شعر كارل بالضغط من عينيها، فتوقّف عن الكلام للحظة، لكنّه استعاد رباطة جأشه وتابع.
“هل رفضكِ للزواج من السير زينون بسبب كاليكس؟”
عند سماع ذلك، وضعت ليليث فنجان الشاي.
-طق
كان الصوت العالي يكشف بوضوح عن انزعاجها.
كانت ليليث، التي تلقّت تدريبًا كوريثة، بارعة في إخفاء مشاعرها.
أن تُظهر انزعاجها علنًا هكذا يعني إمّا أنّها اهتزّت لدرجة لا تستطيع معها كتم مشاعرها، أو أنّها تعمّدت ذلك لتوضّح أنّها منزعجة.
في هذه الحالة، كان الخيار الثاني هو الصحيح.
“لا تتجاوز حدودك، كارل.”
“ليليث.”
“لا تذكر ذلك الاسم أمامي بتهوّر.” قالت بنبرة منزعجة.
“أن أتحمّل وقاحتك الآن هو من أجل صداقتنا. لكن إذا ذكرت كاليكس مرّة أخرى في هذا الموضوع، سأطردك فورًا.”
حاول كارل الاحتجاج، لكنّه اكتفى برفع كتفيه. أدرك أنّ الكلام لن ينفع.
منذ اختفاء كاليكس، أصبحت ليليث حسّاسة جدًا تجاهه.
حتّى مجرّد ذكر اسمه أمامها كما الآن كان يكفي لاستفزازها.
ربّما لأنّها لم تقبل هذا الواقع بعد. هكذا خمّن كارل بجرأة.
“هوه…”
وضعت ليليث يدها على جبهتها وعبست.
شعرت بصداع واضطراب في معدتها مجدّدًا.
أغلقت عينيها وضغطت على صدغيها بإبهامها، ثمّ فتحت فمها.
“…كلّ هذا بسبب زينون، ذلك الرجل.”
كان في همستها غضب عميق. أغلقت ليليث فمها بقوّة للحظة، كأنّها غارقة في أفكارها.
عمّ الصمت بينهما.
نظر كارل بتعبير مريح وطلب من الخادمة كوب شاي آخر، ثمّ انتظر ليليث بهدوء.
وبعد قليل، رفعت رأسها أخيرًا.
“إذا كنتَ جئتَ لتخبرني بما حدث أمس، فقد انتهى أمرك الآن، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
تفاجأ كارل بردّها المفاجئ وسأل ببلاهة.
نظرت إليه ليليث كأنّها تستصغره، ثمّ أمرت بطرده.
“آسفة، لكن ليس لديّ وقت للتعامل معك اليوم. إذا انتهيتَ مما تريد قوله، ارجع الآن.”
“ليليث!”
ناداها كارل، لكنّها لم تلتفت ونهضت من مكانها.
أصبح تعبير كارل يائسًا لرؤيتها هكذا. لكنّه أدرك أنّه مهما حاول، لن يستطيع تغيير رأيها، فتنهّد وتبعها خارج غرفة الاستقبال.
* * *
بعد أن أرسلت كارل بعيدًا، جلست ليليث وحيدة في مكتبها غارقة في التفكير.
“ستوافق. حتمًا.”
كلمات زينون التي نقلها كارل ظلّت تتردّد في ذهنها.
ما خطته بالضبط؟
كان زينون يتصرّف بعناد الآن، لكنّ ليليث تعلم أنّه ليس أحمقًا بلا بصيرة.
بل كان ذكيًا وحسابيًا أكثر من ذلك. لذا، يجب أن يعرف جيّدًا أنّها لا تنوي الزواج منه…
تذكّرت ليليث وجه زينون دون قصد وضيّقت حاجبيها. لم تستطع تخمين ما يخفيه في داخله.
في تلك اللحظة، سمعت طرقًا على الباب،
مما أخرج ليليث من أفكارها.
“ادخل.”
بصوتها، فُتح الباب بحذر مع صرير خفيف.
دخل الخادم ذو الشعر الأبيض إلى المكتب، وانحنى بأدب لتحيّة ليليث.
“ما الأمر؟”
فتح الخادم فمه بتعبير محرج.
“لديكِ زائر.”
“زائر؟”
عبست ليليث قليلاً.
لماذا كثر الزوّار غير المرغوب فيهم اليوم؟
لم يكن كارل، فقد طردته للتوّ. من إذًا يمكن أن يكون وقحًا هكذا غيره؟
“أنا مشغولة اليوم، أعده. قل له أن يحدّد موعدًا مسبقًا في المرّة القادمة.”
قالت ليليث ببرود. لم تكن تريد تحمّل وقاحة الآخرين مرّتين في يوم واحد، خاصّة وهي متوترة هكذا.
لكن رغم أمر الطرد الواضح، تردّد الخادم ولم يخرج.
من تصرّفه غير المعتاد، شعرت ليليث أنّ شيئًا ما خطأ.
تغيّرت نظرتها في لحظة وسألته.
“هل هناك خطبٌ ما؟”
“حسنًا…”
تردّد الخادم ولم يتحدّث بسهولة. مع تصرّفه غير المألوف، أصبح وجه ليليث أكثر جديّة.
ثمّ أخفض الخادم رأسه بتعبير معتذر.
“السير زينون هنا. ومعه وثيقة خطبة.”
شعرت ليليث أنّ خيط صبرها انقطع أخيرًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 10"