•♡•
من غير الصواب أن ننحاز لإيلا بينما روزيا موجودة.
رغم هذا التفكير، شعر جيرالد بقلق خفيف.
وكذلك كان حال سيدريك.
حاول تبرير موقفه.
“لا تقلق يا أخي، هذا لمصلحة كل من روزيا وإيلا. على الجميع تقبل حقيقة عودتها.”
“أجل، كلامك صحيح.”
أومأ جيرالد رأسه بوجهٍ متجهم.
بينما كانا يسيران في صمت، وجدا نفسيهما أمام مكتب الدوق.
تقدّم جيرالد وطرق الباب.
“ادخلا.”
عندما فتحا الباب، وجدا كاليوس ينظر إلى الأوراق بوجهٍ متعب.
بعد لحظة من تقييم الجو، بدأ جيرالد الحديث.
“هل الأم على ما يرام؟”
“أُصيبت بإعياء. طلبت ألا أزعجها لبعض الوقت. يبدو أنها غاضبة جداً مني.”
كان وجه كاليوس مظلماً وهو يجيب.
“لكن هذا كان ضرورياً. طالما إيلا هنا، لن تصبح روزيا الابنة الشرعية الكاملة لعائلة بلانش.”
“لقد كانت إيلا متورطة بشؤون العائلة كثيراً.”
“حتى الخدم كان الكثير منهم يتبعون إيلا. رغم أنها كانت صارمة…….”
بما أن إيلا كانت تدير شؤون العائلة لوقت طويل، لم يكن تأثيرها عليها بالأمر الهين.
ساد صمت بين الرجال الثلاثة عند تذكر هذا.
كسر سيدريك الصمت أولاً.
“لكن… هل غادرت إيلا حقاً؟”
من النافذة، رأوا عربة تغادر القصر بهدوء.
أومأ كاليوس وهو يتنهد.
“نعم، ودعتني منذ قليل ثم غادرت. حاملةً طلب الانتساب إلى السكن الجامعي.”
أطلق جيرالد زفيراً خفيفاً.
فقد تذكر وجه إيلا الحزين.
“ستفهمنا إيلا يوماً ما. عندما تثبت روزيا نفسها كابنة شرعية للعائلة، ستعود.”
“صحيح، هي لن تصمد طويلاً على أي حال. أين ستجد مأوىً مريحاً وهي لم تعد من عائلة نبيلة؟”
تقطّب وجه سيدريك.
“وخطيبها كادين، عندما يسمع الخبر، سيطلب فسخ الخطوبة بلا شك.”
لم يكن يحب خطيب إيلا من الأساس.
كان قلقه أن تلجأ إيلا إليه طلباً للمسنة فتُجرح مرة أخرى.
عندما بدا أن سيدريك ما زال متعلقاً بإيلا، قطع كاليوس الحديث ببرود.
“هذا شأن إيلا الآن. لم تعد من دمائنا.”
ارتجف الشقيقان ونظرا إلى أبيهما.
أحياناً، رغم عشرات السنين معاً، كان والدهم يبدو قاسياً بشكل مخيف.
رغم أنها لم تكن من دمائهم، لكن إيلا عاشت معهم كعائلة كل هذه السنوات.
هل تخلى عنها والدهما بالفعل؟
“لذا توقفا عن الاهتمام بشؤون إيلا، وركزا على مساعدة روزيا للتكيف.”
“…… حسناً.”
“نعم، أبي.”
انحنيا بأدب ثم خرجا بهدوء.
***
وصلت إيلا إلى الأكاديمية في يوم واحد.
بسبب التوصية الموقعة من الدوق، تم تخصيص غرفة سكن لها بسرعة.
اتسعت عيناها عند رؤية الغرفة.
كانت أفضل مما توقعت.
“واو، جيدة كغرفتي؟ كما هو متوقع من أكاديمية ريود. كل شيء هنا فاخر.’
كانت الأكاديمية الملكية ريويد مخصصة للنبلاء والأثرياء، وتشتهر برسومها الباهظة.
ولهذا السبب.
كانت مباني السكن فسيحة وفاخرة، والأثاث من أعلى مستويات الجودة.
