7
“هل أنستي هي من بادرت؟”
“لا.”
“لم أقل حتى ما هو بعد.”
آه، أوه…
“ظننتُ أنكَ أعطيتني الورقة لتخبرني بذلك…”
هو من أعطاني الملاحظة عن “دواء الكشف عن المانا التفاعلي”، أليس كذلك؟
أنا ممتنة، لكن بطريقة ما شعرت بالإهانة،
فقلت بفخر:
“لن أكون أنا، بل سيكون كونت فرومروز من سيتولى ذلك.”
“مممم، حسناً.”
لكن من طريقته في الرد، لم يبدو أنه يصدقني إطلاقًا.
نظر إليّ الدوق وسأل:
“إذن، ما الذي ينوي الكونت فعله بهذا المشروع؟”
من الطريقة التي جاء يسألني بها مباشرة،
كان واضحًا أن هذا ما جاء لأجله.
حتى وإن استخدم لفظ ‘الكونت’، كان يخاطبني أنا.
تنهدت بخفة وشرحت:
“دواء الكشف التفاعلي عن المانا
ليس كالكواشف التقليدية.”
“صحيح.”
قد يبدو على السطح كأنه مجرد دواء عادي
يقيس ما إذا كان هناك مانا في كائن حي أو شيء ما،
لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
فكونه “تفاعليًا” يعني أنه يتفاعل تلقائيًا
عندما يتعرض للمانا، دون الحاجة لاستخدامه مباشرة.
“بل إنه لا يقتصر على الكشف عن وجود المانا،
بل يميز نوع المانا أيضًا.”
“وبالتالي يمكننا اتخاذ إجراءات ملائمة
حسب نوع المانا المكتشفة.”
لقد فهم مباشرة ما كنت أقصده،
كأنه يقرأ أفكاري.
“بالضبط. إذا تمكنا من تطوير صيغ سحرية
تتفاعل تلقائيًا مع المانا المكتشفة،
سواء كانت للهجوم أو الدفاع،
فيمكننا إنشاء حواجز سحرية
دون الحاجة لجهد إضافي.”
مثلاً، في مواجهة مخلوقات سحرية خطيرة،
يمكن تجهيز الدواء مسبقًا ليتفاعل بصيغة هجوم مناسبة لنوع المانا الخاص بها.
وفي حال وقوع هجوم سحري من دولة أخرى،
تتم الاستجابة بدرع سحري مناسب
بمجرد أن يتم كشف تردد المانا الخاص بذلك الهجوم.
“فكرة رائعة.”
علق بتعليق هادئ وصادق.
ربما كان يفكر في شيء مشابه،
لكنني من عالم حيث الذكاء الاصطناعي
كان يتعامل مع التهديدات تلقائيًا…
فطبيعي أن نختلف في الأفكار.
“لقد أحسنتِ اختيار هذا المشروع.”
“قل فقط إن الكونت فرومروز اختارهُ، أرجوك.َ”
“آه، صحيح.
انقلي له أنني سأستثمرُ فيهِ.”
وقح جدًا.
ثم أعطاني ما يشبه “واجبًا منزليًا”،
وقال إنه سيزورنا كل أسبوع
بحجة أن قاعة الاجتماعات في مقر الدوق
ما زالت تحت الترميم.
‘أنا لم أقل إنني قلقةٌ بشأن كيفية لقائكَ، أيها الدوق…’
بينما كنت أراقبه يحتسي النبيذ،
غير فجأة نبرة الحديث الجادة:
“بالمناسبة…”
أخذ ملامحه تتغير قليلاً.
“هل يحدث مثل هذا الأمر كثيرًا؟”
“هاه؟”
“مثل ما فعله بارون أوستر؟”
آه… يقصد ما حدث في الردهة سابقًا.
أخذت أقطع شريحة الستيك
التي كنت قد تجاهلتها أثناء الحديث،
ورفعت كتفي وكأن الأمر لا يستحق الذكر:
“أحيانًا.”
قد لا يحدث ذلك كثيرًا مؤخرًا،
لكن في الماضي كان يتكرر كثيرًا.
رغم أن عدد الزوار لم يكن كبيرًا كما اليوم،
إلا أن أولئك الذين يأتون بهدف التجارة أو العلاقات
كانوا كُثر.
