كان رفائيل بشعر أسود بدلاً من الشعر الأشقر الذي اعتدتُ عليه. كان شعره أسودًا عندما كان بشخصية الدوق أيضًا. هل هذه هيئته الحقيقية؟
عندما اقترب رفائيل، أدار إيساك رأسه ببطء نحوه. كانت عيناه مليئتين بالقتل. ابتسم رفائيل وقال:
[لم أتوقع أن تنجح حقًا.]
كان صوته مليئًا بالاهتمام والمتعة، لا يتناسب مع المشهد المحترق. سأل إيساك بنبرة حادة:
[فعلتُ كما اشترطتَ. هل يمكنك الآن تحقيق أمنيتي؟]
[طلبي ناقصٌ قليلاً، لكن سأكتفي بجعلكَ تخدمني كباقي الثمن.]
نظر رفائيل إلى إيساك مباشرة. كانت عيناه الخضروان مخيفتان.
[ما هي أمنيتك؟]
تردد إيساك، ثم أنزل الفأس وركع أمام رفائيل. جاء صوته يائسًا:
[قطتي… أعد ميا إلى الحياة.]
عند سماع ذلك، شعرتُ وكأن شيئًا ينهار بداخلي. توقعتُ ذلك بعد رؤية وثيقة عن إحياء الموتى، لكن رؤية هذه اللحظة جعلتني أشعر باليأس.
إيساك. ماذا فعلتَ؟ من أجل إعادتي إلى الحياة، ماذا فعلتَ…
فهمتُ الآن لماذا قتل كل هؤلاء. كان في الوثيقة شيء كهذا:
‘هل كان الثمن ناقصًا؟ لا يمكننا تخمين كم يجب أن نضحي لإحياء شخص واحد.’
ربما كانت أرواح الكثيرين هي الثمن. بينما كان رفائيل يبتسم بغموض وبثقة.
[حسنًا، لكن هناك شروط.]
[ما هي؟]
[أقسم بالطاعة لي. كن خادمي.]
[…حسنًا، سأفعل.]
قال إيساك كأنه مستعد للتضحية بكل شيء. ربت رفائيل على رأسه.
[جيد. لكن لا يمكنني إعادة قطتك الآن. قد تُعاد غدًا، أو بعد عقود.]
[ماذا…!]
صرخ إيساك غاضبًا. شرط سخيف.
لقد قتل الكثيرين، والآن هذا؟
لكن رفائيل ظل هادئًا.
[قلتُ إنني سأعيدها، لكن لم أقل متى.]
لعبة كلامية خسيسة. لكن إيساك تجاوز النهر بالفعل، لا عودة. تمتم وهو يخفض رأسه:
[…حسنًا. لكن ستعيدها يومًا ما، أليس كذلك؟]
[نعم، هذا مؤكد. إذا قبلتَ الشروط، قبّل قدمي، وأقسم بالولاء.]
امتثل إيساك للأمر القسري وخفض رأسه. عندما قبّل حذاء رفائيل اللامع تحت ضوء النار، تغير المشهد.
كان أمامي الآن قصر دياز المدمر. لا رفائيل ولا إيساك. فقط الحقيقة بقيت.
انهرتُ على الأرض المحترقة. كان من الصعب قبول هذا.
قتل إيساك الناس.
بسببي.
عقد إيساك صفقة مع الشيطان.
بسببي.
كل هذه الشرور كانت لإعادتي إلى الحياة. أردتُ البكاء. لو أستطيع إيقافه، كنتُ سأفعل أي شيء.
لماذا؟ كنتُ مجرد قطة. قطة سوداء قذرة، فلماذا…
بعد فترة، نهضتُ متعثرة. لا يمكنني البكاء فقط. يجب أن أمنع إيساك من السقوط أكثر.
هل يمكننا العودة إلى أيامنا البريئة؟ أليس الأوان قد فات بالفعل؟
قد تكون هذا الأسوأ، لكن لا يمكننا الذهاب إلى مكان أظلم. بينما كنتُ أبحث عن أدلة أخرى، رأيتُ ريان واقفًا.
شعر بحضوري واستدار ببطء. كان يحمل شيئًا.
