“ربما يمكنك قريبًا الانضمام إلى فرقةٍ مسرحية. لقد كنت فعلاً تبدو كأنك مرافقٌ حقيقي.”
“هل يمكنني مقارنتي بالآنِسة؟”
قهقه أُورلاندو وهو يخلع حزام كتفه.
“والآن حتى نبرة صوتكِ مثالية. لقد شعرتُ حقًا وكأنني أرافق مُفتِّشةً ملكية.”
“هكذا إذًا؟ يبدو أن جدوى تدريب النبرة الجادة لم تذهب سدى.”
لم يدم ضحك ديانا طويلًا.
“لا تعطوهم شيئًا غير الماء.”
تلألأت في عينيها نبرةٌ حادة حاملةٌ تهديدًا واضحًا.
“من أجل ضحايا الاحتيال المعماري الآخرين أيضًا، لا يجب أن نجعل الأمر سهلاً عليهم. إن كانوا قد تجرأوا على فعل كل تلك الفوضى في كازينو الملكية، فكيف تَصوَّر مقدار ما ارتكبوه ضدّ الآخرين؟”
“بالطبع. يجب أن نلقّنهم درسًا قاسيًا هذه المرة.”
هزّ أُورلاندو رأسه بسرعة.
لم تكن ديانا بحاجةٍ للبحث طويلًا في هوية الجناة.
فمجرد التواصل مع بعض ضحايا بناء المنازل وصيانتها كان كافيًا لتتوالى عليهم رواياتٌ مخيفة تشبه الأساطير عن حجم الضرر.
“متى تفكرين بالتفاوض معهم؟”
“عندما يخافون بما يكفي. أمثال هؤلاء لا يبنون المباني بشكلٍ فوضوي لأنهم لا يعرفون. إن أرادوا النجاة فهذه المرة سيُصلحون كل شيءٍ كما يجب.”
“لو فعلنا ذلك لامتلأ القبو ولن يكفِ. لكن أخذنا منهم كفالاتٍ مالية كبيرة فلا بأس.”
تذكّرت ديانا المقاول والمراقب المعماري اللذين شاركا في الاحتيال البسيط.
كان أولئك الثلاثة أسهل بكثير مِمَن تعاملت معهم من قبل.
وخاصةً بالمقارنة مع المراقب المعماري الذي قاوم حتى النهاية، فقد كانوا أشبه بقطعة بطاطا باردة.
-‘ما المشكلة في أخذ المال مقابل التصاريح؟ الكل يفعل ذلك! إنه حقي! لم أرتكب خطأ!’
-‘لويس ألبون، هل تقصد أنك لن تعترف بجرمك حتى النهاية؟’
-‘نعم! وهل يعني كونكِ مُفتِّشةً ملكية أنكِ كل شيء؟ إن أردتِ قتلي فاقتُليني! هيا، اقتليني!’
-‘جيد. سأقتلك.’
-‘م… ماذا؟’
-‘سأقتلك، لكن دون دم. سأسحقك اجتماعيًا.’
-‘ه… ها! تظنينني سأرتجف من هذا النوع من التهديد؟’
-‘سأنشر للصحف قصتك قبل سبعة عشر عامًا حين تركتكَ خطيبتُك، وكيف رجوتها وأنت تزحف على أربع. وسأفضح قصة وقوعك في النهر بسبب السكر وبقائك عالقًا في مجرى الصرف لثلاثة أيام.’
-‘م… ماذا؟!’
-‘ثم سألصق بك تهمة التبوّل في بئر القرية، وسأضيف أنك معتادٌ على قضاء الحاجة في الأماكن العامة.’
-‘أأنتِ شيطانة؟! هل يجوز لمُفتِّشةٍ ملكية أن تفعل هذا؟!’
-‘وسأُفشي أيضًا محاولتك لإغواء معلمة ابنتكَ وأنت عارٍ ترتدي فقط معطفًا. ترى، كيف ستنظر إليكِت ابنتكِ عندما تسمع السبب الحقيقي للطلاق؟’
التعليقات لهذا الفصل " 23"