فسألني الدوق:
“ولماذا رفضتِ؟”
هل هذا سؤال أصلاً؟
“هل سبق لك أن قابلت الابن الأكبر لعائلة بارون أوستر؟”
“في بعض الحفلات.”
“هل تتذكر وجهه؟”
توقّفت صوت أدوات المائدة فجأة.
ثم تابع تقطيع الستيك بهدوء وقال:
“أفهم الآن.”
تفهم ماذا بالضبط؟!
مسح فمه برفق باستخدام المنديل،
وتم ملء كأسه بالنبيذ الأحمر مجددًا.
عرض الخادم عليّ شرابًا أيضًا، فرفضت.
“هممم، أي حلوى أبدأ بها؟”
اخترت كريم بروليه.
في حياتي السابقة، كنت أعتبر الحلويات ترفًا غير ضروري،
لكن الآن أصبحت أحبها أكثر من الطعام نفسه.
كريم بروليه، بطبقته من الكاسترد الحلو
وسكره المكرمل المقرمش،
هو حلوى المفضلة.
رفعت الملعقة لكسر السطح المقرمش…
“متى تريدين أن يُعترف لكِ بالحب؟”
كراك!
“سألت مباشرة، كما أردتِ.”
غرست الملعقة ذات الزخارف الوردية في الكريم.
ثم تابع:
“آه، كان عليّ أن أجعلها مفاجأةً، أليس كذلك؟”
أوه حقًا؟
تنهدت، وملأت ملعقتي بالكاسترد
ووضعته في فمي.
الطعم الناعم والحلو والكاراميل المقرمش…
آه، لا شيء يضاهي الحلوى لتغيير المزاج.
“هل تحبين الحلويات؟”
“نعم.”
“سآخذ ذلك في الاعتبار.”
بدأت أشعر بالشبع،
لكنني لم أرد ترك قطعة من الكريم بروليه.
تابعت الأكل بينما لاحظت أنه لا يتحرك:
“ألن تأكل، سيدي الدوق؟”
“الحلويات ليست نوعي المفضل.”
ليس غريبًا عليه.
أشبه بمن يتناول قطع جبن فاخرة بدلًا من الشوكولاتة.
“ولا حتى أثناء العمل؟”
نادراً ما تجد شخصًا لا يأكل شيئًا أثناء العمل.
“أفضل شرب القهوة على الحلويات.”
“آه… الكافيين. ضروري.”
أنا أيضًا كنت أشرب القهوة كثيرًا في الماضي.
لأن السكر يرفع الطاقة، ثم تنهار فجأةً أذا دمجتهما.
‘أشبه بتقسيط الطاقة البدنية…’
رئيس قسمي كان يبدأ يومه بخمسة أكواب إسبرسو.
يدخن كثيرًا أيضًا،
وكنت أعتقد أنه سيموت مبكرًا.
‘لكني أنا من متّ في النهاية.’
لو كنت أعلم أنني سأموت هكذا،
لكنت انضممت إليهم في استراحات التدخين،
ولو بحجة “نفخ فقاعات صابون”…
بينما أنا سارحة في أفكاري،
بدأ فجأة ينقر على خده بإصبعه، يشير نحوي:
“خدك.”
“هاه؟”
لماذا خدّي؟
فعلت مثله ونقرت على خدي بلطف.
أوه، يبدو أن وجنتي أصبحت أكثر نعومة.
هل هو من تناول الحلويات والجلوس في السرير طوال الوقت؟
“المعذرة.”
فجأة، مدّ الدوق يده عبر الطاولة
ولمس بخفة طرف فمي وخدي.
“مـ-ما هذا؟!”
“كان هناك بعض الكريمة.”
أدركت لتوي أن شيئًا من الكريمة
كان ملتصقًا بفمي…
لماذا لم تقل “فمكِ” بدل “خدكِ”؟!
لكن قبل أن أعاتبه،
صُدمت بما فعله بعد ذلك…
لعق إصبعه الذي عليه الكريمة.
“طعمه حلو.”
“لـ-لماذا فعلت ذلك؟!”
يا إلهي…
هل فعل للتو ما أظن؟!
