كاد عقلها يدوخ بسبب ضربات قلبها المتسارعة التي جعلت حتى التنفس صعبًا. بهذه الحال، لن يقتصر الأمر على أن يكتشفها هيوغو، بل ستُوصم أيضًا كشخص غريب الأطوار.
‘هذا فقط لا يمكن أن يحدث!’
أغمضت أنجيليكا عينيها بإحكام وبدأت تكرر النشيد الوطني داخليًا عدة مرات.
بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى المقطع الرابع، بدأت الرياح العنيفة التي كانت تضرب جسدها تهدأ تدريجيًا.
–طَرق.–
تبع ذلك صوت خطوات ثقيلة. يبدو أن الشخص قد وطأ سطح السفينة أخيرًا، فاستقرت هي الأخرى بعد أن كانت تهتز هنا وهناك.
“لقد وصلنا، أنجيليكا.”
اقترب هيوغو منها حتى لامس صوته أذنها.
“…!”
مع اختفاء الرياح التي كانت تحجب الأصوات، شعرت صوته العميق يتردد في جسدها بأكمله، كما لو كانت داخل كهف.
ارتعشت من أثر ذلك، وازدادت حرارتها حتى أحست بقشعريرة تسري في عمودها الفقري.
“ن- نعم!”
دون أن تستطيع التحكم بردة فعلها، انسحبت بسرعة من بين ذراعيه، متلعثمة في حديثها. كانت تأمل في أن تبقى بعيدة عنه لبعض الوقت، لتفهم مشاعرها المتخبطة، لكن حتى هذه الرغبة لم تتحقق.
“آه، س-سيدي القائد!”
جاء صوت رجل غريب من مسافة قريبة، مما جعلها تقفز كالقط وتختبئ خلف ظهره.
أما هيوغو بيرنشتاين، فلم يُعر المتحدث أدنى اهتمام، وظل يركز نظراته فقط على أنجيليكا.
برغم من أنه وعدها بعدم تركها، إلا أنها تمسكت به بقوة أكبر من ذي قبل. في تلك اللحظة، انتشرت مشاعر غامضة في قلبه.
لقد اعتاد على ضمها إلى حد الشعور بأنه شيء بديهي، لكن حلقه احترّ بطريقة غير مألوفة. وحينما تراجعت عنه، أحسّ بفراغ في يديه، وكاد يعيد احتضانها دون وعي. لو لم يتدخل أحدهم، لكان جلبها إلى أحضانه مرة أخرى بلا تردد.
“قا- قائد…؟”
لم يكن لديه وقت للتفكير في هذه المشاعر، فقد سمع الصوت مرة أخرى. عندها، صرف نظره أخيرًا عن أذنيها الحمراوين التي كانت تظهر بين خصلات شعرها مع هبوب الرياح الخفيفة، والتفت إلى الرجل.
“هيا نتحرك.”
“نعم.”
جاء الرد من شخص آخر، بينما كان ينظر بلا اهتمام إلى الأشخاص الذين اجتمعوا على سطح السفينة.
كل الوجوه كانت مألوفة له باستثناء الرجل الذي تحدث أولًا. لكن ذلك لم يكن يعني أنهم يبادلونه الود.
“أهذه هي الآنسة راتلاي؟”
كان صوته مهتزًا وكأنه يقف أمام وحش مفترس.
حتى الفرسان الذين عاشوا معه من عام إلى ثلاثة أعوام كانوا يبدون متوترين.
“نعم. إيزابيل كوتن، ستكونين مسؤولة عن مرافقة أنجيليكا إلى الإمبراطورية.”
“أ- أنجيلي… آه، حاضر!”
أومأت الفارسة الوحيدة في المكان، والتي كانت تقف بعيدًا بتعبير شارد، بسرعة. ثم استعادت وعيها وسارت باتجاه أنجيليكا.
في تلك اللحظة، كانت أنجيليكا قد هدأت إلى حد كبير. وحين سمعت صوت خطوات إيزابيل تقترب، أمسكت بسرعة بطرف كم هيوغو.
شعرت بنظرات مألوفة تلتصق بوجهها، فتجهمت تلقائيًا.
‘كنت أرغب في الابتعاد قليلًا، لكن ليس بهذه الطريقة!’
“هيوغو، ألا يمكنني البقاء معك؟”
حتى لو كانت الشخص المرافق لها امرأة، لم تستطع ترك كل شيء لشخص لم تقابله من قبل.
“أنا أشعر بالراحة عندما أكون معك…”
بعدما قالت ذلك، شعرت أن كلامها كان أشبه بالدلال، فارتبكت، لكنها لم تكن تريد أن تتبع شخصًا آخر.
وفي خضم ذلك، سمعت أصواتًا تلهث وكأن الناس سيُغمى عليهم، لكنها لم تهتم.
كآخر محاولة، هزّت كمّه بلطف، ثم انزلقت يدها إلى أسفل حتى أمسكت بأصابعه.
