عندما قالوا إنهم سيرسلون عربة، ظننت أن الدوق هو من سيأتي،
لكن الحارس نزل من جانب السائق ورافقني بنفسه.
ربما لاحظ تساؤلي، فحيّاني بتحية خفيفة، ثم مدّ يده وشرح:
“الدوق قال أن أبلغك أن تلتقيا أمام المحل مباشرةً.”
همف. أول موعد، وخصم أول نقطة.
هل يرى أن حتى وقت المجيء لأخذي مضيعة؟
“سأحرص على ألا تشعري بأي إزعاج.”
أرهقت خدمنا منذ الصباح دون داعٍ…
يا عائلة فرومروز، ثقوا بي.
سأذهب لأجلد دوق ديهارت اليوم وأعود إلى المنزل بفخر.
صعدت إلى العربة بصوت كعب حذائي طَق طَق.
* * *
“لماذا لم ترسل أحداً بدلاً منك؟”
“أليس هذا أكثر رومانسية؟”
ما إن نزلت من العربة، حتى فتحت فمي دهشة.
وله كل الحق…
“منذ متى كنت هنا؟”
“لست متأكداً.”
لأنني أدركت أن دوق ديهارت شخصيًا جاء ليصطف في طابور افتتاح محل الحلوى!
حتى أنه في البداية كان ينوي حجز المقهى بالكامل،
لكنه شعر أن ذلك لا يُشبه “الموعد العادي” كما هو مدوّن في قائمة أمنياتي،
فقرر الانتظار بنفسه.
“غير معقول.”
يعني أنا، شريكته في الموعد، آتي مرتاحة،
بينما هو يصطف مسبقًا؟
بالطبع، كان يرتدي قبعة، ومعطف فرو، وقفازات، وأحذية تليق بسكان الشمال.
لكن رغم ذلك، لا بد أن الانتظار كان متعبًا.
‘صحيح أنني لم ألِح للقدوم، لكن…’
شعرت بوخز ضمير.
“سأدفع ثمن الحلوى.”
“لا تضحكي عليّ.”
أخذت ذراعه التي مدّها، وبدأنا نمشي.
تأملني الدوق من أعلى لأسفل وقال:
“تبدين بردانةً.”
“أنا بخير.”
ظننت أنه سيقول شيئًا آخر، لكنه اكتفى بـ:
“حقاً؟”
ولم يواصل.
دخلنا المقهى مباشرة بفضل انتظاره المسبق.
“واو…”
رائحة دافئة وحلوة ملأت الأجواء.
الحائط الوردي الذي بدا طفوليًا في الصور،
كان مريحًا وأنيقًا مع الأضواء الصغيرة وأعمدة المكان.
جانب من المقهى احتوى على واجهة زجاجية،
بداخلها حلوى جميلة مثل الماكرون، الكعك، والتارت.
بينما كنت أستمتع بمشاهدة الحلويات والمقهى،
جاء صوت الموظف: “هل ترغبون في الطلب؟”
‘أوه، لقد شردتُ كثيرًا!’
لا بد أن الدوق كان يراقبني طوال الوقت وأنا أبدو كالمهرجة بفمي المفتوح وعيناي تتجولان.
“أتشعرينَ بالرضى؟.”
“……الطعم هو الأهم.”
“معكِ حق، آنستي.”
دافع عني بهدوء، مما جعلني أشعر ببعض الإحراج.
“من هنا إلى هناك، أريد كل شيء.”
“المحل يحدّد ثلاث قطع لكل شخص.”
آه، يبدو أنه لم ينتبه لهذا.
تماسكت كي لا أضحك.
حسنًا، سأساعده.
“إذاً، اثنتان من الأكثر شهرة، وواحدة كريم بروليه.”
“سنجلب لك تارت الفراولة المميز، ماكرون الثلج، وكريم بروليه.”
“وقهوة وشاي ساخن أيضًا.”
لاحظ الموظف نظرتنا لبعضنا، ثم قال مبتسمًا:
“لدينا طقم خاص للأزواج، أأجهزه لكم؟”
“آه، نحن لسنا-“
“ما الفرق؟”
“يأتي مع قشة وردية وقلب، وشوكة على شكل قلب. وسعره أرخص قليلاً.”
“من فضلك، أضفه.”
ما هذا؟!
كيف أجابه بهذه السلاسة؟
فاتني الوقت لأعترض.
“أنتما تبدوان رائعين معًا!”
“احتفظ بالباقي.”
“آه، شكراً جزيلاً!”
أوه، توقفوا عن الحديث وكأني غير موجودة! أين رأيي أنا؟
لكن بما أنه دفع، لم أستطع قول شيء.
