‘يبدو أنّه يعلم أنّ الزبون الكبير هو السيّد المغفل. حسنًا… لا بدّ أنّه يمتلكُ بعض الحدس ليخدم تحت سيّدٍ متعجرفٍ كهذا.’
كنتُ أظنّه خادمًا أحمقًا يغلق فمه و يخدم سيّده رغمَ علمه بأنّه يُعامَلُ كمغفّل، لكنّني فكّرتُ أنّ الأرباح التي يجنيها قد تكونُ أكثر من الإكراميّات التي يحصل عليها من ساحة القمار.
كنتُ أظنّه مجرّد خادمٍ أخرق يتوه دائمًا داخل القبو ويتعرّض للتوبيخ من سيّده.
“هذا جيّد. كنتُ أريد رؤية مباراةٍ حقيقيّة وليست لأشخاصٍ عاديّين.”
“هاها! توقّعتُ ذلك. إذًا، أيّها السّيد ، هل ستضعُ رهانكَ على المباراة النهائيّة فقط؟”
“نعم.”
أومأ برأسه مشيرًا إلى أنّه لا يهتمّ بالرهانات الأخرى، ثمّ استدارَ بسرعة. مدّ سام يده بشكلٍ طبيعيّ نحو الخادم. منذ وصولهم إلى مكان القمار، كانت كلّ الأموال تأتي من هذا الخادم الأخرق.
بالتأكيد، ليس أحمق تمامًا إذا كان سيّده يثق به ليحملَ هذا المبلغ الكبير من المال دونَ قلق. قد يكون سريع البديهة لكن ذاكرته ضعيفة، يتعرّض للتوبيخ دائمًا، لكنّه يُعهد إليه بالمال كاملًا، وهي علاقة سيّد و.خادم غريبة جدًا.
عند التفكير في الأمر، كان هناكَ الكثير من الأمور الغريبة فيهما.
“السيّد قال إنّه سيراهن بكلّ المال الذي أحضره اليوم، لذا من فضلك، أخبرهم أن يعتنوا بالعبيد جيّدًا حتّى لا يتأذّوا. إذا أصيبوا قبل المباراة، ستكون مملّة.”
ما الهراء في طلبِ العناية بالعبيد بينما الهدف هو مشاهدة مباراة دمويّة بينهم؟ لكن، حتّى لو كان الخادم هو مَن يحمل المال، فهو زبون.
ابتسمَ سام بحرارة وهو يتسلّم كيس النقود الثقيل ويتحقّق من المبلغ.
يا إلهي، كم هو هذا المبلغ؟
“لا عجب أنّك سيّد من الجنوب. سخيّ جدًا!”
كان المبلغ تقريبًا يعادل ما أنفقه في الأيّام الثلاثة الماضية. ضحكَ سام حتّى كادت شفتاه تتمزّقان وهو يؤمّن كيس النقود بإحكام.
اليوم كانَ حقًا يوم حظّه. لا، منذ وصول السيّد المغفل، كلّ يومٍ كان يوم حظّ بالنسبة له.
دخلَ إلى غرفة استراحة الموظّفين، وأخرج بضع عملات ذهبيّة خلسةً، ثمّ وضع كيس النقود في مكتب المراهنات باسمُ السيّد المغفل.
وهو يغنّي بصوتٍ منخفض، عدّلَ سام صوته وأرشد السيّد المغفل إلى مقعده.
“هذا المقعد مخصّصٌ لمن ينفقون مبلغًا معيّنًا هنا، وأنتَ أوّل مَن حصلَ عليه في ثلاثة أيّام فقط!”
كان يقول ذلكَ لإرضاء السيّد المتعجرف، لكنّه لم يكن يكذب. هذا السيّد المغفل هو الوحيد الذي حصل على مقعدٍ مخصّص في ثلاثة أيّام فقط.
على الأقل، منذ بدأ سام العمل هنا، كان هذا هو الأوّل بلا شكّ.
“بدأنا! هل تريد شيئًا للشرب؟”
“لا، شكرًا. أريد التركيز.”
اتّكأ السيّد بغرور على الأريكة النّاعمة ونظرَ إلى القفص الذهبيّ اللامع.
رغم لمعانه البرّاق، لم يبدُ جميلًا تمامًا لأنّ سام يعلم ما يحدث داخله من أمورٍ وحشيّة. بالطّبع، لم يكن سام يهتمّ بهذه الأشياء.
“لقد انتظرتم طويلًا! كانيس كونتينتيو التي تتوقون إليها! تبدأ الآن!”
“ووووه!”