توقعات عائلة بلانش بأنها لن تجد مأوىً مريحاً كانت خاطئة.
ارتفعت زوايا شفتيها.
‘مقارنة بشقتي الصغيرة عندما كنت ممثلة، هذا جنون.’
كانت تعيش في غرفة صغيرة تحت الأرض آنذاك.
رمت نفسها على السرير الوثير.
عندما أغمضت عينيها، شعرت وكأنها في الجنة.
‘التخرج من هنا يضمن مستقبلاً رائعاً. ومع معرفتي بالقصة الأصلية، لدي طرق لا تحصى لكسب المال.’
هدفها كان الاستقلال الكامل عن عائلة بلانش.
والأكاديمية كانت الخطوة الأولى.
أغلقت عينيها لترتب أفكارها.
‘أول ما يجب فعله…’
عليها إنهاء خطوبتها مع كادين أولاً.
السبب بسيط.
‘سيطلب فسخ الخطوبة قريباً ليخطب روزيا.’
لذا قررت أن تسبقه إلى ذلك.
ستطلب فسخ الخطوبة أمام الطلاب قبل أن يطلبه هو.
‘الدراسة تبدأ بعد أسبوع.’
كادين، كطالب في قسم المبارزة، كان مقيمًا في السكن الجامعي للتدريب.
لذا لا بد أنه هنا الآن.
وفقاً للقصة الأصلية، سيلتقي روزيا مصادفة قريباً عند قدومها لامتحان القبول.
‘وعندها سيخطط لفسخ خطوبتي والارتباط بها.’
أطلقت ضحكة صغيرة.
‘في القصة الأصلية، لم أذهب إليه إلا بعد سماعي نبأ الفسخ.’
القاعدة الثانية للبطلات المأساوية.
البطلة تلتمس الحب ممن لا يحبونه.
هي أيضاً تعلقت به يائسة.
ظنّت أنه آخر من تبقى لها.
لكنه أهانها بشدة.
عندما أغمضت عينيها، تذكرت كل تفاصيل القصة بوضوح.
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
“إيلا، ما الذي جاء بكِ هنا؟”
شعره الأسود كالليل، وعيناه الحمراء كالحمم البركانية.
وجسمه الرياضي المتناسق.
ظلّ كادين رجلاً جذاباً بلا منازع.
أي شخص يراه سيقع في حبه لا محالة.
كما وقعت هي من قبل.
“كادين، هل تنوي فسخ خطوبتنا؟ فأنا لستُ نبيلة الآن.”
“ما زلتُ أحبكِ.”
تنفست الصعداء عند سماع رده.
ظنتها فقدت كل شيء، لكنه ما زال هناك.
‘حسناً، لم يبقَ لي سواه.’
بينما تخلى عنها الجميع، بقي هو بجانها.
لكن ما سمعته بعدها صدع رأسها.
“لكن لا يمكن لوريث المقاطعة الزواج من عامية. سأخطب روزيا. بما أنكِ كنتِ نبيلة، ستفهمين.”
أصمتت آذانها وأطرقت رأسها.
ضاق صدرها حتى لم تعد تقوى على الكلام.
ماذا سمعت للتو؟
مد يده ولمس عقدها وضحك.
“ما زلتِ تحتفظين بالعقد الذي أهديتُه لكِ.”
كان وجهه جميلاً بشكل مخيف. لكنها الآن لم ترَ فيه سوى القسوة.
“إيلا، ماذا لو أصبحتِ عشيقتي عندما أصبح كونتاً؟ ليس خياراً سيئاً لعامية مثلكِ.”
بدأ أصدقاؤه يضحكون.
“انظروا إلى وجهها!”
“توقعت أن يُبقي على خطوبته معها.”
“وقحة!”
طعنت ضحكاتهم قلبها. دفعت بيدها بعيداً.
رفع زاوية شفتيه ساخراً.
كان الأفضل ألا يقول أنه يحبها.
لو صرّح فقط بأنه لا يحتاجها الآن، لكان تقبلت الأمر.
لكن قلبها تحطم إلى ألف قطعة.
«««»»»
لا تنسوا التصويت والكومنت اللطيف 🙈
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 6"
يارب تمسح فيه الأرض متحمسة لانتقامها