ابتلعتُ ريقي وأنا أنتظر كلام المرأة التالي. تفحّصت الجمجمة بعناية ثم أومأت برأسها. 

“هذه جمجمة الرجل الصحيح. هذا ما تحتاجينه، خذيه.” 

سلّمتني جوهرة حمراء. 

يا للراحة، إنها الإجابة الصحيحة…! 

هرعتُ خارج الغرفة. تم إغلاق الباب بصمت دون أن ألمسه. 

هاه، كدتُ أفقد وعيي. لحسن الحظ، حللتُ اللغز بشكل صحيح. 

كان اللغز يتطلب تحويل الكلمات إلى الإنجليزية لحله. 

رأس الفارس (Knight) هو K، والجزء الأكثر حدة في السكين (Knife) هو الطرف، أي K أيضًا. 

الصفحة الأخيرة في الكتاب (Book) هي K، والراكب الأخير في الفلك (Ark) يشير إلى الحرف الأخير، K. 

لذا اخترتُ جمجمة الشخص الذي يحمل بطاقة K، وكانت الإجابة صحيحة. نظرتُ إلى الجوهرة في يدي. 

حسنًا، بهذا يمكنني الصعود. هرعتُ نحو درج الطابق الرابع، فرأيتُ ريان و إيساك يقفان هناك. 

كانا بعيدين عن بعضهما، يتجاهلان وجود الآخر، لكنهما استرخيا عند رؤيتي. 

“ميا، هل وصلتِ؟” 

“هل حدث شيء؟” 

“لا، لا شيء.” 

تجاهلتُ حديثهما المتناوب وسرت نحو الجدار. عندما وضعتُ الجوهرة في الفتحة، تلألأ الهواء أمامي واختفى الجدار الخفي. 

“لنصعد إلى الطابق الرابع الآن.” 

الآن يمكنني لقاء الدوق. اليوم، مع وجودهما معًا، قد يكون الأمر صعبًا… 

عندما صعدنا إلى الطابق الرابع، كان الجو أكثر كآبة من الطابق الثالث. 

كان هناك أشباح ترتدي أردية سوداء تجوب المكان. 

هذا المكان يُهاجم فيه الواقفون على الفور. أمسكتُ بكم إيساك وقلتُ: 

“رأيتُ في ورقة بالطابق السفلي أنه يجب أن نرتدي مثل هذه الأردية لنتجنب تمييزنا عن الأشباح.” 

“فهمتُ، يجب أن نبحث عن تلك الأردية.” 

كانت الغرفة الأولى عند الصعود غرفة ملابس. دخلنا، فوجدنا مجموعة من الفساتين والملابس الرسمية. 

يجب أن تكون الأردية مخفية بينها. 

حسنًا، لنبحث بسرعة. 

بينما كنتُ أفتش بين الفساتين، سمعتُ صوت إيساك.

“ميا، وجدتُ هذا. هل تودين تجربته؟” 

كان يحمل فستانًا ورديًا مزينًا بشرائط وزخارف. نظرتُ إليه بدهشة. 

“قلتُ إننا بحاجة إلى أردية!” 

“نعم، لكن هذا جميل… هل يمكنكِ تجربته مرة واحدة؟” 

مستحيل! 

بينما كنتُ مرتبكة، التقط ريان فستانًا آخر، أصفر فاتح لطيف، وقال بجدية: 

“هذا سيبدو مناسبًا أيضًا.” 

نظر إيساك إليه والفستان بنظرة حادة وقال: 

“…لديكَ ذوق جيد. أعطه لي.” 

“لماذا أعطيكَ إياه؟” 

بدآ يتجادلان بينما يجمعان المزيد من الفساتين والإكسسوارات. 

كفا، أيها الغبيان…! 

رأيتُ رداءً، فارتديته بسرعة. 

“انتهى الأمر! ابحثا عن أرديتكما وارتدياها!” 

بديا محبطين، لكنني تجاهلتهما. وجدتُ أردية لهما وسلمتهما إياهما. 

أصبحنا الآن نُشبه عبدة الشيطان. هاه، يمكنني البحث أخيرًا. ألقيتُ نظرة خارج الغرفة وقلتُ: 

“سأبحث بمفردي. اعتنيا بأنفسكما.” 

“ماذا؟ ألن يكون ذلك خطرًا؟” قال ريان بقلق. 

أتفهم شعوره، لكن… 

“مع الرداء، سأكون بخير. إن حدث شيء، سأتحول إلى قطة وأهرب.” 

بديا قلقين، لكنهما احترما قراري. قال إيساك بنظرة قلقة: 

“حسنًا، كوني حذرة يا ميا.” 

“نعم.” 