وكعادته، لم يُبدِ أي ردة فعل تُذكر. لكن صمته الطويل جعلها تظن أنه يوافق.
“هذا يعني بأنك لا تمانع، صحيح؟”
ولكن، على عكس توقعاتها، قال بنبرة ثابتة:
“من الآن فصاعدًا، نحن في أمان، لذا لم يعد هناك حاجة للبقاء بجانبي. في الواقع، قد يكون غيابي أكثر راحة لكِ.”
للمرة الأولى، بدا صوته حازمًا.
ثم، قبل أن تدرك ما يحدث، وصلت الفارسة إيزابيل كوتون إلى حيث كانا واقفين، وأمسكت بمعصم أنجيليكا بحذر.
“ص-صحيح، آنستي! هذا المكان مختلف تمامًا عن الغابة. أقسم بشرفي كفارسة أنني سأفعل كل ما بوسعي لحمايتك!”
لم تعلم لماذا، لكن صوت الفارسة كان يبدو وكأنها تحاول إقناع نفسها أكثر من إقناعها.
قطبت أنجيليكا حاجبيها، ثم زفرت بهدوء. في أعماقها، كانت ترغب في رفض هذا العرض، قائلة إنها لا تجد الأمر مزعجًا إطلاقًا، لكنها لم تكن من النوع الذي يجيد رفض الآخرين.
“حسنًا، سأعتمد عليكِ، السيدة كوتون.”
“رجاءً، ناديني إيزابيل، آنستي.”
“وأنتِ، ناديني أنجيليكا أيضاً.”
أخيرًا، أفلتت كمّ هيوغو.
ورغم ذلك، لم تستطع منع نفسها من التحديق به، وعينيها نصف مغمضتين، وكأنها تحاول قراءة مشاعره.
عندها، وبابتسامة خفيفة، وضع يده على رأسها بلطف.
“سأحرص على زيارتك كثيرًا، أنجيليكا.”
“موافقَة!”
لسبب ما، جعلها هذا الوعد تشعر بفرح غامر.
‘ في هذا العالم الغريب، لا يوجد شخص آخر أشعر بالراحة معه غيره.’
لكن، في اللحظة التالية، سمعوا أصوات صدمة مفاجئة.
“ماذا!”
“ا-القائد… ا-ابتسم…!”
“أهذا… كابوس؟”
وكالعادة، لم تكن ردة فعل الجنود المحيطين به عادية على الإطلاق.
“ما هذا؟”
بينما كانت أنجيليكا تمشي على سطح السفينة، بقيت تتساءل عن سبب هذه الفوضى.
بعد لحظات، وبينما كانت الأحاديث تخفت تدريجياً، سُمع صوت رجل آخر يتحدث إلى هيوغو.
“أه، س-سيدي! أنا هانز أورين، وقد تم تعييني حديثًا في الفرقة الأولى التابعة للإمبراطورية!”
“حسنًا.”
رد عليه هيوغو بإجابة قصيرة، خالية من أي مجاملة أو تعبير. حتى أنجيليكا، التي سمعت هذا الرد مرارًا، شعرت فجأة بالفرق في نبرته.
“لا أعلم لماذا، لكن… يبدو أن شيئًا قد تغيّر.”
❈❈❈
“كاذب!”
تمتمت أنجيليكا بعبوس وهي تغرز شوكتها في قطعة اللحم أمامها، وكأنها تطعن شخصًا ما.
مرّ اليوم الثالث على ركوبها السفينة، ومع ذلك لم يظهر هيوغو رغم وعوده المتكررة بزيارتها. حتى عندما سألت الفرسان، لم تحصل سوى على إجابات غامضة مثل “ربما يكون مشغولًا”.
‘إما أنه مشغول أو لا، لماذا هذه الضبابية؟’
كان واضحًا أنهم لا يعرفون ما الذي يفعله بالضبط.
في البداية، ظنت أنهم متحفظون معها، لكنها سرعان ما أدركت أنهم ببساطة لم يكونوا يجرؤون على التحدث إليه.
‘لماذا يخافون من هيوغو؟’
لقد عملوا معه لسنوات، بينما هي لم تحتج حتى ليوم واحد كي تصبح قريبة منه.
“ومتى سيأتي بالضبط؟”
بدأت تشعر بأنه قد لا يأتي أبدًا، خصوصًا أن السفينة ستصل إلى الإمبراطورية غدًا.
‘ماذا لو لم أره مجددًا؟’
غرزت شوكتها في اللحم بقوة وهي تهمس: “فليحاول فقط…”
“أميرة؟ هل هناك ما يزعجكِ؟”
رفعت رأسها متأملة الفارسة التي جلست أمامها، ثم تمتمت: “لا شيء.”
عندها، سألها أحدهم مباشرة:
“بالمناسبة، ما طبيعة علاقتكِ بالقائد؟”
أجابت بأنقى حقيقة لديها:
“أنا المختطفة، وهو الخاطف.”
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"