ماذا؟ ما الذي يحدث؟
حاولتُ فهم الموقف، لكن تدفق الناس نحونا جعلني أفقد تركيزي.
في تلك اللحظة، أمسك إيساك يدي وبدأ بالركض.
“ميا، لا أعرف ما يحدث، لكن دعينا نهرب الآن!”
“حسنًا، فهمت!”
يمكننا فهم الموقف لاحقًا. بينما كنتُ أركض ممسكة بيد إيساك، لاحظتُ شخصًا يجذب الانتباه من الجهة المقابلة.
كان يركض عكس اتجاه الحشد.
ماذا؟ هل يبحث عن أحد؟
بينما كنتُ أفكر، اقترب الشخص فجأة مني. ثم رأيتُ شيئًا يلمع.
سكين.
لماذا يحمل سكينًا؟ لماذا يركض نحوي؟ لماذا…
“ميا!”
سمعتُ صوت إيساك يناديني مع رائحة دم قوية. كان إيساك يقف أمامي فجأة.
كان السكين مغروسًا في بطنه. ألقى المهاجم السكين واختفى في الحشد. بدا كل شيء كحركة بطيئة.
“إيساك!”
أمسكتُ إيساك وهو يترنح، أتفقده بسرعة.
كان الدم غزيرًا. أصبح قميصه أحمر. كان الحشد سيدوسه إن بقينا هنا.
“إيساك، اتكئ عليّ! لا تفقد وعيك…!”
ساندته بصعوبة وسحبته إلى زقاق. كان إيساك يتألم وغير قادر على التركيز.
ربما يجب استخدام حجر التغيير لنقله، لكن إلى من أتحول؟
بينما كنتُ أفكر، دخل شخص ما الزقاق فجأة.
وقفتُ أمام إيساك. ربما عاد المهاجم. لكن الشخص كان غير متوقع.
“السيد محقق…؟”
لماذا هو هنا؟ كنتُ مرتبكة، وبدا المحقق مصدومًا أيضًا.
نظر إليّ بدهشة، ثم تفقد إيساك بسرعة و أسنده.
“لنذهب إلى المستشفى فورًا!”
نظرتُ إلى يديّ. كان الدم من إيساك يتحول إلى اللون الأحمر الداكن.
بينما كان إيساك يتلقى العلاج، جلستُ في غرفة الانتظار شاردة.
كانت يداي وملابسي ملطخة بالدم، لا تزال تفوح برائحة قوية.
كل هذا حدث قبل ساعة فقط، لكنه بدا كأنه منذ زمن بعيد. مشاعر وأفكار متضاربة اجتاحتني.
شعور بالذنب لأن إيساك تلقى الطعنة بدلاً مني، خوف من أن يموت، وتساؤلات.
من كان ذلك الشخص الذي هاجمني بالسكين؟
لو كان يستهدف إيساك، لكنتُ افترضتُ أنهم هم، لكنه كان يستهدفني بوضوح.
من يكون هذا، ولماذا؟
لم أجد أي تفسير. القلق جعل عقلي مشوشًا.
ماذا لو حدث شيء لإيساك؟ إن مات…
فُتح باب غرفة الانتظار.
“آه، أنتِ هنا.”
ظننتُ أنه الطبيب، فقفزتُ، لكنه كان المحقق.
كانت ملابسه ملطخة بالدم من مساندة إيساك.
نهضتُ متعثرة وانحنيتُ له.
“سيدي المحقق، شكرًا. لقد أنقذته…”
“لم أفعل شيئًا يُذكر. لحسن الحظ، تمكنا من نقله بسرعة.”
بدا مرتبكًا. نظرتُ إليه وسألتُ:
“لكن كيف كنتَ هناك؟ هل… كانت مصادفة؟”
كان التوقيت مثاليًا جدًا. بدا المحقق مترددًا، ثم تنهد.
“كنتُ أتبعكِ.”
يتعبني؟ لم أتفاجأ، كنتُ أتوقع ذلك. مساعدته لإيساك شيء مختلف، لكن اتباعه لي يحتاج تفسيرًا.
“لماذا تتبعتني؟”
“ظننتُ أنكِ قد تلتقين بشخص ما… لكن يبدو أنني أخطأتُ.”
جلس على طاولة غرفة الانتظار ونظر إليّ. جلستُ في مكاني السابق.
“هل يتعرض إيساك عادةً لهذا النوع من التهديدات؟”
“لا، لم يحدث منذ الهجوم السابق. وهذه المرة، كنتُ أنا المستهدفة، لكن إيساك حمّاني.”
“ماذا؟”
يبدو أنه لم يرَ إيساك وهو يحميني. أمسك ذقنه بجدية.
“هاجموكِ… هل لديكِ فكرة عمن قد يكون؟”
“لا، ليس لدي فكرة على الإطلاق.”
هل كان رفائيل؟
ربما ظن أنني عائدة، لكن لا شيء مؤكد.
بدت عينا المحقق متأملتين. بعد صمت، فتح الباب ودخل شخص.