بل كان ينظر إليّ بنظرة “ما المشكلة؟”
فاضطررت لقبول الأمر.
‘على الأقل أرخص…’
تذكرت حين اصطففت مرة مع غريبة في طابور السينما لأجل خصم الزوجين.
“لكنكم فتاتان!”
“نحن في كوريا متقدمة!”
“آه… نظرتي الضيقة، آسف… خذوا الخصم!”
آه، ذكريات جميلة ، رغم أن الأمر كأن مقززًا حقيقةً.
سأتقبل الواقع بنفس روح الماضي.
أنا من سيصنع كوريا هي الأفضل… أقصد، الإمبراطورية!
* * *
“هل أضع الكريمة فوق التارت؟”
سأل الموظف وأنا شاردة. لم أسمع.
فانحنى الدوق وسألني:
“بماذا كنتِ تفكرين وأنتِ إلى جانبي؟”
“هاه؟ لا شيء! ماذا قال الموظف؟”
“هل تودين كريمة؟”
“آه، القليل فقط…”
أحب الحلويات، لكنني ظننت أنه لا يحبها،
فكتمت رغبتي في إضافة الكثير.
“قليل فقط؟”
سأل مرة أخرى.
فطلبت بصراحة أكثر.
ابتسم الموظف لنا بود وهو يُعدّ الحلوى.
“من فضلك.”
“سأحضرها إلى الطاولة.”
الطابق الثاني هو مكان الجلوس.
قالوا إنه يطل على المدينة.
‘همف، يعلم أنني أرتدي كعبًا، ويختار مقهى فيه طابق علوي؟’
نقطة سلبية أخرى، أخصمها في التقييم!
أنا اليوم ناقدة صارمة!
لكن فجأة، مدّ يده برقي.
“أمسكي بيدي، الدرج مرتفع.”
ناقدة صارمة…
“هيا.”
نظر إليّ برقة، فمددت يدي.
بسبب ضيق الدرج، كان وجهه قريبًا جدًا.
أشحت نظري خجلًا،
ويدي الصغيرة بدت أصغر في يده الكبيرة.
قادني بلطف وهو ممسك بيدي.
تحركت معه بلا وعي.
خجلت أكثر، فنظرت للأرض.
لكنه ضحك بخفة وقال:
“سأمسك بك جيدًا، فلا تنظري إلى الأرض، بل إليّ.”
رفعت رأسي، ووجهه ملأ نظري.
فكرت كالبلهاء:
‘مئة من مئة…’
* * *
نظرت إلى الشوكة أمامي.
لأنهم…
“أعطونا شوكة واحدة فقط!”
طلبت واحدة أخرى،
فقالوا إن طقم الأزواج يتضمن شوكة واحدة فقط.
أعني… أراهم خلفكَ أيها الوغد كوؤس مملوئين بالشوك!
لكن لا حيلة، هي سياسة المكان.
علينا أن نتشارك شوكة واحدة.
‘بالطبع أنا من سيأكل معظمها!’
لكن لا تنسي يا أنا،
أنا لست هنا لأكون تحت رحمته!
أخذت نفسًا عميقًا وأغمضت عيني.
نعم، إيرين فرومروز، لا شيء يصعب عليكِ.
‘أعرفُ قليلاً عن رومانسية المقاهَي.’
كنت أعمل بمقهى، ورأيت آلاف الثنائيات.
الآن حان دوري.
فتحت عيني وحدّقت به بلطف:
“هيا يا دوق، افتح فمك آآه~”
وأضفت لمسة ناعمة، مائلة رأسي وابتسمت.
خطة سرية علمتني إياها الخادمات.
“الطقم يجب أن نأكله هكذا!”
وبينما كان يحدق بالحلوى على الشوكة،
قربت الشوكة من فمه وقلت:
“آآه~”
كنت أتوقع ارتباكه… وبدأت أشعر بالحماس.
نظر إلى الكريمة المخفوقة مرّة، وإليّ مرّة.
ثمّ، بينما يُبقي عينيه على عينيّ، فتح فمه وتلقّى الكريمة كما هي، دون أي تردّد.
ابتلعها وهو لا يزال يُحدّق بي، ثمّ قال:
“مُمتِع.”
جعلني الجواب غير المتوقَّع أحدّق فيه للحظة، لكنّني تظاهرتُ بالتماسك، ورشفتُ قليلاً من الشاي الأسود.
“حسنًا، حان دوري الآن.”
“مـ ، نـ-نَـعَم.”
تناول الدوق الشوكة بهدوء، وقطع قطعة من الكريم بروليه، ومدّها إليّ.
وكان الشكل الذي ظهرت عليه القطعة… غير عاديّ البتّة.
