‘إذن، هل سيلغي عقدي؟ لكنه تجاهل الموضوع سابقًا…’
بينما كنت أتفحص المكان مرتبكة، ضحك رفائيل فجأة:
“إيساك، إيساك… آه، هذا مضحك.”
رفع يده ببطء من وجهه، فظهرت عيناه. كانت عيناه الخضراوان تلمعان بشراسة لم أرها من قبل.
“هل تعتقد أنك في وضع يسمح لك بقول هذا؟”
لاحظت يد إيساك. كانت مضمومة بقوة وترتجف.
‘لماذا يخاف إيساك هكذا؟’
تقدم رفائيل نحو إيساك ودفع صدره بإصبعه:
“هذا مُضحك جدًا. لا أصدق بأنكَ تقول هذا لي.”
أصبح الجو متوترًا فجأة. كان الهواء مشحونًا، كأن كارثة ستقع. لم أستطع السكوت، فقلت بسرعة:
“ص، صحيح، سيد رفائيل. لقد ألغيت عقدي كخادمة. أبقى هنا فقط بفضل كرم سيدي.”
كان الهواء خانقًا. التفت رفائيل إلي ببطء.
‘عيناه تشبهان عيني ثعبان.’
عيون باردة خالية من الحرارة.
لكنه رمش بعينيه، فخفت حدة عينيه قليلاً.
كانت هذه التغييرات مخيفة، لكنني كنت ممتنة لتهدئة الجو.
“حقًا؟”
ابتسم رفائيل وربت على كتف إيساك برفق، كأن شيئًا لم يحدث:
“إيساك، كان يجب أن توضح أن ميا ألغت عقدها.”
“….”
“إذن، ليس باليدِ حيلة. لكن، ميا، هل يمكنك لعب الشطرنج معي أو الخروج أحيانًا؟”
“نعم، نعم… بالطبع.”
بدأ التوتر يتلاشى. اقترب رفائيل، أمسك يدي وقبل ظهرها.
“إذا أردتِ العمل كخادمة في قصري، أخبريني متى شئتِ.”
“… نعم، سيد رفائيل.”
“إذن، استرخي الآم. سأكون في غرفتي.”
ترك قبلة مسموعة وغادر. بدا إيساك متوترًا حتى بعد رحيله.
‘يبدو مشتتًا…’
ناديته بحذر:
“إيساك، تعال واجلس.”
“… حسنًا.”
اقترب متعثرًا وجلس على كرسي بجانب السرير. داعبت يده برفق وقلت:
“هل تخاف من رفائيل؟ ألستم صديقين؟”
لم يجب إيساك، فقط قلب يده وأمسك يدي بقوة. ابتسم أخيرًا.
“نعم، أصدقاء. لكنه مهتم بكِ كثيرًا، فأنا قلق.”
‘هل هم أصدقاء حقًا؟ كان خائفًا جدًا…’
بما أن موضوع الخادمة ظهر، قررت تنظيمه:
“بالمناسبة، هل يمكنك إلغاء عقدي كخادمة؟ وإلا فلن أحصل على راتب… أو فقط اتركني أعمل.”
“لن تعملي كخادمة. إن ظللتِ خادمة سوف يستطيع رفائيل أخذكِ.”
“إذن، إلغاء العقد…”
“آسف، هذا لن يحدث أيضًا. لكن سأضمن راحتكِ.”
جذب إيساك يدي وقبل المكان الذي قبله رافائيل، كأنه يمحو أثره بحرارته:
“أحبكِ، ميا. أحبكِ جدًا…”
[ارتفع مستوى إعجاب إيساك بمقدار 100.]
[مستوى الإعجاب الحالي: 650]
‘مستوى الإعجاب يرتفع بلا توقف. في اللعبة، كان 99 الحد الأقصى…’
إلى أي مدى تحبني؟ ولماذا بهذا الشكل؟
شعرت بالأسى تجاه إيساك الذي ينظر إليّ بعمى.
قلبت يدي وداعبت خده برفق.
‘أتمنى لو كان لديك أشياء ثمينة غيري.’
“إيساك، كيف عشت بدوني؟ أليس لديك أصدقاء؟”
لم أرَ أصدقاءه أو معارفه خلال إقامتي، سوى رفائيل.
