كان السيف الذي يقطع الرياح بشدة قد توقف فجأة. مع ذلك، اتجهت عيون هيوغو بيرنشتاين، التي كانت تنظر إلى الأمام، بسرعة نحو مكان معين.
“……!”
نحو أنجيليكا راتلاي.
وكأن عينيه كانتا تعرفان بوجودها في هذه المنطقة منذ لحظة وطئها للأرض. على العكس ذلك، كانت عينا أنجيليكا تهتزّان بشدة وكأن الأرض قد اهتزّت.
‘إنه مجنون…’
عندما كانت تناديه سابقاً بهيوغو، لم يكن لديها مشكلة في مواجهة عينيه، ولكن الآن، وعندما تفكر في هيوغو كشخصيتها المُفضلة ، أصبح الأمر صعباً.
المشكلة كانت أصلاً في وجهه الواضح. لا تعرف لماذا كان يجمع بين الجمال والجاذبية والوسامة في آن واحد.
‘هذا ليس حلماً. إنه هيوغو بالفعل. أنا الآن أرى هيوغو أمامي.’
زادت هذه الأفكار شعوراً قوياً في قلبها، وحبّها له الذي دام ثلاث عشرة سنة مرّ أمام عينيها بسرعة، مما جعلها تشعر بالرغبة في البكاء.
إذا نظرت إليه أكثر، ربما ستنهار بالبكاء وتصرخ في وجهه بكل مشاعرها. لكنها لم تستطع تحمّل ذلك أكثر. كانت على وشك أن تُحوّل بصرها عنه، لكن… فجأة.
مرّ هيوغو أمامها بهدوء، و كأنّه لا يعرفها. كانت تراقب ظهره، في حالة من الذهول.
“أ… هل لم يراني؟”
أخذت تتخيّل نفسها في لحظات غير مجدية، وانخفضت كتفاها.
‘لقد تبادلنا النظرات. لا بد أنه رأني.’
هو ببساطة كان يتجنبها، وهي تعرف السبب جيداً.
‘في عيون هيوغو، لا بد أنني أبدو غريبة.’
لقد كان الشخص الذي كانت تضحك معه أمس، لكن الآن أصبح كل شيء غريباً. لو كان الأمر بيدها، لكانت تقترب منه كما كانت تفعل سابقاً، بلا حواجز.
لكن اسم “هيوغو بيرنشتاين” كان عائقاً كبيراً.
لم يعد هو ذلك الرجل الذي بدأ ينمو في قلبها، بل أصبح “هيوغو بيرنشتاين” الذي يحبّه الجميع.
‘آه، لماذا قلت له “أحبه” وأنا في حالة سُكر؟’
لم يكن مجرد اعتراف بالحب، بل كانت إظهاراً لكل مشاعرها السخيفة التي دامت أكثر من عشر سنوات، وكأنها تظهر شخصيتها المطاردة.
حتى التفكير في ذلك جعل وجهها يحترق.
“آه، ماذا سأفعل؟”
لكي تقترب منه، كان عليها أن تخفف من حبّها له. لكن كيف ستفعل ذلك؟ كيف يمكن للمرء أن يوقف مشاعره؟ احياناً ، كانت تجد تصرفاته جذابة.
لكن الآن…
‘أريد أن أقول، انظر إلى تلك الخصلات المتناثرة من شعره التي تلوح في الرياح. إنه جذاب للغاية! ماذا سأفعل؟’
ربما تموت قبل أن تتزوج، بسبب جماله فقط.
مسحت دمعة كانت قد خرجت من عينيها، وأخذت خطوات ثقيلة نحو البيت مع خادمها الذي كان يحثها على السير.
ومع ذلك، حتى بعد أن قابلته، لا يزال أمامها الكثير من الطريق.
❈❈❈
في المقابل، كان هيوغو بيرنشتاين قد أدار ظهره لها ببرود.
“…….”