“سيدي المحقق، نحتاجك بشأن حادثة الشغب.”
“آتٍ فورًا.”
حادثة شغب؟
بالمناسبة، الناس كانوا يهربون مذعورين. سألتُ المحقق:
“ما هي حادثة الشغب؟”
“بعض المجانين كانوا يحملون سكاكين ويثيرون الفوضى، أصيب العديد من الأشخاص. نحاول القبض عليهم، ربما يكونون مع الذي هاجمكِ.”
لم يكن واحدًا فقط؟ لهذا هرب الناس هكذا.
نهض المحقق بعد كلامه.
“ربما كان هجومًا عشوائيًا. على أي حال، أتمنى شفاء إيساك السريع.”
“…شكرًا.”
غادر المحقق بعد إيماءة خفيفة. تنهدت وحدي.
رأسي يؤلمني. ما الذي يحدث؟ كانت الأولوية هي حالة إيساك.
إن مات… هل أنتحر لإعادة الزمن؟
لكن إلى متى سأعود؟ المرة الماضية، عدتُ إلى أول يوم لي كإنسة…
هل سيحدث ذلك مجددًا؟ إن أنقذتُ إيساك، لن يكون سيئًا تكرار تلك الأيام.
فتح باب غرفة العلاج وخرج الطبيب. قفزتُ نحوه.
“هل المريض بخير؟ لا خطر على حياته، أليس كذلك…؟”
“نعم، لكنه يحتاج إلى راحة. الجرح عميق، لكن لا خطر على حياته.”
شعرتُ بالارتياح حتى كدتُ أسقط.
الحمد لله، حقًا الحمد لله…
ابتسم الطبيب مطمئنًا.
“سننقله إلى غرفة التعافي، يمكنكِ الذهاب إلى هناك.”
“شكرًا.”
تبعتُ الممرضة إلى غرفة التعافي. كان إيساك مستلقيًا و كـأنه ميت.
كان وجهه شاحبًا كالورق بسبب الدم المفقود. شعرتُ وكأنني على وشكِ البكاء.
وقف أمام المهاجم و كأنه أمر طبيعي، قلق عليّ أكثر من نفسه.
ماذا لو قت حياتكَ؟ أيها الأحمق…
جلستُ بجانب السرير وأمسكتُ يده الباردة، وضعتها على خدي.
“إيساك…”
استيقظ بسرعة. أخبرني أنكَ بخير. قال الطبيب أن لا خطر على حياتكَ، ولكن من يدري؟
إن متّ، سأستخدم حجر الوصاية لإعادة الزمن. إن لم ينجح ذلك، سأذهب إلى رفائيل.
سأنقذك مهما كلف الأمر. الآن، أفهم شعورك عندما أعدتني إلى الحياة.
“آه…”
سمعتُ أنينًا خافتًا وفتحتُ عينيّ. كان إيساك يتألم ويئن.
“إيساك! هل أنت بخير؟ هل استعدّت وعيك؟”
“آه، ميا…”
نظر إليّ بعيون مشوشة. يبدو أن التخدير لم يزل بالكامل. تفقدني بصعوبة وقال:
“هل أنتِ بخير؟ هل… أنتِ بخير؟”
هل أنتَ أحمق؟
من الواضح أنني بخير. أغلقتُ عينيّ وأمسكتُ يده بقوة.
“أنا بخير. لذا لا تفعل هذا… أبدًا مرة أخرى.”
“ماذا تعنين؟”
سنظل معرضين للخطر. حتى لو لم يكن هجومًا عشوائيًا، فأمر رفائيل لا يمكن توقعه.
“لا تعرض حياتك للخطر من أجل حمايتي.”
“حياتي لا تهم. يمكنني التضحية بها ألف مرة من أجلكِ.”
علمتُ أنه صادق، مما زاد من إحباطي. يجب أن أمنعه من التضحية أكثر من أجلي.
ترددتُ كثيرًا في قول الحقيقة، خشية إرباكه.
كان يتطلب شرح الكثير.
لكن رؤيته يضحي بحياته جعلني أقرر التحدث.
تنفستُ بعمق وقلتُ:
“أنا… حتى لو متُ، أعود إلى الحياة.”
خططتُ لإبقاء ذلك سرًا، لكن قوله الآن أفضل. لا يمكنني تركه يفعل هذا مجددًا.
نظر إليّ إيساك كأنه لا يفهم، كمن سمع شيئًا لا يصدق.
“ميا، لقد متِ مرة كقطة وعدتِ، لكن لا يعني أن ذلك سيحدث…”
“متُ وعدتُ إلى الحياة بعد ذلك أيضًا. لذا لا تقلق.”
رأيتُ عينيه ترتجفان. كأنه تذكر شيئًا مخيفًا.
شعرتُ يده الباردة تزداد برودة. أمسك يدي وقال متلعثمًا:
“هل… موتكِ، كان بسببي؟”
“ماذا؟”
صُدمتُ هذه المرة. كان صوته يرتجف بشدة.
“هل… سممتكِ؟”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 97"