كانَ كاليد يعلم أن ثقتها ليست مجرّد قناع، لذا استطاعَ الاعتماد عليها دون قلق.
“هل تساعدينني هذه المرة بسهولة؟”
“لم يكن لديّ خيار.”
ربما تذكّرتْ محادثتهما القصيرة عندَ بوابة المدينة، فابتسمت الدّوقة الكبرى كما فعلت حينها، رافعةً شفتيها الحمراوين بسلاسة.
لم يستطع شوريل مغادرة ميرسين فورًا لأنه لا يزال بحاجةٍ إلى الراحة. لذا، تولّـتْ الدّوقة الكبرى تسوية أمرِ ميرسين بسهولة.
لم يكن لديها خيار ترك شوريل والعودة إلى الشمال.
عند وصولها إلى ميرسين، كانت حادة و مهيبة، لكن الآن بدت أكثر ليونة.
“أنا مدينة لكَ أيضًا.”
“بما أننا ساعدنا بعضنا في هذا الأمر، يمكننا اعتبار الدين مسددًا. اعتنِي بشوريل جيدًا.”
حتى عندما قالت إن الدين المتعلّق بطلبِ الدعم قد سُدد، هزت الدّوقة الكبرى كتفيها بلا مبالاة وأشارتْ إلى شيء:
“إنه رجلي.”
على الرّغمِ من نبرتها الهادئة، كان هناكَ تملّك لا يمكن إخفاؤه. لم تكن هناكَ حاجة لمزيد من الكلام، فقد أثبتت اهتمامها الكبير بالقدومِ بنفسها إلى ميرسين.
“قلتَ إن الدين سُدد. لكن الشّمال لا يسدّد الجميل بمجرّد مساعدةٍ واحدة.”
“…..”
نظرت عيناها الحادّتان كحيوانٍ مفترس إلى السماء الصافية. تطاير شعرها الأسود الداكن مع الريح فوق عباءتها السوداء الرمزية.
“أنا مدينة بحياتي.”
“الدّوقة الكبرى، شوريل كان أيضًا فارسي.”
“هذا لا يختلف عن كوني مدينةً لكَ بحياتي . سيأتي يوم أسدّد فيه هذا الدين بشكلٍ كبير. يبدو أنني أسير في هذا الطريق.”
نظرة كأنها تعرف كل شيء. لم يردَّ كاليد على كلامها.
“سأراقبُ الطريقَ الذي ستسلكه.”
على الرّغمِ من أنها لم تقل ذلكَ بصراحة، كانت تعني أنها ستدعمه في معركته القادمة ضد سيّدة القوة المقدسة.
بعد الماركيز فالاندي، حصلَ على دعم الدّوقة الكبرى كلاوس، قوة كبيرة غير متوقعة.
أومأَ كاليد برأسه بخفّةٍ للوداع، فغادرت الدّوقة الكبرى بأناقة دونَ كلام. كانت خطواتها خفيفة.
لم يطيل كاليد النّظر إلى ظهرها.
“سموّك، الاستعدادات للمغادرة جاهزة.”
كان عليه الآن العودة إلى وجهته. أدارَ رأسه إلى صوت جيرمان.
في العربة المُعدّة، رأى إيرديا تجلسُ كما لو كان مكانها الطبيعي، رغم أنها لم تُدعَ.
‘إيرديا.’
كرّرَ اسمها في ذهنه، ومرّت أحداث ميرسين أمامَ عينيه كشريط.
كان جعل الدّوقة الكبرى الشمالية، ثاني أقوى قوة بعد العائلة الإمبراطورية، مدينةً بحياتها إنجازًا هائلًا.
ومع ذلك، شعرَ بعدم الرّاحة لأن إيرديا هي مَن جذبت الدّوقة الكبرى.
حتى لو لم تقل شيئًا، لكانَ طلبَ الدعم من الدّوقة الكبرى، لكن الأمور لم تكن لتسيرَ بهذه السلاسة.
كيف عرفت؟ ما علاقتها بشوريل؟
على الرغم من كلّ هذهِ الشّكوك، قرّرَ كاليد إبقاءها بجانبهِ دونَ تفسير واضح.
كانت إيرديا شخصيّة لا يمكن تفسيرها. كانت تثير انتباهه بطريقةٍ مزعجة، وكان شعور الديجا فو يتبعها دائمًا.
كيفَ يمكنُ تفسير هذا الشّعور؟
وجهٌ غريب، صوتٌ غريب. ومع ذلك، تعابيرها و نظراتها المألوفة و نبرتها كانت تستدعي ذكريات يريد محوها.
بسببِ ذلك، أصبحَ يحلم بأحلام الماضي أكثر، وتفاقم الأرقُ يومًا بعد يوم. كان يجدُ نفسه يراقبها دائمًا عندما يستعيد وعيه من الإرهاق.
كانتْ تخفي الكثير و تبدو خرقاء، لكنه لم يستطع سؤالها. كلّما قابلَ عينيها اللتين تبدوان كأنهما تتوسلان “لا تسألني”، كان يعجزُ عن فتحِ فمه.
على الرّغمِ من أنها مشبوهةٌ و مثيرةٌ للرّيبة، شعرَ بالاختناق بدونها ، فـقرّرَ إبقاءها بجانبه.
‘من أنتِ بحقّ الجحيم؟’
امرأةٌ مشبوهةٌ من كلّ الجوانب، لكنه قرّرَ إبقاءها بجانبه.
قرّرَ كاليد مراقبتها أكثر.
كان يأملُ أنْ تكشفَ الحقيقة بنفسها، لكن إذا لم تفعل، سيكتشفُ هويتها بنفسهِ بأيّ طريقة.
إذا كانت، مثلَ الماضي، مؤامرة من ليفيا للسّخرية منه و تعذيبه…
تذكّرَ الماضي الذي لا يريد حتى التّفكير فيه، وخطا كاليد نحو العربة. كانَ يأمل ألا يكون الأمر كذلك.
لم يستطعْ تمييز لماذا يريدُ أن تكونَ إيرديا شخصًا مختلفًا، أو حتّى ما يُريده حقًا.
قمعَ مشاعره المرتبكة و المريرة، و صعدَ إلى العربة.
“إلى بيلانيف.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 60"