وقعت عيناه أوّل ما وقعت على بندٍ لافتٍ من بين بنود قائمة “الرومانسيّات” المكتوبة بعناية:
>
[الدّوران عشرَ مرّاتٍ حول مدخل القصر بطريقة “خرطوم الفيل”، ثمّ السّير بخطّ مستقيم (راجِع ص.12 لمعيار الحكم)، وبعدها رسم قلبٍ على الثّلج باستخدام آثار الأقدام، ثمّ الاعتراف بالحبّ.]
“هاها!”
كايل، الذي لم يكن ممّن يُظهرون مشاعرَهم بسهولة، لَمْ يُخفِ ضحكته هذه المرّة.
فالعربةُ لا يركبها سواه على أيّة حال.
هل حقًّا كانت تملك مثل هذه الرومانسيّات؟ أم أنّها فقط أرادتْ أن تُحرجه؟
أيًّا يكن، لا فرق لديه.
‘الحصول على شخصٍ موهوبٍ يتطلّب جُهدًا دائمًا.’
فهو رجلٌ لا يتردّد في فعل أيّ شيءٍ للحصول على ما يُريد.
وقد يكون ذلك الشيء أرضًا، أو مالًا، أو سُلطة…
أو كما في هذه الحالة شخصًا.
“طالما سأقوم بالأمر، فليكن كما يجب.”
لا بُدّ من مسايرةٍ إلى حدٍّ ما، فذلك من قواعد التّفاوض.
رغم أنّه اعتاد على التّهديد أكثر من التّفاوض.
“هذه المرّة، سأبذل بعض الجهد.”
حتّى لا تُفكّر حتّى في الهروب.
“لأبدأ بهذا أوّلًا، كتمرين بسيط.”
توقّفت يده عند ورقةٍ ما وهو يقلب الأوراق.
كانت رحلة العودة إلى القصر… مسلّية للغاية.
* * *
فجأة، شعرتُ بقشعريرة تسري في ظهري، ففركتُ ذراعي لا إراديًّا. هل النّافذة مفتوحة؟
أحد الخدم لاحظ ذلك، فاقترب منّي ووضع شالًا على كتفي قائلاً:
“ما رأيكِ أن تعودي إلى غرفتكِ الآن؟ ستُصابين بنزلة برد.”
“كخ… لَمْ أجدها بعد…”
بما أنّ غرفة المكتب تحتاج إلى تهوية دائمة للحفاظ على الرّطوبة، فلطالما سادها بعض البرودة.
فور مغادرة الدوق، توجهتُ مباشرةً إلى المكتبة.
كنتُ أتوق إلى القفز على السّرير الذي ينتظرني، لكن كان عليّ التحقّق من أمرٍ ما.
‘أُريد مراجعة النّسخة المعدّلة من قانون التّجارة الدّاخليّة والخارجيّة للإمبراطوريّة.’
كنتُ قد ضمّنتُ هذا الجانب في التّقرير الذي أعددتُه بدلًا عن أبي.
تحديدًا ما يتعلّق بشروط التّجارة المعروفة باسم “إنكوترمز”، وكيف تُطبَّق في الإمبراطوريّة.
‘في ذلك الوقت، لَمْ يكن لديّ وقتٌ كافٍ لإجراء مراجعةٍ تقاطعيّة جيّدة.’
أدخلتُ مفاهيم مثل التأمين الضّماني، واستغلال “المُرسِل السّاحر” بديلًا… اعتمادًا على خبرتي في حياتي السّابقة،
لكن بقيَ في نفسي بعض القلق من أنّني بالغتُ في الاجتهاد.
‘مجرد تأكيد! فقط أتحقّق إن كانت النّقاط سليمة، ثمّ أعود للنّوم.’
…أو هكذا ظننتُ قبل ثلاث ساعات.
“أتـــشـــو!!”
“يا إلهي، آنسة! ما زلتِ في المكتبة؟!”
“نعم، وجدتُ نفسي هنا… آتشو!”
“لو عَلِمنا أنّكِ ستبقين كلّ هذا الوقت، لأتينا لكِ بالشّاي!”
“لا، لا بأس. سأتوجّه إلى غرفتي الآن فعلًا.”
عطستُ خفيفًا وأنا أُرتّب الكتب التي كنتُ قد أخرجتُها، وأعدتُها إلى أماكنها.
كنتُ أنوي أخذها إلى غرفتي، لكن مع كلّ مراجعة، كانت تظهر نقاطٌ جديدة تحتاج إلى التّحقّق، فلم أستطع التّوقّف.
‘على الأقل، تأكّدتُ أنّ كلّ شيءٍ على ما يُرام!’
وإلّا، كنتُ سأُفكّر بها فجأةً قبل النّوم وتُفسد مزاجي.
أفضل من أن يكتشف الدوق خطأً لاحقًا ويأتي ليُوبّخني.
الآن يُمكنني أن أمدّ ساقيّ وأنام بطمأنينة.
“هل يُمكنكِ تحضير ماء الاستحمام؟”
“بالطّبع! سأجهّزه فورًا.”
“شكرًا لكِ.”
أردتُ طرد البرودة من جسدي قبل النّوم، فاغتسلتُ بماءٍ دافئ.
حتّى أنّني لم أنسَ الحصول على تدليكٍ خفيف قبل الغطس في الماء.
ويبدو أنّهم وضعوا زيتَ الورد الفاخر المُعدّ خصيصًا لعائلة فرومروز؛ فرائحته كانت ناعمة ومُنعشة، مما أبهجني.
أنهيتُ الاستحمام قبل أن يبرد الماء، وارتديتُ ثوب النّوم، ثمّ قفزتُ على سريري بحالةٍ منعشة.
“أحبّ هذا السّرير كثيرًا!”
دائمًا ما أقول ذلك، لكن فعلًا… حياة التّرف والرّفاهية هي الأفضل.
“هذه الحياة… أروع ما عِشْتُه على الإطلاق.”
غدًا، سأنهض في وقتٍ متأخّر جدًّا!
* * *
“آتـــشــو!”
رغم أنّني اهتممتُ بتدفئة جسدي وضبط حالتي قبل النّوم، إلّا أنّني أصبتُ بالزّكام على أيّ حال.
استيقظتُ باكرًا على وخزٍ في حلقي وسعالٍ مفاجئ.
يبدو أنّ الشّمس لم تشرق بعد، إذ كانت الغرفة مغمورةً بضوءٍ أزرق باهت.
حين أردتُ التّحقّق من الوقت عبر النّظر من النّافذة…
“آآاااه!”
تلاقت عيناي مباشرةً مع زوجٍ من العيون الصّفراء المتوهّجة!
“……..”
لقد… لقد فَزِعتُ!
ومن لا يفزع؟!
بمجرّد ما فتحتُ السّتائر، وجدتُ نسرًا عملاقًا يُحدّق بي من خلف زجاجٍ رقيق لا يفصلنا إلّا بمقدار شعرة.
تجمّدتُ في مكاني، غير قادرة على التّحرّك.
وبينما كنتُ مذهولة، نشر النّسر جناحيه العريضين ثمّ انطلق بعيدًا عن القصر.
كانت هذه أوّل مرّةٍ في حياتي أواجه فيها وحشًا بريًّا،
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات