كان ريان يبدو أكثر اضطرابًا مما توقّعتُ.
لماذا يندهش هكذا؟
“ما الذي حدث فجأة؟”
لا يمكنني القول إنني و إيساك كنا في جوٍّ من نوعٍ خاص… فماذا ينبغي أن أقول؟ بينما كنتُ أفكّر في الجواب، تكلّم ريان.
“هل… فعلتُ شيئًا خاطئًا؟”
“ماذا؟”
ما الذي يعنيه بهذا؟
عندما نظرتُ إليه بدهشة، قال ريان بوجهٍ متصلب قليلًا:
“هل أصبحتُ غير مرغوبٍ فيه؟”
“لا، ليس الأمر كذلك…”
“إن لم يكن كذلك، فهذا مطمئن. إذن، هل نكمل استكشاف الطابق الثالث؟”
مهلًا، ألم يحاول الآن تحويل الموضوع؟
بعد أن قال ريان ذلك، بدأ بالسير أولًا. حاولتُ مواصلة الحديث معه وأنا أتبعه، لكنه كان يحوّل دفة الحديث في كل مرة.
…ربما بسبب درجة إعجابه. أعلم أنه بسبب مشاعره تجاهي يرفض إنهاء تمثيل دور الحبيب…
لكن كيف يمكنني إقناعه؟ بينما كنتُ أفكر، توقفنا أمام مدخل السلّم المؤدي إلى الطابق الرابع.
كان هناك جدارٌ حجريٌّ ضخمٌ قد هبط، وفي وسطه ثلاث فتحاتٍ دائريةٍ، تبدو كأنها مُعدّة لإدخال كراتٍ صغيرة.
“يبدو أن علينا إدخال شيءٍ ما هنا لفتحه. سأتفقّد الجهة الغربية، فتفقّدي أنتِ الجهة الشمالية.”
“…حسنًا، فهمتُ.”
لنركّز على المهمة أولًا. انفصلنا في اتجاهين مختلفين للبحث عن الجواهر. كانت الآلية تتطلّب إدخال ثلاث جواهر حمراء لتُفتح.
حسنًا، لنبدأ بالبحث عن الأسهل أولًا. توجهتُ نحو غرفة بابها باللون الأحمر في الجهة الغربية.
عند فتح الباب، تبدو الغرفة خاليةً تمامًا، لكن ذلك مجرّد خداع.
أخذتُ نفسًا عميقًا وطرقتُ الباب برفق. بعد لحظة، سمعتُ صوت امرأةٍ ناعمٍ من الداخل:
“هل تحتاجين شيئًا؟”
للوهلة الأولى، بدا صوتها لطيفًا وودودًا، لكن لا يمكن أن يكون هناك كائنٌ كهذا هنا. كم مرةً متُّ في هذا الجزء من اللعبة؟
ومع ذلك، يجب تلبية طلبها للمضي قدمًا. فتحتُ فمي بهدوء:
“أريد الصعود إلى الطابق الرابع، كيف يمكنني ذلك؟”
“عليكِ إدخال ثلاث جواهر حمراء هناك.”
“وأين أجد تلك الجواهر؟”
“أملك واحدةً منها. هل ترغبين في المقايضة؟”
كل شيء يسير كما في القصة الأصلية. هدّأتُ دقات قلبي المتسارعة وقلتُ:
“ماذا تحتاجين؟”
“أحتاج إلى جمجمة ذلك الرجل.”
تنفّستُ الصعداء عند سماع طلبها. كان مطابقًا للعبة، لذا يمكنني إحضارها بسرعة.
“من هو ذلك الرجل؟”
“ستجدينه في الغرفة الزرقاء.”
“حسنًا، سأعود قريبًا.”
غادرتُ المكان مسرعةً نحو الغرفة الداخلية. أتذكّر أنها الغرفة التي تحتوي على مدفأة.
بينما كنتُ أسير، سمعتُ فجأةً صوت خطواتٍ صاخبة. كان صوت شخصٍ يركض.
ما الذي يحدث؟ هل ظهر وحشٌ ما وهم يحاولون الهروب؟
الأشخاص الوحيدون هنا هما إيساك وريان، فإن كانا مطاردَين…
بما أنني أحمل الماء المقدّس، يجب أن أساعدهما. ركضتُ بسرعة نحو مصدر الصوت.
لكن ما رأيته كان مشهدًا غير متوقّع. ريان يحمل سيفًا ويطارد إيساك.
كانت عيناه مشتعلتَين بالكراهية.
ما هذا الموقف بحق خالق السماء؟
لا أعرف لماذا يتقاتلان، لكن يجب أن أوقفهما. ركضتُ خلفهما، لكنهما كانا سريعَين للغاية.
“هاه… هاه…”
تتبّعتُ صوت الخطوات الخافتة حتى وصلتُ إلى الممر الذي رأيتُ فيه سابقًا صفًا من اللوحات.
كان المكان نفسه الذي جُررتُ فيه إلى عالم اللوحات. هناك، وقف إيساك، بينما كان ريان يوجّه سيفه نحوه وقال:
“قل لي الآن. ماذا حدث لأخي؟”
هل كانا يتحدثان عن أخيه؟ لكن أخ ريان…
يجب أن أوقفهما أولًا.
“مهلًا، كلاكما، اهدآ…!”
عندما ناديتهما، التفت ريان إليّ مذهولًا، لكن سرعان ما تحوّل تعبيرخ إلى تعبيرٍ بارد:
“ميا، هل يمكنكِ الابتعاد قليلًا؟ لديّ حديث مع هذا الشخص.”
