لم تتردّد ليليث وتوجّهت مباشرة إلى غرفة الاستقبال.
دوّى صوت قويّ عندما فتحت الباب بعنف، فاستدار جميع من كانوا بداخلها نحوها.
تقدّمت ليليث بخطى واثقة نحو الزائر غير المرغوب فيه الذي جاء لرؤيتها.
“زينون ماير.”
رنّ صوتها البارد بنبرة قاتمة.
“ما الذي تفعله الآن؟”
لكن على الرغم من موقف ليليث العدائيّ، لم يرمش زينون بعينيه ولو مرّة واحدة.
كان كعادته ينظر إلى الأمام بهدوء وتعبير خالٍ من المشاعر.
أثار هدوؤه الثابت غضبَ ليليث أكثر.
“لقد أوضحتُ نواياي بوضوح أمس. وأنتَ سمعتَ كلامي جيّدًا. فكيف يفترض بي أن أفسّر تصرّفك هذا الآن؟”
عندها فقط، استدار زينون برأسه أخيرًا.
نظر إليها بعينين عميقتين ومظلمتين كالهاوية.
كان في زينون هالةٌ لا يمكن تجاهلها، لكنّ ليليث، التي أعماها الغضب، لم ترَ شيئًا.
استمرّ التوتر بينهما لبعض الوقت.
حدّقت ليليث فيه ببرود، ثمّ حاولت تهدئة أنفاسها المتسارعة بالقوّة. ثمّ لاحظت شيئًا في مجال رؤيتها.
كانت وثيقة الخطوبة.
شحذت ليليث أسنانها، ثمّ رفعت الوثيقة دون أدنى تردّد ومزّقتها.
“آه، آنستي…!”
حاول الخادم، الذي كان يراقب الموقف، منعها وهو في حالة ذعر.
لكنّ ليليث لم تتوقّف، وواصلت تمزيق الورقة إلى نصفين.
مرّة، مرّتين، ثلاث مرّات، أربع مرّات… حتّى أصبحت وثيقة الخطوبة ممزّقةً إلى أشلاء لا يمكن تمييزها.
بعد أن نفضت آخر قطعة من يدها، فتحت ليليث فمها.
“إذا لم تفهم أمس، سأعيد كلامي مرّة أخرى.”
نظرت مباشرة إلى عيني زينون.
“لن أتزوّج من أمثالك. لذا اذهب فورًا إلى جلالة الإمبراطور وقل له إنّ كلّ ما قلته أمس كان خطأً.”
خلال كلّ ذلك، لم يظهر زينون أيّ انفعال.
نظر إلى وثيقة الخطوبة الممزّقة بعيون خالية من العاطفة، ثمّ تحدّث بهدوء:
“سنقيم الحفل في التاريخ الذي ترغبين فيه.”
“ماذا؟”
أطلقت ليليث ضحكة ساخرة من دهشتها أمام موقف زينون الذي تظاهر بعدم سماع كلامها.
“بما أنّ الخطوبة حصلت فجأةً، لن أستعجلكِ إذا لم تكوني مستعدّة. سنقوم بها في الوقت المناسب لكِ قدر الإمكان.”
سدّت كلمات الرجل الوقحة فم ليليث.
ما الذي يفكّر فيه هذا الوغد بالضبط؟
يقولون إنّ الإنسان إذا صُدم كثيرًا لا يغضب، بل يصبح مذهولًا، وكان ذلك هو حالها الآن.
لم تعد ليليث تشعر بالغضب.
كتفت ذراعيها وحدّقت في وجه زينون الذي لا يمكن معرفة ما يفكّر فيه.
تقبّل زينون نظراتها بسهولة، ثمّ رشف رشفة من الشاي أمامه.
في الجوّ البارد كالجليد، كان هو الوحيد الهادئ.
نظر الخدم في غرفة الاستقبال إلى ليليث بحيرة و لم يعرفوا ماذا يفعلون.
وجهها، الذي أصبح أكثر قتامة، لم يظهر أيّ علامة على الاسترخاء.
بعد فترة طويلة، فتحت ليليث فمها مجدّدًا:
“اخرجوا جميعًا.”
“آنستي…!”
“أحتاج إلى التحدّث إلى هذا الرجل، اخرجوا جميعًا.”
عندما تردّد الخدم وتبادلوا النظرات، أكّدت ليليث.
“ما الذي تنتظرونه؟ لِمَ لم تخرجوا بعد؟”
عندها فقط، انحنى الخدم لتحيّة ليليث وخرجوا مسرعين من غرفة الاستقبال.
سرعان ما أصبحت الغرفة الواسعة تحتوي على ليليث وزينون فقط.
ظلّ زينون جالسًا باستقامة دون أدنى اضطراب.
حدّقت فيه ليليث ، ثمّ نقرت بلسانها مرّة وجلست مقابله.
عمّ صمت طويل بينهما.
نظرت ليليث إليه بعدم رضا واضح. في المقابل، أنزل زينون عينيه قليلاً وقابل نظراتها بصمت.
“زينون.”
أخيرًا، نادت ليليث اسمه.
رفع زينون رأسه. بدت نبرة ليليث، التي هدأت إلى حدّ ما، أقلّ حدّة من قبل وأكثر نعومة.
نظرت إليه ليليث بتعبير هادئ، غير ودود لكنّه ليس عدائيًا تمامًا.
“لنتحدّث بصراحة.”
نظر زينون إليها بهدوء أمام تغيّر موقفها، كأنّه يحاول استكشاف نواياها.
“هل تكرهني؟”
عند هذا السؤال، أجاب زينون لأوّل مرّة بشكل صادق.
“…لماذا تعتقدين ذلك؟”
“هل تسأل لأنّك لا تعرف حقًا؟”
عبست ليليث بانزعاج.
“أليس من الطبيعيّ أن أجد نفسي في موقف محرج بطريقة أو بأخرى إذا فعلتَ هذا؟”
كان صوتها الساخر يحمل سخرية واضحة.
لم تحاول إخفاء استيائها أبدًا، بل أظهرته كما هو.
أصبح وجه زينون، الذي كان ينظر إليها، أكثر قتامة تدريجيًا و ضغط بقوّة على الفنجان بيده.
“حسنًا، سأكون صريحة. لا يهمني ما الذي دفعك لطلب الزواج. ربّما تريد الانتقام، أو إحراجي، أو ربّما هناك شيء تريد الحصول عليه منّي.”
تعمّدت ليليث تجنّب ذكر كلمات مثل “الحبّ” أو “الرغبة”.
“لكن هل هذا يعني أنّ عليّ أن أتبع خططك؟ آسفة، لكن ليس لديّ وقت لألعب في مسرحيّة انتقامك الصبيانيّة. إذا أردتَ مهاجمتي، فابحث عن طريقة أخرى. لا تقم بطلب زواج سخيف.”
استمع زينون لكلام ليليث دون حراك. لكنّ التوتر في فكّه أظهر أنّه يكبح مشاعره المتأجّجة داخليًا.
بالطبع، لم تهتم ليليث به و أنهت كلامها.
“هذا اللعبة ستنتهي هنا، زينون ماير. لذا تحمّل مسؤوليّة ما فعلته الآن. إذا كنتَ رجلاً حقًا.”
بعد انتهاء كلام ليليث، عمّ صمت ثقيل في غرفة الاستقبال.
لم يجب زينون بشيء. ظلّ ينظر إلى فنجانه بتعبير مظلم، كأنّه غارق في التفكير. كتفت ليليث ذراعيها وانتظرت ردّه بصبر.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"