قبض يده، وكان يخطو بحذر نحو الأمام. بعد أن خرج من غرفة المقابلات، كان وجه أنجيليكا المرتجف بسبب خوفها هو ما ملأ ذهنه.
حاول أن ينسى ذلك بتدريب السيف فوراً في ساحة التدريب، لكنه لم يستطع أن يطرد تلك الأفكار.
<هيوغو!>
<إنك حقاً رائع للغاية.>
<ليس لدي أحدٌ سواك!.>
حتى عندما ركّز على سيفه، كانت كلماتها الحلوة تتردد في ذهنه. تدريباته كانت معدومة في هذه الحالة. وفجأة، وعندما قرر التوقف عن التدريب، وجد عينيها تملأ رؤيته.
“أوه…”
كانت على مسافة بعيدة، لكن تنهداتها كانت واضحة وكأنها كانت بجانبه. كانت عيونها تتألق وكأنها زهور حمراء في الحديقة الملكية.
“…….”
سبب هذا اللون البراق جعل مزاجه ينخفض فجأة. كانت عيونها، بدلاً من أن تكون ذات اللون الدموي الذي يليق به، مليئة بألوان الورد الرائعة.
عندما أدرك مشاعره تجاهها، شعر بشيء من الغيرة تجاه الورود نفسها. قبض على مقبض السيف بإحكام مرة أخرى وبدأ يلوّح به بحدة.
بعد فترة، تصادف أن عيونها استقرت عليه.
لم يكن بحاجة للنظر إليها؛ كانت المشاعر واضحة. لذلك، زاد من شدة ضربات سيفه.
ربما كانت خائفة.
“هل هو مجنون حقاً؟”
“…….”
ردود أفعالها عندما تكتشف هويتي… على الرغم من ذلك، لحسن الحظ، لم يكن يبدو أن هناك مزيجاً من الاحتقار في عينيها. ولكن، بالطبع، أصبح أسلوب كلامها مختلفاً تماماً عن السابق.
هييك―!
أغلقت أذنيها بشكل غريزي. كان صوت السيف وهو يقطع الرياح أعلى من صوتها، ليخفي كلماتها.
لكن مع ذلك، لم يكن بالإمكان تجاهل الأصوات المفاجئة التي تداخلت.
“أعتذر، يا أميرة! …لقد تم إبلاغ فرسان القلعة…”
“كيف لهذا الشخص… أن يحمل سيفاً…”
كانت نبرة صوتها متوترة. ومن الطبيعي أن تنفجر بهذا الشكل، فكيف يمكنها أن تتحمل رؤية من أسقط إمبراطوريتها أمام أعينها دون أن تغضب؟.
ومع ذلك، على الرغم من معرفته بكل ذلك، إلا أن هيوغو، مرة أخرى، نظر في عينيها بغباء.
“آه.”
لماذا فعل ذلك وهو يعلم؟ كانت هي الآن لا تستطيع حتى مواجهة عينيه بشكل صحيح. لقد جرحته تلك الفجوة التي ظهرت بينهما في يوم واحد فقط، مما جعله يشعر بالحزن العميق.
“آه، ماذا أفعل؟”
ضحك هيوغو بحزن عند سماع صوتها الخافت.
بالضبط، أنجيليكا راتلاي، كيف يجب أن أتعامل معك؟ في الحقيقة، كانت الإجابة واضحة.
‘يجب أن أبتعد.’
حتى إذا تقابلنا مجدداً في المستقبل، لن يكون من الطبيعي أن نتحادث بعد الآن. كان أفضل ما يجيده هو كبح نفسه، وكبح رغباته والعيش بهذه الطريقة.
لذلك، سيكون من السهل أن يقاوم الحب الذي نما في قلبه لأول مرة في حياته. بتنهيدة عميقة، ابتلع قراره، ومشى بخطوات ثابتة إلى مكتب الإمبراطور.
