ضحكت الدمى بصوت خشن وهزّت رؤوسها. في اللعبة الأصلية، كان يجب اكتشاف هوية السلاّل من خلال أماكن أخرى…
لكنني كنت أعرف من هو السلاّل بالفعل. بينما كنت أتفحّص الدمى الضاحكة، لفتت نظري دمية واحدة.
كانت دمية بشعر أحمر ترتدي فستانًا أخضر. قفزت ولمستها، فتوقف الضحك فجأة.
لمس دمية خاطئة كان سيؤدي إلى هجوم فوري، لكنني نجحت من المرة الأولى لحسن الحظ.
نظرت إليّ الدمية وهي ترمش بعينيها، ثم فتحت فمها. خرج صوت رقيق منها.
[في القصر، لم يبقَ سواهم. كانوا جميعًا مختبئين في المبنى الملحق. هيا، اختبئي جيدًا! حان وقت الغميضة!]
بعد ذلك، أغلقت الدمية فمها. لم تعد تستجيب حتى عند لمسها مجددًا.
‘مختبئون في المبنى الملحق؟’
المبنى الملحق كان مكان إجراء السحر الأسود… هل “هم” يعني عبدة الشيطان؟
تكدّست الأسئلة في ذهني، لكنني تقدمت. جمعت الدليل، والآن يجب تفقد الغرف الأخرى والبحث عن الدوق.
خرجت إلى الممر وتفحصت المكان، عندما اقترب أناس من الجهة المقابلة.
كانوا أشخاصًا منهكين يومًا بعد يوم. قلّ عددهم كثيرًا.
بالنسبة لهم، كل ليلة جحيم، فلا عجب في رد فعلهم. لكن نظراتهم اليوم كانت غريبة بشكل خاص.
شعرت بحركة خلفي، فالتفتّ لأجد شخصًا يقف ورائي. تبادلوا النظرات وقالوا:
“هل هو هنا؟”
“لا، يبدو أنه لم يأتِ اليوم.”
سماع حديثهم أثار قلقي. اقترب أحدهم فجأة ورمى شيئًا نحوي.
“مياو؟!”
كانت شبكة.
‘متى أحضروا هذا؟’
لم أتمكن من التفادي بسبب المفاجأة، فأُمسكت.
‘لماذا يفعلون هذا مجددًا؟ لم يعد هناك تقديم قرابين!’
أمسك شخص بي بقوة، بينما قال آخر بقلق:
“هل حقًا يمكننا قتلها؟ إذا جنّ ذلك المجنون مجددًا…”
“ذلك الرجل ليس هنا الآن. قتل هذه القطة سيُنهي كل شيء.”
‘يُنهي؟ يُنهي ماذا؟’
نظرت إليهم مذهولة، فواصل الرجل:
“قيل إن هناك كيانًا يستدعينا إلى القصر. يجب إيجاده.”
‘آه، لقد رأوا ذلك الدليل.’
لكنهم أساؤوا تفسيره كالمرة السابقة.
“لكن ليس هناك تأكيد أن هذه القطة هي الكيان!”
“هذه تجلب الوحوش. في الليلة الأولى، عندما أصدرت صوت مواء، ظهر وحش. وعندما ظهر الوحش ذو الوجه المطابق، كانت تموء أيضًا.”
‘يفسرونها هكذا؟’
كنت أموء لتحذيرهم من الخطر…!
بدت موافقتهم في عيونهم. أخرج أحدهم خنجرًا.
“نعم، قتل هذه القطة سيُنهي كل شيء.”
‘لا، لا يمكنني الموت هكذا…!’
بينما كنت أفكر بسرعة لإنقاذ نفسي، تذكرت حجر التحوّل في مخزوني.
[هل تريدين استخدام حجر التحوّل؟]
YES! YES!
ضغطت زر “YES” بسرعة. شعرت بجسدي يتقلّص فجأة.
ملاحظة : عشان محدش يعلق على الترجمة الكلمة مكتوبة انجليزي فكتبتها انجليزي🤣🤣
صغر حجمي، فتمكنت من الفرار من الشبكة. سمعت صراخ الناس المصدومين.
“انظروا! تحولت إلى فأر!”
“إنها شيطان بلا شك!”
فكرت في التحوّل إلى إنسان لإقناعهم، لكنني لم أضمن نجاح ذلك. كإنسان، لن أهرب من الشبكة، فقررت التحوّل إلى فأر والفرار.
يجب الهرب الآن. ركضت في الممر بسرعة.
أصوات الأقدام خلفي جعلتني أكاد أختنق. كانوا يصرخون ويطاردونني.
“إلى أين ذهبت؟”
“جربوا هناك! انقسموا وابحثوا!”
شعرت أنني سأموت حقًا. في تلك اللحظة، كان الوجه الذي أردت رؤيته هو إيسادني.
‘من يساعدني…!’
