القصص التي سمعتها من الماركيز لم تكن سوى سلسلة من “الأحداث”.
لقد دمّرت “ليفيا أرفين” السنوات الخمس التي بنيتها بعناية، وكأنّها تنكرها تمامًا.
تشتّتت سنواتي الخمس إلى أشلاء، تتدحرج على الأرض الباردة، وتحوّلت إلى جروح لا يمكن التراجع عنها.
العلاقات التي حافظتُ عليها.
كل ما أردته كان أمنية صغيرة واحدة.
أن أرى وجه ذلكَ الشخص… ولو مرّةً واحدة فقط. كنتُ أؤمن أنّ الطمع بأكثرَ من ذلك كان شيئًا لا ينبغي التجرؤ عليه.
لكن الشائعات التي سمعتُها كانت بعيدة عن السعادة، والحبيب الذي ظننتُ أنّ بإمكاني رؤيته بسهولة اختفى بعمقٍ ولم يظهر.
كل ما أردته كان هذا الشّيء الوحيد.
“لا بأس إذا شتمتني و وصفتني بأنّني شخصٌ سيّء. لا يهمني إذا أشاروا إليّ بأصابعهم واتّهموني بالطمع بما يخصّ الآخرين.”
“همممم.”
“سأستعيد سنواتي الخمس التي ألقتها ليفيا أرفين بعيدًا.”
كم كنتُ يائسةً لأصلَ إلى هذا العالم.
أعرف أنّ هذا الطريق لن يكون سهلاً، لكن لم يكن هناك سببٌ لعدم الطمع أيضًا.
كنتُ أؤمن أنّ رؤية وجهه مرة واحدة ستكون كافية، وأنّ مراقبتهم وهم يعيشون بسعادة ستكون كافية.
لا يمكنني التأكّد، لكن لو كانوا يعيشون هكذا حقًا… حتّى لو تمزّق قلبي، لما استطعتُ التدخّل أبدًا.
كأنّني وجدتُ حلوى لذيذة جدًا، وضعتها بحذر في فمي و تذوّقتها. لم أستطع حتّى إنهاء تناولها، فاحتفظتُ بها، لكنّ صاحبها رأى أنّها لا شيء وألقاها على الأرض وكسرها.
كل ما فعلته هو تذوّقها قليلاً لأنّني شعرتُ بأسف عليها.
يبدو أنّ تلكَ الحلوى لم تكن ثمينة أو مميّزة بالنسبة لشخصٍ آخر.
كانت ثمينة بالنّسبة لي فقط، وكانت لذيذة وحلوة بالنّسبة لي فقط.
إذن، هل سيكون خطأ أو أنانيّة منّي إذا التقطتُ تلك الحلوى المرميّة على الأرض؟
على عكسِ الشّخص الذي ألقاها بعيدًا وكأنّها غير ضروريّة، كانت تلكَ الحلوى ثمينة جدًا بالنسبة لي.
لذلك… سأمدّ يدي مرة أخرى.
أردتُ تذوّق تلكَ الحلوى الحلوة مرّةً أخرى، وهذه المرّة، أردتُ جعلها ملكي تمامًا.
“أعرف أنّه طلب وقح. لقد ساعدتني بالفعل كثيرًا، بل أكثر من اللازم. لكن… هذه المرّة، أنا متأكّدة.”
“…..”
“لن أجعلكَ تندم أبدًا.”
قد يكون هذا الطريق صعبًا. ربّما، قد يكون خطيرًا.
القوّة التي تمتلكها “ليفيا أرفين” في هذا البلد لم تكن مجرّد كونها صاحبة القوّة المقدّسة.
“بالطبع. لأنّ ليفيا أرفين الحاليّة… لا تزال مدينة بدين كبير لم تسدّده بعد.”
على الرّغمِ من أنّه قال إنّه مدين لي بمعروف، كان ردّ الماركيز يكشف بوضوح عن نواياه الحقيقيّة، مما جعلني أبتسم رغمًا عني.
أغنى رجلٍ في الإمبراطوريّة هو شخص يردّ الجميل و الضغائن بوضوحٍ أكثر من أيّ شخص آخر. كان جديرًا بكونه رجلاً تجوّل في القارّة، محترسًا دائمًا لئلّا يُطلق عليه لقب “صديق”.