لكن،
“هيوغو، بعد أسبوع ستُقام مراسم زفافك. ستكون العروس هي الأميرة أنجيليكا راتلاي.”
لم يكن يتوقع أن يسمع هذا من الإمبراطور بعد دقيقة واحدة فقط من قراره. تجمد هيوغو بيرنشتاين في مواجهة هذا الوضع الذي كان من الصعب عليه تقبله، ليعيد تركيزه بصعوبة.
كان وجهه الذي كان يعبس من قبل أصبح أكثر قسوة.
“ماذا تقول؟”
كانت نبرة صوته تحمل غصباً خفيفاً. بدا صوته المخيف أكثر هدوءاً الآن. في المقابل، كان كاين هادئاً كما هو الحال دائماً. بعد أن وقع على الوثائق التي كان يقرأها، رد بهدوء.
“مالأمر؟ كما سمعت، بعد أسبوع، سيكون زفافك مع الأميرة وسيتم في جو من الاحتفالات.”
“كاين آفنديل.”
قالها هيوغو بنبرة غاضبة، وعينيه مليئتين بالغضب. أصبح مكتب الإمبراطور وكأن الثلوج قد سقطت في قلب المنطقة الشمالية. كان يشعر بشدة الغضب على مؤخرة عنقه، وبالكاد استطاع كاين أن يترك القلم ليواجهه أخيراً.
على عكس حديثه السابق بهدوء، كان وجه الإمبراطور قد تجمد الآن.
“هيوغو بيرنشتاين، هل تعتقد أنني أمزح معك؟”
” يبدو أن الخطوط قد تم تجاوزها هنا. لقد حذرتك من قبل. عليك أن تجد حلاً عملياً.”
“حسناً، هل هناك حل أكثر واقعية وعملية من هذا؟ لا أحد يمكنه معارضة هذا. الأميرة ستتزوج من رجل من إمبراطوريتنا وتعيش هنا.”
أمسك كاين بكلتا يديه بشكل خفيف.
“وبالإضافة إلى ذلك، الأميرة وافقت مسبقاً.”
“هل يُسمى هذا تهديداً بالموافقة؟ توقف عن الأكاذيب قبل أن تزداد غضبي.”
“أكاذيب؟ كيف يمكن أن أقول كذبة في قضية تتعلق بك؟”
“……”
“هيوغو، كل شيء حقيقي.”
“لكن هي…”
توقف هيوغو عن الكلام فجأة وأغلق فمه بإحكام. كان قبض يده قوياً لدرجة أن الأوتار كانت ظاهرة.
“أنجيليكا، لها شخص آخر تحبه.”
“هم؟ تحب أحداً آخر؟”
“نعم. لقد كانت تحب شخصاً آخر لأكثر من عشر سنوات. كيف يمكنها الزواج بي؟”
ثم، هل وافقت على هذا؟ إنه حديث لا يصدق. ألم يشعر بذلك بنفسه؟ كيف كانت تعامله الآن؟ لقد أصبحت تخشى أن تراه، بل ربما تكرهه الآن.
“هممم…”
من ناحية أخرى، لم يكن كاين مقتنعاً، بل بدا أنه يلمع بعينيه.
“حسناً، ليست مهمتي أن أعرف عن أمور الأميرة الداخلية. الأهم هو أنها يجب أن تتزوج منك.”
“لكن―”
“هيوغو بيرنشتاين، هذا ليس طلباً. إنه أمر من الإمبراطور.”
أحكم كاين قبضته على يديه، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة.
ثم، فجأة، توقف عن الابتسام وسأل بهدوء:
“أم أنك لا تريد الزواج من الأميرة؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا توجد مشكلة، يمكننا أن نزوجها لرجل آخر.أعتقد أن ذلك الرجل العجوز سيكون مناسباً.سمعت أن اللورد ويليامز، الذي فقد زوجته العام الماضي، يرغب في الزواج مرة أخرى. ما رأيك؟”
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 17"