مع دعم جيش الشّمال، هدأت الأمور مؤقتًا، لكن بعد منتصف الليل، عادت الوحوش لتهاجم كالموجات.
كانت فرقة فرسان إلباردان وفرسان فيغاس منهكة من القتال المستمر، حتى أن أطراف سيوفهم بدأت تتآكل.
ومع ذلك، كان صمودهم حتّـى الآن بفضلِ الإمدادات التي جلبتها الدّوقة شيرن.
“مَـنْ يشعر بالإرهاق، فليتراجع إلى الخلف! لا تعتبروا التّراجع عـارًا! لا شيء أثمن من الحياة، لذا ثقـوا برفاقكم و ركّزوا على استعادة قواكم!”
كانت قيادة الدّوقة الكبرى كلاوس لا تشوبها شائبة.
كانت قيادة قويّـة و واضحة، تليق بحاكمة الشمال التي تحمي الحدود.
على عكسِ فرسان العاصمة الذين يقاتلون حتى الموت من أجل الشّرف، ركّـز جيش الشّمال على الكفاءة العملية المصقولة في ساحات القتال.
“الوحوش ذات العيون البنفسجية تستخدم السم. يجبُ قتلها من مسافة بعيدة أو حماية أنفسكم بدروع كاملة.”
“جميع الفرسان المدرّعين بالكامل فيستريحوا في الخلف. سنشـنّ هجومًا بعيد المدى.”
بناءً على معلومات فرسان فيغاس، المخضرمين في قتال الوحوش، اتّخـذت الدوقة الكبرى قرارات سريعة.
بفضل فهمها المسبق للقوات في الميدان، استطاعت توظيف قوّات ليست تابعة لها بكفاءة.
“مَـنْ يستطيع إطلاق السهام، استهدفوا الوحوش ذاتَ العيون البنفسجية في المقدمة!”
تردّد صوتها المعزز بالسّحر بقوة عبر ساحة المعركة.
حققوا انتصارات صغيرة بمهاجمة الوحوش بانسجام، لكن مع مرور الوقت، أصبح وجه الدّوقة الكبرى أكثر قتامة.
‘إذا استمـرّ الأمر هكذا، سننهزم بسببِ استنزاف القوى. يجبُ قطع مصدر الوحوش…’
تذكّرت الدّوقة الكبرى شوريل الذي توجّـه إلى قصر أرفين.
عندما سمعت أنه ذهـبَ إلى القصر بمفرده، شعرت و كـأن دمها يغلي، لكن عند التّفكير بهدوء، كان قراره صائبًا. لم يكن هناك أحد غيره قادر على دخول القصر.
كان أتباع آدم يحمون القصر كحصنٍ منيع، ولو اندلعت معركة، لكـان المواطنون المتجمعون حول القصر كالنّمـل سيكتشفون الأمر حتمًـا.
معظم هؤلاء كانوا مدمنين على آدم، يقدّسون ليفيا بجنون، لذا كان واضحًا ماذا سيحدث لو اكتُشف الأمر.
“شوريل، يجبُ أن تنجح.”
كانت قلقة، لكنها كانت تثـق به.
الرّجل الذي اختارته كشريكٍ لحياتها لم يكن ليستسلم أبدًا.
لذا، يجبُ أن تصمد هي أيضًا الآن، مهما شعرت بأنّ السّيف ثقيل.
و علاوةً على ذلك، قبل أن يغادر و يترك القيادة، تركَ كاليد كلمات:
“لا يمكنني ضمان النجاح، لكن إذا نجحنا… ستكون تلكَ هي الفرصة. لا تفوّتيـها أبدًا.”
قال أنّ هناك طريقة لقلب الموازين دفعة واحدة.
في النّهاية، لم يكن أمامها سوى انتظار نجاح كاليـد و شوريل، لكنها لم تشكّ في نجاحهما.
كلاهما سيحقّقان ذلكَ بالتّأكيد.
