كان من المعروف أنّ وليّ العهد كاليد، الذي يُقال إنّه نادر الظهور، لا يحضر حتّى المناسبات الرسميّة، لذا كانت فرصة وجوده في القصر ضئيلة، لكن رغم ذلك، أزهر أمل صغير في قلبي.
“حسنًا، أنا متحمّسة أيضًا. فكرة الذّهاب إلى الحفل ممسكة بيد سيريل… تبدو ممتعة حقًا.”
“حقًا؟ ستذهبين معي فعلاً؟!”
بينما ترى سيريل تتحرّك بحماس، ضحكتُ معها.
“ستكونين الأجمل، يا أختي! أضمن ذلك!”
كانت سيريل فخورةً بي وكأنّني أختها الكبرى التي عرفتها منذ زمن طويل.
خلال شهر واحد، كانت العلاقة الحميمة التي أظهرتها سيريل تجاهي دافئة و ودودة كما لو كنّا نقضي سنوات معًا.
عندما كنتُ ليفيا أرفين، لم أستطع إلّا أن أتذكّر أخي الأصغر الذي أظهر لي مثل هذا الدفء والمودّة.
‘كيف حال شوريل الآن؟’
…لا يمكن أن يكونَ بخير.
كان بإمكاني معرفة ذلكَ من خلال ما أخبرني به الماركيز عن مكان شوريل.
في الأصل، كان شوريل شخصًا ذهب طوعًا إلى منطقة الحدود الخطرة لأنّه لم يتحمّل “ليفيا أرفين” الشريرة.
أنا من استدعيته مرّةً أخرى، ولم تكن ليفيا الحقيقيّة، التي عادت، لتتركه و شأنه.
لقد كانت هي من ألحقت العار و الإهانة الكبيرة بخطيبها كاليد .وإذا كان الأمر يتعلّق بالعائلة، فمن المؤكّد أنّها لم تكن أقلّ قسوة، بل ربّما أكثر.
قيل إنّ شوريل، عندما عرف أنّ ليفيا عادت إلى شرّها، حاولَ إيقافها وهو يقيم في قصر أرفين. لكنّه، عندما أدركَ أنّ الأمر لا فائدة منه، غادرَ القصر قبلَ ثلاث سنوات.
انقطعت أخباره بعد ذلك، لكن يُرجّح أنّه عاد إلى منطقة الحدود الخطرة.
‘هل ذهبَ حقًا إلى الحدود؟ إذن، لماذا…’
لماذا لا توجد أخبار واضحةٌ عنه؟
عندما بدأ القلق على أخي الأصغر، الذي أصبح مجهول المصير، يتصاعد، ارتعشت زاوية فمي التي كانت تبتسم كما لو كانت تتشنّج.
ليفيا أرفين، التي تستمتع بالفخامة و جذب الأنظار، من المرجّح أن تحضرَ هذا الحفل أيضًا.
الأهمّ من ذلك، هذا الحفل هو تجمّع للمواهب الواعدة في المستقبل. إذا كانت ليفيا، فستظهر بالتأكيد للبحث عن أتباعها.
كانت تحبّ وضع الأشخاص الموهوبين تحت قدميها.
لذلك، كان عليّ تقوية قلبي.
* * *
كان حفل القصر الذي يجمع طلّاب الأكاديميّة، والذي لا يحمل اسمًا محدّدًا، من بين الحفلات العديدة التي تُقام خلال العام، واحدًا من الأكبر حجمًا. وكان عدد الحاضرين كبيرًا جدًا.
“صالون بوشيلون ليس مكانًا يذهب إليه أيّ شخص. قال أبي إنّه حجز مسبقًا لأنّه يعلم أنّه لا يوجد فستان مناسب لكِ.”
ربّما لأنّني قلتُ إنّني جئتُ من مكان بعيد، كانت سيريل تحبّ التحدّث عن راجان.
كنتُ أعرف معظم المعلومات، لكن بما أنّ بعض الأشياء تغيّرت خلال السنوات الخمس، أصغيتُ بانتباه. كما أنّ سيريل، وهي تتحدّث بحماس، كانت لطيفة جدًا.
كان صالون بوشيلون يقع في منطقة البوّابة الرابعة التي يرتادها النبلاء كثيرًا. للوصول إليه من قصر عائلة فالاندي، كان علينا المرور بسوق البوّابة الثالثة، لذا كانت المسافة طويلة نسبيًا.
“لا تقوم السّيدة شارون، مالكة الصالون، بتصميم ملابس لأيّ شخصٍ بسهولة… لكن سيكون هناكَ فساتين صمّمتها جاهزة في الصالون، لذا يمكننا الحصول عليها.”
كنتُ أرتاد صالون بوشيلون كثيرًا عندما كنتُ ليفيا أرفين، لذا كان لديّ علاقة ما مع السّيدة شارون التي تحدّثت عنها سيريل. لذلك، كنتُ متحمّسة قليلاً لزيارة الصالون بعد وقت طويل.
طقطقة
بدت أصوات حوافر الخيول التي تهبّ مع الريح ثقيلة بشكل غريب. كانت مختلفة عن الضجيج المعتاد في السوق.
أطلّت سيريل برأسها من النافذة، وفتحت عينيها بدهشة وقالت:
“هناكَ الكثير من الناس! عادةً يكون هناكَ حشد، لكن اليوم يبدو غريبًا بعض الشيء.”
توقّفت سيريل عن الكلام للحظة، ثم أضافت وهي تبتسم:
“أختي! يبدو أنّ قافلة تجاريّة كبيرة جاءت من الإقليم الشرقي!”
