على أيّ حال، لم أكن أنوي الارتباط إلى الأبد بشخصٍ غيره، لذا لم يكن إعاقة زواجي مشكلة على الإطلاق.
ما معنى سؤال “هل هذا مقبول؟” لشخصٍ يتوق بشدّة للارتباط به؟
لكن لم أستطع التّعبير عن هذه المشاعرِ بصراحة، فأجبتُ بهدوء وأنا أخفي دهشتي.
“أردتُ فقط مساعدة شخصٍ يتبع قلبه. إذا كانَ هناك من يأتي دونَ أن تؤثّر عليه هذه الشّائعات… أليس ذلك بمثابة رابط حقيقيّ؟”
عبسَ كاليد بتعبير غير راضٍ، لكنّه لم يقل شيئًا بعد ذلك.
انتهتْ المفاوضات بسلاسة.
لم يذكر الماركيز أنّني وقعتُ في حبّه بصدق. جزء من ذلكَ كانَ لأنّ كاليد لم يسأل، لكن أيضًا لأنّنا قدّمنا الكثير من التنازلات بالفعل، فلم تكن هناكَ حاجة لاتّخاذ موقفٍ أكثر تواضعًا.
“لا توجد صفقة تستفيد منها جهةٌ واحدة فقط”.
لم يكن ذلكَ خطأ. بغضّ النّظر عما قلته، حَسَـبَ الماركيز بعنايةٍ المكاسب التي ستعود على عائلة فالاندي من هذه الصفقة وطالبَ بها دون ترك شيء.
لم يكن أغنى رجل في الإمبراطوريّة عن عبث.
“أناس راجان يكتبون بالفعل كتابًا عنكِ وعنّي. يجب أن نمنحهم موضوعًا مناسبة. سأتواصل معكِ قريبًا.”
بعد حوالي أسبوع من قوله هذا في الاجتماع، أرسل بالفعل دعوةً صريحة عبر مبعوث.
كأنّه يضيف زخمًا إلى الشائعات المتضخّمة.
كانت دعوة مهذّبة لتناولِ العشاء في مطعم راقٍ بالقربِ من البوّابة الرابعة.
من الخطّ الغريب، كان واضحًا أنّ مساعده، جيرمان، هو من كتبها. كان كاليد دائمًا يتركُ الدعوات أو الردود على الرّسائل التي لا يرغب فيها لجيرمان، ويبدو أنّ هذه المرّة لم تكن استثناءً.
شعرتُ بالمرارة من هذه الدعوة الخالية من المشاعر، على الرّغمِ من أنّ ذلك متوقّع. كنتُ أعرف خط يده الخشن و المتسرّع، وهو غير نمطيّ لوليّ عهد.
كبتتُ مشاعري غير المبرّرة واستعددتُ للقاء، وأخيرًا جاء هذا اليوم.
“لقد أعددتُ العربة. ألدين سيرافقكِ كحارس، هل هذا مناسب؟”
“بما أنّ سموّه سيكون معي، فبالطبع.”
“هناك خبر أودّ إخباركِ به… لكن ربّما من الأفضل أن أخبركِ بعد عودتكِ.”
من تردّدِ الماركيز، أحسستُ أنّ هذا الخبر هو أحد الأخبار التي كنتُ أنتظرها.
‘إمّا أخبارٌ عن والديّ أو عن شوريل’
كنتُ أرغبُ في سماعه الآن، لكن بما أنّني سأواجه كاليد قريبًا، كبحتُ نفسي.
بما أنّ الماركيز قال إنّه سيخبرني بعد عودتي، فإمّا أنّه خبر لا يمكنني فعل شيء بشأنه الآن، أو أنّه خبر جيّد.
“سأزوركَ بعد عودتي.”
“حسنًا، كوني حذرة.”
صعدتُ إلى العربة بهدوء مع وداع الماركيز.
انتشرت الشائعات في راجان بالفعل بأنّ وليّ العهد كاليد دعا ابنة الماركيز فالاندي بالتبنّي إلى أفضل مطعمٍ في البوّابة الرابعة.
كان هذا بعيدًا تمامًا عن السيناريو الذي أعددته.
لم تنتشر الشّائعة التي تقول إنّني أصرّيت على خطوبةٍ مع وليّ العهد. بدلاً من ذلك، سيطرت بسرعة شائعة تقول إنّ “وليّ العهد تأثّرَ كثيرًا بهجوم ابنة فالاندي بالتبنّي الحماسيّ ويفكّر بجديّةٍ في خطوبة معها”.
