─────────────────────

 

🪻الفصل الثالث🪻

 

─────────────────────

“لقد كان هو من آذاك بشدة، وسبب لك جروحًا فظيعة. ميليسا، لا أريد أن أراه مرة أخرى أبدًا، حتى لو كان ذلك بسبب الدماء التي كانت على ملابسك آنذاك.”

 

عبست كلوي وهي تشعر بالتصدعات في أملها الذي بالكاد كان متماسكاً.

 

جروح فظيعة ملابس ملطخة بالدماء…

 

كان هناك شيء ما قد حدث، استنادًا إلى نبرة صوت خالها واختياره للكلمات.

 

‘لم يذكر ذلك في الرواية، ولكن قد تكون الأحكام المسبقة صحيحة في الواقع…….’

 

زحفت كلوي مرة أخرى نحو الباب، وعلى وجهها نظرة معقدة.

 

“أخي على حق. أعتقد أن أفكاري كانت ساذجة للغاية.”

 

سمعت صوت أمها الكئيب يقترب نحوها.

 

‘إيــك!’

 

بعد أن شعرت كلوي بالخطر، قفزت بسرعة وانزلقت عائدة إلى سريرها.

 

ببطء، وبصمت، انفتح الباب.

 

جلست ميليسا بحذر بجانب طفلتها النائمة بسلام. 

 

“أخشى أنكِ…..”

 

قامت ميليسا بتمسيد شعر كلوي بحنان، وقبّلت جبينها بهدوء.

 

“لا تقلقي يا ابنتي العزيزة. مهما حدث، أمكِ ستحميكِ.”

 

كانت الكلمات الحنونة أشبه بوعد لنفسها أكثر من كونها همسًا.

 

“طفلتي تحتاج فقط إلى أن تكبر دون أي قلق. هذا كل شيء.”

 

دسّت ميليسا كلوي في اللحاف أخيرًا وغادرت الغرفة بهدوء.

 

بمجرد أن أغلق الباب، فتحت كلوي عينيها الدامعتين.

 

ابنتي. طفلتي.

 

كانت الكلمات الدافئة التي لم تسمعها من قبل في حياتها السابقة، تشد أوتار قلبها.

 

‘لا تبكي.’

 

مسحت كلوي دموعها، ونهضت من السرير مسرعةً وأشعلت شمعة.

 

الرواية التي تجسدت فيها، <تحيّزاتٌ فوق تحيّزات>، كانت قصة مكتوبة فقط للشخصيات الرئيسية.

 

في منتصف الرواية، تتعرض عشيرة الذئب الرمادي لإبادة وحشية على يد البطل الذكر.

 

تذكرت كلوي المشهد الوحشي في الرواية الأصلية.

 

[وقف زيون ديموس فوق بركة من الأشلاء العائمة من الحياة المتلاشية.

 

رغم وجهه الشاحب بلا حياة، وشعره الأسود الذي يقطر دمًا أحمر، إلا أنه لم يظهر أي علامة على الغثيان.

 

كانت الهالة الداكنة والعينان الزرقاوان السماويتان الغريبتان جميلتين، ولكن هذا كل شيء.

 

لم يكن هناك أي عاطفة، كما لو كان قد مات بالفعل.

 

“أشعر بالملل.”

 

لم تكن الكلمات التي تمتم بها تحتوي على أي شيء سوى الملل.]

 

انقبض فكّ كلوي عندما تذكرت أول ظهور لـ زيون ديموس الناضج.

 

‘لا.’

 

أولئك الذين كانوا مجرد أدوات خلفية لعرض قوة زيون الساحقة ووحشيته لم يعودوا مجرد إضافات.

 

الأشخاص الذين سقطوا بلا رحمة، كانوا عائلتها والأشخاص الذين أحبتهم.

 

‘لا يمكنني السماح بحدوث ذلك.’

 

كانت هذه أول عائلة حظيت بها.

 

أناس أحبوها بطريقة لم تحظَ بها إلا في حياتها الثانية.

 

‘سأحميهم مهما كلّف الأمر’.

