“ألًمْ تقل أيضًا إنْ أداة التتبّع السحرية الخاصة بالأثر المقدّس قد أضاءت! هَذا يؤكّد أنْ المكان هو مصدرُ غسيلٍ للأموال أو سمسارُ المسروقات الخاص بآيفور!”
كان هُنالك دليلٌ آخر أيضًا.
رابطة الأكمام التي يرتديها كاسيان كانت أداةً سحرية، تُضيء إذا استشعرت طاقة السيف المقدّس.
وقد أضاءت قليلًا عندما دخل متجر الرهن.
وهو أمرٌ مستحيلٌ ما لَمْ يكُن آيفور قد زار ذَلك المكان بنفسه.
“تلكَ المرأة هُناك، لا شكّ أنها متعاونةٌ مع آيفور!”
“ليس هَذا فحسب، بل هُناك أمرٌ غريبٌ آخر أيضًا.”
“ما هو؟”
“لَمْ تشعر بالخوف مني.”
صُدم ميلتون مِن أعماقه.
“ماذااا؟! هَذا غيرُ معقول! إذًا، لا بدّ أنها ليست إنسانةً عادية! رُبما كانت متورطةً بعمقٍ في جرائم آيفور، وقد تكونُ سمسارةَ جرائمٍ شريرة…”
“هَذا هو المُرجّح. فالأداة السحرية لا تكذُب.”
ومع ذَلك، ظلّت ملامح كاسيان قاتمةً كما هي.
قبل عام، اندلعت سلسلةُ حرائقٍ في شرق الدوقية.
ولَمْ يُعرف الفاعل ولا السبب، مِما سبّبَ صداعًا كبيرًا للسلطات، وفي تلكِ الأثناء، ظهر ذَلك الرجل.
آيفور.
كشف آيفور أنْ تلكَ الحرائق ما هي إلا لعناتٌ مُتقنة، وتمكّن بعد مطاردةٍ مِن الإمساك بالجاني.
وبفضل ذَلك، لَمْ يطل الوقت حتى نالَ ثقة الدوقية.
ولَمْ تمضِ فترةٌ طويلة حتى أصبح أحدَ المُستشارين في الشؤون السحرية.
كان آيفور لطيفًا ووديعًا بطبعهِ، وقد نال ثقة الناس بقدر ما كان ماهرًا.
الجميع وثق به.
حتى اليوم الذي سرق فيه الأثر المقدّس واختفى فجأةً.
الشخص الوحيد الذي شكّ فيهِ وتحفّظَ عليهِ مِن البداية كان كاسيان.
“ولكن…”
السيجارة الحمراء التي أشعلها كاسيان في متجر الرهن لَمْ تكُن سوى أداةٍ سحريةٍ للاستجواب.
استنشاقُ دخانها يجعلُ المرءَ يشعرُ بالدوار فيُفصح عن الحقيقة.
لكنّ المرأة لَمْ يتغيّر سلوكها حتى بعد استنشاقها.
ردّت بثباتٍ وجرأةٍ بأنها لا تتعاملُ مع المسروقات.
‘مِن غير المعقول أنْ تُدير شابةٌ محلًّا كهَذا وحدها. لذا ظننتُ أنني إنْ قدّمتُ عرضَ توظيفٍ، سيظهر أحدٌ أعلى منها، لكنّها رفضت ذَلك أيضًا.’
كلمة “أشترِني” كانت في الحقيقة عرضَ توظيفٍ مُقنّعًا، ووسيلةً لاستكشاف مَن يُديرُ المكان.
فقد ظنّ كاسيان، الذي لَمْ يُقابل مجرمًا خارج أوقات التحقيق، أنهم يتعاملون مع الأمور بهَذهِ الطريقة عادةً.
لكنّها رفضت دوّن تردّد.
كانت عيناها البنفسجيتان مملوءتين بالثقة.
“لماذا، إذًا، لَمْ تكُن كلماتها كاذبة أيضًا؟”
نظر كاسيان بنظرةٍ مُعقدةٍ إلى بطاقة العمل الموضوعة على الطاولة.
البطاقة التي أعطاها للمرأة كانت أيضًا أداةً سحرية.
لأنها رقيقةٌ جدًا، لَمْ يُمكن تخزينُ كميةٍ كبيرة مِن الطاقة السحرية فيها، لكن كان يُمكنها نقلُ الأصوات المُحيطة أثناء ملامستها.
وكان صوتُ المرأة الذي خرج مِن تلكَ البطاقة لا يزال يُطنّ في أذنه، تمامًا كما همست في أذنهِ قبل قليل.
「اسمٌ جميل.」
ما دام الأمر قد بلغ هَذا الحد، فلا يوجد سوى طريقةٍ واحدة لتمييز الحقيقة.
تمتم كاسيان وهو يمرّر يده بخشونةٍ في شعره.
“ليس أمامي سوى التحقّق بنفسي مِن الطابق الثاني.”
***
“هممم… عشرة ملايين قطعة.”
