6
─────────────────────
🪻الفصل السادس🪻
─────────────────────
في غرفةٍ يغمرها ضوءٌ برتقاليٌّ ناعم، شُوهد شخصانِ جالسانِ قُربَ المدفأة.
كان أحدُهما يديرُ ظهرهُ، بينما كان وجهُ الآخر واضحًا تمامًا من السرير الذي كانت كلوي مستلقيةً عليه.
‘وهكذا.’
أولُ شعورٍ اعتراني عندَ رُؤيةِ الرجلِ الغريب كان الإعجاب.
هل هوَ إنسان حقًا؟
الرجلُ ذو الشعرِ الأشقرِ اللامع والعينين الخضراوين البراقتين كان أقربَ لوصفه بالجمالِ أكثرَ من الوسامة.
أيمكنُ لرجلٍ أن يكونَ بهذا القدرِ من الجمال.
كلوي، التي كانت مسحورةً بجمالهِ الذي يتلألأُ كالجوهرة، فتحت عينيها على الفورِ في دهشة.
‘الآن ليس الوقت المناسب.’
لقد تم اختطافها. وبغض النظر عن مدى وسامة الخاطف، لم يكن هذا الوقتُ مناسبًا للتحديقِ في وجهه.
حبست كلوي أنفاسها ونظرت إلى الرجلِ الذي كانَ جالسًا وظهرهُ إليها.
“… ظننتُ أنّ علي الانتظار.”
جاء صوتِ مألوف من الرجل الذي لم أتمكن من رؤيةِ وجهه.
كان صوتَ الأرشيدوق لوسيان لياندر، الأبّ الورقيّ الذي اختطفها.
“لو أنني حاولتُ أكثرَ قليلًا، لو بذلتُ قصارى جُهدي أكثر…… اعتقدتُ أنه سيغير رأيه أيضًا.”
‘إذا كان هذا الرجلُ بالفعل هو الأرشيدوق لياندر، فهذا يعني أنني في أرض الأسود.’
ضيّقت كلوي عينيها وحدّقت في الرجلِ الجالسِ هناك، هذه المرة كان وجههُ ظاهرًا.
“يُغيّر رأيه.”
“إذن، ذلك الرجل الذي له نفس لون شعر وعينَي الأرشيدوق……’
“لم أكُن أعلمُ أنكَ بهذا الغباء.”
‘أعتقدُ أن إيان لياندر سيكون أخ والدي الصغير.’
تغيرت نظرةُ كلوي سريعًا وهي تدركُ هوية الغريب.
إيان لياندر. رئيسُ عشيرةِ الأسود وملك أراضٍ شاسعة.
و……
‘قاتلٌ شريرٌ وشرسٌ قامَ بقتلَ خالي.’
قبضت كلوي يديْها على البطانيةِ دُون أن تشعر.
في القصةِ الأصلية، بعد أن يُكشف سِر كُلوي، يقتلُ لوسيان لياندر ابنتهُ وزوجته، ثمّ ينتحر.
وكان أولُ شاهدٍ على المشهدِ المأساويّ هو إيان لياندر، رئيسُ عشيرة الأسود.
‘حرفيًا، مزّق خالي إربًا إربًا حتّى الموت.’
منذُ ذلك الحين، تبدأُ حربٌ مريرة.
حربٌ رهيبةٌ يلقى فيها كلٌّ مِن عائلةِ الأسود وعائلة الذئاب نهايةً مأساوية.
‘لا.’
عضّت كلوي شفتيها وهي تتذكرُ وجهَ خالها الذي كان يُغني لها تهويدةً بحنان.
لم يكن بإمكانها أن تترك الأمورَ تسيرُ هكذا. كان عليها أن تحمي عائلتها المحبُوبة، والدتها وخالها، منهم.
‘يجبُ عليّ منعُ الحربِ بأيّ ثمن……’
كانت كلوي غارقةً في أفكارها بجديةٍ عندما……
“لا تُفكر في الإنكارِ أكثر. الشخصُ الذي يُسيءُ معاملة طفلٍ بسببِ مشاعره تجاهَ شخصٍ آخر، هو شخصٌ كان ليُسيءَ معاملة الطفلِ لأيّ سببٍ آخر أيضًا.”
صدرَ صوتٌ غير مفهوم من فمِ إيان لياندر.
