تبع ذلك صوت تحطم شيء ما. لم أجرؤ على الالتفات، وبقيتُ جامدة أنظر إلى الأمام.
كنتُ أعلم من الصوت وحده أن مذبحة تجري خلفي. لم أرد رؤيتها، لكن كان عليّ ذلك. يجب أن أعرف ما حدث في هذا القصر.
أدرتُ رأسي ببطء. هناك، رأيتُ رجلًا يحمل فأسًا.
كان ضوء القمر الساطع يتسلل عبر النافذة. كان القمر مكتملًا. تحت ضوء القمر، لمع الفأس ببرود.
كانت يداه ملطختين بالدم، وتناثر الدم حتى صدره. قطرات الدم كانت عالقة بشعره الفضي.
كان إيساك.
طارد إيساك الأشخاص الفارين، يحرك فأسه بلا رحمة. أمام هذه المذبحة، شعرتُ أن عقلي يتلاشى.
لماذا؟ لماذا يفعل إيساك هذا؟
من بين من قتلهم، كان هناك من أعرف وجوههم.
كانوا خدمًا في قصر دياز. مع كل ضربة فأس، كان صوت “بوك” يتردد، والدم يتناثر.
على الرغم من قتله للكثيرين، لم يظهر على وجه إيساك أي تردد أو ذنب أو خوف.
ثم خرج إيساك إلى الخارج. وقفتُ جامدة، ثم تبعته بسرعة.
إلى أين يذهب؟
كان هناك الماركيز دياز، ملقى على الأرض، مصابًا في ساقه.
نظر إلى إيساك بعيون لا تصدق، وجهه شاحب.
[آه، إيساك… ما الذي تفعله؟ لماذا تفعل هذا بي…]
-بوك!
قبل أن يكمل الماركيز كلامه، طار فأس إيساك نحوه. أغمضتُ عينيّ بقوة دون وعي.
في نفس اللحظة، خفت رائحة الدم. فتحتُ عينيّ ببطء، فكان الوهم قد اختفى.
شعرتُ بالدوار. اتكأتُ على الحائط، أحاول عدم الانهيار. شعرتُ بالغثيان.
إيساك… قتل الناس. ليس واحدًا أو اثنين، بل العشرات. رأيتهم بعيني.
بل وقتل والده أيضًا.
لماذا؟
ثم تذكرتُ الوهم السابق.
كان إيساك، وهو يعانقني ميتة، يحدق في الماركيز دياز بعيون مليئة بالغضب.
[لن أسامحك أبدًا…!]
((دا الوهم لما ميا ماتت وهي بتنقذه أول مرة))
هل انتقم من والده لأنني متّ؟ لكن لماذا قتل الخدم الآخرين؟
شعرتُ أن رأسي سينفجر. أردتُ البكاء. تلك النظرة الدافئة التي أظهرها لنابي أمس بدت كذبة الآن.
ماذا أفعل؟ أنا…
بينما كنتُ أقاوم الرغبة في الانهيار، سمعتُ صوتًا من الخلف:
“أخيرًا قابلت الآنسة قطة.”
شعرتُ بالقشعريرة وأنا ألتفت. كان الدوق هناك، يقترب مني مبتسمًا.
“وصلتِ أخيرًا إلى الطابق الرابع. كنتُ أنتظرك.”
شعرتُ بالخوف عند رؤيته، لكنني كنتُ أتوق إليه أيضًا. أردتُ معرفة طريقة الهروب لإنهاء هذا الكابوس.
اقتربتُ منه ببطء. رفعني الدوق وعانقني، ينظر إليّ بلطف.
“الآن، إنه الجزء الأخير. لا تزالين تريدين معرفة طريقة الهروب، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“حسنًا، سأخبرك.”
يخبرني بالطريقة قبل أن أطلب؟
شعرتُ أن الأمر غريب، لكنه كان جيدًا بالنسبة لي. قال الدوق مبتسمًا:
“ابحثي عن المفتاح في الطابق الرابع، وافتحي الباب في الطابق الخامس.”
“…ماذا؟ هذا كل شيء؟”
فقط هذا؟ لا تفاصيل؟
قال الدوق بسخرية:
“هذه هي طريقة الهروب.”
“يجب أن تخبرني أين المفتاح وأي باب أفتح!”
“هذا كثير جدًا. هم…”
فكّر للحظة، ثم قام بطقطقة أصابعه. ظهرت أوراق في الهواء.
كانت خريطة للقصر.
