“كان طريقًا خطرًا، لكنّ لي ظروفي الخاصّة. هل يجب أن أروي قصّة وصولي من القارّة الشّرقيّة إلى هنا؟”
“لا حاجةَ لذلك.”
أجابَ جيرمان و أومأ برأسه، لكنّ وجهه بدا متردّدًا
‘على أيّ حال، لن يتمكّنوا من معرفة ماضيّ مهما حاولوا. سيتعيّن عليهم تصديقي رغمَ شكوكهم.’
كِدتُ أرتكب خطأً كبيرًا تحتَ وطأة الصّدمة.
حاولتُ تهدئة قلبي النّابض بعنف وسألتُ:
“إذن، ما الذي تنوون فعله؟”
“سنؤجّل الخطّة.”
“لكن ألم تقل إنّ شوريل في حلبة قتال الكلاب؟ ألا يجب إنقاذه بأسرع وقتٍ ممكن؟”
“وكيفَ سننقذه؟”
“هذا…”
كان محقًّا. لقد كنتُ متسرّعة.
كانت الخطّة الأوليّة لاقتحام حلبة القتال غير مدروسةٍ جيّدًا، دونَ مراعاة واقع ميرسن. لم تكن كافية.
طرقَ كاليـد على الطّاولة برفق وقال بناءً على المعلومات التي جمعها:
“ميرسن أصبحت بالفعل منظّمةً ضخمة. السّيّاح المخمورون يتكدّسون في وضح النّهار، وفي كلّ نزلٍ وحانةٍ تُقام موائد قمارٍ علنًا. ما الذي يعنيه هذا برأيكِ؟”
بما أنّني تجوّلتُ مع كاليد من قبل، فهمتُ ما يقصده.
“الأشخاص الذين يجبُ أن نواجههم ليسوا فقط داخل حلبة القتال.”
“صحيح. اقتحام الحلبة في الوضع الحالي صعب. نحنُ في موقفٍ حيث العدد غير مواتٍ.”
حتّى لو كانت قوّة وليّ العهد السريّة قويّة، فهي غير كافية لمواجهة ميرسن بأكملها.
‘إذن، ماذا يجب أن نفعل؟ طلب الدّعم من الإمبراطوريّة لن يجدي نفعًا…’
لا يمكن الاعتماد على إمبراطورٍ عجوزٍ و مريضٍ تُسيطر عليه ليفيا.
كاليد أيضًا بدا و كأنّه لا يملكُ أيّ أملٍ في ذلك، أخذَ ينظر إلى الأوراق الكثيفة بتعبيرٍ مليء بالقلق.
يجب أن نفكّر. يجبُ أن نجد طريقةً لإنقاذ شوريل وتدمير حلبة القتال.
“اقتحام الحلبة وحدها لن يكون صعبًا. فرقة إلباردان التابعة لسموّك كافيةٌ لهذا. لكن لا يجب أن نكتفي بهم. لقد تحوّلتْ هذه المدينة إلى شبكةٍ كبيرة. نعم، نحتاج إلى طريقةٍ للقضاء عليهم جميعًا… نحتاج إلى قوّاتٍ إضافيّة.”
“صحيح.”
ردّ كاليد مباشرةً على كلامي الذي هَمَستُ به وأنا أنظّم أفكاري.
شعرتُ بنظراته تُحدّق بي، لكنّني ركّزتُ على تنظيم أفكاري المتسارعة، عاقدةً حاجبيّ.
“قوّات… طلبُ المساعدة من الإقطاعيّات القريبة لن يجدي. إذا طلبتُ ذلك بتهوّر، قد يصل الخبر إلى أعدائنا. نحتاج إلى قوّاتٍ موثوقةٍ و قويّةٍ بما يكفي للسيطرة على ميرسن… آه!”
“وجدتُها! شخصٌ قريبٌ من هنا ولديه قوّةٌ كافيةٌ لمحاصرة ميرسين بأكملها!”
“مَن هو؟”
“الدّوقة الكبرى كلاوس من الشّمال!”