“هل حدث شيء في إمبراطورية
غيّر قواعد النظافة؟”
“طريقة تفكيرك مبتكرةٌ جدًا.”
“هل تعاني من نقص سكر مفاجئ بسبب مرض السكري مثلاً؟”
كلما أنكر، ازداد احمرار أذنيه…
وضحك الدوق بخفة..
“لكن الآن ، يبدو أن عليّ العودة الآن.”
“بهذه السرعة؟”
“هل تريدينني أن أبقى؟”
“لا، لا!”
فتحت يديّ كأنني أرحب بخروجه:
“إلى اللقاء.”
“يا لها من مرافقة رائعة.”
صحيح أن الغداء انتهى،
وتناولنا الحلوى،
لكنني كنت أظن أنه سيطرح عليّ المزيد من الأسئلة عن العمل…
“في الواقع، كنت أنوي أن أسألكِ اليوم
عن أحلامك الشخصية.”
أحلامي؟
نظرت إليه وكأنني لا أفهم:
“يبدو أنني سأضطر لاكتشافها بنفسي.”
اللعنة…
أليست هذه طريقته للقول إن “أتبعي ما أريدهُ لكِ”؟
“إن أردتُ أن أكسب قلبكِ بسرعة، فـ…”
ابتسم راضيًا، كأن الأمور تسير كما يريد.
وفي الواقع…
لم يكن يملك خيارًا آخر سوى أن يصل لهذا الاستنتاج.
فأنا لم أكن أعرف شيئًا عن الدوق
سوى الشائعات.
‘وفوق ذلك، كان لدى الكوريين صورة نمطية
عن دوق الشمال أيضًا!’
كنت أعتقد أنه جامد وقاسٍ…
لكن،
هو أكثر مرونة ودهاء مما تخيلت.
‘مِنْ تصرّفاته اليوم فقط…’
الأمرُ المؤكَّد هو أنّه يَجِبُ عليّ أنْ أُبقيَ ذهني صافيًا كي لا أنجرف.
* * *
“شكرًا لكَ.”
لقد أعددتُ الآن مُسبقًا وجبة خفيفة لأقدّمها لنَسريَ. يُقال إنّهُ يُفضّل اللّحم النيء عادةً، لكنّ فكرة تركه في الغرفة جعلتني أشعر بالقشعريرة، لذا نُصِحت باستخدام وجبات مُجفّفة واحتفظتُ بها.
“كُل على راحتِكَ، وخُذ وقتَكَ.”
لا أدري إنْ كان يفهم ما أقول، لكنّه فركَ خدّه بخفّة على ظهر يدي، ثمّ أمسك بالوجبة وذهبتْ إلى المكان المُخصَّص لهُ.
بعد أن تأكّدتُ من جلوسه على الحامل خلف النّافذة، أغلقتُها.
“اليوم جئتَ مع ظرفٍ.”
عادةً ما يُرسِلُ الدّوق رسائلَه في شكل رُقع أو مخطوطات، يربطها في كاحِل تايفون، لكنْ اليوم، جاءت في ظرفٍ حقيقيّ مُثبتٍ في الجَيب المُعلّق على ساقه.
بلْ إنّه عندما أخرجتُها، كان يفوح منها عِطرٌ زهريٌّ خفيف.
‘لو رآها أحد، لظنّها رسالة حُبّ كاملة’
[إلى الآنسة إيرين العزيزة.
يُقال إنّه من التّقاليد الحديثة في رسائل الغزل أنْ تُرشّ بالعِطر الذي يُذكّر بالمرسِل.]
قرأتُ حتّى هذه النّقطة، ثمّ وضعتُ الرّسالة مؤقّتًا.
‘آه… لقد كانت حقًّا رسالة حبّ إذًا!.’
بنظرةٍ خاوية، أعدتُ فتح الرّسالة مرّة أخرى.
الحِبر الأزرق الغامق الذي اعتاد عليه كان الشيءَ الوحيد الذي يُهدّئني.
[اليوم أُرسلُ بهذه الطّريقة الشّائعة حاليًّا، في سبيل طلب موعدٍ.
لا أعلم إنْ كانت الطّريقة صحيحة.
