صديق وليّ العهد سيدريك في الطّفولة، وعبقريٌّ سيحصل على منصب الوزير وهو لا يزال صغيرًا.
وفوق هذا، الوريث التالي لعائلة دوقٍ عظيمة. مًن ذا الذي قد يرفضه؟
ولأنّه بهذه المواصفات وكان ودودًا، وقع الجميع في حبّه بسهولة، وانخدعوا.
“انتبهي إلى الأرض.”
“شكرًا لك، سموّك.”
“إيان يكفي.”
نظر كلٌّ منهما إلى الآخر دون أن يُبادر أحدهما أوّلًا.
نسيمُ صيفٍ عليل تفوح فيه رائحة الزّهور العطرة.
المصابيح أنارت الطّريق بهدوء.
كان المشهد أقرب إلى لوحةٍ رومانسيّة، لكنّ سلوك إيان بقي ثابتًا.
“سمعتُ أنّ الكونت ويلينغتون بارعٌ في البوكر.”
اختيارٌ ذكيٌّ لموضوع الحديث.
“ربّما انخدعتَ بمبالغاته. إنّه من النّوع الذي يحبّ القمار والمراهنة.”
“أفهم. من المؤسف أنّي لم أتعلم منه شيئًا.”
وتعليقٌ حياديٌّ مثاليّ.
لكنّه لم يسأل أبدًا: “وهل تُجيدين أنتِ؟” أو “هل نلعب سويًّا مرّة؟”
لم يترك مجالًا لأيّ وعودٍ لاحقة.
رسم حدودًا صارمة.
يُقال إنّ الشّخص إن تناول العشاء معك ثلاث مرّات دون أن تتقدّم العلاقة، فعليك أن تنسحب.
‘هذا الرّجل لا يهتمّ بي إطلاقًا.’
كلّما طالت المحادثة، شعرت بذلك أكثر.
لن تحظى بلقائه مرّتين، فضلًا عن تناول العشاء سويًّا.
‘يبدو أنّ ذهنه مشغول بأمرٍ آخر كذلك.’
هل يُفكّر بشيءٍ ما؟
حركاته كانت خفيفة، لكنّها ملحوظة.
‘كان يُحدّق في الجهة التي صدر منها صوت الأوراق، أليس كذلك؟’
كان حساسًا تجاه أيّ حركة.
رغم إخفائه ذلك ببراعة، لكنّ شيئًا واحدًا كان واضحًا.
هو لا يرى ديانا كشخصٍ ذي فائدةٍ حتّى لاستخدامه.
‘تغيير مجرى القصّة… يسير بسلاسةٍ غير متوقّعة؟’
نقيضُ الحبّ ليس الكُره، بل اللامبالاة.
وأخيرًا، شعرت بذلك في عمق قلبها.
وقبل نهاية الطّريق بقليل…
انقطع الشريط في حذاء ديانا.
“أوه، هل أنتِ بخير؟”
أسرع إيان وأمسك بها.
“أنا بخير. يبدو أنّ الشريط قد تمزّق قليلًا.”
“دعيني أساعدكِ.”
“لا، لا داعي.”
إن أرادت إنهاء هذا اللقاء الفارغ، فهذه فرصتها المثاليّة.
هزّت ديانا رأسها.
“لا أريد أن أبدو بمظهرٍ مُحرج. سأسير بحذر، فلنُنهِ الأمر هنا.”
“لكن…”
“وإن ساعدتني الآن، فسيُساء فهم الأمر. من الأفضل أن نفترق هنا.”
“هل أنتِ واثقةٌ أنّكِ بخير؟”
“بالتّأكيد. سأتوجّه إلى غرفة الاستراحة.”
“إن كنتِ مصرّةً على ذلك… حسنًا.”
أومأ إيان برأسه.
“سررتُ بلقائكِ اليوم، آنسة ديانا. أتمنّى أن تصلي بسلام.”
“وأنا كذلك. ليلةٌ طيّبة، سيدي.”
تركها بعدما تمنّى لها الحذر.
وحين اختفى عن نظرها تمامًا، شعرت ديانا بتحرُّرٍ هائل.
كادت تصرخ من شدّة الارتياح.
‘تمّ الأمر! لقد أنقذتُ نفسي من مسار الخطيبة!’
أعتذر، أمّي.
لكنّني تخلّصتُ من راية الموت، فهل تغضبين منّي فعلًا؟
سارت ديانا بسرعةٍ، تُخفي عرجها.
وقد تآكل باطن قدمها من الألم، وتحطّم حذاؤها تمامًا مع وصولها إلى غرفة الاستراحة.
لكنّ ذلك لم يكن مهمًّا.
إذ كانت روحها محلّقة من الفرح أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
“هل رأيتِ كيف كانت تمشي ملتصقةً بإيان؟”
“رأيتُ! كانت تتظاهر بأنّها لا تهتمّ به، ثمّ ما إن سَنَحت لها الفرصة حتّى التصقتْ به كخنفساء.”
“ما أوقحها. تنتمي إلى نبلاء جُدد، وتتصرف وكأنّها أميرة. أليس كذلك، كارماين؟”
“وماذا نفعل؟ ألم يتمّ ترقية ويلينغتون إلى كونتٍ منذ ثلاث سنوات فقط؟”
قبل لحظاتٍ فقط، كانت فرحتها في السّماء.
“آن لها أن تُدرك أنّ المال وحده لا يصنع النّبلاء.”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"