تفاجأ كاليد و.تجمّدَ للحظة، لكنّني قلتُ بحزمٍ وكأنّه لا يوجد خيارٌ آخر:
“أليست الدّوقة الكبرى مناسبةً تمامًا لهذا؟”
الدّوقة الكبرى كلاوس، الدّوقة الوحيدة في إمبراطوريّة إيفيرنيا.
نجحتْ في بناء مدينةٍ قويّةٍ رغم البيئة القاسية، بعيدًا عن نفوذ الإمبراطوريّة. كانت بمثابة قوّةٍ مستقلّة تقريبًا.
كما أنّ تأثير ليفيا أرفين كانَ الأضعف في الشّمال مقارنةً بباقي الإمبراطوريّة.
إنّها أقوى قوّةٍ محايدةٍ و أكثرها تأثيرًا حاليًّا، ولديها جيشٌ قويّ لحماية الحدود و مواجهة الوحوش، ممّا يجعلها الخيار الأمثل.
“حامية الجدار… ليست خيارًا سيّئًا. لكنّ الدّوقة الكبرى لن تقدّم الدّعم بسهولة.”
كان كلام كاليد صحيحًا بناءً على طباع الدّوقة الكبرى .
رغم قوّتها الهائلة، كانت الدّوقة دائمًا تتّخذ موقفًا محايدًا، متجنّبةً التدخّل في أيّ صراع.
هي تحبُّ الشّمال ولا ترغب في الانجرار إلى أيّ نزاع.
خاصّةً في صراع سيّدة القوّة المقدّسة و وليّ العهد، وهو أمرٌ يعرفه كلّ نبيلٍ في الإمبراطوريّة، فمن المؤكّد أنّها لن ترغبَ في التدخّل.
حتّى في هذه القضيّة، رغم أنّها ليست علنيّة، إذا كان الأمر متعلّقًا بكاليد، ستربط الدّوقة الأمر بسهولة بليفيا.
لذا، قلق جيرمان مفهوم.
“ميرسين هي المدينة الأولى على طريق الشّمال. الخطف يحدثُ هنا علنًا. إذا تُرك الأمر هكذا، سينخفض عدد المرتزقة و الدّعم لقوّات الحدود الشّماليّة. حلبة القتال مستمرّة منذ سنوات، والدّوقة الكبرى بالتأكيد لاحظت بعضَ التغييرات.”
“لستِ تقصدين تهديدها بأنّ الشّمال سيتضرّر إذا لم تساعد، أليس كذلك؟ هل لديكِ خطّةٌ جيّدة؟”
تهديد الدّوقة الكبرى ؟ لستُ بهذا التّهوّر.
هززتُ رأسي برفق.
نظرا إليّ كاليد و.جيرمان بنظراتٍ غريبة.
نظّمتُ أفكاري المزدحمة وشرحتُ لهما طريقة إقناع الدّوق الأكبر:
“شوريل… أقصد، السيّد شوريل. أخبروا الدّوقة الكبرى أنّ شوريل محبوسٌ في حلبة القتال ويُعامل ككلب. إذا أرادت إنقاذه، فعليها أن تقدّمَ الدّعم.”
“ماذا؟”
“ما هذا الكلام العجيب؟”
نظرا إليّ الرّجلان بعبوسٍ وكأنّ كلامي سخيف، لكنّني واصلتُ بحزم:
“إذا أخبرتموها بذلك، ستقدّم الدّوقة الكبرى الدّعم بالتأكيد.”
“كيف تتأكّدين؟ ما علاقة شُريل بالدّوقة؟”
“هي لن تقف متفرّجةً بعد سماع أنّ شوريل محبوس في حلبة القتال.”
لم يبدّد كاليد شكوكه، لكنّه بدا يفكّر في الأمر.
كان اختياري للدّوقة الكبرى مبنيًّا على أسبابٍ واضحة، لكن كـ”إيرديا”، لم يكن بإمكاني شرحُ تلكَ الأسباب.
قلّةٌ قليلةٌ فقط تعرف هذا السّرّ.
خشيتُ أن يسألني عن التّفاصيل، لكنّه بشكلٍ مفاجئ بدا يفكّر في اقتراحي بجديّة. إذن… سأضغط أكثر.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 44"