لم يبدُ ريان متفاجئًا، كأنه كان يعلم بالأمر مسبقًا. تنهّد هو الآخر بهدوء وهو يمرّر يده على جبهته. تردّدتُ قليلًا قبل أن أفتح فمي.
“أنا آسفة. كان يجب أن أنهي الأمر منذ البداية. يبدو أنه أصبح أكثر جنونًا لأنه يعلم أنكَ تواعدني.”
“إنه مجنون تمامًا. هل أنتِ بخير؟ ألستِ تعيشين معه في المنزل ذاته؟ هل حاول أن يؤذيكِ بأي طريقة؟”
“لا، أنا بخير.”
كان ريان يهتم بي حتى في هذه اللحظة. مع أنه هو من كان في خطر حقيقي. تردّدتُ ثم قلتُ:
“لذا، لنقل إننا انفصلنا الآن. هكذا لن يزعجكَ بعد الآن.”
“لكن…”
“هذا طلبٌ من أجل راحتي أيضًا. هل هو صعب؟”
كان طلبًا أنانيًا. نظر إليّ ريان مليًا ثم قال:
“…حسنًا، لننفصل. لكن بشرط.”
“شرط؟”
“غادري ذلك المنزل.”
دُهشتُ قليلًا من نبرته الحازمة. كان ينظر إليّ بعينَين ثابتتَين.
“ذلك الرجل خطير. العيش مع شخصٍ مثله أخطر بكثير. ألا تعتقدين أن من الأفضل أن تتركي ذلك المنزل؟ إن لم يكن لديكِ مكان تذهبين إليه، لدينا غرفة خالية في منزلنا.”
“لا، لا بأس!”
إن اكتُشف أنني أقيم في منزل ريان، لا أعرف ماذا قد يفعل إيساك. وسترتفع درجة هوسه بالتأكيد.
“إن كنتِ تشعرين بعدم الراحة في منزلنا، يمكنني أن أجد لكِ مكانًا آخر.”
“لا، أنا بخير. أريد البقاء في ذلك المنزل. سيدي بالنسبة لي…”
بحثتُ عن الكلمات المناسبة ثم قلتُ:
“…إنه كالعائلة. أريد أن أمنعه من السقوط في طريقٍ خاطئ.”
من الغريب أنني، حتى بعد أن كاد إيساك يقتل ريان، ما زلتُ أكنّ له بعض المودة. كان شخصًا يجمع بين الحب والخوف في قلبي.
كنتُ أفهم تمامًا لماذا ينظر إليّ ريان بهذه الطريقة. إيساك ليس في كامل قواه العقلية. أمسكتُ يده بقوة وقلتُ:
“شكرًا لاهتمامك. لكنني بخير.”
“إن حدث شيء، أخبريني من فضلك. أريد أن أساعدكِ.”
يا لروعة هذا الرجل. حتى بعد أن أومأتُ برأسي مرةً، لم تتحسّن تعابير وجهه بسهولة.
ربما من الأفضل تغيير الموضوع. ثم تذكّرتُ فجأة ما قاله ريان وهو يطارد إيساك، فقلتُ:
“بالمناسبة، ريان، يبدو أنك تحدثتَ عن أخيكَ من قبل. ماذا قال إيساك؟”
ما الذي قيل بحق خالق السماء ليجعل ريان غاضبًا لهذه الدرجة؟ بدا وكأن مشاعر نسيها قد عادت إليه، فأطبق على أسنانه بقوة.
“…بينما كنتُ أبحث عن طريقة للصعود إلى الطابق الرابع، صادفتُه. كان يحمل وثيقة، ومن نظرة سريعة، بدا خط اليد الذي في الوثيقة كخط يد أخي.”
“…وماذا بعد؟”
“عندما طلبتُ منه إظهارها، قال… إنه رأى أخي هنا.”
إيساك، ماذا قلتَ بحق خالق السماء؟
شعرتُ بصداعٍ ينبض في رأسي.
“بدأ وكأنه يعرف ماذا حدث لأخي. طلبتُ منه أن يخبرني، لكنه استفزني.”
تنهّد بعمق وهو يفرك مؤخرة رأسه، يبدو أنه نادمٌ قليلًا.
“كان استفزازًا واضحًا، لكن عندما سمعتُ عن أخي، فقدتُ أعصابي. الآن بعد التفكير في الأمر، يبدو أنه حاول جرّي إلى هناك عمدًا…”
“…ومع ذلك ذهبت خلفه؟”
“لكنه بالتأكيد يعرف شيئًا عن أخي.”
صحيح، في القصة الأصلية، التقى إيساك بأخ ريان. أو بالأحرى، كان أخوه تابعًا له.
لم يكن أخ ريان مفقودًا. كان واحدًا من عبدة الشيطان.
منذ طفولته، شعر بالنقص تجاه ريان، فأرسل له رمز الشيطان ليدعوه إلى تلكَ الكوابيس، ليدمّر أخاه.
دون أن يعرف ريان ذلك، واصل البحث حتى واجه عبدة الشيطان، وأعاد لقاء أخيه الذي ظنّه ميتًا… هكذا كانت القصة.
هل لا تزال الأمور كما في القصة الأصلية؟ هل أخ ريان حيٌ ويساعد إيساك؟
“ميا…”
ناداني ريان بحذر، وعيناه مملوءتان بالتوسّل.
“ذلك الرجل لن يخبرني بشيء. هل يمكنكِ أن تسأليه نيابةً عني؟”
“حسنًا، سأفعل.”
