إذا كان هناك من سيفهمُ كلامي بسرعة، فهو بالتأكيد كاليد.
الإمبراطورية الآن مضطهدة بشكلٍ مفرط من قبل ليفيا، سيدة القوة المقدسة. الحب اللامحدود من الشعب، السلطة المقدّسة التي لا يمكن التعدي عليها، ودعم النبلاء.
لا يوجد تقريبًا أي فصيلٍ يدعم الإمبراطورية حاليًا.
معظم النبلاء إما أعلنوا الحياد أو انحازوا إلى جانب ليفيا.
ليس فقط لأنها سيدة القوة المقدسة.
بل لأن دم الإمبراطور الأول يجري في عروق عائلة أرفين.
في الماضي البعيد، قلّة مَـنْ يعرفون هذه الحقيقة الآن، لكن هناك قصة لم تُنسَ وتُنقل عبر الأجيال.
أرفين كان من نسل الإمبراطور الأول، راجان أورتيجا، كان في إيفيرنيا.
الإمبراطورية الحالية هي سلالة استولت على العرش بانقلاب.
دم الإمبراطور الأول تحوّل إلى لقب أرفين، و تمَّ توارثه كدوقية. كانَ أرفين اسم الإمبراطورة التي أحبّـها الإمبراطور الأوّل طوال حياته.
وكانت هي “الأسد المحبوب” الأوّل الذي اختاره الحاكم بيسيا و أحبه.
هذا هو سبب تسمية عائلة أرفين بالنّسب النبيل.
‘معظم العامة يطلقون على عائلة أرفين، التي تولد منها سيدة القوة المقدسة، النسب النبيل فقط.’
لذلك، لا يمكن لليفيا أن تقتل أشخاصًا من عائلة أرفين، الذين يجري في عروقهم نفس دم “الأسد” المحبوب من الحاكم.
‘حتى أنا، التي كنتُ في جسدها لفترةٍ قصيرة، شعرتُ بذلك. لا يمكن أن تكون ليفيا غافلةً عن هذا. لذا لم تقتل شوريل، بل تعاملت معه بهذهِ الطريقة.’
إذا فكّرتُ في الأمر من زاوية مختلفة قليلاً، هناك استنتاج واحد.
حب الحاكم موجه لعائلة أرفين، وليس لليفيا.
لم أستطع شرح هذه التفاصيل لكاليد، لذا تحدثتُ بناءً على المعرفة العامة.
كونه ولي العهد الذي يعرف كل التاريخ و الحقائق، سيلتقط الفكرة.
أن الحاكم لا يحب ليفيا، بل دم أرفين فقط.
ومع ذلك، لا تزال هناك أمور غريبة لم تُحل.
لماذا استحوذتُ أنا على جسد ليفيا، التي يحبها الحاكم؟
لماذا تم نقلي عبر الأبعاد إلى هنا؟
شعرتُ و كأنّ رأسي سينفجر وأنا أحاول تخمين أفكار الحاكم الغامضة.
لكن الآن، يجبُ أن أركز على حلّ المشكلة المباشرة أمامي.
“لذا، إقليم أرفين، حيث يقيم الدوق و الدّوقة، هو الأكثر أمانًا. عندما يسمعون عن هذه الأحداث، سيبذلون الجهود لحمايتهم. ليفيا لن تستطيع التدخل كما فعلت مع شوريل. في إقليم أرفين، على عكس القصر في راجان، قوة الدوق و الدّوقة أقوى من ليفيا.”
“لن تتمكن من إظهار نزاعٍ علني مع والديها، لذا لن تتحرك بشكلٍ مباشر.”
“نعم، صحيح. ربّما ستحاول القضاء على ضحايا التّجارب سرًا، لكن… أثق أن سموّكَ ستحميهم جيدًا.”
بما أن إقليم أرفين بعيد عن راجان، فلن يكونَ.هناك مشكلة في وجود فرقةِ فرسان غريبة هناك.
“والأهم من ذلك، لن تتمكّنَ من التركيز هناك. لأننا لن نجلس مكتوفي الأيدي، أليس كذلك؟”
أومأ كاليد بصمت، بنظرة ذات مغزى، ردًا على كلامي الواثق.
