الفصل 3 : أنا لا أشتري البشر ²

 

ولَمْ يكُن ذَلك كُل شيء.

 

“صا، صا، صاحب السمو!”

 

كان المُساعد الذي ذهبَ لمُراجعة الأوراق قد عاد مُسرعًا وقد إمتُقِع لونه.

 

“كُل التوقيعات التي على العقد قد اختفت!”

 

“…ماذا، ما الذي تقوله؟”

 

“كُل التوقيعات قد اختفت ما عدا توقيعٌ واحدٌ فقط! وهَذا هو العقد الوحيد الذي تبقى عليهِ التوقيع، انظر إلى هَذا!”

 

كانت يدُ المُساعد ترتجف وهو يُخرج عقد نقل الملكية.

 

كان العقدُ ينص على نقل جميع مُمتلكات الدوق السابق ميكيلي ليونيت إلى هيوغو ليونيت.

 

حتى في وسط هَذهِ الفوضى، اعتقد هيوغو أنهُ طالما كان هَذا العقد سليمًا، فلا مُشكلة في الأمر.

 

لكن؟

 

“كُل مُمتلكات الدوق هي هَذا المنزل فقط!”

 

“ماذا؟! هَذا غيرُ معقول! حتى لو تجاهلنا المُمتلكات الشخصية أو خزانتهِ الخاصة، فَهُناك متجر الرهونات!”

 

“كلا، اقرأ بنفسكَ!”

 

أعطاهُ المُساعد الوثائق الصادرة مِن البنك.

 

قرأ هيوغو الوثائق ووضع يدهُ على جبهتهِ. لقد شعر بالدوار.

 

“قبل ثلاثة أيام… نُقلت كُل المُمتلكات إلى حفيدتهِ باستثناء هَذا المنزل…؟”

 

“وليس ذَلك فقط! لقد تم أخذُ قرضٍ باستخدام هَذا المنزل كضمان!”

 

“ماذا تعني بأخذ قرض؟ كم المبلغ؟”

 

“لقد تم اقتراضُ ثلاثين مليون عملة.”

 

ترنح هيوغو وسقط على الأرض.

 

“أخبرني بإنه لا يوجد المزيد مِن المفاجأت.”

 

“حسنًا… الأمرُ هو…”

 

كيف يُمكن لشخصٍ أنْ يقترضَ ثلاثين مليون قطعةٍ ذهبية مُقابل هَذا المنزل الرث؟

 

هل هَذا مُمكن؟

 

ثلاثين مليون كانت كافيةً لشراء قصرٍ في إقطاعية هيوغو في بانونج. صحيح أنْ بانونج كانت منطقةً نائية وأراضيها رخيصة، لكن…

 

بينما كان هيوغو نصف مذهولٍ، تابع المُساعد.

 

“لقد حصلوا على القرض مِن جهةٍ غيرِ رسمية، والفائدة لهُ الشهرية تبلغ 50٪…”

 

“…….”

 

“لقد ورثتَ الديون مع المنزل، سيدي. وعليكَ… تُسديدها جميعها.”

 

أمسك هيوغو برقبتهِ وسقط على الأرض فاقدًا للوعي.

 

وبينما كان المُساعد يركضُ، رأى أخيرًا المنزل الفارغ وقفز في مكانه.

 

“لكن لماذا المنزل فارغٌ تمامًا؟! أين ذهب الدوق؟! ما الذي حدث هُنا بحق السماء؟!”

 

لا أحد يعرفُ كيف وصلت الأمورُ إلى هَذا الحد، لكن هُناك شيءٌ واحدٌ كان مؤكد.

 

“تلكَ الفتاة الوقحة، إنها تُشبه جدها تمامًا!”

 

في النهاية، أغمي على هيوغو.

 

***

 

عندما نزلتُ مِن الجبل، نظرتُ إلى برج الساعة.

 

في مثل هَذا الوقت، لا بد أنْ هيوغو قد فتح باب المنزل بالفعل.

 

ضحكتُ وأنا أتخيلُ كيف سيكون جالسًا على الأرض مِن الصدمة.

 

“ها، أشعرُ بالراحة الآن.”

 

بعد أنْ عدتُ بالزمن، كانت أول خطوةٍ اتخذتُها هي نقل كُل مُمتلكات جدي إليّ.

 

باستثناء المنزل.

 

ليس لأن المنزل لَمْ يكُن مهمًا. فقد كان المكان الذي عشتُ فيهِ منذُ ولادتي وحتى بلغتُ العشرين مِن عمري.

 

لكن لو اضطررت للاختيار بين المنزل ومحل الرهونات؟

 

بالطبع، سأختارُ محل الرهونات.

 

“أعتقدُ أنْ جدي كان سيفعل نفس الشيء.”