يُقال إنّه ينبغي إلصاق زهرةٍ مُجفّفة على الظّرف، لكن لا أعلم إنْ كان تايفون سيوصلها بهدوء.]
آه، عندما مزّقتُ الظّرف بلا اهتمام، كان ثمّة شيءٌ سقط…
حرّكتُ عيني على الأرض، فرأيتُ زهرةً صغيرةً صفراء وبيضاء جافّة. هه… سأدّعي أني لم أرَ شيئًا.
[أنتِ قلتِ إنّكِ تُريدين موعدًا بسيطًا، لكن هذا يتطلّب جهدًا.]
صحيح. لأنّه كدوقٍ، قد اعتاد على حجز كلّ شيء بسهولة، ولا يُبالي بنظرات الآخرين، ويحلّ كلّ شيء بالمال، فقد رغبتُ أنا في موعدٍ بسيط، يتطلّب عنايةً ووقتًا.
هذا مكتوب في البند ٥ من الفصل ٤ في قائمة الرومانسيّة الخاصّة بي.
[بما أنّها رغبتُكِ، فقد أعددتُ شيئًا بما يُناسبكِ. ستجدين التّاريخ والعنوان في الأسفل.]
العنوان بدا مألوفًا بعض الشيء.
“ما هذا؟ هل سبق أنْ ذهبتُ إليه؟”
وبينما أحاولُ التّذكّر، سألتُ خادمتي الخاصّة التي كانت تجهّز لي السّرير.
“هَنّا، هل تعرفين هذا العنوان؟”
خدمُ عائلة فرومروز جميعهم يُجيدون القراءة والكتابة، ليس لأنّهم اختيروا هكذا، بل لأنّنا نوفّر التّعليم داخل القصر.
“أوه، أليست هذه المنطقة معروفة بطريق الحلوى؟”
“آه، هو هذا المكان؟”
“نعم. لا أستطيع تحديد المتجر فقط من الرّقم، لكنّه هناك.”
“فهمتُ، شكرًا.”
بمجرّد سماعي لعبارة “طريق الحلوى”، تذكّرت. قرأتُ عنه مؤخرًا في مجلّة شهريّة شماليّة.
أخذتُ المجلّة التي رميتها في أحد الأدراج، وفتحتُ على صفحة تُعرّف بمكان يُدعى (سويت باودر).
كانت الصفحة مليئة بصورٍ للحلويات المُبهرة، وتصميم داخليّ لطيف وجذّاب سيقع فيه أيّ شخص بسهولة، لا سيّما النّبيلات.
“هذا المكان لا يُمكنكِ الدّخول إليه إلّا إنْ كنتِ في الطّابور منذ الفَجر.”
هل تعرفون كم هو أمرٌ عظيم أنْ يقف النّاس في طوابيرٍ في شمال البلاد؟ الجوّ باردٌ بما فيه الكفاية ليجعل أيّ أحدٍ يفضّل البقاء في السّرير، ومع ذلك يتحدّونه!
ثمّ إنّ عدد الزّبائن داخل المكان مُحدّد حسب السّاعة، وقد لا تحصل على طاولة حتّى إنْ وصلتَ مبكرًا، بل يُسمح لك فقط بأخذ الحلوى مُغلفة.
والآن هذا الدّوق، يُريد مقابلتي في ذلك المكان في وقت الظّهر؟!
‘لا يعرف شيئًا، أليس كذلك؟!’
لأوّل مرّة شعرتُ أنّ خطّتي تسير كما أُريد، فقلبي بدأ يخفق. هل يُمكنني تسمية هذا أيضًا خفقان القلب بسبب الموعد؟
في النّهاية، كونه يُحرّك قلبي يُعدّ شيئًا كافيًا، أليس كذلك؟ فابتهجتُ سرًّا.
سواءً أصرّ على أنْ ننتظر في الطّابور أو أنّه اختار هذا المكان ليكون موقع اللّقاء، فهي فرصة ممتازة للرّفض.
مَن ذا الذي يترك نبيلةً واقفة في الطّريق البارد، ولا يسمح لها حتّى بالجلوس؟!
‘بل، الأمرُ أفضل ممّا توقّعت!’
