من أجل يومٍ شاق، لم أتحرك قيد أنملة من سريري طوال اليوم.
حتى جاء بون بون وطرق النافذة.
( ميري : بون بون هو دلع تايفون الي اختارته البطلة)
طق طق.
سمعتُ صوت نقره بالمنقار يطالبني بفتح النافذة، فارتديتُ النعال ونهضتُ.
فتحتُ النافذة بسهولة، وأعطيتُ بون بون بعض الطعام، وتسلَّمتُ رسالةً وكيسًا صغيرًا.
يبدو مألوفًا بطريقةٍ ما.
فتحتُ الكيس لأتفقَّده.
“آه، اللعنة، أرسلها مرةً أخرى.”
أرسل الدوق الأعظم ديهارت أوراق شاي مرةً أخرى.
مع ملاحظةٍ تقول إنني حتماً سأصاب بالبرد بسبب ملابسي الباردة أمس، ويجب أن أتناولها جيدًا.
وكميتها ضعف ما أرسله المرة السابقة!
‘هل هو جادٌ؟’
المرة السابقة، الخدم كانوا يصرّون على أنها مفيدةٌ وغاليةٌ، فأجبروني على تناولها.
اضطررتُ لرميها سرًّا من النافذة للتخلُّص منها.
يبدو أنها فعلاً مفيدة لاستعادة الطاقة، لأن العشب في الحديقة الذي أصابته الشاي نما بشكلٍ ممتاز.
لكن ما لا أحب تناوله، لا أحب تناوله.
“لم أُصَب بالبرد.”
كنتُ أحمل رقعةً سحرية دافئة، وبفضل الدوق الذي حملني داخل معطفه…
لم أتعرَّض للرياح الباردة.
بل على العكس، شعرتُ بحرارةٍ في وجهي من الإحراج.
‘وجهكِ أحمر، هل أنتِ محمومة حقًا؟’
تذكَّرتُ يده وهو يخلع قفازه ويضعهاَ على جبهَتي.
الآن وأنا أفكّر، كانت يد الدوق كبيرة جدًّا.
لاحظتُ ذلك عندما رافقني، لكن يده بدت أكبر عندما مدَّها ليتحقَّق من حرارتي…
“آنستي، ألم تُصابي بالبرد مرةً أخرى؟”
“لا.”
“إذن، يجب أن نُعدَّ الشاي-“
“مستحيل. أبدًا.”
تحركتُ لتهويه الغرفة بعد أن أنتهيتُ من تذكرِ الماضي وشعرتُ بحرارةٍ في وجهي مرةً أخرى.
فتحتُ النافذة على مصراعيها.
“ومع ذلك، تناولي كوبًا للوقاية.”
“آه، لا أريد أن أسمع!”
أنا إيرين فرومروز، ثمانية عشر عامًا لم تمرَّ عيد ميلادي بعد.
في سنٍّ أرفض فيها الدواء لأنني لا أحب طعمه، وأتذرَّع بحاجتي للهواء لأن وجهي محموم، وأصرخ بكلامٍ سخيف وأنا أعبر الرواق.
بعد أيامٍ قليلة.
بعد أن استعاد عقلي رشده، خرجتُ إلى الحي التجاري لإنجاز ما لم أستطع فعله في الخروجة السابقة.
كنتُ أنوي زيارة متجر المجوهرات الذي أتردَّد إليه بانتظام.
“همم~”
أبيعه أم لا؟
“الآن هو أعلى سعر، يا آنسة إيرين!”
“لن أبيعه.”
“آه! فكّري مرةً أخرى-“
“لن أبيعه.”
وضعتُ ياقوت الشتاء الذي كان على القماش الفاخر على الطاولة في جيبي، وشددتُ أربطة الكيس بإحكام.
“فقط سدّد حساب ما أحضرته.”
سمعتُ أن ياقوت الشتاء رائج هذه الأيام، فأحضرته لمعرفة قيمته، لكن السعر كان أقل من القيمة المحتملة التي في ذهني، فاحتفظتُ به.
رد فعل صاحب المتجر جعلني أشعر أن عدم البيع الآن هو الأفضل.
عبس صاحب المتجر، ثم بدأ يسدّد حساب المجوهرات واحدًا تلو الآخر، واستعاد وجهه إشراقه.
“تفضلي. 540 قطعة ذهبية.”
“شكرًا.”
“هل حقًّا لن تبيعي ياقوت الشتاء؟”
“لا.”