تركتهما ورائي وخرجتُ من غرفة الملابس. 

هاه، أشعر أنني أتنفس أخيرًا. 

نظرتُ بحذر للتأكد من أن الأشباح لن تهاجمني، لكنهم بدوا غير مهتمين بي. 

بدأتُ بتفتيش الطابق الرابع بهدوء. 

الدوق غير موجود… أين هو؟ يجب أن أجده لأعرف طريقة الخروج. 

بينما كنتُ أتجول، دخلتُ غرفة. كان يفترض أن يكون هنا مفتاح يفتح غرفة أخرى. 

في اللعبة، كان المفتاح في درج المكتب… 

فتحتُ الدرج، لكن بدلًا من المفتاح، وجدتُ بضع أوراق. يبدو أن القصة الأصلية تغيرت مجددًا. نظرتُ إلى الأوراق لأرى ماذا تحل مكان المفتاح. 

[بعث الموتى]

جذب العنوان انتباهي بشكل غريب. 

هل بسبب وضعي؟ قرأتُ الورقة ببطء. 

[جربنا طرقًا عديدة لبعث الموتى، لكن معظمها فشل. 

هل كان الثمن غير كافٍ؟ لا يمكننا تخمين كم يجب أن نقدم لإحياء شخص واحد. 

لكن كان هناك من نجح بالتأكيد. لا نعلم ماذا قدّم.] 

شعرتُ بإحساس سيء. لم أفكر بعمق في سبب وكيفية عودتي إلى الحياة حتى الآن. 

إن لم يكن هذا امتيازًا لمن انتقل إلى هذا العالم، بل إن شخصًا ما أحياني؟ 

شخص واحد فقط قد يفعل ذلك: إيساك

إن كان هو من أحياني، فكيف فعل ذلك؟ وماذا خسر في هذه العملية؟ بدأتُ أشعر بالخوف. 

في النهاية، لم أجد الدوق أمس واستقبلتُ الصباح. 

حتى بعد استيقاظي، كنتُ مشوشة بسبب الوثيقة التي رأيتها. 

من أحياني؟ ربما إيساك. لكن كيف؟ 

بينما كنتُ غارقة في التفكير، سمعتُ صوتًا. 

“ميا؟” 

رفعتُ رأسي فجأة، فرأيتُ إيساك جالسًا مقابلي. كان أمامي كوب شاي لم ألمسه بعد. 

أوه، صحيح، كنا نشرب الشاي. 

أمسكتُ الكوب وقلتُ: 

“لا شيء، مجرد أفكار كثيرة.” 

“ما هي؟” 

هل سيجيب إن سألته؟ هل هو من أحياني؟ ترددتُ، ثم قلتُ:

“لقد متّ وعدتُ إلى الحياة.” 

“…نعم، هذا صحيح.” 

تغير وجه إيساك عند ذكر موتي. لماذا هذا التعبير؟ 

“كنتُ أفكر لماذا حدث ذلك.” 

لم يقل إيساك شيئًا، فقط ارتشف الشاي. نظرتُ إليه مباشرة وقلتُ: 

“هل فعلتَ شيئًا؟” 

بدلًا من المراوغة، بدا هذا أفضل. لم يبدُ إيساك متفاجئًا. 

نظر إليّ بعينين هادئتين، وقال: 

“لماذا تعتقدين ذلك؟” 

“لأنه إن كان هناك من أحياني، فسيكون أنتَ.” 

من غيري سيُحيي قطة ضالة؟ إيساك هو الوحيد المجنون بما يكفي. 

صمت إيساك للحظة، ثم قال: 

“تمنيتُ بشدة أن تعودي إلى الحياة. بشدة.” 

“…”. 

“لكنني لم أكن من أحياكِ.” 

كان كلامه سلسًا، بلا تردد أو تمثيل. 

هل كذب عليّ إيساك يومًا؟ نظرتُ إليه مليًا، ثم تنهدتُ. 

“إذن… لماذا عدتُ إلى الحياة؟” 

“ربما لأنني دعوتُ بشدة، فاستجاب الإله؟” 

نهض إيساك، اقترب مني، وركع على ركبة واحدة، وأسند خده إلى ظهر يدي. 

“بعد موتكِ، كان كل يوم جحيمًا. كنتُ مستعدًا لفعل أي شيء لإحيائكِ.” 

“…”. 

“لم أستطع التنفس إلا بعد عودتكِ. أنتِ نفسي، نوري، وكل وقتي.” 

أدار رأسه، قبّل ظهر يدي، ثم رفع عينيه إليّ ببطء. ارتجفت شفتاه. 

“أحبكِ يا ميا. لن أفقدكِ مجددًا. أبدًا…”

— ترجمة إسراء