توقعت توبيخًا شديدًا و نظرت إليه بحذر، لكنه فحصَ حالتي بهدوء وسأل:
“هل هناكَ أيّ مكانٍ يؤلمك؟”
“…هاه؟ لا، أنا بخير. تمامًا.”
كان وجهه المتجهم يبدو كأنّ الذي أخطأ هو نفسه.
‘ظننتُ أنه يكرهني…’
على الرغم من أن ضعف ركبتيّ كان لحظيًا، إلا أنه لاحظهُ على الفور، مما يظهرُ مدى حدّةِ ملاحظته.
لاحظَ أيضًا إصابتي، إذ أمسكَ بمعصمي الذي حاولت إخفاءه، وقلّص حاجبيه بهدوء.
“سنؤجل تدريب التفادي مؤقتًا.”
“أنا حقًا بخير. سأركّز أكثر في المرة القادمة ولن أخطئ.”
“لا، لم يكن الوقت مناسبًا، وكان خطأي أنني استسلمتِ لإصراركِ، يا آنسة. كان يجب أن أعلمكِ كيفية السقوط أولًا.”
“آه…!”
ضغطَ بلطف على معصمي وهو يتحدث. لم أتمالك نفسي من إصدار أنينٍ بسببِ الألم الأقوى مما توقعت، فتجهّمَ وجهه أكثر.
“هذا خطأي.”
“لا، أنا مَنْ أخطأ.”
“كان يجب أن أكونَ أكثر يقظة. أعتذر. و يجب أن تأخذي الإصابات على محمل الجد. الجرح الصغير قد يؤدي إلى إصابة كبيرة.”
“…آه.”
“سنكتفي بهذا القدرِ من التدريب اليوم. يجب أن تري الطّبيب فورًا.”
لم أستطع إخفاء ارتباكي من كلامه. هل كانَ لطيفًا إلى هذا الحدّ؟
كان معلم السيف، تايلون، فارسًا عيّنه الماركيز فالاندي بنفسه.
بالطبع، حتى كمعلّم، هو مجرّد واحدٍ من فرسان عائلة الماركيز، لكنه يمتلكُ مهارةً رائعة لدرجة أن قائد الفرسان، ألدين، قال انّ له مستقبلًا واعدًا.
على الرّغمِ من أنّه في العشرين من عمره فقط ومن أصل شعبي، تم قبوله في عائلة الماركيز دونَ حواجز طبقية، ولذا بدا ولاؤه لهم عميقًا.
‘قال إنه انضمَّ إلى عائلة الماركيز في سن مبكرة وبدأ تدريب الفرسان.’
كانَ موقفه الجادّ وهو يفحص معصمي بحذرٍ ألطف مما توقعت، مما فاجأني.
على الرّغمِ من اختلافِ الأجواء، كانت نظرة عينيه منذُ اللقاء الأول تذكّرني بشوريل بطريقةٍ ما.
هل لأنني اشتقتُ إلى أخي الصغير من الأيام السعيدة؟
على الرّغمِ من المسافة التي يفرضها كونهُ معلّم سيف، شعرت به قريبًا بشكلٍ غريب.
بالطبع، هذا الشّعور كانَ من طرفي فقط.
في البداية، لم يتفوه تايلون بكلمةٍ واحدة خارج ما يتعلق بالتدريب.
ظننتُ أنه شخصٌ قليل الكلام بطبعه، لكن هذا الموقف كانَ خارج توقعاتي.
“شكرًا، تايلون.”
“…التّدريب لم ينته بعد. نادني بالمعلّم.”
“حسنًا، معلم. شكرًا لاهتمامك.”
كانَ كلامه حازمًا، لكن منذ أن هرع ليساعدني عندما سقطت، كانت عيناه اللتين تتماشيان مع نظرته الناعمة تحملان دفئًا.
حتى وفقًا لعمري المسجل الآن، أنا أكبر منه بثلاث سنوات، لكن لسببٍ ما، بدا وكأنه يعاملني كما يعامل سيريل.
‘لا يمكن أن يعتقد أنّني أصغر منه، أليس كذلك؟’
بينما كان ينظر بلطف إلى معصمي الذي بدأ ينتفخ ويلمسه بحذر، ربما لم يكنْ ذلكَ مجرّد وهم.
بينما كنت أنفض الغبار الذي علقَ بي عند السقوط بيدي الأخرى، شعرتُ فجأةً بنظرة عليّ.
أدرت رأسي بسرعةٍ نحو مدخل ساحة التدريب، فرأيت شخصًا يقفُ هناك بهدوء.
“…صاحب السّمو؟”
كان كاليد.
كان لا يزال يرتدي ملابس السفر، كما لو أنه وصل إلى راجان للتّو. كانت أطراف عباءته السوداء ترفرف برفق مع الريح، وكانت عيناه مثبتتين بشكل غريب على المكان الذي لمست فيه يد تايلون.
على عكسِ آخر مرّةٍ رأيته فيها قبل أسبوعين، كانت نظرته أكثرَ برودة، لكن وجوده هنا جعلني سعيدة.
في اللّحظة التي التقت فيها عيناي بعينيه، قفز قلبي. السّبب بسيط: لقد جاءَ فعلًا ليراني.
‘عندما أعود… سأذهب لرؤيتكِ.’
لقد أوفى بوعدهِ الصغير هذا.
هذه الحقيقة وحدها جعلتني أشعرُ بسعادةٍ غامرة.
“سموّكَ!”
سبقَ قلبي جسدي و اندفع نحوه. نسيت السيف، والغبار، والهموم المشوشة التي منعتني من التركيز، كل شيء.
ركضت نحوه بابتسامةٍ مليئةٍ بالفرح.
حتى لو كنتُ في حالة فوضوية، وحتى لو لم أكن في مظهر لائق لاستقباله… لم يكن ذلكَ مهمًا.
يكفي أنه يقفُ أمامي.
بينما كنت أركض نحوه، تعثرت قدمي من فرط العجلة.
كنتُ على وشكِ السقوط أمام كاليد نفسه، فأغمضت عينيّ بقوة. هذه المرة، نسيتُ حتى حماية وجهي.
توقعت ألمًا قويًا، لكن ما شعرت به بدلًا من ذلك كان صدرًا صلبًا ودافئًا.
“…هذا خطر.”
“آه، آسفة!”
بفضلِ كاليد الذي أمسكني و كأنه يحتضنني، لم أُصبْ بأذى. انتهى بي الأمر و كأنني قفزت في أحضانه.
ترددت في مغادرة صدره، فأمسكتُ بطرف ثوبه قليلًا. ضحكت كالحمقاء.
“آسفة… لكنني كنتُ متحمسة جدًا.”
“كدتِ أن تسقطي، فما الذي يجعلكِ تضحكين؟”
قال كاليد ذلكَ وهو يعبسُ قليلًا. بما أنني كنت لا أزال في أحضانه، خفت أن أكون قد أزعجته، فابتعدت بسرعة.
شعرت بالأسف عندما ابتعدت يده التي كانت تمسك بخصري بقوة.
لكنني لا أريدُ إزعاجه.
هدّأت نفسي و نظرتُ إلى كاليد، لكنه كان يحدّقُ في مكانٍ آخر.
بل، لنكن دقيقين، كانَ يُحدّق بنظرةٍ نارية.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 80"