فجأة، قفز أحدهم وأمسكني بقوة.
“أمسكتكِ، أيتها الفأرة…!”
بدأت يده تضغط على جسدي.
‘هل ينوي قتلي هكذا؟’
حاولت العض والتملّص، لكنه لم يُفلت.
‘لا، لا أريد…! لا!’
صرخت كفأرة، لكن لا أحد جاء لمساعدتي.
‘هل سأموت هكذا؟’
بينما كنت أفقد وعيي، سمعت صوتًا مرتبكًا:
“مهلًا؟ من أنتَ…”
– شق!
سمعت صوت قطع مخيف، وأُفلتت يده عني.
‘نجوت…’
سقطت على الأرض، أتنفس بصعوبة، وشعرت برائحة الدم.
التفتّ، فوجدت شخصًا مقطوع الرأس ملقى على الأرض. كدت أصرخ. فجأة، رفعني أحدهم بهدوء.
“أوه، اليوم ليست آنسة قطة، بل آنسة فأرة.”
رفعت رأسي، فكان وجه الدوق. ابتسامته كانت رقيقة كما رأيتها في القصر دائمًا، ابتسامة رفائيل.
نظرت بين الجثة ورفائيل وقدت:
“هذا… هل قتلته أنتَ يا سيدي الدوق؟”
“نعم، بدوتِ في خطر.”
قال ذلك وسعل بخفة. تساقط دم أسود من فمه، فمسحه بظهر يده.
“عادة لا يجب أن أتدخل، لكنني تجاوزت حدودي من أجلكِ. ليس باليدِ حيلة.”
لا أعرف التفاصيل، لكنه ضحّى بشيء لمساعدتي. شعرت بالاضطراب.
‘ما هدف رفائيل؟’
يبدو أن لديه نوايا حسنة تجاهي، لكن ثقتي به كانت متزعزعة.
من الأفضل إخفاء أنني اكتشفت هويته. في تلك الأثناء، أمسكني رفائيل بكلتا يديه بحذر.
“هيا، لندخل.”
دخل غرفة قريبة بخطوات واثقة. كانت غرفة ألعاب بها طاولة بلياردو. جلس على كرسي ووضعني على الطاولة.
“لماذا كنتِ مطاردة اليوم؟”
“ظنوا أنني الكيان الذي يستدعيهم إلى القصر، فأرادوا قتلي…”
نظرت إلى رفائيل. في اللعبة الأصلية، كان إيساك الجاني، لكن اللعبة تغيرت كثيرًا.
‘هل يكون رفائيل الجاني؟’
حدقت إليه وسألت بحذر:
“هل أنتَ من استدعانا إلى هنا يا سيدي الدوق؟”
ضحك بخفة. ربت على رأسي بإصبعه بلطف.
“للإجابة، يجب دفع ثمن. ما رأيكِ؟”
كنت فضولية، لكنني لم أرد المخاطرة مجددًا. لم أجب، فتحدث بنبرة مريحة:
“سأخبركِ فقط أن قتل إيساك سيسمح لكِ بالخروج من القصر. هذا صحيح.”
‘إذن، هذا لم يتغير.’
بما أنه أقسم بأجنحة إيكاروس، فلا يمكن أن يكون كاذبًا…
“ما الطلب الثاني إذن؟”
“في منطقتكِ، هناك دير، أليس كذلك؟”
“نعم، تقصد دير الرماد؟”
“نعم. يوجد فيه أثر مقدس، كأس مصنوع من الكريستال…”
ضحك رفائيل بهدوء.
“أريدكِ أن تدمريه.”
“ماذا؟”
صُدمت من طلبه غير المتوقع. التسلل إلى دير وتدمير أثر مقدس…!
توقعت طلبًا سيئًا، لكن ليس هذا. ترددت.
“ماذا سيحدث إذا دُمر؟”
“لن يحدث شيء سيء لكِ أو لمن حولكِ. إنه أمر شخصي بالنسبة لي.”
“ألا يمكن طلب آخر؟”
“لا، لا يمكن. ألا تريدين إنقاذ إيساك؟”
‘هذا صحيح، لكن…’
فكرت طويلًا، ثم قبضت كفي الأمامي.
‘حسنًا، إنقاذ إيساك يستحق بعض الأفعال السيئة.’
“لكن قد يستغرق وقتًا. التسلل إلى دير ليس سهلًا…”
“لديكِ الهدية التي أعطيتكِ إياها. ستساعدكِ.”
‘يقصد حجر التحوّل.’
ساعدني كثيرًا، فربما يفيد هنا أيضًا…
“إذن، لا مشكلة الآن؟ ليلة سعيدة، آنسة قطة.”
ضحك بخفة ونقر بأصابعه. اختفى فجأة.
حدقت في المكان الفارغ، ثم نهضت. ظلّت رائحته القوية والساحرة عالقة لوقت طويل.
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 60"