عندما أرسلَ وليّ العهد مبعوثًا بشكلٍ علنيّ وسط هذه الشائعات، كان من الطبيعيّ أن تكتسب زخمًا. لذا، علمتُ على الفور أنّه ساهمَ في نشر الشائعة بشكلٍ مختلف.
كانت المرّة الأولى التي أسمع فيها أنّ الإمبراطور غضبَ من فسخ الخطبة. فكّرتُ في احتماليّة تدخّل الإمبراطور بشأنِ هذه الخطوبة بعد سماع الشائعات، لكن الماركيز نفى ذلكَ بحزم.
“جلالة الإمبراطور مريضٌ جدًّا ولا يستطيع النهوض. لم يلتقِ سموّه به منذ سنوات.”
“هل…هو لم يمتْ بعد، أليس كذلك؟”
“لا. جلالة الإمبراطورة تقولُ دائمًا إنّه يعاني من مجرّد عدم قدرة على الحركة.”
إذا كانت كلماتٍ من الإمبراطورة، والدة كاليد، فلا بدّ أنّها صادقة. يجبُ أن يموت الإمبراطور حتّى يرث كاليد العرش، لكن لم يكن لدى الإمبراطورة، التي كانتْ أقلّ من الإمبراطور، سببٌ لتغطية ذلك.
وافقتُ، معتقدةً أنّ هناكَ نيّة أخرى، لكن… لا بدّ أنّ ليفيا سمعت هذا الخبر أيضًا.
منذ الحفل، انتشرت شائعةٌ أنّ وليّ العهد لم يعد مهووسًا بها و يحاول إيجاد حبيبة جديدة. نتيجة لذلك، تصدّعتْ هيبتها للمرّة الأولى.
قصّة وقوفه في وجه ليفيا مع امرأةٍ أخرى إلى جانبه في الحفل تمّ تضخيمها أكثر من الواقع.
كانتْ بالتّأكيد موضوعًا رائعًا لعشّاق الشّائعات.
يقال إنّ ليفيا، بعد مغادرتنا، كانت ترتجف ثمّ ابتسمت بتصنّع وغادرت قاعة الرّقص بسرعة، مما يعني أنّ كبرياءها العالي قد أُصيب بالتأكيد.
كما هو متوقّع. شعر كاليد بخيبةِ أملي وقطعها ببرود دونَ أيّ مجال.
كانت السماء مشرقةً وصافية عندما غادرتُ، لكن عندما نظرتُ إليها الآن، كانت السحب الداكنة تملؤها.
ها، لا عجب أنّ ساقي، التي كانت تحسّنت، بدأت تؤلمني.
“لن أكون تحتَ وهم. لا تقلق.”
لم يُظهر كاليد أيّ ردّ فعل على إجابتي المتأخّرة.
كأنّه لا يهتمّ بكلامي، أمالَ الكأس ببطء.
“إذا لم يكن الأمر يتطلّب مواجهة الماركيز مباشرة، فقد اتّفقنا على التواصل من خلالكِ.”
“نعم.”
كنتُ أعلم. في اليوم الذي زار فيه القصر، أخبرني الماركيز بوضوحٍ أنّه يريد تسليم كلّ شيء لي.
عند سماعِ ذلك، عبسَ كاليد بشكلٍ واضح.
“يبدو أنّكِ تتمتّعين بثقة كبيرة.”
كان ذلكَ شيئًا لم يقله آنذاك. كلمات ذات مغزى يلقيها الآن.
“لحسنِ الحظّ.”
أجبتُ بصدق لأنّني أعلمُ أنّ هذه الثقة أكثر ممّا أستحقّ.
بعد هذه الكلمات، صمتَ لفترة.
ربّما لا يزال يحترس منّي في هذه اللّحظة.
للحظة، شعرتُ و كأنّني أرى كاليد الذي واجهته عندما انتقلتُ إلى جسد ليفيا لأوّل مرّة.
“لم يتخلَّ عن الحياد و لم يقرّر الانضمام إليّ، لكنّه كانَ ودودًا بشكلٍ مفرط. طريقة تضحيتكِ أنتِ فقط، وإصراره على مشاركة كلّ شيء معكِ في المستقبل، هذا ليس شيئًا يحدث بثقة عاديّة.”
“…..”
“أثق بالماركيز. من أجلِ موازنة القوى، سيواصل إعلانَ الحياد ظاهريًا. لكن لماذا خرج الماركيز، الذي كان هادئًا و مختبئًا، فجأةً بهذه الطريقة؟ أعتقد أنّ السّبب هو أنتِ.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 30"