لقد أوضحتُ أنَّ لقائي به كان صدفةً بنسبة 100%، وأنني جئت فقط لأتفقد ممتلكاتي.
وبما أنّني أشعر بنظرات إخوتي الحادة، فأظن أنني حين أعود إلى البيت سأتعرّض لوابلٍ من الأسئلة.
أليسوا يقولون بأعينهم: ‘سنتحدث لاحقًا’؟
“إن كان مَعدن آيسلين فهو المنجم رقم 60، يعني قريب من هنا.”
“إيرين، اكتفي بالتفقد وعودي مباشرة.”
“نَعَم~”
على أيّ حال، لم أكن أنوي البقاء طويلًا. وما الفائدة من رؤية أماكن أخرى؟
“سأرافقكِ.”
“ألستَ مشغولًا؟”
المعنى أنني لا أريده أن يتبعني.
“ليس بالضرورة.”
أي أنّه: حتى لو قلتِ ألّا تأتي، فسوف آتي. أنا الآن أفهم كلامه.
عند قول الدوق ذلك، اتخذ كلّ مَن حوله نفس التعابير. لكنّه بكلّ وقاحة هزّ كتفيه قليلًا ثم تابع:
“على أيّ حال، قد حان دوري. وهناك ما يجب أن أتفقده.”
“ما الذي ستتفقده؟”
“لقد سمعتم، أليس كذلك؟”
سأل الدوق، فأومأ سيلفير برأسه مجيبًا:
“نعم. سمعنا أن هناك علامات.”
فقد قيل إنه عند التحقيق أولًا في المناجم التي وقعَت فيها الحوادث، وُجدت رموزٌ متكررة مشتركة.
لكن الغريب أنّها وُجدت حتى في أماكن لم يحدث فيها أي شيء.
أدريان الذي كان يستمع أضاف رأيه:
“لا بُدّ من دراسة قواعد هذه العلامات وغاياتها. وإنْ لزم، فلا بدّ من تفسير النقوش كذلك.”
“هذا أمرٌ بديهي.”
قيل إن الرموز مُكوَّنة ببساطة من دائرة وخط ومثلث.
في بعض الأماكن رُسمت دائرة فقط، وفي أخرى خط ومثلث معًا، وفي ثالثة دائرة ومثلث.
وبينما كنتُ أستمع، خطر لي خاطر.
“ماذا قيل عن الجرائم المرتبطة باستعمال المناجم؟”
“الاتّجار بالبشر والتهريب غير المشروع.”
“هذا مجرّد حدس منّي…….”
في الشركات الصغيرة يمكن إدارة الأمور بالتوجيه المباشر أو الرسائل، من دون حاجة إلى أنظمة أو قواعد.
لكن في الشركات الأكبر، ومع كثرة الأشخاص، لابدّ من نظام وقواعد واضحة.
‘ولا بُدّ أن تكون بسيطة جدًّا وواضحة يفهمها أيّ أحد.’
وهذا الرمز كذلك، ليس بحاجة إلى تعقيد.
“أظن أنّ الدائرة تعني البشر، والخط يرمز إلى التهريب.”
“أي أنّ العلامة تدل على نوع الجريمة.”
“نعم. المنجم الذي يحمل دائرة خاص بالاتّجار بالبشر، والذي يحمل خطًّا خاص بالتهريب…… وهكذا.”
الدائرة ترمز إلى رأس الإنسان، والخط يعني اتصال الناس في صفقة.
فسأل أدريان:
“والمثلث؟”
“نهب المعادن فقط.”
“المعادن.”
أجبنا أنا والدوق معًا.
فالمثلث يرمز إلى الأحجار الكريمة. أي إنّه منجم لا يُستعمل للاتّجار بالبشر أو للتهريب، بل فقط لاستخراج المعادن، أو أن فيه أحجارًا نادرة يُستهدف من أجلها.
“فلننطلق.”
“لنذهب!”
منجمي ليس كبيرًا نسبيًّا.
نوع المعدن الموجود فيه، وفترة الحفر، وطريقة الاستخراج كلها مسجّلة بوضوح في الوثائق.
لذلك……
“ماذا؟! هذا الرمز هنا؟ هذا لا يجوز! لماذا؟ لماذا هو موجود؟”
“يا إلهي، أختي الصغرى غاضبةٌ.”
“ما هذا الرمز؟ ما معناه؟”
منجمي لا يُفترض أن يكون فيه أي مشكلة!
“أخي… هل يُعقل أن منجمي قد نُهب؟ أم تورّط في جريمة؟ أيّ جريمة؟ اتّجار بالبشر؟ تهريب غير مشروع؟! ليتهم فقط سرقوا المعدن، رجاءً!”
“إيرين، تنفّسي.”
حتى أنّه بينما في المناجم الأخرى كانت العلامات مرسومة في الداخل على الجوانب، وُضع على مدخل منجمي مباشرةً رمزٌ غريب يجمع دائرة وخطًّا ومثلثًا في مكانٍ واحد.
“يا دوق، أنا وبيت فرومروز نُصرّح في هذا المقام أننا لم نشارك في أيّ جريمة من أي نوع.”