‘لا أُصدّق. كيف يمكن أن تُقطَع بهذا الشكل النظيف دون أن تصدر حتى صوت تكسّر؟’
هل وضع شيئًا مثل الطاقة القتاليّة في الشوكة؟
وإلا فكيف أمكنه قطع طبقة السكر والقشطة بهذه النظافة، كأنّه يقطع شريحة كعك؟
“عليكِ أن تقولي ‘آه~’.”
لن أسمح لنفسي بالهزيمة.
“افتح فمكِ.”
“نَـعَم.”
دون أن أشعر، سقط فكّي تلقائيًّا. آه، ما هذا؟
تجاهلتُ كلّ علامات الاستفهام التي طَفَتْ في عقلي، وبدأتُ بتذوّق الحلوى.
طالما وصلتْ إلى فمي، فلا بأس.
“هُـل.”
“هل أعجَبكِ؟”
“جِدًّا. واو.”
لقد كانت لذيذة بالفعل.
استوفت الحلوى تمامًا شرط الحلوى المُفضّلة لدى الكوريين، تلك التي تُوصف بـ ‘ليست حلوة أكثر من اللازم، لكنها لذيذة’.
“هل ترغب في تذوّقها؟ آه، أنا لا أستطيع تقطيعها بجمالكَ أنتَ، يا دوق.”
رفع الدوق حاجبًا واحدًا كما لو كان يقول ‘تفضّلي، جرّبي’.
وكما هو متوقَّع، ما إن غرستُ الشوكة فيها، حتى تكسّرت طبقة السكر فجأة وبشكلٍ عشوائيّ.
وبما أنّها ليست ملعقة، خِفتُ أن أسكب شيئًا من القشطة، فقرّرتُ أخذ قطعة كبيرة.
“قبل أن تسقط، قُل ‘آه’ بسرعة.”
“آه.”
وما إن رفعتها حتى وضعتها مباشرةً في فمه. أو بالأحرى… رميتها رميًا.
ولهذا، التصقت كميّة من القشطة بفمه.
وتظاهرتُ أنا بأنّني لم أُلاحظ شيئًا.
“هذه الحلوى هناك أيضًا تُثير فضولي.”
“ألم تَقُلْ إنّك لا تُحبّ الحلوى؟”
“لا أذكر أنني قلتُ ذلك.”
أشار إلى حلوى الماكرون، وكان منظر السكر البودرة المتراكم فوقها كأنّه الثلج، ملفتًا للغاية.
‘واو، تبدو لذيذة فعلًا… لكنّها على الأغلب ستكون حلوة جدًّا.’
حاولتُ قطعها بالشوكة، لكن بسبب ملمسها المطّاطي، لم تنقطع بسهولة.
“أليست هذه تؤكل باليد؟”
“نعم، لكن إن فعلنا ذلك فلن نستطيع تقاسمها.”
“يمكنني أن أعضّ نصفها، وأُعطيكِ الباقي.”
“ماذا؟ يعني تُريدني أن آكل النصف الذي عضضتَه أنت؟”
“لكننا استخدمنا نفس الشوكة من قبل فقط.”
‘هذا غير صحيح! أنا كنتُ حذرة ولم أجعلها تلمس فمي أصلاً!’
“إذًا، طالما أنّك بارع باستخدام الشوكة يا دوق، فـ… بدلًا عني…”
كنتُ سأطلب منه أن يقطّعها بدلًا عنّي، لكن قبل أن أنهي كلامي، انحنى بجسده نحو الأمام وفتح فمه.
“آه.”
نظر إليّ من الأسفل وهو يرمش بعينيه… هل يُخطّط للانتقام بطريقة مشابهة لما فعلتُه أنا قبل قليل؟
رمشَ الدوق برموشه عدّة مرّات…
‘لو استمرّ بهذا الشكل، سيدخل ذُباب في فمه!’
ما كان لي خيار، فأحضرتُ الحلوى إلى فمه.
وما إن عضّ قطعة منها، حتّى التصق بعض السكر البودرة على شفتيه.
‘الآن لدينا معركة بين السكر البودرة والقشطة! يا سلام.’
لكن، بينما تجاهلتُ القشطة، لم أستطع تجاهل ما عَلِق بشفتيه.
أشرتُ إلى شفتيّ وأنا أرسل له إشارة.
“يا دوق، على شفتَيك.”
فما كان منه إلا أن انحنى فجأة نحو جانبي!
“هل عَلِقَ شيء على شفتي؟”
“أم أنّكِ تُلمّحين إلى قبلة؟ أهذا أيضًا أحد أحلامكِ؟”
أنا… سأجنّ.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"