‘… ما هذا؟’
جعلي معهم؟ ما معنى هذا؟
بينما كان رأسي يدور، واصل المحقق حديثه.
“ليس واضحًا ما يعنيه هذا الآن، لكننا نعتقد أن الآنسة ميا قد تكون مرتبطة بحادثة الاختفاء هذه.”
“لا، أنا… لم أكن قريبة من توبي أصلًا…”
نظر إليّ المحقق بهدوء، لكن عينيه كانتا خاليتين من الثقة. بدأ قلبي ينبض بقوة.
‘هل يظن أنني المشتبه بها في الاختفاء؟’
في تلك اللحظة، سمعت صوت إيساك وهو يرفع كوب الشاي بجانبي.
“كما قالت ميا، لم يكونا مقربين. لذا جاءت فكرة جذبها إلى جانبهم.”
“نعم، هذا صحيح.”
“أليس من الأفضل البحث عن متلقي الرسالة؟”
“فكرنا في ذلك أيضًا وتفقدنا مكتب البريد، لكننا لم نجد أدلة واضحة. لذلك جئنا إلى الآنسة ميا…”
نظر إليّ المحقق ثم تنهّد بهدوء. شرب الشاي دفعة واحدة كالماء وقال:
“حسنًا. سنواصل التحقيق في مكتب البريد، لذا إذا تذكرتِ شيئًا، أرجو إخبارنا يا آنسة ميا.”
“… نعم.”
غادر المحقق بنبرة خيبة. بعد رحيله، ظلّت كلمات الرسالة تتردد في ذهني.
في تلك الأثناء، تحدث إيساك إليّ.
“لابد أنكِ مصدومة.”
“… نعم. لماذا تلك الرسالة…”
‘جانبهم؟ من هم؟ ولماذا أنا بالذات؟’
فجأة، ظهرت نافذة رسالة أمام عينيّ.
[ارتفع مستوى إعجاب إيساك بكِ بمقدار 30.]
[مستوى إعجاب إيساك الحالي: 39]
‘… ماذا؟’
لماذا ارتفع إعجابه فجأة؟ و30 درجة دفعة واحدة؟
بينما كنت أنظر إلى إيساك، بدا وكأنه يبتسم ابتسامة غامضة لا أفهمها.
بعد رحيل المحقق، طلب إيساك أن يبقى بمفرده وأرسل ميا بعيدًا. كان هو نفسه مصدومًا مما حدث.
‘ميا ليست مرتبطة بهم؟’
من الرسالة التي أرسلها توبي إليهم، بدا أن ميا غير متورطة.
عندما أدرك أنها غير متورطة، اجتاحته مشاعر متضاربة. وسط الدهشة، شعر بالراحة، مما جعله يتفاجأ أكثر من مشاعره.
‘لماذا شعرت بهذا الارتياح؟’
لا حاجة لمعاداتها. بدلاً من مراقبتها وإقناعها، يمكنه البقاء معها كما هي. كانت لحظاته معها مصدر عزاء له.
‘لكن لماذا قالت إنها القطة ميا؟’
هل هذا صحيح؟ هل هي حقًا ميا؟ إذا كان الأمر كذلك…
إذا لم تكن معهم، فالوحيدة التي تعرف عن القطة ميا هي هي نفسها.
إذن، لا يمكن تركها هكذا. يجب أن تبقى ميا إلى جانبه. هذه كانت أمنية إيساك الوحيدة.
بعد انتهاء يوم العمل، استلقيت على سريري أحدق في السقف بشرود.
مؤخرًا، كانت الأحداث المربكة تتكاثر، فبحلول نهاية اليوم، كنت منهكة عقليًا.
اليوم كذلك. توبي حاول جعلي إلى جانبهم… من هم؟
تذكرت لحظة قتل إيساك لتوبي. هو قاتل، لكنه قتل لسبب واضح. عندما قتلني، سألني إن كنت مرسلة من “هم”.
‘هل كان توبي واحدًا منهم؟’
خطرت لي الفكرة، لكن لا سبيل لإثباتها.
“هُف…”
يجب الاستعداد لليلة القادمة. كالعادة، وضعت طوقًا على معصمي وانتظرت منتصف الليل.
[الليل يتفتّح.]
[وقت الظلام يقترب.]
‘يتم استدعائي اليوم.’
أغمضت عينيّ وفتحتهما لأجد رؤيتي منخفضة، وأنا في القصر المظلم.
‘لو استُدعي ريان اليوم، كنا سنتجه إلى الطابق الثالث…’
بينما كنت أتجول، رأيت ريان يقترب.
“مياو!”
“آه، ميا!”
ركض نحوي بحماس، لكن وجهه كان يحمل جدية إلى جانب الفرح.
“سنصعد إلى الطابق الثالث اليوم، أليس كذلك؟”
“مياو!”
فكرت في لقاء إيساك أولًا، لكن بما أنني سأتحول إلى إنسان، قررت عدم الذهاب إليه.
‘هُف… أتمنى أن ينتهي اليوم بسلام.’
استخدمت حجر التحوّل وأصبحت إنسانًا. نظر إليّ ريان بعيون مندهشة كالعادة.
“هل نذهب؟”
“نعم.”
أمسكت الفانوس وتبعت ريان إلى درج الطابق الثالث. نظر إليّ وقال:
“هل أنتِ بخير؟ قلتِ إنه خطر. أليس من الأفضل البقاء في الطابق الثاني؟”
“لا بأس.”
‘الاستراتيجية أفضل باثنين هنا. ولدي حجر الحماية، فحتى لو مت…’
طمأنت نفسي وأشرت لريان بعينيّ حتى يُدخل المفتاح في القفل.
– نقرة.
مع صوت المفتاح، انفتح الباب. دفعنا الباب الثقيل ودخلنا، فوجدنا قاعة كبيرة.
عندما ظهر المكان الذي رأيته في اللعبة، تنفست بعمق وتراجعت إلى الجانب الآمن نسبيًا. في تلك اللحظة، انفتح باب مقابل.
من الباب المفتوح، اقترب شيء يرتدي فستانًا. بدا كإنسان للوهلة الأولى، لكنه كان يزحف على الأرض، بحجم شاحنة صغيرة تقريبًا.
كان لديه أذرع سوداء متعددة في الجزء العلوي، تتحرك كالحشرات، تقترب بسرعة.
وجهه كان مليئًا بأفواه عديدة فقط، تصدر أصوات أسنان تصطك. نظرت الأفواه إلى ريان.
كان ريان يمسك سيفه، محدقًا في الكائن الضخم. رأيته يقبض على مقبض السيف بكلتا يديه.
اندفع الكائن نحو ريان، محاولًا سحقه بجسمه. في اللعبة، كنت أموت دائمًا لعدم تمكني من تفاديه…
لكن حركات ريان كانت رائعة. تفادى الهجوم وطعن سيفه في الجزء الذي يُفترض أنه العنق.
صرخات عديدة مزّقت أذنيّ بينما بدأ الكائن يتلوّى.
تفادى ريان وهاجم ذراع الكائن. تناثر دم أسود من الذراع المقطوعة.
حاول الكائن الإمساك بريان بأذرعه العديدة، لكن دون جدوى. سحب ريان سيفه وقطّع جانبه بسرعة.
– طعنة! قطع!
بدأ التوتر يتلاشى وأنا أراقب. كانت مهارة ريان تفوق توقعاتي.
‘بهذه الطريقة، سينجح بسهولة…!’
تفادى ريان الهجمات وضرب الكائن عند كل فرصة. أصبحت الأرض ملطخة بالسواد، وسمعت أصوات رذاذ الدم. ثم، فجأة:
“…!”
انزلق ريان على الأرض وفقد توازنه. استعاد وضعه بسرعة، لكن تلك اللحظة كانت كافية للكائن.
– صرير!
تحرّكت الأذرع الطويلة كالثعابين بلا عظام. التفت حول ريان ورفعته في لحظة.
كانت تقنية لخنقه حتى الموت.
‘يجب أن يهرب…!’
“آه، آآخ…!”
خرجت صرخة من فم ريان. هو الذي نادرًا ما يصرخ حتى في المواقف الصعبة.
ارتجف جسدي من صرخته.
‘اهدأي، ميا. جئنا معًا لهذا السبب…!’
أمسكت الفانوس وركضت نحو الكائن بلا تفكير. اقتربت، فاشتدت رائحة الدم.
سمعت أصوات الأسنان تصطك تهديدًا. شعرت بدم متجمع على الأرض يتناثر على ساقيّ.
من قرب، كان الكائن بشعًا. كبحت رغبتي في إغلاق عينيّ ورميت الفانوس نحوه.
– طقطقة!
اصطدم الفانوس بالكائن مباشرة. تحطّم الغطاء الزجاجي، وتناثر الكيروسين بداخله. انتقلت النار من الفتيل إلى الكائن.
– اشتعال!
اشتعل الفستان البالي بسرعة. كانت نارًا صغيرة، لكنها كافية لإرباكه. تلوّى الكائن وأرخى قبضة أذرعه.
كانت النار نقطة ضعف هذا الكائن. لا تسبب ضررًا كبيرًا، لكن بهذا المستوى…!
استغل ريان الفرصة، تلوّى وهرب. بينما كان الكائن يحاول إطفاء النار، داس ريان ذراعه وصعد إلى رأسه.
– طعنة! قطع!
هوى بسيفه بجنون. تناثر الدم وسط النار التي لم تنطفئ.
بينما كان الكائن يصرخ ويتلوّى، لمع سيف ريان.
‘حسنًا، إذا استمر هكذا…!’
– صرير!
فجأة، سمعت صوتًا غريبًا من الممر المقابل. التفتّ فوجدت كائنًا مشابهًا آخر.
إذا كان الكائن الذي يقاتله ريان يرتدي فستانًا، فهذا كان يرتدي بدلة رسمية بالية.
صُدمت من ظهوره.
‘ما هذا؟ ما الذي يحدث؟ لم يكن هذا موجودًا في اللعبة الأصلية…!’
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 57"