كنتُ أخشى أنْ تتحقّق قائمة الرومانسيّة بسهولة، لكنْ الحمد لله، هذه فرصة لأرفضه في اللّقاء نفسه.
تخيّلتُ الموقف، وانفرجتْ شفتاي بابتسامةٍ عفويّة، فأسرعتُ بتغطية فمي.
هَنّا لاحظتْ الأمرَ وسألتْ وهي تبتسم:
“آنستي، هل ستخرجين في موعد؟”
“همم؟”
“الرسالة من دوق ديهارت، صحيح؟”
هل يُمكن حقًّا اعتبار هذا موعدًا؟ أليس أقرب إلى اجتماعٍ رسميّ؟
“كنتُ أظنّه شخصًا صارمًا ومُخيفًا، يبدو أنّها كانت مجرّد إشاعات.”
“هو شخصٌ مُخيفٌ فعلًا.”
“رجلٌ يُرسل رسالةً لطيفةً كهذه؟”
التقطتْ هانا الزهرة الجافة من الأرض (التي تظاهرتُ أنّني لم أرها)، ووضعتها برفقٍ على الطاولة، ثمّ سألتْ:
“متى سيكون الموعد؟”
“بعد غدٍ. لكنّه ليس موعدًا بالضّبط-“
“ههه… سنهتمّ بكلّ شيء. لا تقلقي، آنستي.”
“لستُ بحاجة إلى ذلك.”
لكن يبدو أنّ صوتي لم يَصِل إليها بعد الآن.
رتّبتْ هانا الفراش بسرعة، ثمّ أشعلتْ شمعة صغيرة بعطرٍ يُساعد على النّوم وغادرت الغرفة.
وأثناء إغلاقها الباب قالت:
“لا تقلقي، هيهي…”
* * *
“هانا؟”
“هيا فتياا، دعونا نُظهر مهاراتنا كما تدربنا!”
“هانا؟”
“أنتِ، اجعلي شعرها مضفورًا من جانبٍ واحد، وضعي حليّ اللّؤلؤ بين الخصلات، وأنتِ، ضعي لها قناع الوجه.”
“هاناا؟”
“الفستان الذي حضّرناه أمس؟ نُطوّره بسرعة، ونجعله أنيقًا. لنبدأ. إنْ حدثت مشكلة، فلتكن هناك خطة احتياطيّة.”
‘لماذا أشعر بأنّ طاقتها تُشبه طاقة مُدراء الشركات التقنية؟’
اندهشتُ من زحف الفساتين المتعدّدة إلى غرفتي، وقلتُ في الهواء:
“فقط ألبِسوني شيئًا دافئًا…”
لكن بالطّبع، لم يُصغِ إليّ أحد. توقّعتُ هذا. لا شيء يضاهي الدّفء…
فجأة، لمعتْ فكرة في ذهني:
“ذاك الفستان! أُريد أن أرتديه!”
وأخيرًا، التفتتْ الفتيات إليّ.
“لكنه باردٌ جدًّا، آنستي…”
“أحضرتِه رغم علمِكِ بذلك؟”
“كح كح… لكنّه جميلٌ على الأقل.”
قالتْ هَنّا ذلك وقد بدا عليها بعض الإحراج، وأضافت:
“كنّا سنضع وسائد تدفئة تحته على أيّة حال.”
‘هيهي، لديّ خطة محكمة كالعادة!’
“آنستي، تبدينَ حقًّا جميلةً.”
عندما أفقتُ من النّعاس، كنتُ مختلفةً تمامًا عن شكلي عند استيقاظي الفوضويّ في الصّباح.
شعري الأشقر المُزيّن بلمسة ورديّة، قد ضُفِر بمهارة على جانبٍ واحد، وفيه خيوطٌ فضيّة متلألئة وحبّات لؤلؤ صغيرة.
وكانت عيناي الخضراءان تلمعان بصفاءٍ تحت الضّوء.
“سأعودُ بعد أنْ أفوز.”
“نـ… نعم! عودي بعد أنْ… ماذا؟”
“أراكِ لاحقًا!”
بإصرارٍ شديد، أخذتُ نفسًا عميقًا، ثمّ أمسكتُ بطرف الفستان، ونهضتُ بحيويّة.
لقد حان وقتُ وصول عربة الدّوق.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 7"