‘إساءةُ مُعاملة؟ عمَّن يتحدثون؟’
رفعت كلوي أذنيها بنظرةٍ حائرةٍ على وجهها.
“قالوا إنهم كانوا يستمتعونَ بإلقاءِ الطعامِ الذي يكادُ يفسد وإطلاق الحيوانات المفترسة ومشاهدتها ترتجفُ من الخوف.”
‘يا لهُ من أمرٍ شنيع.’
انخفضت زوايا عينيّ كلوي، فقد عانت من شيءٍ مشابهٍ في حياتها السابقة.
‘لا أعلمُ من هو، لكن لا بدّ أنّ الأمرَ كانَ صعبًا للغاية.’
“لقد تأكدتُ. كانَ معصميها مليئانِ بالندوب، والدمية البالية الشبيهة بالقمامة والتي كانت تحتضنُها بينَ ذراعيها بإحكامٍ كأنّها كنز.”
سقطت عينَا كلوي، التي كانت تتعاطفُ مع الطفلِ المجهول، فجأةً على معصمها.
كان معصمُها الرقيقُ مغطى بعلاماتِ أسنان من مكانِ اختبائها.
‘……. لا يمكن.’
عندما أدرتُ رأسي قليلاً، شاعرةً بشعورٍ غريب لسببٍ ما، رأيتُ دميةً جالسةً بجانبِ سريري.
دميةٌ مهترئةٌ للغاية بخيوطٍ بارزة، صنعها برُوكس.
ارتعشت حدقتَا كلوي كشمعةٍ في مهبّ الريح.
‘لا، مستحيل. لا يمكنُ بأيّ حالٍ من الأحوال أن يحدثَ هذا الالتباسِ السخيف–’
“قلتَ إنكَ رأيتَ ذلك بنفسك. خزانةُ مغبرة ذات أقفالٍ مُتعددة حتى لا يُمكن فتحُها أبدًا. وبمجرد أن يُفتح الباب، كانت هناك طفلةٌ تبكي وتتوسلُ ألّا تضربها.”
‘–ماذا!’
كانت مُحاولات الخاطفِ لإنكارِ الأمرِ بلا جدوى، وتمّ التّوصل إلى هذا الاستنتاج.
“صحيحٌ أنّ ابنتكَ والتي تكونُ ابنة أخي تعرضت للإساءة. أيضًا من الصحيح أنني أحضرتُها متأخرًا للغاية.”
‘لا! لا!’
فتحت كلوي فمها كسمكةِ شبوط وصرخَت في صمت.
‘لا، هذا وضعٌ يُمكن أن يُساء فهمه! صحيحٌ أن حياتي السابقة كانت كذلك! لكنها مُجردُ حياةٍ سابقة!’
“…… حسنًا. يبدُو أن حقيقةَ الإساءة نفسهَا لا يُمكن إنكارها.”
‘أي إساءة؟ أنتَ لا تعلمُ كم يُحبني كلٌّ من أمي وخالي!’
“قد نحتاجُ إلى تحقيقٍ إضافي.”
لا، لا!
كبتت كلوي رغبتها في الصراخ والنضالِ مثلَ خُنفساء وحيد القرن المقلوبة على ظهرها.
‘ليس بعد.’
لم يكن ينبغي أن تتحركَ بتسرع.
بما أنها لا تزالُ لا تعرفُ سببَ اختطافها، كان عليها جمعُ أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات بينما يُمكنها التنصت.
“هل تحتاجُ إلى تحقيقٍ إضافي؟”
عند كلمات لوسيان، يُمكن رؤية إيان عابسًا ويرفع زاوية فمه بسخرية.
“لماذا؟ هل ستقولُ إن علينا أن نشككَ في تقرير العميل السري هذه المرة؟ التقريرُ الذي شهدَ فيه عشراتُ العملاء السريين على نفسِ الوضع؟ أوه، ليس وكأنكَ لا تعرفُ من هو العميل السري، أليسَ كذلك؟”
‘عميلٌ سري؟’
حدقت كلوي في الفضاء بوجه جاد.
