كنت غارقةً في التّفكيرِ لدرجة أنني لم ألاحظ دخوله إلى الغرفة.
“…لا، لقد حلمتُ حلمًا غريبًا بعض الشيء، وكنتُ أفكر في معناه…”
“ما الحلم الذي جعلكِ بهذا الحال؟”
فركَ كاليد تجاعيد جبهتي برفقٍ وسأل. كان صوته النّاعم و نظراته الدافئة وهو يجلس على حافة السرير تنظر إليّ بنظرةٍ مشابهة للدفء الذي شعرت به “أنا” من الشجرة في الحلم.
ربّما لهذا السبب، خطرت لي فكرةٌ فجأة.
ربما أحبّ بيسيا ، سيّدة القوة المقدسة الأولى، حقًا.
كانت مشاعر ذلك الـ”أنا” عندما كنتُ أنظر إلى الشجرة مشابهة لمشاعري و أنا أنظرُ إلى كاليد. بل يمكن القول إنها كانت متطابقة، مليئةً بالحنان.
“عندما أرتب أفكاري، سأخبركَ حينها. وأنت؟”
“همم؟”
“يبدو أن لديكَ شيئًا تريد قوله.”
لم يكن ينوي إخفاء شيء، فأومأَ برأسه.
“شعرت أنني يجب أن أخبركِ بما حدثَ في القصر الإمبراطوري.”
كنت قد سمعت بالفعل من الماركيز بشكلٍ عام عن ذهاب كاليد إلى القصر الإمبراطوري بحثًا عن الشيء المقدس.
“لم تجد الشيء المقدس؟”
“لا، حصلتُ عليه بأمان.”
قال ذلك وهو يمد يده بزينة غريبة. ظننت أنها سوار، لكنها لم تكن شكلاً مألوفًا، فقد كانت متصلة بحلقات بتصميم فريد.
كان هناكَ ضوء أبيض يتلألأ حول الزينة بأكملها، كما لو كانت مطرزة بضوء النجوم، مركزها النمط الأبرز في وسط ظهر اليد.
تساءلت إن كان الحجر الصغير في المركز هو الذي يضيء، لكنه كان توهجًا أكثر إشراقًا وشعورًا مألوفًا.
“يشبه الشّعور الذي شعرت به في بيلانيف.”
كان شعور الضوء الذي رأيته عندما حمتني قوة مجهولة مشابهًا لهذا تمامًا.
أخذَ كاليد يدي التي كانت تحدق في الزينة بذهول و وضعها عليّ بنفسه. ثم بدأ يروي بهدوء ما حدث في القصر الإمبراطوري.
عندما انتهت القصة، وجدت نفسي أمسك بيده بقوة دونَ أن أدرك.
“…هل أنتَ بخير؟”
“أكثر مما كنت أتوقع.”
شعرت بألمٍ أكبر في قلبي عندما قال إنه يستطيع تحمله.
كانت الأحداث التي مرَّ بها في القصر الإمبراطوري متشابكة بعمقٍ مع ماضيه.
لم أكن أعلم أنه يحمل ذكريات مؤلمة كهذه.
عندما كنت أعيشُ كليفيا، كان كل يوم نقضيه معًا ثمينًا على الرّغمِ من انشغالنا، ولم يكن لدي الوقت للتفكير في ماضيه بعمقٍ بسببِ الأمور التي كنت أواجهها.
حتى عندما كان ولي العهد يقاتل ليفيا بمفرده رغم وجود العائلة الإمبراطورية، شعرت أن هناكَ شيئًا غريبًا.
في كلّ مرّة، كان كاليد يقولُ بوجهٍ هادئ: “الإمبراطور غير مهتم”، و يُنهي الحديث.
لم أكن أعلم أبدًا أن هذا هو سبب تلك اللامبالاة.
والأكثر رعبًا كان حقيقة أن ليفيا كانت تتحكم حتى في شؤون العائلة الإمبراطورية كما لو كانت في كف يدها.
قلت بحذر وأنا أمسكُ يده بقوة:
“ليفيا لن تتغاضى بسهولةٍ عن محاولة الإمبراطورة للتسميم. الآن، قد تصمت لمنعكَ من أن تصبح إمبراطورًا… لكن بمجردِّ أن تكون ليست بحاجةٍ إلى ذلك، ستستخدمه على الفور.”
“لذلك، أريد سماع رأيكِ.”
“…أنا؟”
“عندما سألت الماركيز، قال إن رأيكِ هو الأفضل.”
“…..”
“لماذا تعتقدين أن ليفيا ظلّت صامتة بشأنِ شؤون العائلة الإمبراطورية وأبقت على حياة الإمبراطور حتى الآن؟ ربّما كان مجرّد تأخير للوقت.”