كان هذا مناسبًا. أردتُ إخبار ريان عن حقيقة أخيه.
[ارتفعت درجة إعجاب ريان بمقدار 5.]
[درجة إعجاب ريان الحالية: 94]
ظهرت نافذة ارتفاع درجة الإعجاب. عانقني ريان فجأة بعينَين دامعتَين.
“شكرًا، يا ميا. شكرًا جدًا… لا أعرف كيف سأردّ جميلكِ هذا.”
“لا بأس. لقد ساعدتني كثيرًا أيضًا.”
ربتّ على ظهره. في تلك اللحظة، فكرتُ بما سيفعله إيساك إن رآني مع ريان هكذا.
عندما غادرتُ مع ريان، كان ينظر إليّ كجروٍّ متروك.
كان منظرًا يثير الشفقة والمحبة في آنٍ، لكن لا يمكنني تركه هكذا. حتى لو كان جروًا لطيفًا، إن عضّ وقتل، لا يمكنني تركه دون عقاب.
11. هذا كل ما حدث…
جاء الصباح. على الرغم من عودتي إلى عالم النهار، كانت ذكريات وجودي في قصر الليل قبل لحظات لا تزال واضحة في ذهني.
حاول إيساك حبس ريان في عالم اللوحة، وبعد أن منعته، عدتُ إلى شكل القطة وواصلت العمل مع ريان.
خلال تلك الفترة، لم أقابل إيساك. لحسن الحظ، استمع إلى طلبي بعدم متابعتي.
“هاا…”
والآن، مع حلول الصباح، كان عليّ مواجهة إيساك مجددًا. شعرتُ بصداعٍ ينبض وأنا أفكر كيف يمكنني تهذيبه.
قررتُ أن أحاول التحدث إليه مرة أخرى. وبما أنه من المؤكد أنه سيأتي حاملًا وجبة الإفطار كعادته، اتكأتُ على ظهر السرير بانتظاره.
-طق طق
كما توقعتُ، سمعتُ طرقًا على الباب. أجبتُ كالمعتاد:
“ادخل.”
بعد لحظة، فُتح الباب ودخل شخص، لكن، على عكس توقعاتي، لم يكن إيساك. كانت الخادمة. نظرتُ إليها بدهشة وسألتُ:
“أين… السيد؟”
“قال إنه مريضٌ قليلًا اليوم، فجئتُ بدلًا منه.”
ماذا؟ إيساك مريض؟ كان بخير تمامًا قبل قليل…
بينما كانت الخادمة تضع الطعام على الطاولة، نهضتُ من السرير.
“ما الذي أصابه؟”
“لا أعرف بالضبط. قال فقط إنه مريض. سأغادر الآن.”
وضعت الخادمة الصينية وغادرت الغرفة. وقفتُ للحظة أنظر إلى الطعام بعينَين فارغتَين.
إيساك مريض؟
لم أشعر بأي رغبة في الأكل عند سماع هذا. ارتديتُ ملابسي بسرعة وتوجهتُ إلى غرفة إيساك وطرقتُ الباب.
“إيساك؟”
لم يأتِ ردّ.
هل هو نائم؟
طرقتُ مرة أخرى.
“إيساك، أنا ميا.”
مرة أخرى، لم يجب. لم أرد إزعاج شخصٍ مريض…
قررتُ تأجيل توبيخه. سأعود عند الغداء، ربما يكون قد استيقظ بحلول ذلك الوقت.
لكن عند الغداء، لم يستجب إيساك أيضًا.
هل لا يزال نائمًا؟ يبدو أنه مريضٌ جدًا…
ذهبتُ إلى الخادم وقدتُ:
“يبدو أن السيد مريضٌ جدًا. ألا يجب أن نستدعي طبيبًا؟”
“قال إنه ليس مريضًا إلى هذا الحد، فقط متعبٌ قليلًا…”
“حسنًا، إذن.”
إن قال هو ذلك، ربما يجب تركه وشأنه…
قررتُ ألا أزعجه ليستريح تمامًا.
مضى يومٌ كامل، ولم يخرج إيساك من غرفته. مع مرور الوقت، بدأ قلقي يتزايد.
هل هو مريضٌ حقًا؟
طرقتُ باب غرفته مجددًا، لكن لم يأتِ ردّ. في النهاية، عدتُ إلى الخادم.
“يبدو أن الأمر خطير…”
“حسنًا، سأسأل السيد.”
قبل أن يخبرني أنه كان نائمًا، غادر الخادم مسرعًا. شعرتُ أنها ستكون محاولة بلا جدوى… وبعد قليل، عاد الخادم بوجهٍ محرج وقال:
“قال إنه بخير.”
“ماذا؟”
لم يجب عندما ناديته، لكنه استيقظ الآن؟ حسنًا، إن كان بخير، فهذا جيد… لكنني تمنيتُ لو يتعافى بسرعة.
خفتَت رغبتي في توبيخه قليلًا.
غدًا سيتعافى، وعندها سأتحدث معه.
***
…هكذا فكرتُ، لكن مرّ يومان.
خلال هذين اليومين، لم يُستدعَ إلى قصر الليل، فلم أواجه إيساك هناك أيضًا.
لم يخرج من غرفته ليومين كاملين، إلى أي مدى مريض؟
بدأتُ أشعر أن هناك شيئًا غريبًا، لكنني أدركتُ ذلك متأخرًا.
— ترجمة إسراء
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 82"