هل كان يتمّ إخفاءُ عملاء سريين مِن قبلهِم في عائلة الذئاب؟
وهل استمرّ هذا العميلُ في الشهادةِ على أنّني كنتُ أتعرضُ للإساءة؟
‘من الذي أدلى بشهادةٍ كاذبةٍ كهذه؟ ولماذا؟’
عقدَت كلوي حاجبيها كما لو أنّ الجاني كانَ على السقف، وبدأت تغضبُ بمفردها.
‘انتظر فقط حتّى أقبضَ عليك! لن أدعكَ تُفلتُ بفعلتك!’
“إنهم أشخاصٌ لا يُمكنهم الكذبُ أبدًا. ميليسا آروس كانت تكرهُ ابنتها أكثرَ من أيّ شخصٍ آخر، لذا شجعت عُشّاقها على مضايقةِ ابنتها…….”
يا لهُ من هراء!
في تلكَ اللحظة، كانت كلوي تردّ على كلمات إيان وتدحضها برفعِ حاجبها في تحدٍّ.
التقت عينا كلوي الغاضبةُ بعينيّ إيان المتهيجة في الهواء.
“آه.”
يا إلهي!
بمجرد أن التقت أعينُهما، أغمضَت كُلوي عينيها أسرع من البرق.
وبشكلٍ طبيعيٍّ تمامًا، تظاهرت بالنوم.
كوووك. كوووك.
“……”
في وسطِ الصمت، لم يُسمع سوى أصوات أنفاس كلوي المتقطعة.
‘هـ-هل انكشفَ أمري؟’
في الواقع، كانَ هذا التصرفُ ناتجًا عن غريزة وليسَ عن تفكير.
كلوي، التي تذكرت حياتها السابقةَ للتو، لم تكن تمتلكُ الثقة للتعاملِ مع رجالٍ بالغين غرباء بمفردها في مكانٍ غريبٍ لا تعرفُ فيه أحدًا.
عندما كانت كلوي فتاةً صغيرة، كانَ والدها الذي أمسكَ بشعرها رجلاً ضخمًا للغاية.
تمامًا مثل هذين الرجلين الغريبين اللذين يراقبانني الآن.
‘لم يتمكّن من رؤيتي، أليس كذلك؟ ربّمَا لم يراني.’
شعرت كلوي بعرقٍ بارد يتشكلُ على جبهتها وركزت كلّ انتباهها على أذنيها.
ولكن بغضّ النظرِ عن مدى إنصاتها، لم تسمع سِوى صوتِ أنفاسها.
‘هل أنا جيدةٌ في التمثيل؟ حسنًا، لقد أغمضتُ عينيّ فورًا، لذلك ربما لم يروا شيئًا……’
“أخي، ماذا أفعل؟”
سُمع صوتُ إيان الهادئ، وكأنهُ يسخرُ من شعورِ الطفلة بالارتياح.
“إنها تحاولُ بجديةٍ التظاهرُ بالنوم….. هل يجبُ أن أتركها وشأنها وأغادر فحسب؟”
احمرّت أذنايَ من الخجل.
ولكن كما لو أنني أثبتُ صحة ما سمعته، لم أتمكن من التوقفِ عن إصدارِ أصواتِ شخيرٍ مُصطنعة.
تنهدت كلوي واستمرّت في إصدارِ هذه الأصوات كمَا لو كانت تُجبر نفسها على فعلِ ذلك.
لبرهة، استمرّت أصواتُ شخيرٍ يعرفُ الجميع أنها زائفة في ملءِ الغرفة.
“…… إنها تُشبهها.”
غادروا من فضلكم.
تمامًا عندما كانت كلوي تُصلي بيأس، سمعت صوتًا منخفضًا.
“تمثيلها سَيءٌ حقًا…… إنها تشبهُ والدتها تمامًا.”
عند هذه الكلمات، توقفت كلوي فجأةً عن الشخيرِ بصوتٍ عالٍ.
‘تشه.’
برزت شفاهُ الطفلة وكأنها تثبتُ استيائها.
‘لا أريدكَ أن تعبثَ مع عائلتي!’
تنهدت كلوي داخليًا للحظة، ثم استسلمت عن التمثيل ونهضت بحذر.
وعندما أدارت رأسها ببطء، رأت رجلينِ وسيمينِ بشكلٍ غير واقعيّ ينظران إليها وظهريهما إلى المدفأة.
‘اهدئي.’