 

انتهى تجوالها القصير بعزيمة راسخة.

 

لا مزيد من التحسر على حقيقة أنها لا تستطيع تقبل مصيرها بالموت مرة أخرى وأنه لا يوجد شيء يمكنها فعله حيال كونها أرنب.

 

أحكمت كلوي قبضتها بعينين مليئتين بالعزم.

 

‘حسنا، الآن……’

 

استدارت كلوي ونظرت إلى انعكاس صورتها في المرآة الكبيرة.

 

كانت متحمسة للغاية لدرجة أن أذني الأرنب البيضاء برزت من رأسها.

 

‘حسنًا، في الوقت الراهن……’

 

على الرغم من وقفتها النشطة، وضعت كلوي خطتها الأولى بعينين مرتعشتين قليلاً.

 

‘لنخفي حقيقة أنني استيقظت كأرنب.’

 

سارت كلوي، وهي تخفي أذني الأرنب بكلتا يديها، وجلست أمام المكتب.

 

ثم أخرجت دفترًا صغيرًا ودوّنت الاستعدادات اللازمة بخط يدٍ أنيق ومرتب.

 

‘لعبة مسدس مائي اشتراه لي خالي ذات مرة، وبعض عشب النعناع البري و…….’

 

لقد كتبت العناصر اللازمة لصنع سلاح استعدادًا للحدث الأول الذي سيحدث.

***

“يا إلهي، كم هي جميلة!”

 

“ألستِ مثل طائر صغير؟ يمكنكِ أن تجولي القارة بأكملها ولن تجدي من هي أجمل منكِ يا كلوي!”

 

‘هل تقول هذه المجاملات أمامي فقط؟’

 

أمام كعكة عيد الميلاد، لوحت كلوي، التي كانت ترتدي فستانًا مغطى بالأشرطة، بيدها وابتسمت بشكل محرج. 

 

وفي الوقت نفسه، اندلعت الهتافات الحماسية من كل مكان.

 

“أيتها الأميرة، انظري هنا أيضًا!”

 

“هنا أيضًا! ها هي الكرة الحريرية المفضلة للأميرة!”

 

“…….”

 

أدارت كلوي عينيها الضبابيتين وحدّقت بعيدًا.

 

في زاوية قاعة الرقص، لمحت مجموعة من رسامي القصر يعملون بسرعة بفرشاتهم.

 

كان من الواضح أنهم كانوا يرسمونها، وأرواحهم الفنية مشتعلة.

 

‘همم…’

 

خفضت كلوي رأسها لدراسة انعكاسها.

 

لم تكن أميرة مملكة الذئاب، بل بدت أشبه بأميرة مملكة الدانتيل.

 

عندما نظرت إلى الرتوش المكشكشة التي تشبه اليقطين والأشرطة بحجم البطيخ، هزت كلوي رأسها بخفة.

 

‘حسنًا، ماذا يمكنني أن أفعل؟ يبدو أن البالغين يحبون ذلك كثيراً. أنا مجرد طفلة، يجب أن أتحمل ذلك.’

 

الأشياء الجيدة هي الأشياء الجيدة. بقلب سخي، ابتسمت كلوي على نطاق واسع للنبلاء.

 

“كيـــــــــا!”

 

شهق الكبار، الذين كانوا يتدافعون لجذب انتباه الأميرة، مرة أخرى.

 

‘يبدو أنهم سعداء……’

 

أومأت كلوي برأسها وهي تحدق في الوجوه السعيدة، بارتياح.

 

لقد مر وقت طويل منذ عقد مثل هذه المأدبة الكبيرة. بالنسبة لشعب المملكة، الذي واجه العديد من الصعوبات، كان هذا اليوم مليء بالسعادة.

 

‘ولكن هل عيد ميلادي هو الوحيد الذي يستحق مثل هذا الاحتفال الباذخ؟’

 

بدت كلوي فجأة قلقة عندمل أدركت أن حفل عيد ميلادها كان أكثر فخامة من عيد ميلاد والدتها أو خالها الأمير.

 

“خالي، ألا تعتقد أن هذا كثير بعض الشيء؟”

 

نظرت كلوي إلى بليك الذي كان يقف بجانبها بتعبير جدي.

 

ولكن، كان خالها الساذج يبتسم ابتسامة عريضة وكأنه عيد ميلاده هو. 

 

“بروكس، هل سبق لك أن رأيت ملاكاً؟”

 

“هاه؟ لم أرى واحدًا من قبل، ولكن…..”

 

“أوه، حقًا؟ إذًا دعني أريك. هناك ملاك بأجنحة ذهبية يقف بجانبي الآن، هاهاهاها!”

 

……عندما رأت كلوي أن بليك قد تمادى بعض الشيء، أدارت رأسها بسرعة نحو والدتها طلبًا للمساعدة. 

 

‘أمي، أوقفيه من فضلك’

 

مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، ألقت نظرة سريعة على ميليسا، إلا أن ميليسا نظرت إليها بتعابير لا تقل غرابة عن وجه خالها، كان تعبيرها أكثر من سعيد.

 

“انظروا إلى طفلتي. أجمل طفلة في العالم.”

 

تنهدت كلوي بشدة على الطريقة التي كانت أمها تشير إليها بكلتا يديها وهي تقول ذلك بوجه متألق.

 

“شكرًا على عملكِ الشاق، يا الأميرة”.

 

جعلها الصوت المرح تدير رأسها لترى بروكس لويل، مرافقها ذو الشعر البني الفاتح.

 

“إنه لا شيء…….”

 

سعل بروكس بخفة وناولها لعبة بحجم كف شخص بالغ.

 

“إنه ليس بالشيء الكثير، لكنه هدية مني، أعتقد أن لديك بالفعل كل الأشياء القيمة……. لكن آمل أن تقبليها.”

 

عرفت كلوي على الفور أنها مصممة على هيئة شخص ما.

 

“واو، هل هذه أنا؟” 

 

ابتسمت كلوي وقبلت الهدية بسعادة.

 

“هل صنعها بروكس بنفسه؟ إنها لطيفة جداً……!”

 

“شكراً جزيلاً لك، حتى لو كانت مجرد كلمات.”

 

“إنها ليست مجرد كلمات، لقد استغرقتَ وقتاً طويلاً في صنعها من أجلي، غرزة تلو الأخرى.”

 

كان أنف الدمية معوجًا بعض الشيء، لكنها كانت تحمل تقديرًا لطفلة عيد الميلاد.

 

“شكراً لك. أنا أحبها كثيرًا، سأحتفظ بها بجانب سريري وأعانقها كل يوم.”

 

ابتسم بروكس بخجل وخفض نظراته، وكأنه ممتن لأن كلوي لاحظت ذلك. 

 

“آمل أن تكبر ابنتي لتصبح جميلة مثلك تمامًا، على الرغم من أنها لم تبلغ 100 يوم بعد.”

 

ابتسمت كلوي بحزن وهي تتذكر تفاخر بروكس بكونه أباً.

 

“بالطبع لا يا سيد بروكس، ابنتك ستكون أجمل مني.”

 

“ممم. بروكس، أنت تحلم أحلاماً كبيرة جداً.”

 

مستحيل.

 

تراجعت كلوي ونظرت بقلق إلى بليك الذي دخل الغرفة.

 

بالتأكيد، حتى لو كان خالها فإنه لن يتفاخر أمام والد طفلٍ حديث الولادة.

 

“همم، لا. كلما كان الحلم أكبر، كان ذلك أفضل، لذا امضي قدمًا واحلم!”

 

ولكن مرة أخرى، تبددت آمال كلوي.

 

فبليك، الذي لا بد أنه كان يتنصت على محادثتهما، نفخ صدره مثل العصفور وابتسم ابتسامة متكلفة.

 

“لا يمكن أن تكبر لتكون جميلة مثل كلوي إلا إذا عاد التنين وتمنيت أمنية، ولكن قد يكون لطفلتك فرصة واحدة في المليون أن تشبه ابنة أخي إذا صليتِ بما فيه الكفاية……. كلوي؟”

 

“توقف!” 

 

صفعت كلوي صدر خالها بينما كان يغرف الطبق الرئيسي، بغضب.

 

لا بد أن يكون هذا الرجل ذكياً. إنه يحاول فقط أن يمدحني حتى أشعر بالسوء!

 

“أوه، نعم. كلوي!”

 

لكن يبدو أن عضلات خالها الهائلة لم تكن تحتوي على شيء من الذكاء لملاحظة ذلك.

 

ومع ذلك، يبدو أن بليك فهم إيماءة كلوي الصفعية بشكل مختلف، وابتسم كما لو كان لها معنى مختلف تمامًا.

 

“ابنة أختي، ألا تستطيعين الانتظار حتى تطفئي شموع الكعكة؟”

 

رفع بليك كلوي للأعلى مثل الفجل.

 

ثم صرخ، لافتاً انتباه الجميع.

 

“والآن، ذروة المأدبة! كلوي، هل أنتِ مستعدة لتحقيق أمنيتكِ؟”

 

تنهدت كلوي بعمق وهي تتدلى في الهواء.

 

انسي الأمر. حتى لو كان خالي، لماذا عليه أن يصنع الكثير من كل شيء؟

 

حدَّقت كلوي في الكعكة ذات الثلاث طبقات، التي كانت أطول منها، وشبكت يديها معاً.

 

بالطبع، كان لديها أمنية واحدة فقط.

 

‘من فضلك دعني أوقف الحرب.’

 

كانت تتقلب كل ليلة وهي تفكر في القصة، لكن الأجزاء التي يمكنها التدخل فيها كانت شبه معدومة بسبب القصة التي تدور حول الشخصيات الرئيسية، البطل والبطلة.

 

وعلى وجه الخصوص، تم وصف قصص عشيرة الذئاب الرمادية وعشيرة الأسود بإيجاز.

 

سيكون من الرائع لو تمكنت من معرفة كل شيء مسبقًا ومنعه مثل الشخصية الرئيسية في رواية مانشكين*. 

 

(*غالبا تصنيف يشمل روايات الأكشن أو لها معنى آخر عامي وهو الشخص الذي يملك قدرات ومهارات عالية) 

 

أو على الأقل إذا استيقظت كذئب أو أسد…….

 

‘أرجوك دعني أوقف الحرب، أرجوك لا تدع أحدًا يتأذى’.

 

كانت كلوي أرنبًا أصغر من الكعكة ذات الثلاث طبقات.

 

للأسف، كانت تعرف حدودها جيدًا.

 

‘سأبذل قصارى جهدي، سأفعل كل ما بوسعي ولكن أرجوك لا تدع عائلتي تتأذى.’

 

“كلوي، الشموع على وشك أن تنطفئ.”

 

عند سماع صوت والدتها المبتهج، فتحت كلوي عينيها بحزم.

 

وبنفخة قوية أطفأت الشموع.

 

انفجر الجمهور في الهتافات والتصفيق، ولم يتمنوا شيئًا سوى السعادة والصحة الجيدة لأصغر أفراد عائلة الذئاب.

 

ابتسمت كلوي وهي تشاهد الدخان الأبيض المتصاعد من الشمعة يتطاير في السماء.

 

‘لدي شعور جيد حيال هذا.’

 

لقد كانت لحظة لمعت فيها عينا كلوي كما لو كانت أمنيتها على وشك أن تتحقق.

 

وفجأة انفتح الباب بضجة واندفع حارس إلى الداخل.

 

“صاحب السمو، عشيرة الأسود تغزو!”

─────────────────────

🪻سوالـــف🪻

 

الفصل القادم يا سادة يحمل مفاجأة لكم! ✨

 

─────────────────────

 

لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨

 

حســاب الواتبــــاد:

أساسي: Satora_g

احتياطي: Satora_v

 

انستــا: Satora_v

 

───────────────

 

قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱: 

 

– سُبْحَانَ اللَّه 🪻

‏- الحَمد لله 🪻

‏- لا إله إلا الله 🪻

‏- الله أكبر 🪻 

‏- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻

‏- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻

– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻

– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