“سنفعل ذلك”
كان رده واثقًا صريحًا.
هبّـت نسمة تحمل رائحة الزهور البرية التي نبتت بعشوائيةٍ عبرَ.الحديقة المنهارة.
أعادت الريح الباردة تشتيت شعري الذي رتبه كاليد.
بينما كنتُ أرتب شعري بحسرة، كانَ كاليد يقف ينظر إليّ.
نظرته، كما لو كانَ لديه شيءٌ يريد قوله. عيناه القرمزيتان عكست صورتي بوضوحٍ بشكل خاصّ.
“هل… هناكَ شيءٌ آخر تريدـ قوله؟”
على عكسِ أمنيتي بوجود المزيد، أدارَ كاليد نظره بعدمِ اكتراث كما لو لم يحدثْ شيء.
“لنعد الآن.”
“…حسنًا!”
تبعتُه بسرعةٍ على الطّريق الذي جئنا منه.
كنتُ سعيدة فقط لأنني تمكنتُ من المشيِ معه في حديقة الماء المدمّرة. أليس هذا تقدمًا كبيرًا؟
كانَ الأمر يستحقُّ كلّ الجهد لمرافقته إلى ميرسين بإصرار، و متابعته إلى بيلانيف بوقاحة. لقد أصبحتُ قريبة بما يكفي للتنزه مع كاليد، الذي كانَ مثل القنفذ المغطى بالأشواك.
بينما كنتُ أمشي جنبًا إلى جنب معه، قال كاليد فجأةً، كما لو كان يسكب ماءً باردًا:
“سأعيّنُ مرافقين لكِ، عودي إلى راجان اليوم.”
“ماذا؟ فجأةً؟ لكن التنظيم لم ينتهِ بعد…”
“التنظيم من مسؤولية الفرسان. لقد أديتِ دوركِ بما فيه الكفاية.”
“هل… ستذهب معي، سموك؟”
انتهى دوري بالفعلِ في ميرسين. منذُ البداية، كان سببُ مرافقتي له هو الحصول على الدفتر السري.
لقد أصررتُ على مرافقته إلى ميرسين، وتبعته إلى بيلانيف.
كانَ من حسن حظّي أنه لم يرسلني عائدة من قبل.
أعرف ذلك، لكن… أن أعود بمفردي فجأة؟ كأنه يقول إنه لم يعتعد هناكَ حاجة لرؤيتي.
هل كانت تلكَ الابتسامة اللطيفة وداعًا؟
شعرتُ بالضيق و القلق، فأمسكتُ بطرف عبائته بقوة وهو يسير أمامي. شعرتُ أنني إذا تركته، فإن المسافة التي اقتربتُ منها بصعوبةٍ ستعود إلى نقطة البداية.
“…يجب أن أبقى هنا لأداء بعضِ المهام.”
“حسنًا، سأنتظر. سموك سيعود إلى راجان أيضًا، أليس كذلك؟ ألا يمكننا الذهاب معًا؟”
كان تذمرًا طفوليًا، لكن لم يكنْ الوقت للاهتمام بذلك.
نظرتُ إليه بعيونٍ متوسلة، فبدتْ حواجبه كما لو كان في حيرة.
“…سيستغرقُ الأمر بعضَ الوقت. سأنقل ضحايا التجارب بنفسي إلى إقليم أرفين. هل… تنوين مرافقتي إلى هناك؟”
“آه…”
عندما سألني إذا كنتُ سأذهب إلى إقليم أرفين، استعدتُ رشدي من قلقي.
أنا مَن اقترحتُ حماية ضحايا التجارب في إقليم أرفين، لكن السلطة لتقديمِ هذا الطلب رسميًا كانت لكاليد فقط.
‘أبي، أمي…’
ضغطتُ على شفتيّ، وتركتُ طرف عبائته التي كنتُ أمسكه بقوة ببطء.
“لا يمكنني… مرافقتكَ إلى هناك.”
كلماتي، التي نطقتها وأنا أخفض رأسي، كانت مليئة بالحزن حتّى بالنّسبة لي.
كنتُ أرغب بمرافقتهِ إلى هناك.
