لم أكن أعلم ذلك عندما كنتُ تلك المرأة. لا، حتّى لو علمتُ، لم أكن لأشعر به حقًا.
“آه… سيّدة القوّة المقدّسة.”
كان مجرّد النّظر إليها يبدو كأنّه نعمة من الحاكم، وخرجت كلمات الإعجاب تلقائيًّا.
بينما كنتُ أستمع إلى الأصوات المتحمّسة الخجولة والوجوه المحمّرة، كان واضحًا حتّى لكلبٍ عابر مدى إعجاب الإمبراطوريّة بها.
كان شعورًا غريبًا أن أنظر إلى المظهر الذي كنتُ أراه في المرآة سابقًا، لكنّني الآن أراه كغريبة.
كنتُ أنا، لكنّني لم أعد أنا.
لم أكن أنا، لكنّني بالتأكيد كنتُ هي.
دخلت ليفيا أرفين بمفردها بثقة، دون مرافق عاديّ.
على الرّغم من ارتدائها فستانًا أبيض نقيًّا ينضح بالقداسة، كان هناكَ شيء غريب ومغرٍ في الأجواء.
لم تكن تتباهى بجسدها، فهل كانَ ذلك بسبب نظرتها المتعالية التي تبدو و كأنّها لم تنظر إلى أحدٍ أبدًا؟
كان من الواضح أنّ هالة تحيط بها تمنع أيّ أحد من الاقتراب بتهوّر.
‘ما زالت… جميلة.’
كانت رائعة.
ليفيا، التي رأيتها كغريبة، كانت أجمل بأضعاف من تلك التي رأيتها في المرآة.
مهما كانت شخصيّتها سيّئة، كان جمالها يجعل من يراها يشعر بأنّه يستطيع مسامحتها على كلّ شيء.
من بين النّعم العديدة التي منحها الحاكم لها، كان مظهرها بلا شكّ الأفضل.
“هل تنوين الاقتراب منها مباشرةً الآن؟”
“سأراقب قليلاً أوّلاً… إن أمكن.”
لقد أخبرني الماركيز فالاندي بتفصيل عن الأحداث خلال السّنوات الخمس التي اختفيتُ فيها.
لكن حتّى بقدراته الممتازة، كان هناك أشياء لم يعرفها جيّدًا، الأولى كانت كاليد، والثانية كانت أفراد عائلة أرفين.
كان كاليد شخصًا يحجب معلوماته بعنايةٍ منذ البداية، لذا قد يكون ذلك متوقّعًا، لكن عائلة أرفين كانت مختلفة.
شوريل، والدتي، و والدي.
وجميع أفراد عائلة أرفين الذين عشتُ معهم خلال السنوات الخمس.
لم يُنقلْ شيء عن ما حدثَ داخل العائلة إلى الخارج، ولم يكن هناكَ ما يمكن معرفته تقريبًا.
لم أكن لأتخيّل ذلك عندما كانت زهور العاقول الصفراء تتفتّح بجمال و تُعتبر رمزًا لقصر أرفين.
كان هذا السبب الأكبر لعجلتي في الحصول على معلومات داخليّة.
‘أرجو أن يكون الجميع بخير.’
حتّى لو كان الحاكم لا يستجيب للأمنيات الملحّة، كنتُ أتمنّى في داخلي بإلحاح كأنّه لا يوجد سواه الآن.
الخصم الذي سأواجهه الآن كان كائنًا يتلقّى أضعاف ما يتمنّاه حتّى من أمنية بسيطة. كان مختلفًا عنّي.
كان هذا الأساس الأقوى الذي جعل ليفيا أرفين تحظى بمكانة عالية في الإمبراطوريّة.
…بالطبع، لم يكن ذلك السبب الوحيد.
والآن، يجب عليّ أن أحدث شقًّا في تلك “الرفعة”.
مع ظهور ليفيا، ازدادت حرارة قاعة الرّقص فجأة.
رفعتُ كأس الشّامبانيا برفقٍ وسط الحرارة المتصاعدة.
لقد سئمتُ من استقبال تحيّات الخاطبين الفارغين الذين لا يتوقّفون عن الاقتراب. كانت النظرات التي تقيّمني وكأنّني قرد في حديقة حيوان أكثر إرهاقًا ممّا توقّعتُ.
لم يكن من بين القادمين مَن يبدو تابعًا لليفيا، ممّا زاد من إزعاجي.
بالطبع، إن كانوا أتباع ليفيا، فسيكونون لا يزالون بجانبها يحاولونَ جذب انتباهها بنظرة واحدة.
‘على أيّ حال، سيحتاجون إلى وقت أطول للاقتراب منّي. سأذهب لأستنشق بعض الهواء.’
نظرتُ بنظرة خاطفة إلى الجانب الذي تجمّع فيه الحشد، ثمّ اتّجهتُ ببطء إلى الخارج تاركةً الضّجيج خلفي.
دون أن أعلم من قد أقابل.
كانت قاعة الرّقص واسعة جدًّا، متّصلة بحديقة، ممّا جعلها مثاليّة للتنزّه الخفيف.
لأنّني زرتُ المكان سابقًا بجسد ليفيا، لم يكن العثور على الطّريق صعبًا.
عندما وصلتُ إلى مكان هادئ، خطرت لي فجأة:
“هل كنتُ أنا أيضًا هكذا…؟”
نظرة واحدة، ابتسامة واحدة، كلمة مديح واحدة.