 

كنتُ بحاجةٍ إلى المال، وأردتُ أيضًا طريقةً لإزعاج هيوغو، لذَلك قررتُ التخلي عن المنزل.

 

ثم توجهتُ إلى أكبر مُرابي في العاصمة.

[ المُرابي : هو مَن يُقرض المال مُقابل ربًا فاحش]

 

“أريدُ اقتراض ثلاثين مليون قطعةٍ ذهبية باستخدام منزلي كضمان، وأريدُ أعلى نسبة فائدةٍ لديكم.”

 

بدا المُرابي مذهولًا.

 

مَن يقبل طوعًا بأعلى نسبة فائدة؟

 

لكنني كنتُ مُختلفة!

 

“لأنني لَن أًسدد هَذا الدين في النهاية.”

 

ولكي لا يحدُث أيُّ جدالٍ، قمتُ بتسجيل كُل المحادثة.

 

هيوغو نفسهُ قال ذَلك مِن قبل.

 

أنه لا مشكلة حتى لو كان عليهِ ديون طالما لَمْ تكُن كبيرةً جدًا، أليس كذَلك؟

 

“إذًا لقد اعطيتُه ديونًا غيرَ مؤذيةٍ.”

 

وهَكذا، حصلتُ على الـ ثلاثين مليون.

 

أنفقتُ منها عشرين مليونًا على جدي.

 

“في حياتي السابقة، قرأتُ في الجريدة عن مستشفى بيلكاتو.”

 

كانت أفضل مكانٍ يُقدم الخدمات الطبية بـ أعلى مستويات الأمان.

 

كنتُ مرتاحةً عندما فكرتُ في أنْ جدي كان يعيشُ في مكانٍ جيدٍ كهَذا.

 

“…في السابق، لَمْ أكُن قد وضعتُه في مستشفى فاخرة، بل تركتُه في الأحياء الفقيرة.”

 

مُجرد التفكير في ذَلك كان مؤلمًا.

 

لذَلك دفعتُ رسوم سنةٍ كاملةٍ ُمقدمًا.

 

أغلى غرفة، وأفضل برامج العلاج، وأفضل خدماتٍ ، بأسعار VVIP.

 

كما طلبتُ منهم توقيع اتفاقيةٍ سرية للحفاظ على خصوصية الأمر.

 

“لقد كانوا على استعدادٍ لتوقيعها بسهولة. المال رائعٌ بالفعل.”

 

اشتريتُ أيضًا جهاز تسجيلٍ سحري وحبر يتبخرُ بالسحر مِن أجل هيوغو.

 

وبعد أن تعاقدتُ مع مخزنٍ للاحتفاظ بالأغراض التي أخذتها مِن المنزل، تبقى لي 9.5 مليون قطعة.

 

“يجبُ أنْ احتفظ بالباقي.”

 

لأنني سأحتاجهُ لمحل الرهونات.

 

مددت ذراعي بقوةٍ وبحثتُ في جيب المئزر المُلطخ بالطلاء.

 

حتى في الظلام، كانت مفاتيحُ محل الرهونات تلّمع.

 

“لا بد أنْ هوغو قد رأى وثائق الممتلكات الآن.”

 

بالتأكيد سيأتي هيوغو إلى محل الرهونات قريبًا.

 

لكن ليس على الفور. هيوغو شخصٌ بسيطٌ ويمكن التلاعب بهِ بسهولة.

 

“لهَذا تصرفتُ بتعاونٍ معه. بدا سعيدًا لأن الأمور كانت تسيرُ على ما يرام ولَمْ يتفحص الأوراق بعناية.”

 

كان هُناك سببٌ آخر لتعاوني معه.

 

في حياتي السابقة، رفضتُ اقتراح هيوغو بشدة.

 

لأنني لَمْ أوقع حتى النهاية، استدعى شخصًا لدعمهِ.

 

امرأةٌ تُدعى لوزان، وهي شقيقةُ هيوغو.

 

على عكس أخيها، كانت لوزان باردةً وقاسية.

 

“لو كانت هي مَن جاءت، لما ترددت في الدخول إلى المنزل للتحقق مما إذا كان جدي هُناك دوّن أنْ تهتم بالطلاء. كان مِن الصعب خداعها.”

 

ما كان مفيدًا هو أنْ هيوغو كان يخافُ مِن لوزان.

 

بعد أنْ أبرم العقد بمفردهِ ووجد نفسهُ غارقًا في ديونٍ ضخمةٍ، كان مِن المؤكد بأنهُ سيُحاول إخفاء الأمر عنها بكُل جهد.

 

سيُحاول حلّ المُشكلة بنفسهِ بشكلٍ سري ويفعل أشياء غيرَ مُجديةٍ.