“أنزل السيف أولًا.”
“آسف، لكن ذلك صعب…”
فجأة، هجم إيساك على ريان، لوى معصمه وأسقط السيف من يده.
ثم أمسك إيساك بياقة ريان وألقاه نحو الممر المصطفّ باللوحات.
تدحرج ريان على الأرض مرتبكًا، وحاول النهوض ليهاجم إيساك، لكن يدًا امتدّت من إحدى اللوحات.
“أيها الـ…..”
لم يكمل ريان كلامه، إذ جُرَّ إلى داخل اللوحة. بقيتُ أنظر إلى المشهد مذهولةً.
“ميا.”
سمعتُ صوت إيساك. كان ينظر إليّ بودٍّ ويبتسم.
“الآن أصبحنا وحدنا.”
عند سماع كلماته، شعرتُ بقشعريرةٍ تسري في جسدي. بدا كشخصٍ مختلف تمامًا عن الذي قبّلته بالأمس.
“ماذا فعلتَ الآن…؟ لقد طلبتُ منكَ بوضوح ألا تؤذي ريان…!”
“لم أقتله لأنكِ طلبتِ مني ذلك.”
تحدّث إيساك بنبرةٍ هادئة، وعيناه بريئتان كطفلٍ صغير:
“لم أقتله كما طلبتِ، أليس كذلك؟”
“ما الذي تقوله؟ حبسه هناك يعادل قتله!”
حاولتُ التوجه نحو الممر لإنقاذ ريان، لكن إيساك سدّ طريقي.
“لماذا تفعلين هذا يا ميا؟”
“سأنقذه.”
“لماذا؟”
اختفت الابتسامة من وجه إيساك. اقترب مني، وضع يده حول خصري وقال:
“أنتِ تحبينني. أكثر من ذلك الرجل.”
[ارتفعت درجة هوس إيساك بمقدار 50.]
[درجة هوس آيسام الحالية: 370]
“لذلك قبّلتني، أليس كذلك؟”
[ارتفعت درجة هوس إيساك بمقدار 50.]
[درجة هوس إيساك الحالية: 420]
“ميا، انظري إليّ. انظري إليّ وحدي. دعيني أكون الوحيد في عالمكِ…”
-صفعة!
رنّ صوت صفعةٍ مدوّية. كانت يدي التي صفعت خدّ إيساك تؤلمني.
التفت رأسه، وعيناه مذهولتان. وضع يده على خدّه وقال مرتبكًا:
“ميا؟”
“ألم أقل لكَ إنني أكره قتل الناس؟ هل تعتقد حقًا أن هذا يختلف عن القتل؟”
غضبي بلغ ذروته لأسبابٍ عديدة: غضبٌ من محاولته إيذاء شخصٍ بريء، غضبٌ من هوسه بي، غضبٌ من خرقه لوعده معي…
كان غضبي أكبر من خوفي منه أو قلقي من درجة هوسه.
كان لا يزال ينظر إليّ بذهول. دفعته بعيدًا، والتقطتُ السيف من الأرض.
اللوحة التي ابتلعت ريان لم تعد تمدّ يدًا. بدأتُ أمزّق اللوحة بالسيف، كما فعل إيساك سابقًا.
سمعتُ صوت ريان من الداخل. صرختُ نحوه:
“ريان، إلى هنا! اخرج!”
بعد لحظة، امتدّت يد ريان من الشقّ الممزّق، فأمسكتُ ذراعه وسحبته بقوة.
عندما خرج متدحرجًا، تلقّيته في أحضاني. كان ينظر إليّ بعينَين متفاجئتَين:
“ميا، أنتِ من أنقذتني؟”
[ارتفعت درجة إعجاب ريان بمقدار 20.]
[درجة إعجاب ريان الحالية: 89]
هل يمكن تسمية هذا إنقاذًا أم تسويةً للأمور؟ نظر إليّ ريان بامتنان، ثم حوّل بصره نحو إيساك.
كان إيساك يراقبنا بذهول. عندما نهض ريان ونظر إلى إيساك بنظرةٍ مفعمةٍ بالكراهية، أمسكتُ به:
“ريان، انتظر! تحدّث معي قليلًا، من فضلك.”
لم يجب ريان على طلبي بسهولة. أمسكتُ ذراعه بقوة وتوسّلتُ:
“أرجوك، ريان… أتوسّل إليك.”
تشبّثتُ به بإلحاح. كنتُ أعلم أن إيساك يراقبنا، لكنني تجاهلته.
تردّد ريان لحظة، ثم أومأ برأسه أخيرًا. عندما حاولتُ اصطحابه بعيدًا، ناداني إيساك بلهفة:
“ميا…!”
“لا تتبعني. لن أكرّرها مرةً أخرى.”
عند تحذيري، توقّف إيساك في مكانه. ألقيتُ نظرةً سريعةً ورأيته يعبّر عن وجهٍ كجروٍّ متروك، لكنني استدرتُ بعيدًا.
اصطحبتُ ريان إلى غرفةٍ خاليةٍ قريبة. كان وجهه يعكس تعابير متشابكة.
“ريان، أنا آسفة… بسببي تعرّضت للخطر.”
“لماذا يكون ذلك بسببكِ؟ كل هذا بسبب ذلك المجنون.”
“لا، إنه خطأي. والسبب هو…”
تنهّدتُ بعمق وقلتُ:
“…لأن سيّدي يحبني، فعل بكَ ذلك.”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 81"