كانت ليفيا أرفين تبتسم دائمًا لأتباعها، محتفظةً بأنظارهم متمسّكة بها بقوّة. رؤية الرّجال والنّساء يقعون في غرامها بفعل تصرّف بسيط جعلني أكاد أضحك.
عندما كنتُ ليفيا، لم أسمع أبدًا كلمات مثل “مثيرة” أو “مغرية” حتّى ولو بشكلٍ عابر.
لذا، هذا بالتأكيد جزء من شخصيّة ليفيا أرفين وسحرها الأصليّ. حتّى في نفس الجسد، يمكن للنّظرات أن تختلف بناءً على من يسكنه.
في نفس المكان، كان الفارق الكبير في النّظرات يعكس واقعي الحالي.
لم أكن أرغب في أن أكون محبوبة، لكنّ قلبي كان ينبض بشكل غريب وشعرتُ بانزعاج غامض.
“لماذا أشعر هكذا؟”
هذا ليس صحيحًا. لم أعد ليفيا، فلماذا أشعر وكأنّ شيئًا سُرق منّي؟
“…أنا مجنونة.”
ليفيا هي بالفعل الشريرة موضوعيًّا. لكن عندما أفكّر في علاقتي بها، إن كنتُ أنا الضحيّة التي تورّطت في التجسّد، فهي أيضًا ضحيّة حياتها التي سُرقت منها.
سخرتُ من نفسي بسببِ هذا التفكير الأنانيّ، وجلستُ بهدوء على مقعد لفت انتباهي.
ارتشفتُ رشفة من المشروب ذي الرّائحة الحلوة الحامضة الذي أحمله. حاولتُ ترطيب حلقي الجاف، لكنّ الطّعم النهائيّ لم يكن جيّدًا.
بقي مرارة في فمي جعلت حلقي أكثر جفافًا. ارتشفتُ المزيد لكنّ الأمر لم يتغيّر. لم يكن هذا المشروب مصنوعًا لإرواء العطش.
“هاا…”
تسرّبت رائحة حلوة مع أنفاسي.
من بعيد، كانت موسيقى قاعة الرّقص وضحكات النّاس تُسمع بهدوء. في السّماء فوق رأسي، كانت النّجوم اللاّنهائيّة تتباهى بجمالها.
تلكَ النّجوم التي كنتُ أتوق إليها وأنظر إليها مرارًا في ذلك العالم، كانت تملأ هذه السّماء.
نسيم خفيف وحديقة مُعتنى بها جيّدًا.
شعرتُ فجأة أنّني في هذا العالم، وأنا أرتدي هذا الفستان الذي كان غريبًا عليّ عندما كنتُ كيم جي-يونغ.
بعد أن ذهبتُ مع سيريل إلى الصالون لتفصيل الفستان، زرتُ المكتبة عدّة مرّات.
على الرّغم من علمي أنّه لن يتعرّف عليّ، كنتُ أحمل أملًا عبثيًّا في كلّ مرّة أزور فيها المكتبة.
لكنّ تلكَ المصادفة لم تتكرّر.
عندما تحطّمت تلك التوقّعات، شعرتُ بخيبة أمل وارتياح في آنٍ واحد.
حتّى أنا لا أعرف ماذا يريد قلبي.
لا يجب أن يكون قلبي مضطربًا هكذا.
عضضتُ شفتيّ قليلاً لأستعيد تركيزي، صفعتُ خدّيّ برفق، وفي تلك اللحظة بالذّات—
كراك—
كأنّ شيئًا كان مختبئًا بهدوء كشف عن نفسه عمدًا، عبرت خطوات الحديقة.
على مسافةٍ غير بعيدة، كان صاحب حضور لا يمكن إخفاؤه يحدّق بيّ بنظرات ثاقبة.
حتّى من خلالِ ظلّه في الظّلام، تعرّف قلبي النّابض بسرعة عليه أوّلاً.
* * *
زار كاليد القصر الإمبراطوريّ بعد فترةٍ طويلة.
لم يبقَ كاليد في القصر إلّا لزيارات قصيرة بسببِ العمل خلال السّنوات الأخيرة.
كان القصر بالنّسبة له “منزلا” بالتأكيد، لكنّه منذ فترة لم يعد مكانًا يشعر فيه بالأمان.
“آسف، لقد بذلنا قصارى جهدنا للبحث، لكن المعلومات التي قدّمها الماركيز فالاندي عند تقديم طلب الشّهادة كانت كلّ ما لدينا. بناءً على ما قاله المتشرّدون في منطقة الثّماني بوّابات، يبدو أنّها دخلت راجان منذ حوالي شهر.”
كان تقرير أحد أتباعه الموهوبين بسيطًا لدرجةِ أنّه يصعب تسميته تقريرًا.
لم تكن هناكَ معلومات جديدة تقريبًا، وانتهى الأمر عند هذا الحد.
لكنّ ذلك لم يكن سيّئًا. بدا أنّ احتمال ارتباطها بليفيا ضئيل.
كان الماركيز فالاندي نبيلًا محايدًا، وطالما لم يتعاون مع ليفيا، لم يكن ضمنَ اهتمامات كاليد.
في تلكَ اللّحظة، جاءَ تقريرٌ آخر من أحدِ أتباعه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"