اشتقتُ كثيرًا إلى الدّوق و الدّوقة أرفين ، اللذين اعتنيا بي بـودّ، اللذين علّمـاني معنى “حب الأبوين” لأوّل مرّةٍ في حياتي التي لم يكن لي فيها والدان.
بالطّبع، أردتُ رؤيتهما. لكنني الآن كـ”إيرديا” مجرّد غريبة بالنّسبة لهما، واللقاء سيكون مؤلمًا فقط.
علاوةً على ذلك، السبب لرؤيتهما هو طلب تسليمهم ضحايا أفعال ابنتهما الشريرة، ليفيا.
لم أرد مواجهتهما لهذا السّبب.
بالطبع، كاليد، الذي لا يعرف هذه الظروف، لم يطلب مني العودة أولاً خوفًا من جرح مشاعري.
جمعتُ مشاعري الحزينة بصعوبة، و رفعتُ رأسي من التّحديقِ في الأرض، مبتسمة بابتسامة مصطنعة:
“اذهب و عـد! إقليم أرفين ليسَ بعيدًا من هنا، لذا لن يكون الأمر صعبًا. سأنتظر عودتكَ في راجان.”
ربما بدت ابتسامتي متصنعة، لأن تعبير كاليد تصلّب بشكلٍ غريب.
تنهّدَ باختصار و مـرّر يده عبر شعره.
“لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً. عندما أعود… سأزوركِ.”
“حسنًا! بحاول ذلك الوقت، ستكون خطتنا قد نجحت، و سأعدّ خططًا بديلة!”
هذه المرة، ابتسمتُ بصدق.
نظرَ كاليد إليّ بتعبير غامض، ثم ضحك باستهزاء وأدار رأسه.
“أتطلّع إلى ذلك.”
كان ردّه قصيرًا وخافتًا.
على الرّغمِ من أننا سنفترق مؤقتًا، عندما أفكر في الوقت الذي غادرنا فيه راجان لأوّل مرة… أشعر أنني اقتربتُ من كاليد قليلاً.
‘في قلبه، ربما لا يزالُ يشكّ بي، لكنه لا يعدّني عدوّةً ، وهذا بحدّ ذاته شيء مفرح.’
ابتسمتُ برضا و توجهتُ نحو النزل.
بينما كنتُ أمشي بخطواتٍ صغيرة، لم تتسع المسافة بيني وبين كاليد.
كانَ يضبط خطواته مع خطواتي.
…لكنني أدركتُ ذلكَ بعد وقتٍ طويل جدًا.
عندما وصلتُ إلى النزل، كانت العربة التي سأستقلها جاهزة بالفعل.
يبدو أنه كان ينوي إرسالي أوّلاً منذ ما قبل النزهة.
ترددتُ لحظةً أمامَ هذا الوداع المفاجئ، لكن خطواتي نحو العربة كانت خفيفة بشكلٍ مفاجئ.
لأنَّ كاليد قال إنه سيأتي لزيارتي بنفسه.
“اعتنِ بنفسك!”
كنتُ محظوظة لأنني تمكنتُ من وداع شقيق روان و آرين مسبقًا.
بما أن آرين كانَ أحد ضحايا التجارب، سيأخذه كاليد بنفسه إلى إقليم أرفين. كنتُ أود حمايته بنفسي، لكن وجود آرين، الذي لا يزال يحتفظ بعقله، في راجان سيكون خطيرًا جدًا.
لو كانت لدي القوة لحماية مَن هم في أحضاني بنفسي.
‘تلكَ القوة، حينها…’
لم أخبر كاليد، لكن هوية تلكَ القوة الغريبة التي حمتي من التهديدات لا تزال لغزًا.
لو تمكنتُ من فهمِ مبدأ تلكَ القوة واستخدامها بحرية، لكانت مفيدة جدًا لي و لكاليد.
‘إذا كان ما أفكر فيه صحيحًا… لا، هل هذا ممكن حقًا؟ عندما أصلُ إلى راجان، سوف أتأكّـد.’
بعد أن عزمتُ أمري، لوّحتُ بقوّة من نافذة العربة المفتوحة.
بالطّبع، لم يلوّح كاليد لي… لكنه ظلَّ يراقب رحيلي حتّى النهاية.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 73"