“سأعطيكِ هذه الخريطة كتلميح. أنتِ قادرة على إيجاد المفتاح.”
مهما توسلتُ، لن يخبرني أكثر. تنهدتُ، ونظرتُ إليه بحدة.
“حسنًا. ما هو طلبك الأخير؟”
“بسيط. عليكِ الإجابة على سؤال واحد.”
سؤال؟ ما الذي يثير فضوله؟
أومأتُ، فبدأ رفائيل بالحديث ببطء:
“يا آنسة، لقد عشتُ لزمن طويل. زمن طويل ممل.”
ما هذه القصة المفاجئة؟
لماذا يحكي هذا؟
تجاهل ردة فعلي وواصل:
“قد يسأل البعض إن كنتُ عشتُ منذ مئات السنين، لكن لا. وُلدتُ قبل 30 عامًا فقط، لكنني عشتُ حياة تمتد لمئات السنين.”
كلام متناقض. وُلد قبل 30 عامًا لكنه عاش مئات السنين؟
“زمني يتكرر باستمرار.”
يتكرر؟ هل هو عائد زمني؟
فوجئتُ ونظرتُ إليه، فنظر إليّ بعينيه الخضراوين.
“الزمن يدور حول إيساك. منذ ولادته حتى موته.”
“……”
“حسنًا، عندما يموت ريان أيضًا، يعود الزمن يومًا واحدًا. لكن المهم هو إيساك.”
واصل رفائيل بحماس:
“كررتُ العودة حتى يقتل ريان إيساك، وعند موت إيساك، يعود الزمن إلى البداية. مع اختلافات طفيفة، لكن التدفق العام نفسه.”
تذكرتُ نهاية اللعبة الأصلية. انتهت اللعبة بموت إيساك.
هل كان زمن رفائيل يتكرر مثل إعادة تشغيل اللعبة بعد النهاية؟
“لكن، فجأة، حدث شيء غريب. قطة كانت تتجنب إيساك وتخشاه، بدأت تتبعه فجأة.”
بدأ يتحدث عني. أردتُ الهروب، لكن رفائيل أمسكني بقوة.
“بسبب تلك القطة، بدأ إيساك يتغير. ثم ظهرت خادمة تُدعى ميا، وبدأت الأمور تتغير مجددًا.”
…خطر. تحذير غريزي تردد في رأسي. يجب أن أهرب.
رفعني رفائيل ليقابل عينيّ. كان الجنون يتدفق في عينيه.
“بل، حتى عندما لم يمت إيساك أو ريان، عاد الزمن. بعد موت ميا.”
يعلم حتى بأن الزمن عاد بعد موتي؟
شعرتُ كأن روحي عارية أمامه. ابتسم رفائيل.
“وعلاوة على ذلك، كانت ميا تجوب القصر وكأنها تعرف كل شيء.”
تكرار ذكر اسمي جعلني قلقة. حاولتُ الهروب، و قمت بخدش يده بقوة، لكنه لم يتحرك.
“ميا، سأسألك.”
تدفق الدم من يده. رائحة الدم ملأت الهواء. نظر إليّ.
“هل أنتِ عائدة زمنية؟”
توقف تنفسي للحظة.
ماذا أجيب؟ هل يمكنني الكذب؟ إنه سؤال بعقد، هل سأعاقب إن كذبت؟
في حيرتي، صمتّ للحظة، وأدركتُ متأخرة أن صمتي كان إجابة كافية لرفائيل.
نظر إليّ بعيون مليئة بالفرح، لا، بالجنون.
“نعم، أنتِ عائدة زمنية! تتذكرين كل شيء، أليس كذلك؟”
“أنا… أنا…”
“لا تعلمين كم انتظرتُ وجودًا مثلك.”
شعرتُ بتوق عميق لا يُقاس في صوته المهتز وعينيه. ثم ظهر شيء أمامي.
[تم الوصول إلى الحد الأقصى لدرجة الإعجاب، وتم فتح حالة جديدة.]
[تم فتح درجة الهوس.]
شعرتُ بالقشعريرة. كنتُ أعلم ما سيظهر بعد هذه الرسالة.
[عند الوصول إلى الحد الأقصى لدرجة الهوس، ستصلين إلى نهاية سيئة.]
إيساك وحده كافٍ، والآن رفائيل أيضًا؟
حوّل رفائيل نظره إلى حيث كنتُ أنظر.
“يبدو أنكِ ترين هذا أيضًا.”
“ماذا؟”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 89"