تذمَّر وهو يلعق شفتيه بنظرةٍ نادمة.
“إذا غيَّرتِ رأيكِ، تعالي في أي وقت.
بل سأذهب إلى عائلة فرومروز إذا ناديتني.”
“هذا يجعلني أرغب في عدم البيع أكثر.”
“آه… لكن أمام الآنسة إيرين، لا فائدة من التظاهر بالدهاء.”
“هل تتظاهر أمام الآخرين؟”
“سرّ.”
حتى لو كان النبيل يملك منجمًا، فمن النادر أن يكون أكثر درايةً بالاستثمار في المعادن من تاجر مجوهرات متمرّس.
‘لكن ليس أنا~’
في حياتي السابقة، عملتُ في شركة تقوم بمعالجة المعادن والخامات بدقة.
على الرغم من أنها لم تكن مهمتي، كنتُ صغيرة، فكانوا يستدعونني في عطلات نهاية الأسبوع أو الفجر لمراقبة الآلات الآلية…
بفضل ذلك، قرأتُ أوراقًا مبعثرة على المكاتب تحتوي على معلومات سرية، واكتسبتُ معرفةً لم أكن أريدها.
‘لم أكن أعلم أنها ستكون مفيدة هكذا.’
بسبب طبيعة المنطقة الشمالية، كانت الفاكهة والمحاصيل نادرة، لكن الموارد الطبيعية والمناجم وفيرة.
كانت العديد من العائلات تمتلك منجمًا كبيرًا أو صغيرًا، والعائلات التي تمتلك مناجم خام الحديد الكبيرة كانت تجمع ثرواتٍ هائلة.
لكن عائلة فرومروز لم تُدِر مناجمها بهذه الطريقة.
فرومروز تتعامل مع النادر والقليل، وليس الشائع والكثير.
الجميع يفكر فقط في استخراج الكثير وبيعه، لكن لا أحد يفكر في البحث عن الأشياء النادرة وصقلها لزيادة قيمتها.
نستغل هذه الفجوة، بالتعاون مع السحرة، والحرفيين ذوي المهارات الخاصة، والتجار المتخصّصين لزيادة القيمة.
الأشياء التي لا يستطيع الجميع فعلها هي التي تجلب المال.
“الآن، لنذهب إلى البنك لتحويل القطع إلى شيك، ثم نعود مباشرة.”
“حسنًا، يا آنستي.”
صعدتُ إلى العربة وأنا أُغني.
كل العمل الشاق في الشركات المختلفة في حياتي السابقة أصبح مفيدًا هكذا.
هيا، تقدم يا دخلي السلبَي الحلوَ.
* * *
في البنك، حولتُ القطع الذهبية إلى شيك.
كانت القطع ثقيلة ويصعب حملها.
أمسكتُ الشيك الموجود في ظرفٍ ذهبي فاخر بعناية وخرجتُ من البنك.
“الآن لنعد.”
عندما كنتُ على وشك الصعود إلى العربة المنتظرة أمام البنك، حدث ذلك.
تاتات!
اندفع شخصٌ ما بسرعةٍ من زاويةٍ وانتزع الظرف الذهبي بعنف.
على الرغم من محاولتي الإمساك به بقوة، سقطتُ على الأرض وفقدتُ الحقيبة.
“آه…!”
“يا إلهي! لص! إنه لص!”
صرخت هانا وهي تساعدني على النهوض بسرعة.
هرع الحراس وأمن البنك وراءه، لكنه كان سريعًا جدًّا ففشلوا في الإمساك به.
عادوا إلى البنك وهم يلهثون، يعتذرون بخجل.
“تبعناه مباشرة، لكنه هرب.”
“انقسمنا إلى نصفين وحاصرنا الزقاق المقابل، لكننا لا نعرف كيف هرب…”
“ظننّا أننا أمسكناه في زقاقٍ مسدود، لكن لم يكن هناك سوى قطة.”
في هذه الأثناء، أخبر أحد الحراس البنك بالوضع، فخرج الموظف المسؤول مهرولًا.
“ما الذي حدث؟!”
نظر إليّ وأنا مدعومة من هانا وإلى الناس حولي، وفهم الموقف، فابيضَّ وجهه وسأل:
“هل سُرقتم؟! ماذا عن الأغراض أو المال…؟”
نظرتُ إلى يدي الفارغة بحسرة وأجبت:
“لحسن الحظ، لم أخسر أي شيء من ممتلكاتي.”