لذا، يجبُ أن تصمد الآن.
“اصمدوا قليلاً أكثر! لا تهدروا حياتكم عبثًـا، و مـنْ هو مرهق، فليتراجع إلى الخلف و و ليركّز على الدفاع! احتفظوا بقواكم. الفرصة ستأتي حتمًـا!”
كان عليها الآن الحفاظ على قوى الفرسان قدر الإمكان، مواجهة الوحوش، و انتظار الفرصة التي تحدّث عنها كاليـد.
عـادَ القتال إلى نقطة حياة أو موت.
غرزت الدّوقة الكبرى سيفها في الأرض و تنفست بصعوبة.
“اللعنة…!”
مع مرور الوقت، ازدادت أعداد الوحوش.
كم من الوقت يمكنهم الصمود؟
كان جيش الشّمال لا يزال قادرًا على الصمود، لكن فرسان إلباردان و فيغاس، الذين قاتلوا لفترةٍ طويلة، تجاوزوا حدودهم بالفعل.
في تلكَ اللّحظة:
“سمو الدوقة! انظري إلى هناك!”
أشـارَ أحد الفرسان القريبين إلى السّماء و هو يصرخ.
أثناء القتال، التّشتت يعني الموت، لكن بشكلٍ مدهش، حتى الوحوش التي كانت تهيج بجنون تجمدت كالحجارة.
رفعت الدّوقة الكبرى رأسها فورًا.
ووووم.
في السّماء المغطاة بالظلام، ظهـرَ ضوء أبيض هائل.
تزايد حجم الضوء تدريجيًا حتى غطى السّماء بأكملها.
في مركز الضوء المتألق، كان كاليـد و سيّدة القوة المقدسة إيرديا. بمساعدة السّحرة، كانا يطفوان و هم يطلان على راجان بأكملها.
“هذا…”
لم تصدّق الدّوقة الكبرى بالمعجزة التي قيل إن سيدة القوة المقدسة أظهرتها. اعتبرت قصص إيقاف فيضان بيلانيف مجرّد شائعات مبالغ فيها.
كانت تعتقد أن قوة سيدة القوة المقدسة الاستثنائية ليست سوى “التبصـر”.
بالنّسبة للدوقة التي لم تغادر الشمال، لم تكن تلكَ القوة سوى مفهوم عادي.
“إنه الحاجز المقدس! سيدة القوة المقدسة نشرت حاجـزًا مقدّسًا!”
لم تعرف الدّوقة ما كان يفعله الاثنان في السّماء، حتّى سمعت الصرخة المليئة بالحماس.
لكن الضوء المقدس انتشر ليغطي راجان بأكملها، و أذهلها المشهد المهيب الذي غطّـى المكان.
رمشت الدوقة بدهشة ثم جمعت أفكارها و راقبت المناطق المحيطة.
كان الجميع ينظرون إلى السّماء مذهولين.
ثم أدركت.
الفرصة التي تحدّث عنها كاليـد كانت الآن.
“الآن! ابذلوا كل قوّتكم لقطع الوحوش و قمع المتمرّدين!”
اشتعلت عيون الفرسان، التي كانت مكبوحة بالغضب و اليأس، مرّةً أخرى كالنيران.
ووووه!
من ناحية، تساءلت عن القوّة التي يمتلكها الحاجز المقدس الذي نشرته سيدة القوة المقدسة، وما معنـاه.
لكن الشّـك اللحظي تبـدّد فور قطعها لوحش بضربة واحدة. كان الأمر كما لو أنها تقطع دمية محشوة.
لم تقاوم الوحوش، و كأن شيئًا يقيّـدها، كانت تصرخ و تتلوى دونَ حراك. كانت جلودها الصلبة تُقطع بسهولة كالحلوى.
وكان الأمر الأكثر صدمة هو مدمني آدم ذوو العيون الحمراء.
“آه، آهههه!”