نظر إليّ متسائلاً:
“لا. ألتقي بأشخاص للعمل فقط.”
“… أليس من الأفضل تكوين أصدقاء؟”
“لماذا؟”
بدا حائرًا حقًا. فكرت لحظة، ثم داعبت خده:
“الوحدة صعبة.”
“لا بأس. لديّ الآن ميا.”
“أنا…”
‘ماذا لو لم أكن هنا؟’
كادت الكلمات تخرج، لكنني كبحتها. لا يجب قول هذا.
“أنا… قلقة عليك. أتمنى أن يكون لديك أشياء ثمينة أخرى.”
“….”
“أريدك أن تكون سعيدًا دائمًا. أن تلتقي المزيد من الناس، ترى المزيد، وتشعر بالمزيد.”
نظر إليّ بعيون مرتجفة، دون كلام.
أمال رأسه وأسند خده إلى يدي، مغمضًا عينيه، كأنه سينفجر بالبكاء.
“داعبيني يا ميا. استمري، هكذا إلى الأبد…”
داعبته كما أراد. بدا إيساك، الذي استسلم لي، كحيوان يخشى الهجر، فلم أستطع رفع يدي.
جاء الليل. فتحت عينيّ فوجدت غرفة معتمة. تغير المشهد، لكن أفكاري السابقة ظلت.
أمس، داعبت إيساك طوال المساء ثم عدت إلى غرفتي. كان تعلقه بي يثير الأسى ويربكني.
في اليوم التالي، عاملني بطبيعية. هل تحسن أم يتظاهر؟
‘آه، لا أعرف.’
يجب أن أتحقق من وجود إيساد. تسللت إلى المكتبة، فكان هناك.
“آه، ميا، جئتِ؟”
ركض إليّ بوجه مشرق، عانقني وقبل رأسي بحماس:
“هُف، ميا… ناعمة وطرية اليوم أيضًا… أطرى قطة في العالم…”
عانقني بقوة ولعب بكفي الأمامي. نظرت إليه مذهولة.
‘أليس هذا مبالغًا أكثر من قبل؟’
جئت لأحييه فقط، لكنه لن يتركني أغادر هكذا.
تملصت من حضنه ووضعت كفي على لوحة الويجا:
– لديّ أعمال، يجب أن أذهب.
“الآن؟ لم يمر خمس دقائق!”
– نقضي النهار معًا.
“ذلك شيء، وهذا شيء آخر. أحب ميا الإنسانة وميا القطة.”
‘هل يستمتع حقًا بالعيش هنا؟ أم اعتاد عليه؟’
يجب أن أكون حازمة. قلق الانفصال يحتاج علاجًا. ضربت الأرض بذيلي:
– أحتاج وقتًا لنفسي.
“هل كونك معي مزعج…؟”
– القطط هكذا. حتى لو أحببتك، أحتاج وقتًا بمفردي.
بدا إيساك محرجًا. لمست يده بذيلي برفق:
– سأعود بعد ساعة. يمكنك تحمل ساعة، أليس كذلك؟
“… حسنًا، سأحاول. سأقتل الوحوش القريبة، فكوني حذرة.”
‘هذا مريح.’
قبلت خده وغادرت الغرفة.
كنت أعرف وجهتي. يجب أن أخبر الدوق عن الكأس… هل هو هنا اليوم؟
تجنبت المخلوقات وتوجهت إلى الغرفة التي التقيت فيها بالدوق. كان جالسًا.
علمت أنه رفائيل، فترددت أكثر… لكن لا خيار لدي.
“مياو.”
رفع الدوق رأسه. بدا شاردًا:
“آه، جاءت الآنسة قطة.”
ناداني كالمعتاد، لكن شيئًا بدا مختلفًا. شعور بالانزعاج…
‘لا يجب استفزازه الآن.’
نظرت بحذر وقلت:
“هل حدث شيء؟ تبدو منزعجًا.”
“آه، الآنسة سريعة البديهة.”
ابتسم رفائيل، لكن شفتيه بدتا متصلبين. ضم ساقيه وقال:
“هناك صبي عاصٍ مؤخرًا.”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 67"