على الرّغمِ من قلقي بشأن ما سأقوله عند مقابلة ليفيا، فكّرتُ بهدوء: ‘اليوم، الكثير من الناس يتفحّصونني.’ صوتي خرجَ واضحًا دون ارتعاش.
“أنا إيرديا من عائلة الماركيز فالاندي. إنّه شرف أن ألتقي بسيّدة القوّة المقدّسة.”
تلقّت ليفيا تحيّتي بابتسامة ودودة ظاهريًّا.
“آه، سمعتُ أنّ الماركيز تبنّى ابنة مؤخرًا، فتساءلتُ من تكونين، ويبدو أنّكِ هي. حقًّا، كما سمعتُ… هناك شيءٌ غامض فيكِ. هل لأنّكِ من الشرق الأقصى؟”
معظم من لديهم بشرة وشعر و عيون بألوان شبه عديمة اللّون هم من الشّرق الأقصى، لكن هذا ليسَ غريبًا في الإمبراطوريّة. ومعَ ذلك، ذكرها لهذه النقطة و وصفها بـ”الغامضة” ليس بمديح بأيّ حال.
كانَ أسلوبها الناعم، الذي يبدو كأنّه يعبّر عن الفضول، يكشف عن تمييز خفيّ و انزعاج، مشابهًا لما قالته سيريل منذ قليل.
كانت جديرة بلقبِ ملكة المجتمع الراقي.
“لم أتوقّع أن أرى سيّدة القوّة المقدّسة، التي سمعتُ عنها فقط، عن قرب هكذا. حقًّا، كما سمعتُ. ربّما لأنّكِ سيّدة القوّة المقدّسة… هناك جوّ غامض منكِ.”
لكن، أنَا أيضًا كذلك.
على الرّغمِ من أنّني لم أمتلك خبرة ليفيا في المجتمع الراقي، فقد قضيتُ أيامًا كثيرةً في مواقف أصعب من هذه.
والأهمّ، أنّ مناوشات العالم الحديث لم تكن تحمل أيّ أناقة، لذا لم تؤثّر هذه السّخرية الراقية عليّ إطلاقًا.
بالطّبع، هناكَ أيضًا بعض الأنانيّة. إذا لم أغضب لرؤية من دمّر حياتي وما زالت تعيش جيّدًا، فهذا سيكون الغريب.
ربّما لأنّني أظهرتُ موقفًا مختلفًا تمامًا عن الآخرين، رفعت ليفيا حاجبًا و تفحّصتني مرّة أخرى.
ثمّ ضحكت كأنّها وجدت الأمر ممتعًا وسألت:
“جوٌّ غامض، ماذا تعنين؟”
رفعت رأسها قليلاً كأنّها تقول: هيّا، تكلّمي.
على الرّغمِ من أنّ تصرّفها قد يبدو متغطرسًا و وقحًا، بدا حتّى ذلكَ ساحرًا عندما قامت به.
حتّى في عينيّ، وأنا أعرف جيّدًا مَن هي ليفيا، كان عليّ أن أعترف بجمالها المذهل.
“لم أدرك مدى حبّ الحاكم لسيّدة القوّة المقدّسة إلّا بعد رؤيتها بعينيّ. تألّقكِ يعميني، لدرجة أنّني أشعر بألفةٍ كأنّني رأيتكِ من قبل.”
لم يكن التّواصل مع ليفيا أرفين متوقّعًا، لكن بدا أنّ هناكَ طريقة للاستفادة منه. إذا تمكّنتُ من الاقتراب مِن هذهِ المرأة الآن… ألن أحصل على معلومات أكثر ممّا يمكنني الحصول عليه من أتباعها؟
لم يكن خيارًا جذابًا و كان محفوفًا بالمخاطر، لكن إذا نجحتُ، سأحصل على المعلومات التي أريدها بسرعة أكبر.
‘لا بأس ، لقد أدّيتِ جيّدًا أمام كاليد. بهدوء… فقط عليكِ أنْ تكوني ودودةً بما فيه الكفاية.’
كرّرتُ في ذهني مرّاتٍ عديدة أنّ عليّ أن أبقى هادئة.
كلماتها وأفعالها تجاه كاليد استمرّت في الظهور في ذهني، ممّا جعل عينيّ تتحوّلان إلى اللّون الأحمر من الغضب.
عندما واجهتُها وجهًا لوجه، تصاعد الغضب الذي كنتُ أكبحه.
أخفيتُ مشاعري الحقيقيّة وابتسمتُ فقط، فنظرت ليفيا إليّ مباشرة وقالت:
“يا لها من مصادفة.”
“نعم؟”
“أشعر أيضًا أنّنا لم نلتقِ للمرّة الأولى.”
“…..”
“لماذا يا ترى؟”
“…..”
“أشعر بألفةٍ غريبة تجاهكِ. هل التقينا من قبل؟”
كنتُ أخبر نفسي أنّ عليّ إظهار موقفٍ ودود و الاقتراب بحميميّة لجمع المعلومات، وأنّ هذه هي الفرصة، لكنّ عقلي توقّف عن العمل، ولم أستطع فتح فمي.
نظرتها المليئة بالفضول و كلماتها التي تقول إنّها تشعر بألفة جعلتني أشعر بالخوف من أن تُكشف عن هويّتي.
“لا، اليوم هو لقاؤنا الأوّل.”
“صحيح، أنا أيضًا متأكّدة أنّني رأيتكِ للمرّة الأولى.”
“…..”
“إيرديا، أليس كذلك؟ إيرديا… اسم غريب أيضًا.”
خوفي مِن كشفِ هويّتي أغلقَ فمي.
* * *
بعد أن هدّأ قلبه الذي كان ينبض بشدّة، خطا كاليد مرّةً أخرى نحو قاعة الرّقص.
كانت فكرة الاقتراب المتعمّد من امرأة بدافعِ الحاجة لا تزال غير مريحة. خاصّةً في قاعة رقص بها امرأة تجعل دمه يغلي بمجرّد التفكير بها.
كانت خطواته نحو ذلكَ المكان ثقيلة جدًّا.
ومعَ ذلك، دخلَ قاعة الرّقص مطمئنًا نفسه أنّها مختلفةٌ عن تلكَ المرأة التي تلعب بقلوب الآخرين، فاقترب منه جيرمان.
بسببِ ظهوره النّادر في المناسبات الرّسميّة، كانت الأنظار التي تتبعه ثقيلة.
وسط النّظرات المألوفة والمزعجة، فتحَ كاليد فمه لجيرمان:
“لقد تواصلتُ مع الفتاة المستهدفة.”
“بالفعل؟”
“نعم، بالصدفة.”
بالطبع، لم تكنْ تلكَ الصدفة ممتعة، لكنّه على الأقل كوّن معرفة بها، وهذا كافٍ.
“بما أنّكَ كوّنتَ معرفة بها، سيكونُ الأمر أسهل. إنّها في موقفٍ صعب الآن، فلمَ لا تنقذها؟”
“ماذا؟”
أدارَ كاليد رأسه ببطء نحو الاتّجاه الذي أشار إليه جيرمان.
المرأة التي كان يرغب أقلّ من أيّ شيء في مواجهتها كانت متواجدة هناك.
مِن بينِ كلّ الأشخاص، لماذا هيَ مرّةً أخرى؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 26"