أثناء استراحةٍ قصيرة، كنتُ أراجع قائمة الحسابات التي سحبتها مِن البنك المركزي، وهززت رأسي بيأس.
‘لا يُمكن أن يكون جدي قد أضاع أمواله في استثمارٍ فاشلٍ أو قمارٍ دوّن علمي؟’
كان في الحسابات التي نُقلت لي باسم جدي حوالي عشرة ملايين قطعة.
صحيح أنَّ المبلغ ليس ضئيلاً مِن الناحية الموضوعية، لكن بالنظر إلى طبيعة عمل الرهن، فإنَّ السيولة النقدية تُعدُّ مِن الأولويات.
‘لو نظرنا فقط إلى السيولة… فهَذا يعني أني مفلسة.’
كانت نتيجة الاستعلام السريع مُحبطة، لذَلك جئتُ إلى البنك المركزي البعيد، لكن التفاصيل لَمْ تختلف.
‘حسنًا، سأتركُ هِذا المبلغ كاحتياطيٍ طارئ.’
إنْ فكرتُ بالأمر بعقلانية، فلا يُعقل أنْ تكون تلكَ كل ثروة الجد الخاصة.
‘ما يُمكن للبنك إظهارهُ هو مبلغ العشرة ملايين فقط، لا أكثر.’
فما كانت عائلة ريونيت لتطردني في حياتي السابقة لأجل عشرة ملايين قطعةٍ فقط.
ومع أنني استلمتُ كل شيءٍ عدا المنزل، فلا يُمكنني أنْ أطمئن وأتغاضى عن الأمر.
فلكي أستعدٌّ لمواجهة أفراد العائلة الذين سيهاجمونني بعيونٍ حمراء، عليّ أنْ أعرف حجم ثروة جدي بدقة.
فأين يُمكن أنْ يكون الباقي؟
ابتسمتُ ابتسامةً خفيفة. خطر ببالي احتمالٌ ما.
‘متى سيأتي هيوغو يا تُرى؟’
أولًا، لنبدأ بالهجوم على ذَلك الجبان، هيوغو.
****
“اللعنة، اللعنة.”
كان هيوغو يقضم أظافره.
فالديون تنهال عليهِ كالمطر، وفوق ذِلك، شقيقتُه السيدة روزان تُمارس عليهِ المزيد مِن الضغط.
> “أما قلت إنكَ ستُثبتُ نفسكَ مِن خلال تدبير أمر عمي؟ إلى متى عليَّ انتظار هَذا ‘الإثبات’ يا ترى؟”
وصلت أكاذيبُه إلى أقصاها ولَمْ يعُد بالإمكان كسب المزيد مِن الوقت.
لكنّهُ كذَلك لا يستطيع الاعتراف بهَذا الفشل.
‘كيف لي أنْ أقول إنَّ فتاةً في العشرين خدعتني هَكذا…!’
لَمْ يتمكّن حتى مِن الإمساك بالعم ميكيلي، بل حصد مزيدًا مِن الديون.
لذا عليهِ أنْ يفعل شيئًا، أيَّ شيءٍ، عليهِ أنْ يُجبر تلكَ الفتاة على التوقيع على عقدٍ صحيح!
كان هيوغو ينتظر عودة مساعدهِ الذي خرج للتجسس بقلقٍ شديد.
“سيدي الكونت! لقد راقبتُ متجر الرهونات!”
“وكيف كان الوضع؟”
“يبدو أنْ العمل مزدهرٌ. في المتوسط، يدخل المحل خمسة أشخاص في الساعة…”
“هل يبدو لكَ أنني مهتمٌ بهَذهِ التفاهات؟ هاه؟”
قطّب هيوغو جبينه بغضب.
“هل كان العم هُناك أم لا؟ هَذا ما أسألكَ عنه!”
راح هيوغو يتساءل: كيف اختفى العم ميكيلي وهو مريضٌ بذَلك الشكل؟
وكان هُناك احتمالٌ واحد.
أنْ تكون تلكَ الفتاة اللعينة قد خبّأته مُسبقًا.
لكن أين؟
في مستشفى؟ أو مخزنٍ سري؟ أم منزلٍ آمن؟
أم لعلّه… في متجر الرهن نفسه؟
“لـ… لا، لَمْ يكُن هناك! راقبتُه طوال اليوم ولَمْ أره حتى بطرف شعرة! حتى أنني سألتُ بعض الزبائن المتردّدين عليهِ وقالوا إنهم لَمْ يروه!”
“هل أنتَ واثق؟”
“بالطبع! لو كان الدوق هُناك، لما بقي طوال اليوم دوّن أنْ يخرج ولو مرة، أليس كذلك؟ إنه يُحب هَذا المتجر كثيرًا.”
كان لكلام المساعد منطق.
فالعم كما يتذكّره هيوغو كان رجلًا صارمًا ودقيقًا.
لَمْ يكُن ليثق بأحدٍ غيره ويفوّضه في الأمور، حتى لو كانت حفيدته.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"