أدركتُ حينها أن كاليد كان يسعى الآن للحصولِ على إجابة لم يحصل عليها قبل أسبوعين.
“آدم… ما هو؟”
لم يعد هناك ما يُخفى.
كان من الطبيعي أن أشاركه هذه القصة. كانت هناك الكثير من القصص التي يجبُ مشاركتها: أحداث القصر الإمبراطوري، التعامل بعد حفل الشاي، والخطط المستقبلية.
“آدم هو…”
انفتح الباب فجأةً―
في اللحظة التي فتحت فيها فمي، انفتح الباب فجأة، و دخلَ الماركيز فالاندي مع جيرمان.
كانا في عجلة من أمرهما لدرجة أنهما لم يطرقا الباب، و بدآ بالحديث وهما يلهثان.
“يقال إن فرقة الفرسان قد انطلقت من المعبد.”
“…ويقولون إنهم سيعاقبون جينا!”
تحوّلت الدهشة إلى صدمة مع كلماتهما المتتالية.
كان من المبدأ الأساسي ألا تتدخل فرقة الفرسان المقدسة في سياسات الإمبراطورية. لم يكن مهما كيف تمكنوا من تحريكهم.
مهما كانوا مترددين، لن يرفضوا أمر سيّدة القوة المقدسة.
لكن كان هناكَ شيء واحد يجب توضيحه.
لماذا حركوا فرقة الفرسان المقدسة على وجه التحديد، وليسَ قوة أخرى؟
صررت على أسناني. بعد التفكير بسرعة، تذكّرتُ القصة التي رواها كاليد للتو.
“ليفيا أدركت أنكَ عرفتَ كل شيء عن ما حدثَ في القصر الإمبراطوري.”
“عندما غادرتُ القصر الإمبراطوري، ربما تم رفع الحصار على المداخل والمخارج. التوقيت مناسب بالتأكيد، لكن…”
أدارَ كاليد رأسه نحو جيرمان.
لكن جيرمان هزَّ رأسه بوجهٍ متصلب.
“لم يكن هناك أيّ شخص مشبوه بين من غادروا.”
لم يكن هذا الجواب الذي يريده كاليد، فارتعش حاجباه قليلاً.
“بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن تكون قد اكتشفت وجود الشّيء المقدس. الذريعة هي اتهام جينا بانتحال شخصية القديسة… لكن إذا علمت بوجودِ الشيء المقدس، فستحاول بالتأكيد انتزاعه.”
أمسكت بقوة يدي التي ترتدي الزينة التي لم تعد تُصدر ضوءًا أبيضًا و أصبحت عادية. لم يكن لدي مشكلة في أن يُؤخذ الشيء المقدس. كل ما كنت بحاجةٍ إليه هو التأكد من القوة التي تسكنني.
لكن… لسببٍ ما، تذكرتُ الحلم.
لا يجب أن يُؤخذ.
همس حدس قوي بذلك.
كان شعورًا غامضًا لا يمكن تفسيره، وكنت مترددة في كيفية طرح الموضوع عندما قال:
“لا تعقّدي الأمور كثيرًا، إيرديا.”
“ماذا؟”
“كان تحرك فرقة الفرسان المقدسة غير متوقع، لكن حقيقة أنهم استُدعوا بهذه السرعة… تعني أن ليفيا كانت متوترة أيضًا.”
“آه…”
كانت هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها ليفيا، التي حكمت كسيدة القوة المقدسة متظاهرة بالطيبة، قوة المعبد مباشرة.
“ربما، كما دعتكِ إلى حفل الشاي، هذه المرة أيضًا يمكن أن تكونَ محاولة لجرّنا.”
“إنها تنصب فخ.”
“لأنها متأكدة أنكِ ستذهبينَ لإنقاذ جينا.”
كنت أعرف ذلك، لكن كان عليّ الذهاب. حتى لو كنت أعرفُ أنه فخ، لم يكن هناك تردد.
القلق الوحيد كان:
قال كاليد بحذرٍ وهو يحتضن كتفي:
“…حتى لو أنقذنا جينا، إذا تدخلت فرقة الفرسان المقدسة، قد لا نتمكن من إنقاذها.”
هذا هو.
قانون المعبد أكثر دقة و قسوة من قانون الإمبراطورية.
من بينها، كان تجديف القداسة جريمة تعادل الخيانة العظمى، وكانت جريمة انتحال شخصية سيدة القوة المقدسة، أي القديسة، تعتبر تجديفًا على القداسة.
حتى لو أنقذنا جينا من قصر أرفين، فقد أغلقت الطريق بحيث لا يمكن إنقاذها في النهاية.
ليفيا، يا لكِ من شخصية شريرة وقاسية حقًا…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 105"