 

وهَكذا، ربحتُ بعض الوقت.

 

لمستُ القلادة التي كنتُ أعتبرُها تميمةً ثم توجهتُ إلى فندقٍ صغير في المدينة.

 

“أريدُ استئجار غرفة.”

 

قال جدي إنهُ يقبلُ القيام بأيِّ شيء كبير، بشرط أنْ أكل جيدًا، وارتاح جيدًا، وأنام جيدًا.

 

قررتُ أنْ أفعل كما قال جدي.

 

بينما كنتُ أنتظرُ قدوم خدمة الغرف بعد أنْ أعددت الماء للاستحمام، أخرجتُ دفتر ملاحظاتي.

 

– قائمة المهام

 

كتبتُها بخطٍ كبير في الصفحة الأولى مِن الدفتر، وشعرتُ بتجدد العزم فجأةً.

 

بدأتُ أكتب بعنايةٍ كُل ما كنتُ أفكرُ فيهِ منذُ عودتي بالزمن.

 

– قائمة المهام

 

[1. استعادة عائلة ليونيت]

 

عندما فكرتُ في أكثر طريقة انتقام فعالةٍ ضدهم، كان الجواب هَذا.

 

بعد التحقيق لمدة ثلاثة أيامٍ، اكتشفتُ أنْ عائلة ليونيت الآن في حالة فوضى تامة.

 

كان اللقب مُمزقًا بين أفراد العائلة الذين كانوا يتقاسمون الأراضي فيما بينهم، كما تم بيع المُقاطعات الثمينة.

 

كنتُ أرغب في استعادة عائلة ليونيت التي كانوا يُدمرونها.

 

مع استعادة شرف جدي الذي نُفي.

 

“كيف يُمكن أنْ يُنفى دوق في المقام الأول؟”

 

إلا إذا تم توريطهُ ونفيهُ للاستيلاء على اللقب والأراضي.

 

بالإضافة إلى ذَلك، كان سببُ نفيّ جدي سريًا.

 

إذا كان قد ارتكب جريمةً كبيرةً تتطلبُ السرية، فلماذا يكتفون بنفيهِ فقط؟

 

هَذا غيرُ منطقي.

 

“يجبُ أنْ أكتشف مَن تجرأ على فعل ذَلك.”

 

– قائمة المهام

 

[1. استعادة عائلة ليونيت]

 

[2. إدارة محل الرهونات بشكلٍ جيد]

 

بما أنني ورثتُ المحل، لَمْ أكُن أنوي إدارتهُ بشكلٍ عشوائي.

 

فهو وسيلةٌ لكسب المال، وكان متجرًا عزيزًا على جدي، ولكن الأهم مِن ذَلك كله أنني أحببتً المكان.

 

كان محل الرهونات، المليء بالأشياء الغريبة، يبدو ليّ كمخزنٍ للـ كنوز عندما كنتُ صغيرةً.

 

“رُبما لَمْ يكُن جدي يأخُذني إلى هُناك كثيرًا لأنهُ كان يخشى أنْ أتلف شيئًا.”

 

كنتُ دائمًا أحلم بإدارة المحل مع جدي.

 

الآن حان الوقت لاستخدام ما تعلمتهُ.

 

– قائمة المهام

 

[1. استعادة عائلة ليونيت]

 

[2. إدارة محل الرهونات بشكلٍ جيد]

 

[3. ]

 

عندما وصلتُ إلى السطر الأخير، توقفتُ للحظةٍ.

 

لسببٍ ما، شعرتُ بدموعي تترقرق.

 

تنفستُ بعمق وحاولتُ الكتابة بعنايةٍ جدًا.

 

– قائمة المهام

 

[1. استعادة عائلة ليونيت]

 

[2. إدارة محل الرهن بشكلٍ جيد]

 

[3. إيجادُ علاجٍ لجدي]

 

في الحقيقة، كان يُمكن أنْ تُصبح الأمور أسهل إذا طلبتُ مساعدة جدي.

 

سواء في إدارة محل الرهونات، أو الانتقام مِن عائلة ليونيت، أو تحديد حجم ممتلكات جدي التي كانوا يُحاولون الاستيلاء عليها.

 

“لكن…”

 

لَمْ يكُن ذَلك مُمكنًا.

 

لَمْ أستطع فعل ذَلك.

 

“…مَن أنتِ؟ مَن تكونين ولماذا أنتِ هُنا؟”

 

“جدي، ماذا تقول؟ إنها أنا. أنا حفيدتُكَ، إليشيا…”

 

في بعض الأحيان، ينسى جدي حتى مَن أكون.

 

 

═════• •✠•❀•✠ •═════

الترجمة: فاطمة 

حسابي ✿《التلي》

《واتباد》《انستا》