رأت شيئًا ما في الخارج، فتحرّكت بحماس و تعلّقت بالنافذة.
“سيريل، احذري أن تتأذّي.”
على الرّغمِ من أنّ ذلك لم يكن ليحدث، أمسكتُ بخصرها للتأكّد من أنّها لن تسقط من النافذة. ثم أطللتُ برأسي لأرى الخارج.
كانت الأعلام ترفرف عاليًا، وعربات القافلة تملأ الشارع تدريجيًا.
‘هذه من الإقليم الشرقي…’
لم أتذكّر الاسم، لكنّها كانت شعار قافلة تجاريّة يديرها أحد النبلاء من الدرجة الدنيا في الشرق.
كانت مألوفة لأنّها واحدة من القوافل التي كانت تتعامل مع ليفيا أرفين.
عندما حاولتُ تذكّر المزيد، عاد الاسم إلى ذهني.
“قافلة جوبير؟”
“هل تعرفينها، يا أختي؟ هل سمعتِ عنها من أبي؟”
عندما سألتني سيريل كيف عرفتُ، تجاهلتُ السؤال ببراعة.
“سمعتُ الماركيز يذكرها بالمناسبة. سمعتُ أنّها اختفت في السابق…”
عندما عرفت سيريل أنّ مصدر الضجيج هو قافلة جوبير، سحبت جسدها الذي كانت تُطلّ به من النافذة، وشبكت ذراعيها بطريقة لطيفة مع عبوس.
لم أستطع إلّا أن أسأل عندما رأيتُ وجهها المليء بالضيق.
“ما الأمر؟”
“ألم أخبركِ من قبل؟ عن الطفلة التي تزعجني دائمًا لأنّ لديها أخت؟”
“نعم، لقد قلتِ ذلك.”
“إنّها ابنة قافلة جوبير هناك.”
“الطفلة التي تحدّثتِ عنها؟”
كانت هناك لمحة من الغضب في عيني سيريل وهي تُومئ.
“ليست هي فقط… في يوم من الأيام، قالت إنّ أختها جاءت. ثم جاءت أخت الثانية أيضًا.”
“ماذا؟ ثلاثتهنّ يزعجنكِ؟”
“نعم. كنتُ أردّ عليهم فقط، لكن في كلّ مرّة يزداد عددهم…”
كانَ صوت سيريل يفتقر إلى القوّة.
‘أعرف عن مضايقة سيريل. لكن الأكاديميّة ليست مكانًا يسهل الدخول إليه، لذا أنا أيضًا أعاني من مشكلة. عائلة جوبير ارتقت بسرعةٍ مؤخرًا، ولا أعرف ما الذي يفكّرون به.’
كما لو أنّه لا يفهم على الإطلاق، أطلقَ الماركيز أنينًا.
بالتّأكيد، في هذا العالم ذي الطبقات الواضحة، لم يكن من المنطقي أن يضايق أطفال عائلة من الدرجة الدنيا سيريل، التي لديها أب مهووس بابنته.
في الواقع، كانَ الماركيز يراقب فقط لأنّ سيريل، ذات الجسم القويّ، طلبت منه عدم التدخّل بقوّة، لكنّه كان يرغب في منع قافلة جوبير من دخول راجان.
بل في الواقع، حاولَ فعل ذلك بسريّة، لكن تمّ إيقافه.
“قافلتنا أكبر، لكن لديهم دعم قويّ، لذا لا يمكننا المساس بهم بسهولة.”
كان هذا هو السبب في إيقافه.
على الرّغمِ من تحرّك الماركيز بسريّة، كان هناك دعم قويّ بما يكفي لمنعه.
عندما كنتُ ليفيا، قطعتُ العلاقات مع عائلة جوبير التي كانت تساعد في الأعمال.
تأكّدتُ من منعهم من دخول راجان مجدّدًا، لكن يبدو أنّ ذلكَ أصبح لاغيًا خلال السنوات الخمس.
تمامًا كما عاد حارس البوّابة الذي طردته إلى مكانه.
لذا، إذا كانت قافلة جوبير تدخل و تخرج من راجان كممثّلة للإقليم الشرقي، فالإجابة واضحة.
بما أنّ سيريل متورّطة مع قافلة جوبير، فقد تكون المشكلة أكثر تعقيدًا من مجرّد نزاع عاطفي بين الأطفال.
عندما مررنا بالضجيج ووصلنا إلى نهاية البوّابة الثالثة، قالت سيريل بخجل وخدود متورّدة:
“هناكَ متجر كعكات لذيذ جدًا هنا. كنتُ أتوقّف عنده في كلّ مرّة أذهب فيها إلى البوّابة الرابعة. كنتُ أرغب حقًا في القدوم معكِ، يا أختي.”
“حقًا؟ هل نذهب معًا؟”
“لا! بغضّ النّظر عن المكانة، يجب الوقوف في الطابور، لذا سأذهب وحدي. لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً!”
نزلت سيريل من العربة و اندفعت، وتبعها الفارس الحارس ألدين بسهولة.
بينما كنتُ أراقبها، نزلتُ أيضًا من العربة. بدلاً من الانتظار، أردتُ استنشاق بعض الهواء.
“بالمناسبة، كان ذلك المكان قريبًا.”
عندما كنتُ ليفيا، كنتُ أزور البوّابة الرابعة كثيرًا، لكن في بعضِ الأحيان كنتُ آتي إلى هنا أيضًا.
كان ذلك عادةً عندما كنتُ أخرج مع كاليد، لأنّ المكتبة التي كانَ يحبّها كانت قريبة من هنا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"