نظر إليّ الحاضرون بعيونٍ متسعة، متسائلين.
“الشيك! لقد سُرق الشيك، يا آنستي!”
“نحن رأيناه أيضًا!”
أظهرتُ لهم ما في يدي لأطمئنهم، وفتحتُ الظرف لأريهم الشيك بداخله.
“الشيك معي.”
“إذن، ماذا سُرق منكِ؟!”
“حسنًا…”
لم أكن أرغبَ في الشرحِ، لكن لم يكن لدي خَيار.
قبل أن أخرج من البنك، وضعتُ الظرف الذهبي الذي يحتوي على الشيك في عمق حقيبتي.
ثم أغلقتُ القفل، وأخرجتُ ظرفًا آخر من الحقيبة.
‘كنتُ مشغولةً اليوم ولم أقرأه.’
كان ذلك الظرف اللامع، بل المتوهّج، المليء بالمبالغة من الدوق.
كنتُ قد وضعته في حقيبتي بسرعة لأنني لم أجد وقتًا لقراءته صباحًا عندما أحضره بون بون.
كنتُ أنوي قراءته في العربة أثناء العودة.
“…لذلك، سُرق ذلك.”
“إذن، سُرقت رسالة حب؟”
“لا، إنها تعليمات عمل.”
“رسالة حب من الدوق الأعظم ديهارت.”
“إنها مجرد رسالة عمل.”
لأسبابٍ ما، كان الجميع يبتسمون بمكر.
ألم يكونوا خائفين من الدوق؟
ألا يؤمنون بالإشاعات عنه كبطل الإشاعات المرعبة، محبَ الحرب بلا دم أو دموع؟
“لكن، ماذا كان في رسالة الدوق؟”
“لا أعرف.”
“ماذا؟”
“لم أتحقَّق منها بعد.”
ما أنا متأكدة منه هو أنها ليست أغنية حب.
* * *
سويش-
“الحمقى.”
في زقاقٍ منعزلٍ خالٍ من الناس.
قطةٌ ذات نمطٍ فضي رمادي قفزت فوق الجدار وتحوَّلت إلى فتى في لحظة.
كان يرتدي ملابس مبطنة قديمة وأحذية جلدية ممزقة تقريبًا، لكنه كان واثقًا ومفعمًا بالحيوية.
“لقد اصطدتُ فريسةً كبيرة!
رائع!”
ابتسم الفتى بانتصار، وهو يرفع زوايا فمه، وعيونه الفضية الرمادية، مثل شعره، تلمع وهو يفتح الظرف الذهبي.
منذ أن بدأتُ النشل أمام البنك، عرفتُ أن البنك يضع المال في هذه الأظرف الذهبية للعملاء المميزين فقط!
“بهذا، يمكنني العيش براحةٍ لفترة…
مهلاً؟”
ارتجفت أصابعه الحمراء من البرد.
ليس بسبب البرد…
[تذكرة دخول صالة سويت باودر للعملاء المميزين]
من شدة الغضب والإحباط!
جلس الفتى ممسكًا بشعره.
لقد فشل!
* * *
“سرقتَ لذلك، لم أتحقَّق من محتوى الرسالة.”
“كانت مليئةً بمشاعَرٍ من صميمِ قَلبي.”
“أرسلت شيئًا سريًّا مرةً أخرى، أليس كذلك؟”
جالسًا أمامي، كان يقطّع المون بلان بشوكته بعناية، ثم هزَّ كتفيه كأنه لا يعرف شيئًا.
“هنا أيضًا لذيذ.”
“مكانٌ جديد، جيد أيضًا.”
“تعلم أن حلمي ‘إكمال مسار المواعيد’ لا يزال بعيدًا، أليس كذلك؟”
“بالطبع.
لو ارتدتِ الآنسة ملابس دافئة، لانتهى الأمر بسرعة.”
“…كح.”
دفع طبق الحلوى المقطَّع جيدًا أمامي، وارتشف القهوة الدافئة.
شعرتُ بالسعادة وأنا أتذوَّق كريمة الكستناء الناعمة الحلوة، ونظرتُ من النافذة.
“يبدو أن الطقس أصبح أدفأ، فهناك قطط في الساحة.”
“فعلاً.”
فتح فمه بـ”آه”، فتجاهلته ووضعتُ قطعةً أخرى من المون بلان في فمي.
هه، هل تعتقد اني سأعطيكَ؟
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"