كانوا يمسكون رؤوسهم، غير قادرين على الهجوم، وهم ينهارون في مكانهم بينما يتلوّون من الألم.
بدا الأمر و كأنّ قوّتهم الخارقة التي منحها آدم لهك قد اختفت، إذ لم يتمكّنوا من الإفلات من الأغلال الحديدية.
“ها…”
لم تستطع الدّوقة الكبرى كبح إعجابها وهي تقطع الأعداء و تسيطر عليهم.
أدركت الآن مدى استهانتها بسيّدة القوة المقدسة، و لِمـاذا خسر كاليـد مرارًا أمام ليفيا أرفين طوالَ هذا الوقت.
شعرت أن قوّتها المستنزفة من قتال الوحوش و المتمردين تتعافى تدريجيًا. حتى جروحها بدأت تلتئم، و استعاد المصابون الذين كانوا على وشكِ الاستسلام وعيهم، متخلّصين من خطر الموت.
“… بيسيا!”
“لقد نجونا! نجونا!”
“إنها معجزة! الحاكم لم يتخلّ عنّـا!”
انفجرت الهتافات من كل مكان.
أغمضت الدّوقة الكبرى عينيها للحظة وهي تستمع إلى تلكَ الأصوات.
في الشمال، حيث تحملت البرد القارس و اليأس العديد، تعلّمـت أن تصمد حتّى النهاية.
لكن ما رأتـه الآن كان أكثر من مجرّد صمود، كان “خلاصًا” ساحقًا.
نعم، كانت معجزةً بالتّأكيد.
لم تجد كلمة أخرى لوصفها سوى “معجزة”.
تدفّـق الضوء المبهر ليغطي راجان بأكملها.
لم تقتصر التغييرات التي جلبها الحاجز المقدّس على الوحوش. خرجَ دخان أسود من أجساد المواطنين الذين تناولوا آدم.
أولئك الذين كانوا يمجّدون ليفيا أرفين حتى لحظات مضت، بدوا كأنهم طُهّـروا، و أخذوا ينظرون إلى بعضهم بعيونٍ مذهولة.
لم تتوقّف المعجزة عند هذا الحـدّ.
شُفـي حتى المصابون بالسم الذين كانت أجسادهم مغطاة بالبقع. بدأت الظلمة التي غطت راجان بالتلاشي تدريجيًا.
كل ذلك بفضل “معجزة الحاجز” التي أطلقها شخص واحد.
“هذه هي نعمة الحاكم…”
شعرت الدّوقة الكبرى بقلبها يخفق بجنون .
كانت قوّة ساحقة و مذهلة.
كانت قوّة مقدسة و عظيمة لا يمكن لإنسانٍ عادي أن يحتويها. هل يمكن حقًا تسمية هذا مجرّد “بركة”؟
لم تستمر الدّوقة في التفكير.
الآن، كانت “معجزة الحاجز” التي أطلقتها سيدة القوة المقدسة في ساحة المعركة بركة بلا شكّ.
ولم تكن تنوي إضاعة هذه الفرصة عبثًـا.
مع تنظيم الجبهة الغربية بسرعة، تواصلت فورًا مع جيرمان في الشرق.
لا بدّ أن الوضع هناك مشابه.
“جيرمان، كم عدد القوات القادرة على التحرك؟ اجمع أكبر عدد ممكن من المقاتلين.”
〔هل تنوين قمع المتمرّدين؟〕
أشارت الدّوقة الكبرى بيدها إلى فرقتها.
هرعـوا فورًا إلى فرسان فيغاس و إلباردان لنقلِ الأوامر.
قمع متمردّي راجان ليس كافيًا. للفوز في الحرب، يجبُ قطع رأس القائد أو إجباره على الاستسلام.
“لا، سنذهب إلى قصر أرفين.”
الآن، بينما يحمينا الضّوء و تقطـع سيوفنا الأعداء، كان وقت الهجوم المضـاد.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات