كان في صوتها المنخفض تحذير قويّ. تحذير بأنّها لن تتركه دون إجابة مقنعة.
لكن زينون أغلق فمه ولم ينبس ببنت شفة.
وبينما كانت ليليث على وشك استجوابه مجدّدًا من إحباطها، فتح زينون فمه أخيرًا.
“أعتقد أنّكِ تعرفين أكثر منّي لماذا أملك هذا.”
“ماذا؟”
حاولت ليليث الاحتجاج من دهشتها، لكن قبل أن تبدأ، قاطعها زينون.
“إذا أردتِ معرفة الحقيقة، تزوّجيني.إنه أمرٌ بسيط، أليس كذلك؟”
أمام هذا الردّ الجريء والوقح، انسدّ فم ليليث تمامًا.
لم تستطع سوى إطلاق ضحكة ساخرة من الدهشة.
وبعد أن حدّقت في زينون بوجه مذهول لفترة من الوقت تحدثت.
“…هل تعتقد أنّني سأقبلكً إذا فعلتَ هذا؟”
رفعت ليليث زاوية فمها بسخرية.
“استيقظ من حلمك السخيف. لن يحدث ذلك أبدًا.”
عند سماع ذلك، صمت زينون للحظة،
“لا، ليليث.انتِ ستختارينني.”
كان صوته هادئًا كأنّه يذكر حقيقةً لا ريبّ فيها.
لكنّ نبرته كانت تحمل ظلالاً قاتمة.
بعد أن أنهى حديثه، انحنى زينون بأدب لتوديع ليليث.
حدّقت ليليث فيه، و قبضت أصابعها واستدارت و غادرت المكان بخطى لا تخفي غضبها.
ظلّ زينون ينظر إلى ظهرها بلا توقّف حتّى اختفت ليليث تمامًا.
* * *
لماذا يملك زينون ماير هذا الخاتم؟
عادت ليليث إلى مكتبها، ووضعت الخاتم على كفّها وحدّقت فيه بهدوء.
لمع الخاتم المرصّع بالأحجار الكريمة تحت الضوء.
كان تصميمه الجميل والأنيق يبدو وكأنّه لا يمكن أن يخفي قصّة مروّعة بمجرد النظر إليه.
كان أثرَ شخص مفقود.
أم أنّه لا ينبغي تسميته أثرًا؟ فلم يتّضح بعد ما إذا كان كاليكس قد مات فعلاً.
وضعت ليليث الخاتم على المكتب، ثمّ خلعت خاتمها من إصبعها الرابع في اليد اليسرى ووضعته بجانبه.
كان الخاتمان متطابقين تمامًا باستثناء الحجم.
تذكّرت ليليث آخر مرّة رأت فيها كاليكس.
هل كان يرتدي الخاتم حينها؟ لم تتذكّر، فقد مرّ وقت طويل، وكانت تفاصيل صغيرة لم تهتمّ بها من قبل.
نقرت ليليث بأصابعها على المكتب وغرقت في التفكير.
إذا كان زينون يعرف شيئًا حقًا، فإنّها بحاجة إلى التعامل معه بحذر.
لم تعرف من أين حصل على هذا الخاتم، لكن وجوده معه يعني أنّ زينون قد يملك دليلاً عن اختفاء كاليكس.
كان عليها معرفة ذلك. بالتأكيد.
“أختي، هل أنتِ هنا؟”
في تلك اللحظة، أخرجها صوت رقيق من خارج الباب من أفكارها.
“روزالين؟”
“نعم، إنها أنا يا أختي، هل يمكنني الدخول؟”
بدلاً من الردّ، نهضت ليليث وفتحت الباب بنفسها.
عندما التقت أعينهما، ابتسمت روزالين بمرح.
نظرت حول مكتب ليليث بسرعة، ثمّ جلست على الأريكة بأريحيّة.
استدعت ليليث الخادمة لتقديم الشاي.
“ماذا كنتِ تفعلين؟”
سألت روزالين بعد أن رشفت من الشاي العطريّ.
“ماذا أفعل؟ ما أفعله دائمًا.”
“حقًا؟”ضحكت روزالين بخفّة.
“صحيح. أنتِ دائمًا مشغولة. أليس العمل كثيرًا هذه الأيّام؟”
كان صحيحًا أنّ لديها الكثير من المهام، فأومأت ليليث برأسها.
نظرت روزالين إليها بحنان،”أتمنّى لو تستطيعين الراحة قليلاً….”
اكتفت ليليث برفع كتفيها.
لم تكن تعمل الآن بالأساس، وكانت معتادة على هذا الجدول المزدحم منذ طفولتها، فأصبح ذلك جزءًا من مسؤوليّاتها الطبيعيّة.
“أنا بخير.”
أجابت ليليث باختصار وشربت شايها بهدوء.
هدأتها رائحة الشاي قليلاً.
بعد أن انفتح المجال، بدأت روزالين بالثرثرة بحماس.
كانت معظم حديثها مجرّد أحاديث عابرة، لكن ليليث استمعت إليها باهتمام.
كانت هذه المحادثات البسيطة مع روزالين من اللحظات النادرة التي تستطيع فيها ليليث الاسترخاء.
لكن في اللحظة التالية مباشرة، شعرت ليليث لأوّل مرّة برغبة في تجنّب الحديث مع روزالين.
“بالمناسبة، أختي. بخصوص زينون…”
توقّفت ليليث عند سماع ذلك.
لاحظت روزالين التغيير فيها، فتوقّفت عن الكلام ونظرت إليها بحذر.
أدركت ليليث أنّها أقلقت أختها الصغرى، فحاولت رفع زاوية فمها بجهد:
“ما به ذلك الرجل؟”
لكن صوتها لم يكن لطيفًا أبدًا.
أدركت ليليث أنّ موقفها حادٌّ جدًا، فحاولت تهدئة نفسها برشفة شاي هادئة، ثمّ وضعت الفنجان بهدوء.
نظرت روزالين حولها وتحدّثت بحذر: “أعرف أنّكِ ربّما انزعجتِ. أن يتقدّم لخطبتكِ أمام الجميع دون سابق إنذار.ليس شيئًا رومانسيًا ولا مهذّبًا، أليس كذلك؟ لقد كان زينون قصير النظر هذه المرّة. لقد تفاجأتُ جدًا أنا أيضًا. لقد أخبرته بوضوح ألّا يفعل ذلك معكِ.”
واصلت روزالين الحديث بحماس وهي تراقب ردود فعل ليليث بعناية.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 12"