“…ميا، وجدتُ شيئًا.”
اقترب وأراني ما في يده. قلم حبر. مكتوب عليه “إيساك دياز”.
“أليس اسم سيدك إيساك؟”
كان صوته حادًا كما لم أسمعه من قبل. لقد اكتشف الأمر.
لا يمكنني الذعر وإفساد الأمور. لا يمكنني السماح لريان بقتل إيساك.
مهما فعل إيساك، لقد أحببته. خفتُ منه، لكن لم أستطع التخلي عنه.
الآن، يجب أن أحميه. نظرتُ إلى ريان بتعبير مرتبك.
“نعم، إيساك. لكن سيدي هو إيساك بلاكوود، وليس دياز.”
“حتى لو كان كذلك، هناك شيء غريب. لا يمكن أن يكون الاسم نفسه صدفة.”
كانت عينا ريان مليئتين باليقين. من الطبيعي أن يشك في إيساك.
قد يكون من الأفضل أن أتفق مع ريان جزئيًا. لا يمكنني خسارة ثقته الآن.
“أعتقد ذلك أيضًا. سأحقق في الأمر.”
“شكرًا، ميا. لننهِ التفتيش بسرعة ونخرج. هذا المكان مقلق…”
فتشنا المزيد. كانت الملحقات محترقة أيضًا. وسط الفوضى، كان هناك مكان واحد نظيف.
قبر صغير. صليب خشبي مرتب، ولوحة محفور عليها جملة عميقة:
[قطني الصغيرة.]
12. الأشياء المخفية
شاهدتُ فيلم رعب قديمًا عن قرش يأكل البشر. كان القرش يظهر طوال الفيلم، لكن ليس تمامًا.
بمعنى أدق، كان يظهر جزء من جسده فقط، مما يخلق التوتر، ثم يكشف عن شكله الكامل في منتصف الفيلم.
عدم ظهوره كان أكثر رعبًا وتوترًا. لأنك لا تعرف شكله، مكانه، أو متى سيظهر.
أذكر هذا لأنني في مثل هذا الموقف.
مرّ أكثر من أسبوع منذ غياب رفائيل. في الأيام الأولى، كنتُ أرتجف من الخوف، لكن الآن، الإرهاق يتغلب على الخوف.
عدم معرفتي بموعد ظهوره، مكانه، أو ما يفعله يجعل الأمر أسوأ.
كنتُ مستلقية على الأريكة، أنظر إلى النافذة بذهول. لا يمكن أن يكون رفائيل لا يفعل شيئًا. ماذا يخطط؟
-طق طق.
فزعتُ من صوت الطرق. بعد لحظة، سمعتُ صوتًا مألوفًا:
“أنا إيساك. هل يمكنني الدخول؟”
“…نعم، ادخل.”
خشيتُ أن يكون صوت رفائيل. دخل إيساك، ينظر إليّ بقلق.
“ميا، هل أنتِ بخير؟ وجهك شاحب منذ الصباح. هل هذا بسبب رفائيل؟”
“…نعم.”
وجهي بالتأكيد متعب من الإجهاد وقلة النوم. جلس إيساك بجانبي وداعب خدي.
“لم تحلمي بكوابيس القصر، أليس كذلك؟”
أومأتُ. لم أحلم بقصر دياز منذ أسبوع.
لا أعرف إن كان ذلك جيدًا أم سيئًا. أفتقد البحث عن المفتاح، لكن ربما الأمان أفضل الآن…
لكنني قلقة لسبب آخر. نظرتُ إلى إيساك.
“هل وصلتني أي رسائل؟”
“لا، لا شيء.”
“…لم تخفِ شيئًا أو تتخلص منه، أليس كذلك؟”
“لا، لا تقلقي.”
لم ألتقِ بريان منذ اكتشافه للاسم في قصر دياز.
إنه يشك في إيساك الآن. بالتأكيد كان يفعل شيئًا، لكنني لم ألتقِ به…
هل أتصل به؟ أعرف مكانه، على عكس رفائيل.
بينما كنتُ أفكر في إرسال رسالة بعد إخراج إيساك، سند إيساك وجهه على كتفي وقال:
“تنتظرين رسالة؟”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 94"