أخذت كُلوي نفسًا عميقًا بينما شعرت بالعرقِ يتجمعُ في يديها.
‘هؤلاءِ الناس ليسوا والدي من حياتي السابقة. لن يضربوني. لا، ربما يضربونني، لكن ليسَ بقوة……’
شعرت كُلوي بالخوفِ مجددًا، فأغلقت عينيها بشدّة.
“أمي وخالي لم يُسيئا معامَلتي أبدًا.”
ولكن رُغمَ صوتِها المُرتجف، جَمعت كلوي شجاعتها.
“لم أُضرب أو أُترك جائعةً أبدًا.”
فكرت للحظةٍ أنني قد أتمكنُ مِن التظاهرِ بأنني تعرضتُ للإساءة وأستغلّ ثغراتهم.
“أمي وخالي يُحبّانِني.”
لكنّني لم أرغب في فعلِ ذلك.
لم أرغب في تحقيقِ أيّ هدفٍ على حساب إنكار حب عائلتي، وهذا هوَ السببُ الذي دفعني لعيشِ حياةٍ جديدة.
“وأنا أحبُّ أمّي وخالي أيضًا.”
‘والأهمُّ من كلّ شيء، هُم أناسٌ لن تجدَ معهم هذه الأكاذيب أبدًا.’
مسحت كلوي العرقَ المتراكمَ في كفيها مرةً أُخرى ونطَقت كلماتها الأخيرةَ بحزم.
نظرت كُلوي إلى الرجُلينِ الضخمينِ اللذانِ كانا يحدّقانِ بها بصمتٍ بوجوهٍ قلقةٍ للغاية.
في القصةِ الأصلية، كانت مُجردَ كائنٍ نجسٍ غيرِ طاهر.
تحدثَ الجميعُ عن كيفَ كَان من الأفضلِ لو لَم تُولَد أبدًا.
لو كانَ ذلكَ صحيحًا، لمَا اندلَعَتِ الحرب، ولكانتِ العائلتانِ لا تزالانِ على قيدِ الحياةِ وبخير.
‘لذلكَ لا عجبَ أنّ الجميعَ هنا يَكرهُونني.’
نغم كانَ ذلكَ طبيعيًّا أيضًا.
شعرت كُلوي بالرعب عندمَا وقفَ والدُها الورقيّ بهدُوء واقتربَ مِنها.
هَذا صحيح.
عندما غطّى ظلّ الأرشيدوق لياندر جسدَ كلوي كليًا، أصبح جسدها بأكمله متيبسًا كغصنِ شجرة جاف.
يداها، اللتان كانتا شاحبتين بالفعل، بدأتا ترتجفان.
“……”
نعم، هذا صحيح. لكنّني لن أُصدرَ أيّ صوت.
لَن أستسلمَ أبدًا للعنفِ مرةً أخرى.
ومع ذلك، بغض النظر عن مدى استعدادي لتحمّل الألم، لم أشعر بأيّ ألم.
بدلاً من ذلك، لمسَ شيءٌ خشنٌ ولكنّهُ دافئٌ ظهرَ يدي.
─────────────────────
🪻شروحــات🪻
الأبّ الورقيّ:
يشيرُ هذا المُصطلح إلى شخص يعتبر أبًا بالمعنى القانوني أو الرسمي ولكن ليس بالضرورة بالمعنى البيولوجي أو العاطفي.
وفي هذا السياق، من المحتمل أن كلوي قصدت أن الأرشيدوق لوسيان لياندر معترفٌ به رسميًا باعتباره والدها، ولكن لا توجد علاقة عميقة بينهما كأب وابنته كما العلاقات المعتادة.
“صحيحٌ أنّ ابنتكَ والتي تكونُ ابنة أخي تعرضت للإساءة. أيضًا من الصحيح أنني أحضرتُها متأخرًا للغاية.”
كان إيان يقصد هنا أن كلوي هي ابنة أخاه (لوسيان) والذي يتحدث معه بالفعل الآن.
─────────────────────
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨
حســاب الواتبــــاد:
أساسي: Satora_g
احتياطي: Satora_v
انستــا: Satora_v
───────────────
قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱:
– سُبْحَانَ اللَّه 🪻
- الحَمد لله 🪻
- لا إله إلا الله 🪻
- الله أكبر 🪻
- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻
– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻
– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 6"