ارتفع صوتي من الصدمة. مهما كنتُ مقربة من إيساك، قضاء ليلة في غرفته أمر مختلف.
“لا، هذا مستحيل! كيف ننام معًا على سرير واحد…؟”
“كنا ننام معًا عندما كنا صغارًا. أم أنكِ…”
رمش إيساك بعيون بريئة:
“ظننتِ أنني سأفعل شيئًا؟”
“ليس هذا…”
“إذن، هل فكرتِ بشيء شقي؟”
“…!”
أصابني في مقتل، فتجمدت. أمسك يدي مبتسمًا.
“لقد تخيلتِ شيئًا كهذا معي! أنا سعيد.”
شعرت وكأنني تلقيت ضربة. ظننته لا يعرف شيئًا عن الحب!
بينما أنا مرتبكة، قال مبتسمًا:
“لقد بحثت عما يفعله العشاق.”
بريء تارة، شقي تارة. تغيره أذهلني. إن استمر، سيحصل على ما يريد. دفعته بعيدًا:
“سأذهب!”
بدا إيساك مترددًا لكنه لم يمنعني.
“سأوصلكِ إلى غرفتكِ، هيا.”
أردت الرفض، لكن خوفًا من الهوس، لم أستطع. لم أمنعه من إمساك يدي.
وصلنا إلى غرفتي. خفت أن يدخل، لكنه لم يفعل.
“أراكِ لاحقًا… ارتاحي جيدًا يا ميا.”
أمسك وجهي وقبل جبهتي، مبتسمًا.
“هذا مسموح، أليس كذلك؟ فعلته مع ميا القطة…”
“… نعم.”
شعرت بجبهتي تحترق. ابتسم إيساك برضا، قبلني مجددًا، وغادر.
في غرفتي، استلقيت على السرير، أنظر إلى السقف. تذكرت وجهه الشقي.
[لقد تخيلتِ شيئًا كهذا معي! أنا سعيد.]
‘كيف يقول هذا بلا خجل؟’
هاااه!
لم أتخيل شيئًا مع إيساك. لكنني لا أضمن هدوئي إن نام معي…
‘هل ابدأ علاقة معه؟’
لكن نظام الهوس يقلقني. إن أصبحنا عشاق، قد يزداد هوسه.
النهاية السيئة عند الحد الأقصى تجعل العلاقة خطرة.
‘يجب تأجيل الحب الآن.’
لدي الكثير لأفعله. اقترب منتصف الليل، يجب أن أستعد.
استلقيت و ظللت أتنفس بهدوء.
‘إن ذهبت اليوم، سأفتح الطابق الرابع.’
نظرت إلى الساعة، مرت 12 دون شيء. سابقًا، كنت أفرح بغياب الكابوس، لكن الآن أقلق.
‘يجب إيجاد طريقة للهروب بسرعة.’
لا حاجة لتنفيذ اتفاق رفائيل، لكن قتله صعب.
‘ماذا أفعل؟’
لم أنم من التفكير.
“هاه…”
لا أستطيع النوم.
‘هل اتمشى؟’
ارتديت شالاً وخرجت إلى الحديقة.
الحديقة ليلاً ساحرة، هادئة وحالمة، هدأتني.
‘ يجب أن أضع قتل رفائيل في الحسبان.’
لكنه غير مرجح. إن كانت طريقته للهروب سخيفة أو طلبه الثالث غريبًا، سأفكر في الأمر.
‘هل رفائيل في القصر؟’
كثيرًا ما يغيب.
هدأت، ففكرت بالعودة. لكنني رأيت شيئًا يتحرك خلف القصر.
لم أرَ بوضوح، لكنني عرفت من ظهره، لقد كان إيساك.
‘إلى أين يذهب في هذت الوقت المتأخر من الليل؟’
لديّ شعور سيء بأن هذا الأمر لن يكون جيدًا.
‘هل اتبعه؟’
قد يلتقي شياطين أو عبدتهم. أردت تغيير ملابسي، لكن لا وقت.
تبعته بحذر، فقد كنت متمرسة في التسلل.
بدأت المطاردة. دخل إيساك شوارع الليل المظلمة و توجه إلى أحد الأزقة الضيقة.
‘إن تقدمت أكثر، قد يكتشفني…’
لكنني لم أستسلم. أخرجت حجر التحول.
[استخدام حجر التحول.]
انعكست صورتي في بركة ماء. لقد كنتُ فأرًا.
ركضت خلف إيساك إلى الزقاق. كان الزقاق معقدًل كمتاهة، لكنه تحرك بثقة.
أنا لم أكن كذلك. تتبعه كان صعبًا. هل سأجد طريق العودة؟
توقف إيساك. وصل إلى وجهته و لقد كان أحد المباني المتهالكة.
دخل وأغلق الباب. لحسن الحظ، كان هناك فجوة تحت الباب، تسللت منها.
الداخل كان كئيبًا رغم الإضاءة.
‘ما هذا المكان؟’
هل هذا المكان مرتبطٌ بالشيطان؟ بينما أنا متوترة، سمعت صوت إيساك من الداخل.
اقتربت من الباب، لكنه مغلق بلا فجوة.
“… المطر…؟”
“نعم… سأ…”
‘عن ماذا يتحدثون؟’
ألصقت أذني بالباب، سمعت بوضوح.
“إن لم يكن هذا فعالاً، ستكون في ورطة. استعد.”
“لا تقلق. لنتقابل لاحقًا.”
‘ماذا أخذ؟’
الصوت فقط لا يكفي. عندما فت الباب؟ ركضت للاختباء.
ظهر إيزاك وخرج.
‘أريد معرفة ما أخذه…’
يجب متابعته. تبعته بحذر، عائدة بنفس الطريق.
فجأة، توقف إيساك.
‘لماذا؟’
توقفت، أراقبه. التفت إيساك.
التقى نظرنا.
تجمد قلبي.
‘لقد رآني صحيح؟ لا، ربما يكون مجرد شعور….’
“ميا.”
نطق اسمي و حدق بي مباشرة.
“لا داعي للتسلل. هيا معي.”
تجمدت.
‘كيف عرفني؟’
لم أهرب، فاقترب ومد يده.
أردت التظاهر، لكن لا فائدة بما أنه كشف أمري. صعدت على يده. نظر إليّ بحب.
“تبعتيني من القصر، ثم اختفى حضورك. لكن فأرًا تبعني، فعرفت أنها أنتِ.”
“….”
“حتى كفأر، أنتِ لطيفة.”
كأنه سيقول هذا حتى لو كنت صرصورًا.
“هل أحببتني لدرجة تتبعي ليلاً؟”
“تشي!”
‘ما هذا المنطق؟’
احتججت، لكنه ضحك فقط.
“لنعد إلى البيت يا ميا.”
أمسكني بيديه بحذر وعاد إلى القصر. في الطريق، انتهى تأثير حجر التحول، فعدت إنسانة.
عدنا معًا لكنني لم أتكلم.
كنت أتمنى لو غضب أو شك بي، لكن إيساك لم يقل شيئًا، فقط أمسك يدي.
في غرفته، جلسنا على الأريكة، متقابلين. شعرت كأنني أُعاقب.
“لا تريدين سؤالي شيئًا؟”
“… ماذا؟”
نظر إليّ مبتسمًا.
“تبعتيني، يبدو أن لديكِ أسئلة.”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 79"