تردّد صوت المقدّم المعزّز بسحر التضخيم الصوتيّ في القاعة، وتبعه هتافٌ صاخب.
حتّى لو كان المكانُ تحتَ الأرض، قد يُسمع هذا الهتاف خارجًا، لكنّ هذا لم يحدث.
في أيّامٍ مثل هذه، يتمّ تفعيل سحرٍ بسيط لعزل الصوت يحجب أصوات الدّاخل فقط، بينما يمكن سماع الأصوات الخارجيّة.
الأمور التي يديرها الأشخاص الكبار تتضمّن السحر، وهي حقًا مذهلة.
من الأساس، تسمية مباراة عبيد بسيطة باسمٍ فاخر مثل كانيس كونتينتيو كانت مضحكة.
“مباراة الافتتاح التي ستطفئ ظمأكم! شاهدوها الآن!”
شعرتُ بحرارة الجوّ ترتفع. خرج المتسابق الأوّل، وهو طفلٌ يبدو أنّه لم يتجاوز الخامسة عشرة.
‘يبدو أصغر من المرّة السابقة.’
كانت يده التي تمسك السيف الحقيقي ترتجف. وأنا أشاهد طفلين صغيرين يبكيان و يلوّحان بالسيف بشكلٍ أخرق ضدّ بعضهما، شعرتُ بالملل.
لتبدأ مباراة العبيد الحقيقيّة، يجب أن أشاهد عدّة جولاتٍ مثل هذه أوّلًا.
تحوّلت نظرتي تلقائيًّا نحو السيّد المغفل. كان ينظر إلى المسرحِ بوجهٍ خالٍ من التعبير، مستندًا بذقنه على يده، يبدو بنفس الملل الذي شعرتُ به.
بجانبه، كان الخادم يرتجفُ و وجهه شاحبٌ تمامًا، وهو عكسَ سيّده تمامًا.
تمنّى سام أن يكون حظّ السيّد المغفل جيّدًا في المراهنات. اليوم كانَ يوم حظّه، لذا بالتأكيد سيحقّق السيّد المغفل نتائج جيّدة. يجب أن يكون كذلك.
‘حتّى أحصل على المزيد من المال!’
المباراة بدأت للتو.
* * *
عندما بدأت المباراة و تجمّعت كلّ الأنظار على الحلبة، انسللتُ بهدوء خارج المكان.
بما أنّ شهرة كاليد قد ارتفعت كثيرًا هنا، أصبحتُ أنا، خادمه، معروفةً إلى حدٍّ ما.
لم يكن هناكَ من ينظر إليّ بنظرةٍ غريبة عندما أتجوّل بمفردي، ظنًا منهم أنّني أحاول قضاء بعض الوقت بعيدًا عن سيّدي القاسي.
كانوا يعتقدون أنّ السيّد المتعجرف أصدر أمرًا سخيفًا آخر. لكن في الحقيقة، منذُ أن وجدتُ الممرّ السرّي، لم يُسمح لي بالتحرّك بحريّة.
‘المكان الذي رأيته سابقًا لا يزال عالقًا في ذهني.’
لم يكن كاليد متحمّسًا للفكرة، لكن التأكّد من مكان المخطوفين بدقّة قد يزيد من فرصِ إنقاذ الجميع.
و بما أنّه لا يمكن إحضار فارسٍ آخر متخفٍّ إلى هذا المكان المغلق فجأة، سَمح لي على مضض أن أذهب للتحقّق بنفسي.
بالطّبع، لم يقتنع بالمنطق فقط، بل بسببِ إصراري المتواصل.
“هل نسيتِ أنّكِ تسمّمتِ من أجل سرقة دفتر حسابات؟ بجسمكِ الهشّ الذي يبدو أنّه سينكسر بلمسة، كيف ستتعاملين إذا وقعتِ في خطر؟”
“ينكسر بلمسة؟ أنا بصحّة جيّدة جدًا!”
“بالتّأكيد.”
“لقد جهّزتُ خنجرًا للدفاع عن نفسي!”
“وماذا ستفعلين بحركاتٍ يمكن لأعمى أن يتفاداها؟”
“هاه! لقد طليته بسمٍّ مخدّر! يكفي أن يُصاب بخدش! أنا لستُ غبيّة! حتّى سموّكَ قال إنّ التأكّد ضروريّ. قلتَ إنّهم قد يقتلون المختطفين لإخفاء الأدلّة، وهذا يعني أنّ شوريل قد…”
“إذا تلقّيتِ مساعدة مرّتين، ستنتهين بتقديم حياتكِ بنفسكِ”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 48"