في خضمّ الارتباك، لم أنسَ أن أؤكد براءتي كصاحبة المنجم.
“سأذهب لأتفحّصه عن قُرب.”
اقتربت ونظرت إلى العلامة.
“إيّاكِ ولمسها، لا ندري.”
قال سيلفير بقلق، لكنني تجاهلت. لم أنوِ لمسها أصلًا.
ركّزت على الرمز. في المناجم الأخرى كانت الأشكال منفصلة: دائرة أو خط أو مثلث. فلماذا هنا اجتمعت كلها في مكانٍ واحد؟
هل يعني أنّ المنجم استُعمل للاتّجار بالبشر والتهريب ونهب المعادن كلّها معًا؟
لكنّ الأمر بدا مريبًا. منجم آيسلين ليس متصلًا بغيره ولا بحدود البلاد.
عادةً المناجم التي لها مدخل ومخرج تُستعمل كأنفاق، أمّا هذا فهو مجرد منجم صغير ينتهي بجدار صخري، وفيه فقط معادن الأحجار الكريمة.
عندما اشتريته حصلتُ على مخططه الرسمي، وعاينتُ الموقع بنفسي.
“إذا اجتمعت الرموز، فقد تعني شيئًا آخر.”
أبدى الدوق الذي صار بجانبي رأيه.
“أريد أن أُلقي نظرة سريعة داخل المنجم، هل تسمحون؟”
“سندخل سويًّا.”
لا يمكننا معرفة إنْ كان لهذه العلامة معنى آخر إلا إذا دخلنا.
لو وُجدت أنفاق سرية أو معادن مفقودة، فالمنجم استُخدم لجريمة.
أما إذا ظلّ مطابقًا للمخطط الأصلي، فيجب تفسير العلامة الموحّدة بطريقة أخرى.
“أنا وأدريان سندخل، وإيرين تبقين خارجًا.”
“لكنني أعرف ممرات هذا المنجم أكثر منكم!”
إخوتي لا يعرفون شكله ولا ما يُستخرج منه، فمن الأفضل أن أكون معهم.
“صدقوني، سأدخل فقط سريعًا وأخرج فورًا.”
بدا سيلفير كأنه يريد الاعتراض، لكنه لم يستطع.
بالطبع لا يرضى بتعريض حياتي للخطر.
لكن بما أنّ هذا أول رمز مختلف كليًّا نراه، فلا بدّ من تفقده.
وكاد سيلفير يوافق حين فجأة:
كُوووونغ!
“هاه؟”
سمعنا صوتًا يهزّ الأرض من بعيد.
ثم فجأة قال أحد الذين كانوا يتبعون الدوق منذ البداية، وكان مساعدًا في عمله:
“إنّه صوت حفر من المنجم رقم 68.”
“ألم أُصدر أمرًا بإيقاف كلّ الأعمال أثناء التحقيق؟”
سأل الدوق ديهارت ببرود يشي بالاستياء.
“بلى… لقد أرسلنا إشعارات عدّة، بل أوضحنا الأمر، لكن بعضهم أثار الفوضى بحجة أنّه لا يمكنهم تأجيل الحفر.”
“ولم تمنعوهم؟”
“لقد أرسلنا حراسًا بالفعل، لكن…….”
“ولم تُقدّموا تقريرًا؟”
“ذا، ذلك…….”
أومأ الدوق لحارس مسلّح، فاستلّ الأخير سيفه ووجهه إلى رقبة الرجل.
فصار هذا يترنح خوفًا ووجهه شاحب.
“لقد حاولت! أردت معالجة الأمر بأيّ وسيلة! أقسم أنني كنت… ‘شهقة’… أحاول!”
“اصمت.”
“آآه! أرجوك… أرجوك، لا تقتلني!”
انغرس نصل السيف المرهف في عنقه حتى ترك خطًّا رفيعًا تسيل منه قطرات دم صغيرة.
“سأمنحك خيارين.”
اقترب الدوق خطوةً ونظر إليه من علوّ:
“الموت هنا والآن. أو-“
“هيه… هييييك…”
“أن تنجو بحياتك، لكن تُصادَر كل أملاكك بما فيها منزلك، وتُطرَد مع عائلتك إلى الأبد من هنا.”
“أريد أن أعيش! سأختفي من أمام أعينكم! سأرحل حالًا!”
حين سحب الحارس سيفه، هرب الرجل على أربع، مرتجفًا.
ضغط الدوق بلسانه متضجرًا، فقال سيلفير:
“لقد تحلّيت بالرحمة.”
“كلام فارغ.”
بدا أنّني الوحيدة التي لم أستوعب سرعة ما حدث. كنت ما زلت أحدّق بدهشة، فتنهد الدوق قائلًا:
“لقد اقترف الكثير من قبل، لذا طردته. فلا تشغلي بالك.”
إذن لم يكن يمزح حين اعتاد القول إن من حوله كلهم عديمو الكفاءة.
وما إن أنهى كلامه، حتى دوّى صوت الأرض مرة أخرى.
وفي تلك اللحظة، رأيت شيئًا يسطع داخل المنجم.
“ما ذاك؟”
كان هناك شيء يلمع في جوف المنجم.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"