كانت الطريقة الأخيرة هي الأمل الوحيد. نظرت إلى الكاهن، فقال بتردد:
“الطريقة الثالثة هي الأقل احتمالًا…”
“ما هي؟”
“أن يقع الشيطان في حب إنسان ويعترف بحبه.”
“ماذا؟”
بدى ريان مرتبكًا، والكاهن مترددًا.
“هناك عقابٌ إلهي على الشيطان. حتى لو أحب شخصًا ، فهو لا يستطيع النطق بالحب… لكن من يمكن أن يجعل شيطانًا يحبه؟”
تذكرت كلام رفائيل عن الحب. هل كان طلبه للقبلة حبًا؟ لا أعرف.
هو مهتم بي، لكن هل هذا حب؟
تنهد ريان بحيرة.
“حسنًا، سنغادر الآن. أخبرنا إن وجدتَ معلومات مفيدة.”
“بالطبع، أيها الأخ. كونا حذرين.”
غادرنا الغرفة مع الكاهن. ساد الصمت بيننا ونحن نسير نحو طريق الخروج.
ثلاث طرق، كلها صعبة. الأثر المقدس كان الأقرب، لكنني كسرته.
‘ماذا أفعل الآن؟’
“ميا، لا تقلقي كثيرًا.”
التفت، فرأيته يبتسم كالشمس، مطمئنًا.
“يجب أن نزو أديرة أخرى لنسأل عن استعارة أثر مقدس. إن وجدنا الشيطان، سينتهي كل شيء.”
“… هل سيكون ذلك على ما يرام؟ أعني، التبرعات، لقد أنفقت الكثير…”
أردت المساهمة، لكنني لا أملك الكثير. ابتسم ريان.
“لا بأس. لا أنفق عادة، لدي مدخرات. ولكِ…”
توقف فجأة عند الباب.
‘لماذا توقف؟’
لاحظت أنه يحدق خلفي. التفت، فصُدمت.
“سيدي؟”
كان إيساك تحت ظل شجرة بالدير، كانت عيونه الفضية تلمع كالسيف.
[ارتفعت درجة هوس إيساك بمقدار 50.]
[درجة الهوس الحالية: 90]
‘لماذا هو هنا؟’
لم أخفِ ذهولي.
“سيدي، لماذا أنت هنا…؟”
“أردت رؤيتكِ مبكرًا، فجئت لاستقبالك…”
ت
نظر إلى ريان بحقد ويقظة.
“ألم تقولي ستقابلين صديقًا؟”
‘هاه، كان عليّ قول الحقيقة عن ريان.’
بينما رأسي يؤلمني، تقدم ريان.
“حتى لو كنتَ سيدها في العمل، التدخل في كل تحركات ميا مبالغ فيه.”
بدأ التوتر مجددًا. أمسك ريان يدي.
“ونحن حبيبان. هل يجب أن نأخذ إذنك؟ لهذا قالت إنها ستقابل صديقًا، لأنك تثقل عليها.”
“أترك يدها.”
لم يرد إيساك على كلامه. قال ريان بسخرية؛
“ما شأنك إن أمسكت يد حبيبتي؟”
“هذا من شأني. أتركها الآن.”
كان صوت إيساك قاسيًا، عيناه تلتمع بالهوس بشكل غريب.
‘سيحدث شيء سيء.’
“ريان، أنا بخير. وسيدي… لا يمكنك اتباعي هكذا. قلتُ سأعود مبكرًا.”
“….”
“أتمنى ألا يتكرر هذا.”
لا يمكنني السماح له بملاحقتي. بعد ذلك، ظهرت أمامي نافذة.
[ارتفعت درجة هوس إيساك بمقدار 30.]
[درجة الهوس الحالية: 120]
[ارتفع إعجاب ريان بمقدار 15.]
[مستوى الإعجاب الحالي: 69]
‘لا مفر من الهوس.’
لكن لحسن الحظ أن حد الهوس ليس 99.
‘يجب العودة بسرعة.’
أفلتت يد ريان وقلت:
“آسفة، ريان. يجب أن أعود الآن.”
“… حسنًا. إن حدث شيء، أخبريني.”
كأنه حبيب حقيقي. أومأت وتوجهت إلى إيساك. وجهه متصلب، صعب قراءته.
“لنعد يا سيدي.”
“… حسنًا.”
حاول إمساك يدي، لكنني تفاديته. مع وجود ريان، إمساك يده قد يُعقد الأمور.
تصلب وجه إيساك أكثر، لكن ليس باليد حيلة.
عدنا إلى القصر، إلى غرفة إيساك. عند الدخول، نظر إليّ وقال:
“ميا… هل أنتِ غاضبة؟”
كان يراقب رد فعلي. لم نتكلم في الطريق، فظنني غاضبة.
‘يجب أن أحذره مجددًا.’
“نعم، حتى لو كنتَ تستقبلني، متابعتي هكذا مزعجة.”
“… هل ظهوري أثناء وجودكِ معه أزعجكِ؟”
‘لماذا يربط الأمر بهذا؟’
عض شفتيه وقال:
“بالأمس، اخترتني بدلاً منه. أنتِ تحبينني أكثر، أليس كذلك؟”
يتحدث عن ليلة أمس. كنت سأرد بحزم، لكن دمعة سقطت من عينيه.
كطفل فقد شيئًا، كان إيساك يبكي بصمت.
“ألستِ تحبينني…؟”
رؤيته تبكي أضعفتني. أخرجت منديلاً ومسحت دموعه.
“أحبك. لكن… الحب العاطفي يختلف عن الحب الإنساني.”
إيساك عزيز عليّ. كان مستعدًا للموت من أجلي، وأنا كذلك. إن لم يكن هذا حبًا، فما هو؟
لكنه حب عائلي، ليس عاطفيًا. قال إيساك وهو يشهق:
“أريد أن تكوني أنتِ من يهتم بي أكثر من أي شخص في العالم.”
وضع يده على يدي، يده كبيرة وباردة. فرك خده بيدي وقال:
“كيف أجعلكِ تحبينني؟”
“أحبك بالفعل.”
“هذا الحب جيد، لكن أريد حبًا آخر. كيف أصبح حبيبكِ؟”
حبيب. أنا و إيساك؟
لا يمكنني تخيل ذلك. لكنني لا أتخيل أيضًا أن أكون مع غيره.
إن كنتَ أعز ما لديّ، كيف أكون حبيبة لغيرك؟
“… لا أعرف.”
“….”
“لكنني أهتم بك بصدق. صدقًا.”
توقف إيساك عن البكاء، لكنه بدا غير راضٍ. لم يقل شيئًا وعانقني بقوة.
‘كطفل كبير.’
داعبت ظهره، أكدت له أنني أحبه مرارًا.
بينما أهدئه، مر الوقت بسرعة. اقترب منتصف الليل، ويجب أن أعود إلى غرفتي…
“إيساك، إلى متى ستعانقني؟”
كنت جالسة على رجليه، يعانقني منذ ساعات.
لم يرد فورًا، نظر إليّ بعيون دامعة:
“ألا يمكنكِ البقاء؟”
‘لم يكن مدللاً هكذا من قبل.’
عانق خصري، فدفعته بسرعة.
“اقترب منتصف الليل. قد نُستدعى، يجب أن أستعد.”
“استعدي من غرفتي.”
“… ماذا تعني؟”
رمش إيساك بعيون بريئة:
“لنستلقِ معًا على سريري.”
“… ماذا؟”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 78"