“إذن… دعينا نكتشف واحدًا تلو الآخر ما حدثَ خلال غيابكِ.”
“إنكَ حقًا موثوق، يا ماركيز.”
“يمكنكِ مناداتي بأبي.”
“هذا… سأحاولُ التكيّف معه ببطء.”
على الرّغمِ من أنّه كان تبادلًا لعزم قويّ، لم أستطع إلّا الضحك.
مجرّد حقيقة أنّ بإمكاني البدء من جديد كانت حظًّا بالنّسبة لي.
طوالَ الطريق و أنا أتبع إرشادات الماركيز، لم يهدأ خفقان قلبي.
كان ذلكَ اليوم الذي خطوتُ فيه خطوتي الأولى كـ”إيرديا” في هذا العالم.
* * *
كانت الغرفة الدراسيّة، التي تسلّلَ إليها ضوء القمر بعد غروب الشمس، أكثر إضاءة من النهار.
كانت اللحظة التي تُفتح فيها الستائر السميكة التي كانت تحيط بالغرفة. عندما انفتحت الستارة التي كانت تحجب ضوء الشمس تمامًا، ملأ الغرفة ضوء مختلف عن النهار.
رفعَ الرجل، الذي كان جالسًا كتمثال أمام مكتب كبير بحجم النافذة التي تملأ جدارًا، رأسه عند سماع طرق الباب.
“ادخل.”
تردّدَ صوته المنخفض بهدوءٍ في الغرفة الدراسيّة الواسعة.
على الرّغمِ من أنّ الغرفة كانت تحتوي على رفوف كتب عديدة، و أريكة للرّاحة، وطاولة، كان صوته منخفضًا وعميقًا كما لو كان يتردّد في كهف.
“لديّ تقرير.”
اقتربَ الرّجل الذي فتحَ الباب ودخل مباشرة إلى المكتب دون أن يلقي نظرة واحدة على الغرفة، كأنّه متأكّد أنّ صاحب الغرفة لن يكون في مكان آخر غير المكتب.
“…تكلّم.”
مع الموافقة القصيرة، وضعَ الرجل ورقة واحدة بهدوء على المكتب.
“لقد تبنّى ماركيز فالاندي امرأة.”
“امرأة؟”
“نعم. كما ترى، عمرها ثلاث و عشرون سنة، ويبدو أنّها من أصل شرق القارّة.”
كان كاليد يقلب كومة من الأوراق، لكنّه حوّلَ نظره إلى الورقة عند كلام المبلّغ.
كانت الورقة تحتوي على معلومات موجزة عن شخص معيّن.
على الرغم من أنّه اعتاد على رؤية وثائق الهويّة، بدا المحتوى غير متوقّع، فلم يستطع كاليد رفع عينيه عن الورقة لفترة.
“…إيرديا، إذن.”
“لم يتمّ تأكيد وقت وصولها إلى راجان، لكن المرأة زارت قصر الماركيز منذ أسبوعين.”
“لم يحضرها الماركيز… بل هي ذهبتْ إليه بنفسها؟”
“نعم.”
لم يكن تبنّي شخصٍ بالغ في عائلة نبيلة أمرًا نادرًا بحدّ ذاته.
لكن الأمر يختلف إذا كان الشخص هو الماركيز فالاندي، أغنى رجل في الإمبراطوريّة، المعروف بكونه “محبًّا لزوجته” و”مغرمًا بابنته”.
“كم من الوقت يستغرق عادةً إنهاء إجراءات التبنّي وإصدار وثيقة الهويّة؟”
“حوالي شهر.”
“إذن، تمّتْ معالجتها في أسبوعين.”
كان ذلك تبنّيًا عاجلاً جدًا.
هذا يعني أنّ الماركيز فالاندي دفعَ مبلغًا كبيرًا للجهة المسؤولة لتسريع التبنّي.
“…هل تملكُ تلك المرأة نقطة ضعف على الماركيز؟”
“هل أحقّق في الأمر؟”
“اكتشفْ من أين جاءت وماذا كانت تفعل قبل وصولها إلى راجان. وجود أيّ عيبٍ في مكانة الماركيز الآن سيكون مزعجًا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 17"