطف.
وقفت روزان بصعوبة بسبب ثوبها الضخم، ثم نظرت إليهم بحدةٍ قبل أن تتوقف فجأة.
كرسي متحرك؟ عيون برتقالية؟
شخصٌ ما خَطَر في ذهنها، لكنها سرعان ما هزّت رأسها.
مستحيل.
ذلك الشخص كان قد اختفى منذ زمنٍ طويل، فكيف يظهر في مكان كهذا؟
“أحضِروا لي لوحة غابة كولونيا.”
عندما وصلت روزان إلى مكان استلام اللوحات، أومأت بإصبعها.
أحضر الخادم حقيبتين كبيرتين ووضعهما على الطاولة.
إحداهما كانت تحتوي على مبلغ الـ170 مليون، والأخرى كانت نسخةً مقلدة من لوحة غابة كولونيا لمقارنتها مع الأصل.
“ها هي، ولكن كما تعلمين، لا يمكن إلغاء أي عملية بعد الفوز بها…”
“تظن أنني لا أعلم هذا؟”
قالت روزان بحدة، وأخذت اللوحة الأصلية بخشونة.
“دعنا نرى ما الذي فاتك يا نيكولاس.”
قامت لوزان بمقارنة اللوحتين لوقتٍ طويل.
لكن…
“ما هذا… كيف…؟”
اللوحتان متطابقتان.
الملمس، الألوان، حتى الشقوق الصغيرة.
لا فرق على الإطلاق.
“لا، مستحيل. هذا مستحيل!”
ما الذي يحدث؟
يجب أن يكون هناك فرق!
حتى يكون تفسير فشلها في الغابة الصنوبرية، هو خطأ نيكولاس في النسخة، لا أوهامها هي!
وفي لحظة رفعت فيها رأسها وقد شحب وجهها،
سمعت صوت المزاد عبر الباب المفتوح قليلاً:
“… لوحةٌ مميزة من نواحٍ عدة، مرسومةٌ على طبق بدلاً من قماش، وهي أيضًا عودةٌ وظهورٌ أول لفنانٍ مغمور. نقدم لكم: لوحة «الحياة» للبارون نيكولاس راوم، التي تصور شلالات الشمال.”
لوحة نيكولاس تتلقى التصفيق وأيدي الحضور ترفع لوحات المزايدة باستمرار.
“بيعت للزبون رقم 1 مقابل 16 مليون.”
دارت رقبة روزان بصعوبةٍ شديدة.
ومن كان قادمًا لاستلام لوحة نيكولاس هو…
“يا للروعة، أحببت هذه اللوحة من النظرة الأولى، وكنت سأحزن إن لم أحصل عليها.”
“دوقتي العزيزية، إن سمحتِ لي، لماذا أحببتِ هذه اللوحة بالذات؟ أليست لديك العديد من لوحات الطبيعة كهدايا؟”
“صحيح، كلها جميلة، لكنها كبيرة الحجم، تجعلني أشعر بالحزن. فعندما أضطر للنظر إليها من أسفل، أتذكر حالتي الجسدية.”
“دوقة…”
“لكن هذه اللوحة على طبق… يمكنني إبقاؤها بقربي وتمنحني عزاءً. كما أن فنها ممتاز.”
دوقة ألكيميا!
العجوز التي التقت بها قبل قليل على الكرسي المتحرك كانت هي دوقيّة ألكيميا!
صدى الكلمات التي قالتها لها روزان من قبل عاد يتردد في أذنيها.
بينما مرّت ألكيميا بجوارها، ألقت نظرةً طويلة على روزان.
“لكن… لماذا لم يرسم شخصٌ بهذه الموهبة شيئًا طوال ذلك الوقت؟”
ابتسامة ألكيميا التي كانت دائمة على وجهها، اختفت فجأة، وتحول فمها إلى خط بارد.
“هذا أمر… يثيرٌ الفضول.”
بعد أن رحلت ألكيميا، بدأت روزان تشعر بقشعريرةٍ في ظهرها، وغادرت المزاد.
خلعت قناعها وتوجهت إلى العربة.
يجب أن تعرف الحقيقة.
لماذا تطابق الأصل مع النسخة؟
ولماذا ارتكب نيكولاس هذا الجنون؟!
“أختي!”
لكن ما إن رأت وجه هيوغو المذعور في العربة، شعرت بأن الأمور تزداد سوءًا.
“متجر الرهن الخاص بالعم… وجد ضامنًا! وجددوا الترخيص!”
“… ماذا قلت؟”
يوجد شرطان فقط ليكون أحدهم ضامنًا.
أن يكون قريب دم، أو أن يكون نبيلاً ذا مكانةٍ مرموقة.
لكنها تأكدت مسبقًا.
ميكيلّي فيوكيداد ليونيت لم يظهر في الأماكن العامة.
فكيف؟ بأيِّ وسيلة؟!
“وليس متجر العم فقط! بل حي الرماد بأكمله قدّم نفس الضّامن لتجديد الترخيص!”
“ما الذي تقوله؟!”
“ألم تكوني تعلمين؟!”
أنا؟ لم أكن أعلم؟
ظلت تعيد كلامه في ذهنها، حتى شعرت وكأنَّ مطرقةً ضربت رأسها.
“زوجكِ! البارون نيكولاس راوم! ذلك الرجل، ضمن الحي بأكمله!”
نيكولاس!
قبضت لوزان على قبضتيها بغضب.
لقد جنّ نهائيًا.
-“من دوني، أنتَ لا شيء. تظن أن أحدًا غيري سيقدّركَ؟”
إلا إذا… بعد كل تلك الكلمات، التي جعلته يبكي فقط…
فهل هو الآن يريد الانتقام؟!
“ما الذي يحدث هنا؟ لكن… لدينا لوحة غابة كولونيا، أليس كذلك؟”
قال هيوغو بنبرةٍ يحاول فيها التهوين.
“طالما حصلنا على ثروة العم، فما أهمية الترخيص؟ أليس كذلك؟ هل كانت هناك شفرة؟ علامة؟”
“…..”
“أختي؟ لماذا لا تتكلمين؟”
“سنعود… إلى الإقطاعية.”
“ماذا؟”
“قلت إننا سنعود للإقطاعية!”
نعم. يمكنها التأكد من اللوحة مرة أخرى.
لكن فقط بعد أن تمزق نيكولاس إربًا.
لا بد أن هناك فرقًا.
لا يمكن أن يكون عمّها قد خبأ كل شيء بحيث لا يُرى بالعين المجردة.
لا بد من شيء.
وصلت روزان إلى قصر البارون بارون بعد ساعات، ترتجف من الغضب، ومعها هيوغو المرتبك.
“نيكولاس!”
بدأت تجوب القصر كالمجنونة.
“بعد كل ما فعلته، تجرؤ على الاختباء؟ اخرج! أخرج الآن!”
“س- سيدتي…”
قالت الخادمة المرتجفة من خلفها.
عندما التفتت إليها روزان بعينين متوحشتين، كادت الخادمة تبكي وهي تهمس.
“كنت أُعدّ العشاء، وعندما فتحت باب الكوخ… و-وجدت هذا…”
انتزعت روزان الورقة من يدها، وبدت على وجهها علامات الذهول الشديد.
ما رأته كان:
[لقد وُجد مَن يقدّرني.]
ورقة طلاق
وكان اسم نيكولاس راوم مكتوبًا عليها.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 46"